+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

تاج العلماء القاضي نجف علي الجهجري وإنجازاته العربية في عهد الاستعمار
د. عبدالملك، الرسول فوري

 المدخل:

إن القاضي نجف علي الجهجري (1815-1881) كان من العلماء البارزين ومن الرجال المثقفين في عهده، كان يتقن عديدا من اللغات الحية التي يُحتاج إليها لرفع مستوى الثقافة والمعرفة. فكانت له يد طولى في اللغة العربية والفارسية والأردية بالإضافة إلى معرفة لغة دري الأفغانية و اللغات القديمة لإيران. إنه فسر القرآن الكريم وألف كتبا عديدة باللغة الفارسية  والعربية كما أنه شرح كثيرا من المؤلفات المكتوبة باللغة العربية وترجمها إلى اللغة الأردية والفارسية. وكذلك هو كان شاعرا مفلقا قرض آلافا من الأبيات باللغة الفارسية والأردية كلتيهما.

أسرته ومولده:

تنحدر أسرته من البلدان العربية حيث قدم أحد أجداده الهند في عهد السلطان فيروز شاه وتولى منصب القضاء بمدينة جهجر.[1] ولد المولوي نجف علي في الحادي عشر من شهر رمضان عام 1230هـ الموافق السابع عشر من شهر أغسطس عام 1815م. ببلدة “جهجر” بولاية هريانة بأسرة مثقفة تتمتع بسمعة متزائدة في الأوساط العلمية.[2] فكان أبوه الشيخ القاضي عظيم الدين قد شغل منصب القضاء ببلدته إلى أمد بعيد، وجده الشيخ خيرالدين أيضا كان يعد من كبار العلماء في المنطقة.[3] هكذا فتح المولوي عينيه بجو علمي ونشأ بين العلم والمعرفة، فرضع بلبانهما ونزعت في طبيعته نزعات ثقافية، فمال إلى الدراسة في مقتبل عمره الذي كان الأطفال فيه يترقبون الفرص للعب واللهو.

دراسته:

ألحقه أبوه للدراسة بحلقة الشاه رفيع الدين الدهلوي بمدينة دلهي، التي كانت آنذاك مهدا للعلم والمعرفة، فدرس بها علوما عديدة بالإضافة إلى أصول التفسير.[4]وكذلك أخذ العلم عن العلماء الآخرين بمدينة دلهي فدرس على الشيخ قاضي خان وملا خان محمد وعبدالكريم الهراتي، الكتبَ أمثال: المطول في  علم البلاغة، والهداية في الفقه وديوان المتنبي والحماسة والمقامات لابن الحريري في الأدب، وشرح المقاصد وصدرا في فن المنطق، والتوضيح والتلويح في علم الأصول، وكذلك درس خلاصة الحساب لدى المولوي كرامت علي.[5] هكذا جريا على غرار أبيه إنه درس علوما شتى، وأحرز لنفسه الكمال والكفاءة العالية في كثير منها، فاكتسب سمعة في فن اللغة والإنشاء، و طلع نجمه بسماء علم اللغة، فكان يتقن اللغة العربية، ويجيد اللغة الفارسية، و يتضلع من اللغة الدرية، الفارسية القديمة.

في مضمار العمل:

بعد التخرج في الدراسات الشرقية إنه تولى منصب القضاء الذي ورثه عن أبيه. ولكن سرعان ما نظر أن أهمية المنصب قد ذبلت في عيون المسلمين ولم يبق له مكان يتمتع به من قبل؛ فانعزل عنه وانضوى إلى السلك الاستعماري الإنجليزي عام 1835م في حين إنه كان فتى يافعا يناهز عمره عشرين سنة فقط.[6]

وبدأ عمله ككاتب أول في إحدى دوائر الحكومة الاستعمارية. وفي هذه الفتره إنه ساعد أميره السيد “إيه هوك A Hogg” في ترجمة “كتاب القوانين للتجند في القوات الاستعمارية” إلى اللغة الأردية. وقد طبع الكتاب بمدينة كولكاتا عام 1837م. وكتب على غلافه اسم القاضي مع الأمير الإنجليزي كمترجم.[7]

