فوجئنا بنبأ وفاة أستاذنا الجليل الشيخ المفتي محمد ظهور الندوي ونائب الأمين العام لندوة العلماء، لكناؤ في صباح يوم الأحد، 25 سبتمبر 2016م. نزل نبأ وفاة الشيخ المغفور له كصاعقة على الأوساط العلمية والدينية ولاسيما على تلامذته وأصحابه وعلى كل من يعمل في مجال الفقه الإسلامي في الهند، فكان من كبار أساتذة دار العلوم ندوة العلماء،بلكناؤ، ومن أبرز الفقهاء الهنود في العصر الراهن.
كان المفتي -رحمه الله- من مواليد عام 1927م، و ينتمي إلى قرية سيكتهي الواقعة بالقرب من بلدة مباركفور في محافظة أعظم غره. كانت أسرته ذات علم و فضل، و كان أبوه الشيخ عبد الستار من أبرز علماء الآداب الفارسية في دياره، و يتمتع بالشعبية و سمعة طيب بين أناس المنطقة. فكان الناس يستشيرونه في قضاياهم و أمورهم المختلفة.
عندما أوفى الشيخ على عمر التعليم فأدخل أبوه في مدرسة قريته “مدرسة رياض العلوم حيث أكمل تعليمه الابتدائي ثم التحق بمدرسة احياء العلوم ببلدة مباركفور، ودرس شرح الجامي وشرح التهذيب والكتب الأخرى، ثم رحل إلى مدينة لكناؤ والتحق بدارالعلوم ندوة العلماء في عام 1944م حيث واصل مسيرة دراسته حتى عام 1950م، و تلمذ على الأساتذة الكبار لدراسة التفسير والحديث والفقه والعلوم الأخرى، وحظي بالاختصاص في مجال الفقه. و من أهم الأساتذة الذين لازمه الشيخ المفتي، الشيخ ابوالعرفان خان الندوي، والشيخ اسحاق سنديلوي، والشيخ شاه حليم سلوني، والشيخ أبوالحسن الحسني الندوي، والشيخ سعيد، و غيرهم.
بعد تخرجه في ندوة العلماء، تم تعيينه كأستاذ بسبب تفوقه العلمي في دارالعلوم لندوة العلماء، فركز الشيخ على مادة الفقه و قام بتدريس مهام الكتب في هذا المجال حتى حصلت له يد طولى فيه فعُين رئيسا لجميعة فقهاء دارالقضاء لدارالعلوم لندوة العلماء، و أفاد الطلبة والدارسين و أفتى في القضايا المهمة. إنه تولى منصب نائب مدير ندوة العلماء أدى مسؤولياته لمدة طويلة ثم اختير نائبا للأمين العام لندوة العلماء في عام 2006م و كان لا يزال على هذا المنصب حتى توفي في الشهر الماضي.
وقد تلمذ على أستاذنا الجليل عدد من العلماء البارزين والأساتذة الكبار في مقدمتهم الأستاذ الدكتور محمد اجتباء الندوي رحمه الله، و الشيخ ناصر علي الندوي رحمه الله شيخ الحديث لدارالعلوم ندوة العلماء سابقا، والشيخ محمد مستقيم الندوي حفظه الله أستاذ الفقه في ندوة العلماء، والشيخ سلمان الحسيني الندوي حفظه الله والآخرون.
Leave a Reply