الدكتور إي محمد إسماعيل- هو رئيس ومشرف البحوث الأكاديمية في قسم اللغة العربية وآدابها كلية جمال محمد التابعة لجامعة بهارتيداسان، تيروتشيربالي (Tiruchirappalli) في ولاية تاميل نادو- الهند. ولا شك فيه أن الدكتور يعد من الأساتذة البارزين الهنديين الذين لهم جولة وصولة في الأوساط العلمية والأدبية والفكرية في ولاية تامل نادو وخارجها، له خدمات جسيمة في تدريس اللغة العربية وآدابها، ومشاركات فعالة في المؤتمرات والندوات والملتقيات والأندية المحلية والدولية. تتميز أعماله العلمية وأبحاثه بالأصالة ودقة العرض والشمولة. وكان موضوعه المحبب إليه “الأدب العربي الهندي القديم والحديث، والترجمة من العربية والتاميلية إلى الإنجليزية وبالعكس، وعلم البلاغة، وعلم النحو والصرف ” وما عداها، ويدور أكثر مؤلفاته وبحوثه حول تطور اللغة العربية وآدابها في الهند بشكل عام وفي جنوب الهند بشكل خاص، سنتحدث في هذا الحوار عن سيرته الذاتية وإنجازاته العلمية والأدبية والفكرية في تدريس الأدب العربي الهندي والصحافة والكتابة والترجمة. ومن اللافت للنظر أننا نجري هذا الحوار العلمي للاستفادة من خبراته وتجاربه العميقة في مجال التدريس والتعليم والتربية والترجمة الشفهية والترجمة الفورية في الهند، وهو كالآتي:
السؤال: مرحبًا بكم يا سيدي الكريم الأستاذ إسماعيل في هذا الحوار العملي (حياكم الله وبارك فيكم)، أخبروني من فضلكم عن ولادتكم ونشأتكم وأسرتكم الكريمة التي تنتمون إليها ؟
الجواب: شكرًا لك عزيزي د. عبد الحكيم الجمفارني يسلمك ويوفقك لما يحب ويرضاه، أما بالنسبة لاسمي وحياتي، فأنا اسمي الدكتور إي محمد إسماعيل، ولدت في بلدة هادئة تُدعى “أوثامبالايام” (Uthamapalayam) في السابع من شهر يونيو عام 1974، وأنا أنتمي إلى أسرة خلفية متواضعة، ووالدي جناب بي عبد المطلب قد خصص حياته ووقف نفسه للزراعة والحراثة، حيث يعمل كمزارع مجتهد. وأمي السيدة رقيبة بيغوم كانت قلب منزلنا مكرسة لنفسها كزوجة وأم محب في منزل حيوي، أجد نفسي كالابن الثالث بين خمسة إخوة وأربع شقيقات. نشأت وتربيت في بلدة أوثامبالايام، حيث شعرت بدفء الأسرة الوثيقة والقيم التي غذاها والدي الكريم، ورحلتي التعليمية أدتني عبر ممرات العلم حتى الصف الثاني عشر، حيث وضعت الأسس لمستقبلي، اتخذت حياتي منحىً هامًا في الخامس عشر من مايو 2002، حينما بدأت رحلة الزواج، وقد شكل ذلك فصلاً جديدًا مليئًا بالحب والمسؤوليات والأحلام المشتركة على مر السنين، شكلت جذور أوثامبالايام شخصيتي وقدمت أساسًا راسخًا للفصول المتنوعة في حياتي.