وفي سنة 1845إنه استقال من وظيفته في حكومة الشركة، وقصد مدينة ألور التي كانت مقرا لأحد راجوات الرياسة وبدأ في أشغاله العلمية ، وبدأ عبيق علومه يتضوع حتى أخذ طريقه إلى بطانة الراجة بنى سينغ،  وهو كان رجلا يحب العلم والثقافة ويكرم رجالات العلم. فعينه معلما لولي عهده شيودان شينغ ثم اعترافا بعلومه الوارفة وكفاءته البارزة ولاه منصب الإفتاء والقضاء للمدينة وخلع عليه خطاب “خان” التقديري.[8]

وهنالك بدأ في سلسلة التأليف والترجمة، وألف عديدا من الكتب المهمة، حتى أخذ اسمه يتلألأ في سماء العلم والأدب. فنجد أن في نفس المدينة أنه قام بشرح”آئين أكبري” وبتأليف “رسالة المناصب” بطلب من السيد “تيه إيس إيليت” الذي كانت له علاقة وطيدة معه منذ اشتغاله في الحكومة الإنجليزية.[9]  وكان القاضي مشتغلا بأعماله العلمية حتى وافت الراجة بني سينغ المنية عام 1857م، وتولى ولي عهده الراجه شيودان سينغ على عرش الحكومة؛ إلا أن الأوضاع قد اختلت وما زالت غير مستقرة إلى عدة شهور، ففي نهاية السنة غادر الشيخ إلى مدينة كولكاتا،[10] وفاز بإنشاء العلاقة مع النواب لمدينة مرشدآباد، وأصبح معلما له. ثم إنه تولى منصب القضاء هناك  ومكث في المدينة زهاء سبع سنوات ألف خلالها تاريخ المدينة، وكتبا أخرى.[11]

وفي سنة 1864م إنه رجع من كولكاتا وقصد مدينة تونك، واستقر فيها، وكان يتمكن على عرش الإمارة عند ذاك النواب وزير محمد خان. ثم بعد فترة وجيزة حنيما تولى النواب محمد علي خان على الإمارة انضوى إلى بلاطه. وأكرمه النواب واستعمله لتأليف الكتب العلمية وترجمة بعض منها إلى اللغة الأردية. ثم بعد ثلاث سنوات و نصف توجه النواب محمد علي إلى مدينة بنارس منعزلا عن الإمارة، فلم يستطع القاضي الجهجهري المكوث بمدينة تونك، وقصد إلى مدينة بنارس واتصل بالنواب، هناك أيضا استخدمه النواب في مجال التأليف والترجمة.[12] ثم عندما تولى تلميذ القاضي، النواب إبراهيم خان عرش إمارة تونك، استدعاه من مدينة بنارس إلى مدينته، فلبى نداءه وعاد إلى مدينة تونك. ولكن العودة هذه لم تعد للبقاء؛ لما أنه بعد مدة وجيزة من العودة إلى مدينة تونك اختطفه الموت. فتوفي القاضي في 28 من شهر ذي الحجة عام 1298هـ الموافق 21 من شهر نوفمبر عام 1881م ببلدة تونك.[13] و شارك في صلاته النواب إبراهيم علي خان وولي عهده النواب عبيد الله خان. وقد دفن في حديقة النواب.[14]

كفاءاته وكمالاته:

كان رجلا عبقريا يبرع في جميع أصناف العلم والثقافة، فكان مفسرا قد فسر القرآن بصنعة الإهمال في خمسة مجلدات، وكان مؤرخا فألف كتبا عديدة في فن التاريخ، وترجم بعضا منها إلى اللغة الأردية. وكان لغويا يتضلع من أكثر من خمس لغات علمية. وكان أديبا شرح المقامات لابن الحريري بلغة غير منقوطة.كما كان أحرز له كفاءة إدارية فكان يدير أعماله بكل من الجدارة والمهارة، فمع تضلعه من العلوم المختلفة إنه كان يُعرف بجدارته في الشؤون الإدارية؛ حتى كان الأمراء يتشاورن معه في شؤون الإمارة.