السؤال: حدثوني من فضلكم من المناهل العلمية والتعليمية التي استفدتم منها من المدارس والكليات والجامعات العصرية ؟
الجواب: بالتأكيد، بدأت دراستي الرسمية من المدرسة الرسمية في بلادي، حيث أكملت التعاليم الابتدائية بأرقام عالية، ثم التحقت بعدها بالمدرسة الثانوية الحكومية (Government Higher Secondary School, Uthamapalayam , Theni Dt) والتي كانت معروفة في بلدتي من زمن بعيد، وكذلك قد حصلت على شهادة الوسطى من نفس المدرسة الحكومية. ومن خلال رحلتي التعليمية اعتمدت على أدوات التكنولوجيا الحديثة، مثل: التقاط شاشات الحاسوب وتقديم العروض التقديمية بواسطة عرض تقديمي بجانب دراستي الأكاديمية الجامعية، شاركت بنشاط في الرياضة، بما في ذلك لعبة “الكابادي” (Kabaddi) و”هوكي”(Hockey) و”الكريكيت” (Cricket)، مع تعزيز نهج شامل للتعلم وتطوير الذات، ومن خلال سنوات المراهقة كنت مكرسًا للمشي إلى المدرسة، متجنبًا استخدام الدراجة، وامتناعًا عن مشاهدة التلفزيون أو الأفلام، والتركيز على تلاوة وحفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى قضاء وقت في المكتبة.
السؤال: يا سعادة الأستاذ درستم واستفدتم من درجة البكالوريوس إلى الحصول على شهادة الدكتوراه من كلية جمال محمد التابعة لجامعة بهارتيداسان، تيروتشيربالي في ولاية تاميل نادو الهندية، وهي الكلية العصرية الجديدة التي تعتبر محطة هامة بالنسبة لحياتك، فهل يمكن أن أسألكم عن تجربتكم التعليمية والتربوية فيها كطالب اللغة العربية وآدابها ؟
الجواب: بالطبع، يا سعادة الأستاذ، سأكون سعيدًا بمشاركة تجربتي التعليمية في كلية جمال محمد التابعة لجامعة تيروتشي اربالي في ولاية تاميل نادو الهندي. بدأت رحلتي التعليمية في هذه الكلية من خلال دراسة البكالوريوس، حيث استفدت بشكل كبير من البرامج الأكاديمية المتنوعة التي قدمتها الكلية في مجال اللغة العربية وآدابها. كانت الكلية تُعنى بالابتكار واستخدام التكنولوجيا في التدريس مما أضاف قيمة كبيرة لتجربتى وأثناء الدراسات العليا ازداد اهتمامي بالأبحاث في ميدان اللغة العربية، وتيسير العملية التعليمية، كانت هذه التجربة تحفيزية وثرية، وساهمت في بناء أساس قوي لمساري الأكاديمي.
السؤال: يا أستاذ الكريم، عندما قرأت لسيرتك الذاتية- وكما قلتم مسبقًا- وجدت فيها بأنك بدأت دراستك الابتدائية والثانوية من المدرسة الحكومية لتاميل نادو {Government Higher Secondary School Uthampalayam } وكانت المادات في هذا المستوى الحساب، والعلم، والاقتصاد، والجغرافية، واللغة الإنجليزية، وغيرها، فلماذا تغيرت هذه المادات كلها وانتقلت عن نفسك إلى اللغة العربية وآدابها، ومالذي تدفعك إلى الاختيار بها، كيف كان سفرك العلمي الابتدائي والثانوي فيها ؟
الجواب: في بدايات رحلتي العلمية في المدرسة الحكومية لتاميل نادو كانت بداية رحلة تعلم ملهمة حيث كنت أغوص في مواضيع متنوعة مثل: الحساب، والعلوم، والاقتصاد، واللغة الإنجليزية والجغرافيا، والتاريخ وغيره، ولكن مع مرور الوقت نشأت في داخلي رغبة شديدة في استكشاف اللغات والأدبيات الأخرى. وكان اكتشاف جمال وعمق اللغة العربية حظة تحول دفعتني لترك التخصصات التقليدية واختيار دراستها، ولم تكن هذه القرارات مجرد تغيير في المواد الدراسية، بل كانت استجابة لرغبة شغفة في فهم الثقافة والأدب العربي، واللغة العربية تقدم لي فرصة للتواصل مع تراث غني وتعزيز تفاعلي مع عوالم جديدة. ورحلتي العلمية أصبحت رحلة استكشاف مثيرة حيث كنت أتعلم ليس فقط المفاهيم اللغوية والأدبية، ولكن أيضًا تعمقت في تفاصيل تاريخ وتراث متنوع، كان هذا التحول تحديًا مفيدًا يضيف بعدًا جديدًا إلى رحلتي التعليمية.