كان القاضي مترجما بارعا، فهذا تلميذه السيد قطب الدين من مدينة تونك، يصف مهارته في فن الترجمة ويقول: “في حين كان المولوي نجف علي مشتغلا بترجمة “تاريخ الخميس” إلى اللغة الفارسية، ربما كنت أساعده في الوظيفة، حيث أنا كنت أقرأ الجمل العربية وإنه كان يترجمها إلى الفارسية، وخلال مساعدتي له ما حدث أبدا أنه قال لي لإعادة القراءة أو منعني من سرعتها. فكنت أقرأ صفحات حسب الخطة المنسوجة من قبل وعندما انتهي من القراءة ينتهي الأستاذ من ترجمتها إلى الفارسية.[15]

انطباعات العلماء:

ذكره الشيخ عبدالحي الحسني في نزهة الخواطر بألفاظ: “الشيخ الفاضل العلامة نجف علي بن عظيم الدين الحنفي الجهجري أحد مشاهير الأذكياء كانت له يد طولى في اللغة والإنشاء والشعر وسائر الفنون الأدبية، له شرح على “مقامات الحريري” في صنعة الإهمال وشرح على “ديوان المتنبي”و شرح على “ديوان الحماسة” و شروح على “قصيدة البردة” و”قصيدة بانت سعاد” و “القصيدة الأمالية” وله تعليقات على”المطول” وشرح على الدساتير البازندلي في اللغة الدرية، وله “تكملة الصولة الفاروقية” ديوان الشعر الفارسي، مات سنة تسع وتسعين ومئتين وألف.[16]

وكتب عنه السيد رحمان علي في تذكرته: “كان من نوابغ عصره، يفوق من أقرانه كان ذكيا فطنا، تمتاز طبيعته بقريحة شعرية، ألف كثيرا من الكتب والمؤلفات… ، مات عام 1299هـ”.[17]

وجاء في تذكرة النساخ عنه: “المولوي نجف علي خان بن القاضي عظيم الدين، قاضي بلدة جهجر، كان من أساتذة النواب ناظم بهارد و مهاراجه بلدة ألور. وهو أديب لا مثيل له، محقق لا نظير له، وله يد طولى في اللغة العربية ولغة دري”.

أولاده و أحفاده:

إنه ربى أولاده  تربية حسنة، فنجد نجله السيد غضنفر علي قد أدى دورا مهما في إثراء الثقافة والمعرفة في ربوع البلاد. فإنه سلك على غرار أبيه واتخذ مسلكه مَعلما لدراسته. فدرس وألف كتبا مهمة بثلاث اللغات المعرفية آنذاك: العربية والفارسية والأردية، وقد قرض في جميعها القصائد والأبيات. إنه ترجم “الأنس الجليل” من اللغة العربية إلى اللغة الأردية، وهو كتاب في فن التاريخ يتضمن تاريخ بيت المقدس.وكذلك إنه شرح بعض أمكنة المقامات لابن الحريري  التي ضاعت من شرح أبيه لها بصنعة الإهمال. وكذلك ترجم “الإسكندراني” إلى اللغة الفارسية والأردية. وكان شاعرا قرض في اللغة العربية عدة قصائد، وكذلك ترجم بعضا منها إلى اللغة الفارسية والأردية كما هو ترجم قصيدة “الصادح والباغم”.[18] ونجد أنه ترجم مؤلفة الدكتور فندق بك في موضوع الصنعة والحرفة “منتخب الصنائع” من اللغة العربية إلى اللغة الأردية. وهي لم تطبع و محفوظة بشكل مخطوط كُتب سنة 1311هـ.[19]

جوائز تقديرية:

إشادة بكفاءاته البارزة واعترافا بانتاجاته العلمية والأدبية خلع عليه النواب محمد علي خان والي رياسة تونك في السابع عشر من شهر شعبان عام 1281هـ لقب “تاج العلماء”  و”قلزم العلوم”.[20]

مؤلفاته:

قد ذكرنا سابقا أن المولوي كان رجلا عكوفا على الكتب والمؤلفات ودؤوبا في شغله وعمله، فعندما اختار العلم والثقافة كوظيفة جعلهما شغله الشاغل فأفنى فيه النفس والنفيس وترك لنا كثيرا من مؤلفاته التي يربو عددها على مئة  أومئة وخمسين. فكل من كتب عنه عدَّ كتبه أكثر من مئة، إلا أن الكثير منها ضاعت  أوبقيت بشكل مخطوط ولم يطبع منها غير قليل. هنا نذكر بعض ما وجدنا ذكرها في كتب التراجم، وخاصة الكتب التي لها علاقة باللغة العربية. وهي ما تلي:

هدية محمد ية:

 وهي مؤلفة الشيخ محمد إبراهيم حسين الحسني باللغة العربية، وقد تحتوي على ست وتسعين صفحة حول موضوع إثبات النبوة المحمدية بعد سيدنا عيسى عليه السلام. وقد ترجمها الشيخ الجهجري بإيعاز من النواب محمد علي خان ولي أمارة تونك باللغة الفارسية والأردية. و نسخها الكاتب محمد علي الأكبرآبادي، وطبعت بمطبعة مفيد عام بمدينة آگره عام 1882م حيث كل صفحة من صفحاتها تتضمن متن الكتاب في عليائها ثم تليها الترجمة الفارسية ثم الأردية من الأعلى إلى الأسفل.[21]

سحر الكلام:

 وهو شرح لمقامات ابن الحريري، كتبه عام 1852م بصنعة الإهمال دون استخدام أي لفظ منقوط على طراز سواطع الإلهام لأبي الفيض الفيضي. وهو يحتوي على أربعة مجلدات ضخمة.[22]

سحر البيان:

وهو شرح لديوان الشاعر الشهير في العهد العباسي المتنبي. وقد شرح الشيخ أبياته وعلق عليه حواشيه في سنة 1853م حين مكوثه لدى الراجة بنى سينغ في مدينة ألور. وهو يوجد في مكتبة  تونك ورقمه العام: 3597. [23]

أرمغان محمدي:

وهو شرح لقصيدة البردة للشيخ محمد بن سعيد البوصيري، شرحها الجهجري خلال مكوثه بمدينة بنارس بثلاث لغات: العربية والفارسية والأردية. وهو غير مطبوع، ويوجد بشكل مخطوط بخزانة المخطوطات بمؤسسة مولانا آزاد  للبحث والتحقيق بمدينة تونك/راجستهان (الهند) ورقمها 1872.

ترجمة تورات:

إنه ترجم على إيعاز من النواب محمد علي خان  كتاب التورات إلى اللغة الفارسية منظوما بصيغة النظم، فقد ترجمه من نسخة طبعت في لندن باللغة العربية. إنه ضم في بداية الكتاب قصائد مدحية لكل من ملكة بريطانيا والضابط الإنجليز السير وليم ميور وغيره من الضباط الإنجليز الآخرين في الهند. وتوجد للكتاب المترجَم نسختان في مكتبة تونك. استنسخ واحد منهما في الثالث من جمادي الأولى عام 1289هـ، وطبع الكتاب بمدينة تونك نفسها.[24]

تفسير غريب:

إنه فسر القرآن الكريم، وأطنب في بيان معجزاته مركِّزا على وجوه الإعجاز فيه من المعاني والبيان وعلى الإعراب والصرف. وقد انتهى به  إبان مكوثه في مدينة جودهفور، وهو يحتوي على ألفين صفحة تقريبا، توجد مخطوطاته بكثير من المكتبات.[25]

درة التاج:

وهي ترجمة منظومة باللغة الفارسية لكتاب المنبهات لابن الحجر العسقلاني. وهي تحتوي على ثلاث مئة وعشرين صفحة وقد نشرتها مكتبة حسينة، وسنة  طباعتها غير مذكورة إلا أنه المصنف صرح في الكتاب بأنه انتهى من تسويدها في العشرين من شهر رمضان المبارك عام 1295هـ الموافق التاسع من شهر سبتمبر عام 1878م. وقد ضم في نهاية الكتاب قصيدة مدح فيها النواب محمد علي خان والي إمارت تونك.[26]

رسالة دانش أفزا:

وهي رسالة صغيرة في علم النحو والصرف للغة العربية، صنفها المولوي عام 1850م. وتوجد لها نسخة في مكتبة مولانا آزاد عربك وبرشين ريسرج انستيتوت بمدينة تونك.

شرح القصيدة الغوثية:

القصيدة الغوثية قصيدة شهيرة قرضها الشيخ عبدالقادر الجيلاني رحمه الله تعالى، وهي تعرف بين عامة الناس بالقصيدة الغوثية، وأما في الأوساط العلميه فإنها تعرف بالقصيدة الخمرية. شرحها المولوي باللغة الأردية نثرا ونظما، والشرح يحوي مئة و اثنتين صفحة في ست و ثلاثين صفحة شرحها القصيدة و في ست و ستين صفحة إنه كتب ترجمة الشيخ عبدالقادر الجيلاني. والقصيدة تبدأ بشعر:

سقاني الحب كأسات الوصال* فقلت لخمرتي نحوي تعال
پلایا محبت نے جب مجھ كو جام- كیا خمر سے میں نے اپنا كلام

كہ خمر میری میرے پاس آ- مجھے صحو كے جال سے خود چھڑا

وهي لم تطبع حتى الآن وتوجد بشكل مخطوط.