السؤال: اذكروا لنا يا سعادة الأستاذ بأنك في أي سنة تخرجت من هذه الكلية لجمال محمد التي تعد من أشهر الكليات الجديدة بجنوب الهند ؟ ومن كان مشرفك في قسم اللغة العربية للدراسات العليا بالكلية، وما كان العنوان لأطروحتك في الماجستير ما قبل الدكتوراه والدكتوراه كذلك، سلطوا من فضلك قليلاً من الضوء على خلاصة بحثك العميق ؟
الجواب: بالتأكيد، ما زلت قائمًا في كلية جمال محمد منذ 1994 حتى الآن، ومن خلال سنوات دراستي الجامعية من عام 1991 إلى 1994 والدراسات العليا من عام 1994 إلى 1996 في كلية جمال محمد في تريتشي، الهند، كان لي شرف التخرج تحت إشراف تي سي عبد المجيد، الذي شغل منصب رئيس القسم (Head of Arabic Department) خلال تلك الفترة. فيما يتعلق بدراستي المتقدمة، أكملت درجة الماجستير (M. Phil) من عام 2006 إلى 2008 والدكتوراه (Ph.D.) من عام 2009 إلى 2013، وكلاهما في كلية جمال محمد في تريتشي. وكانت أطروحتي للماجستير تركز على حياة وأعمال يوسف خندلوي في النثر العربي. أما بالنسبة لأطروحتي للدكتوراه، فقد تناولت أدب علماء الحديث في الهند خلال الفترة الحديثة بالإضافة إلى ذلك كنت قد حظيت بإرشاد الدكتور سيد غياث أحمد كمشرف لأطروحتي للدكتوراه.
السؤال: كيف كانت رحلتك العلمية والحياة التدريسية في كلية جمال محمد المعترفة بالحكومة، وكيف تختلف هذه الكلية عن الكليات الجديدة الأخرى بجنوب الهند من حيث البيئة والتعليم والتربية والجودة؟
الجواب: بدأت رحلتي العلمية في كلية جمال محمد المعترفة بالحكومة في عام 2018، عندما التحقت بالكلية لدراسة اللغة العربية وآدابها. كانت هذه الكلية أول كلية خاصة في ولاية تاميل نادو تقدم برنامجًا أكاديميًا كاملًا في اللغة العربية. كانت سنوات الدراسة في كلية جمال محمد تجربة غنية وممتعة. تعلمت الكثير عن اللغة العربية وآدابها، واكتسبت العديد من المهارات والخبرات والتجارب التي أفادتني في مسيرتي المهنية، وكان أعضاء هيئة التدريس في الكلية من ذوي الخبرة والكفاءة، وكانوا حريصين على مساعدة الطلاب على الفوز والنجاح، كما كانت البيئة الأكاديمية في الكلية داعمة ومحفزة مما ساعد الطلاب والطالبات على التعلم والنمو والتقدم والإزدهار، تختلف كلية جمال محمد عن الكليات الجديدة الأخرى بجنوب الهند من حيث البيئة والتعليم والتربية والجودة …. تتميز كلية جمال محمد ببيئة أكاديمية داعمة ومحفزة، مما يساعد الطلاب على التعلم والنمو. كما أن الكلية تحرص على توفير المرافق والوسائل التعليمية اللازمة للطلاب. تقدم كلية برنامجًا أكاديميًا كاملًا في اللغة العربية وآدابها، والذي يغطي جميع جوانب اللغة العربية من النحو والصرف والبلاغة إلى الأدب والتاريخ والحضارة، كما تحرص الكلية على استخدام أحدث الأساليب التعليمية في تدريس اللغة العربية، تحرص كلية على تربية طلابها على القيم الإسلامية، وتنشئتهم على حب اللغة العربية وثقافتها، كما تحرص الكلية على تنمية مهارات الطلاب اللغوية والفكرية والثقافية، وتحرص كلية جمال محمد على تقديم تعليم عالي الجودة لطلابها، وذلك من خلال استقطاب أعضاء هيئة تدريس ذوي خبرة وكفاءة، واستخدام أحدث الأساليب التعليمية، وتوفير المرافق والوسائل التعليمية اللازمة. يمكن القول إن كلية جمال محمد هي من أفضل الكليات التي تقدم تعليمًا عالي الجودة في اللغة العربية وآدابها في جنوب الهند.
السؤال: يا سيدي الكريم، هناك في ولاية تاميل نادو قليل من الكليات والمعاهد الإسلامية والجامعات التي تبذل جهودًا محمودة في سبيل ترويج اللغة العربية وآدابها على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وكذلك هناك كثير من المدارس والمعاهد التي أدخلت في منهجها الدراسي اللغة العربية كلغة حية جادة، فسؤالي هنا كيف ترى مستقبل اللغة العربية بجنوب الهند؟
الجواب: صديقي د. عبد الحكيم الندوي، أرى أن مستقبل اللغة العربية في جنوب الهند يظهر بشكل واعد ومشجع. الجهود المبذولة في تعزيز اللغة العربية على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الكليات والجامعات تعكس التزايد في الاهتمام باللغة والثقافة العربية. وتوظيف اللغة العربية في مجالات التعليم العالي يمكن أن يفتح آفاقًا واسعة للطلاب والطالبات سواء في مجال البحث العلمي أو التبادل الثقافي. يعتبر ذلك خطوة إيجابية نحو تحقيق تواصل أكبر وتبادل معرفة أوسع بين جنوب الهند والعالم العربي. ولا شك فيه أن مستقبل اللغة العربية في جنوب الهند واعد حيث تشير الجهود المبذولة في تعزيزها إلى تزايد الاهتمام بها. وتضمين اللغة العربية في المناهج التعليمية والجهود الرامية إلى توسيع فهم الثقافة العربية تعكس التفاعل الثقافي والتبادل العلمي وهو كما يلي:
- ازدياد الاهتمام التعليمي: مع توسيع مدى الوعي حول أهمية اللغة العربية، يتوقع أن يشهد مستقبلها في جنوب الهند ازديادًا في الاهتمام التعليمي مع مزيد من الطلاب يختارون دراستها على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
- توسيع آفاق التعلم والتدريس: يفتح تعلم اللغة العربية أبوابًا للطلاب والطالبات لتوسيع آفاقهم التعليمية والبحثية مع توفير فرص دراسة اللغة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
- التعاون الثقافي: تعزز الجهود لترويج اللغة العربية التفاعل الثقافي والتبادل بين جنوب الهند والعالم العربي، مما يفتح أفقًا للتعاون الثقافي والفهم المتبادل.
- الفرص الاقتصادية: يمكن أن تفتح مهارات اللغة العربية أبوابًا لفرص اقتصادية في المجالات التجارية والسياحة والتبادل الثقافي، مما يجعلها لغة مطلوبة في مختلف القطاعات.
- تطور الأبحاث الأكاديمية : يمكن أن تؤدي زيادة اهتمام الجامعات والمؤسسات البحثية باللغة العربية إلى تطور مستوى الأبحاث الأكاديمية في المنطقة، مما يعزز مكانتها في مجالات العلم والثقافة.