كافل الإسعاد شرح قصيدة بانت سعاد:

قصيدة “بانت سعاد” قصيدة شهيرة في صنف الاعتذار لصاحبها الشاعر الشهير كعب بن زهير. فقد ترجمها القاضي إلى اللغة الفارسية وشرحها بنفس اللغة. وطبعت الرسالة بمطبعة حسينية بمدينة بنارس عام 1878م. (شاهد 92)

شرح قصيدة الأمالي:

وهو شرح لقصيدة الأمالي، قد شرح هذه القصيدة بإيعاز من النواب محمد خان بمدينة بنارس باللغة الفارسية والأردية. وهو غير مطبوع ويوجد بشكل مخطوط في معهد الشيخ آزاد للبحث والتحقيق في اللغة العربية والفارسية.[27]

صراط مستقيم:

ألف الشاه إسمعيل الشهيد الدهلوي كتابا باللغة الفارسية و سماه بـ”صراط مستقيم”، ثم عندما زار الشيخ البلد المكرم للحج والاعتمار، فخلال مكوثه بها ترجمه إلى اللغة العربية. ثم أشار النواب محمد علي خان على القاضي لترجمة الكتاب المعرب إلى اللغة الأردية. فأذعن له وترجمه إلى اللغة الأردية.[28]

تفسير قرآن مجيد (غير منقوط عربي):

قد فسر القاضي القرآن الكريم باللغة العربية بصيغة الإهمال أي إنه لم يستخدم أي لفظ منقوط خلال تفسير آيات القرآن الكريم. وهو كان يحتوي على ستة مجلدات. وحسب توضيح السيد شاهد جمالي كانت تلك المجلدات الست موجودة في مكتبة الحكيم سليم خان خسته بمدينة جئى فور الهند. وقد رآها الحكيم أحمد حسن مفتي المدينة بأم عينيه. ثم بعد انقسام الدولة هاجر ابن الحكيم سليم خان السيد عزالدين إلى باكستان، فاصطحب معه كثيرا من نوادر الكتب من خزانة أبيه. هكذا هاجرت هذه المجلدات الستة إلى باكستان.[29]

تاريخ الخميس:

وهو تاريخ ألفه صاحبه باللغة العربية وقد ترجمه القاضي إلى اللغة الفارسية، حسب ما صرح به تلميذه السيد قطب الدين التونكي، وهو يقول: في حين كان القاضي مشتغلا بترجمة تاريخ الخميس إلى اللغة الفارسية، كنت معه، وأنا كنت أقرأ عبارات تاريخ الخميس باللغة العربية وهو يترجمها إلى اللغة الفارسية مباشرة”.[30]

وله مؤلفات أخرى لم نعثر على تفاصيلها، وقد ذكرها الباحثون في ترجمة حياته، وهي:

  • شرح ديوان حماسه: جاء ذكره في كتاب “ديوان بروين” لصاحبته صالحه بيكم في صفحة 15.
  • شرح سبع معلقات باللغة الفارسية وقد ذكرته صالحه بيكم في كتابه ديوان بروين، في صفحة 16.
  • شرح ديوان المتنبي
  • حاشيه مطول (باللغة العربية)
  • حاشية هداية (باللغة العربية)
  • تلخيص النحو
  • فيض روح: قد ذكر الأستاذ محمد مشتاق التجاروي هذه المؤلفات الخمسة ضمن مؤلفات القاضي في كتابه “غالب اور الور”.[31]

خلاصة المقال:

يتضح من هذا البحث أن القاضي  نجف علي الججهري كان ذا كفاءة عالية قد نبغ بين أقرانه ومعاصريه في العلوم الإسلامية والآداب العربية والفارسية، وكانت له فيها يد طولى وكعب عالي حتى كان النوابغ في عصره ينظر إليه بالاحترام والتقدير. إنه مع أشغاله في البلاط الإدارية كتب وألف كتبا كثيرة نالت القبول بين الأوساط العلمية. وهكذا جاهد القاضي لإحياء التراث الإسلامي في الهند و تطوير اللغة العربية في عصر الاستعمار البريطاني.