السؤال: ما هو دور المدارس والمعاهد العربية الإسلامية في تطور اللغة العربية وآدابها بجنوب الهند على مستوى الوطني والعالمي؟
الجواب: دور المدارس الإسلامية في تطور اللغة العربية وآدابها بجنوب الهند يكمن في تحقيق تأثير إيجابي على مستوى الوطن والعالم، حيث تلعب هذه المدارس والمعاهد العلمية والدينية دورًا رئيسيًا في تعزيز اللغة العربية وثقافتها، يتمثل أحد الجوانب الرئيسية لهذا الدور في تقديم بيئة تعليمية محفزة تشجع على تعلم اللغة العربية بشكل فعّال وفهم عميق للثقافة العربية، وعلى الصعيدين الوطني والعالمي تُعَزِّز المدارس الإسلامية تعلم اللغة العربية كلغة ثانية أو ثالثة مما يوسّع فهم الطلاب للعالم العربي ويعزز التواصل بين مجتمعات مختلفة. هذا يسهم في تشكيل جيل من الشبان والشابات قادرين على التفاعل بشكل فعّال في ساحة العلاقات الدولية والتفاهم العالمي، بالإضافة إلى ذلك يلعب دور المدارس الإسلامية في تعزيز التفاهم بين الثقافات دورًا حيويًا، حيث تُعَدُّ هذه المدارس جسرًا بين الهويات المحلية والعالم العربي مما يعزز التواصل الحضاري والاحترام المتبادل. يساهم هذا التواصل في تحقيق تنوع ثقافي غني وفهم أعمق للتحديات والفرص التي تواجه المجتمعات في مجتمعنا العالمي المتنوع.
السؤال: ومن خلال سيرتك الذاتية أيضًا قد اطلعت على الحقائق بأنك يا سيدى المحترم تقوم بعمل التدريس بالقسم العربي للدراسات العليا في كلية جمال محمد منذ عام ١٩٩٦م، بينما قدم عدد هائل من الباحثين والباحثات بحوثهم للدكتوراه ونصف الدكتوراه تحت إشرافك العالي، فكيف كانت تجربتك فيها كأستاذ ومشرف البحوث الأكاديمية؟
السؤال: تجربتي كأستاذ ومشرف في القسم العربي للدراسات العليا في كلية جمال محمد كانت ملهمة ومثمرة على مدى السنوات الطويلة. قدم منذ عام 1996، العديد من الطلاب والطالبات بحوثهم الأكاديمية للدكتوراه ونصف الدكتوراه تحت إشرافي. كانت هذه التجربة فرصة رائعة لتوجيه الباحثين والباحثات وتقديم الدعم العلمي لهم. وإن رؤية الطلاب ينمون أكاديميًا ويسهمون في ميدان البحث تعزز الرغبة في متابعة التدريس والإشراف. كانت هذه التجربة فرصة لنقل المعرفة والثقافة العربية إلى الأجيال الناشئة، وتحفيز روح الاستكشاف والفهم العميق. شهدت تطورًا ملحوظًا في مستوى الأبحاث والإسهامات العلمية، وكنت أسعد بمتابعة تقدم الطلاب وتطورهم الأكاديمي، وكان لي الشرف في نقل المعرفة والتفاعل مع أفكارهم ومساعدتهم في تطوير مهاراتهم العلمية والبحثية. وتجربتي كمشرف تعكس التزامي بتقديم التعليم الرفيع المستوى وتشجيع البحث العلمي في ميدان اللغة العربية وآدابها.