مصادر المقال: 

  • محمد عامر ‏، ایناس العیون‏، مخطوطہ .
  • عبدالحئ الحسني، نزهة الخواطر، ط: دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد،1959م.
  • تذكرہ علماے ہند‏، رحمن علی‏، ط: منشی نول كشور لكھنؤ‏، 1914ء.
  • محمد شاہد جمالی‏، خانوادہ مولانا نجف علی خان جھجری كی راجستھان میں سو سالہ علمی خدمات‏، راجپوتانہ اردو ریسرچ اكیڈمی جے فور‏، 2015ء.
  • صالحہ بیگم‏، دیوان پروین‏، ریختہ.
  • ڈاكٹر محمد مشتاق تجاروی‏، غالب اور انور‏،ط: غالب انسٹی ٹیوٹ دہلی 2019ء.
  • ڈاكٹر عزیزاللہ شیرانی‏، راجستھان میں اردو تراجم‏، شمع بك ڈبو‏ ٹونك، 2011ء.

هوامش المقال:

[1] صالحه بيكم، ديوان بروين ، دون سنة ،ص: 9.

[2]  شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات، راجبوتانه اردو ريسرج اكيدمي جئى فور،ط: 2015م /ص:47.

[3] صالحه بيكم، ديوان بروين ص: 10.

[4] محمد عامر ،إناس العيون، مخطوط في حيازة المؤلف،ص:403.

[5] محمد عمر خان ندوي، تذكره علماء تونك،ط: مولانا آزاد عربك برشين ريسرج انستي تيوت، تونك، 2006م، ص: 355. نقلا عن غالب اور ألور صفحه: 126.

[6] شاهد جمالی، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات، ص:47.

[7]  شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات، ص:53.

[8] صالحه بيكم، ديوان بروين ص:10

[9] د. محمد مشتاق تجاروي،غالب أور ألور،ط:غالب انستي تيوت،2019م،ص:128.

[10] شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات،ص:57.

[11] د. محمد مشتاق تجاروي،غالب أور ألور،ط:غالب انستي تيوت،2019م،ص:129.

[12] شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات،ص:64.

[13] صالحه بیگم‏، ديوان بروين ‏، مقدمة،11.

[14] شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات،ص:121.

[15] د. محمد مشتاق تجاروي،غالب أور ألور ،ص:132.

[16] عبدالحئ الحسني،نزهة الخواطر،ط: دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد،1959م ص: 7/495.

[17] رحمن علي، تذكره علماء هند،نول كشور لكهنؤ، 1914م، ص: 236.

[18]  صالحه بيكم ، ديوان بروين، مقدمه ،13

[19] ڈاكٹر عزیزاللہ شیرانی‏، راجستھان میں اردو تراجم‏، شمع بك ڈبو‏، ٹونك 2011م‏، ص: 52.

[20] د. محمد مشتاق أحمد تجاروي،غالب اور ألور،ص:125.

[21]  شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات ص: 76.

[22] صالحه بيكم، ديوان بروين، ص:12.

[23]  شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات ،ص: 72

[24]  محمد عمر خان ندوي، تذكره علماء تونك، ص: 358، نقلا عن د. محمد مشتاق التجاروي، غالب اور ألور، ص:137.

[25] د.محمد مشتاق تجاروي،غالب اور ألور،ص:138.

[26]  شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات، ص85.

[27] دكتور محمد مشتاق تجاروي، غالب اور  الور،ص: 143.

[28] محمد عمر خان ندوي، تذكره علماء تونك، ص: 359، نقلا عن د. محمد مشتاق التجاروي، غالب اور  الور،ص: 137.

[29] شاهد جمالي، خانوده مولانا نجف علي خان جهجري كي راجستهان مين سوساله علمي خدمات،ص: 116

[30] دكتور محمد مشتاق تجاروي، غالب اور  الور،ص: 132.

[31] دكتور محمد مشتاق تجاروي، غالب اور  الور،ص: 134.

*الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية،  كلية ذاكر حسين دلهي (جامعة دلهي، الهند)

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of