السؤال: كما نرى أن حوالي أربعين طالبًا من الماجستير قد قاموا بإكمال مشاريعهم المتعددة تحت رعايتك الخاصة وإشرافك الفائقة ، فكيف كانت تجربتك؟
الجواب: في الحقيقة يا دكتور، تجربتي في إشراف حوالي أربعين طالبًا من طلاب الماجستير في كلية جمال محمد كانت رائعة وملهمة. وكان لي الشرف بتوجيه هؤلاء الطلاب ومتابعة مشاريعهم المتنوعة في مجالات اللغة العربية وآدابها. كانت تلك المشاريع تعكس تفرد واهتمام الطلاب بالموضوعات التي اختاروها، وقد سعدت بالمشاركة في رحلتهم العلمية والتعليمية الأكاديمية. تميز كل مشروع بتنوعه وعمقه، وكانت لدينا فرصة لتقديم التوجيه الأكاديمي والمشورة البحثية للطلاب والطالبات، تأثرت بإبداعهم والتفاني في إكمال مشاريعهم المتعددة مما جعلني فخورًا بدوري كمشرف. كان التفاعل البناء والمساهمة في تطوير مهارات البحث والكتابة أحد الجوانب المثيرة للتجربة، وتعتبر هذه التجربة فرصة لتوجيه الأذهان الشابة نحو مجالات تخصصهم، وتقديم الدعم لهم في مرحلة حياتهم الأكاديمية. كانت فترة ممتعة ومثمرة، وأتطلع دائمًا إلى مزيد من التحفيز للطلاب الطموحين.
السؤال: العلاقة بين الأساتذة والطلبة قد تعرضت لكثير من التطورات والتنقلات في الأيام الراهنة، فكثير من الأساتذة الهنديين يعاملون مع الطلبة معاملة الأصدقاء، حينما يتحفظ أساتذة آخرون في هذا الأمر ويلتزمون دائمًا نوعًا من البعد عن الدارسين، ما هو موقفك بهذا الصدد؟
الجواب: في مسألة العلاقة بين الأساتذة والطلبة، يجب النظر إلى التنوع الطبيعي في الأساليب التدريسية والشخصيات. بعض الأساتذة يعتمدون على التواصل الأكثر قربًا مع الطلبة، مما يخلق بيئة تعلم غنية بالتفاعل الشخصي. في المقابل، يمكن أن يفضل آخرون الحفاظ على احترافيتهم الكاملة وترك البعد الشخصي لضمان التوجيه الأكاديمي الفعّال. يمكن أن تتغير العلاقة بين الأساتذة والطلبة بمرور الوقت وتطور الطرق التدريسية. يعتبر الفهم المتبادل والاحترام أساسيين لتحقيق توازن صحيح. يمكن أن يكون لتفاعل الأساتذة الإيجابي والتوجيه الفعّال تأثير كبير على تحفيز الطلبة وتحسين أدائهم الأكاديمي.
التوجيه الأكاديمي: يتيح التواصل القريب بين الأساتذة والطلبة إمكانية تقديم التوجيه الأكاديمي الشخصي، مما يساعد الطلبة في تحديد اتجاهات دراستهم وتحقيق أهدافهم الأكاديمية.
تعزيز الفهم: يسهم الاتصال الشخصي في تعميق فهم الأساتذة لاحتياجات الطلبة وأساليب تعلمهم، مما يمكنهم من تكييف طرق التدريس لتحقيق تأثير أكبر.
بناء الثقة والانتماء: يُساهم التواصل الشخصي في بناء علاقة قائمة على الثقة والانتماء، مما يعزز رغبة الطلبة في المشاركة الفعّالة في العملية التعليمية.
تعزيز التفاعل والمشاركة: يعمل الاتصال الشخصي على تشجيع التفاعل والمشاركة الفعّالة في الفصول الدراسية، مما يسهم في تعزيز تجربة التعلم.
تأثير إيجابي على النجاح الأكاديمي: تظهر الأبحاث أن العلاقات القوية بين الأساتذة والطلبة ترتبط بتحسين أداء الطلبة ونجاحهم الأكاديمي.
المهم هو السعي إلى تحقيق توازن بين القرب من الطلبة والحفاظ على الاحترافية. بيئة دراسية تجمع بين الاحترافية والأبعاد الإنسانية تُعزز التفاعل البناء والتفاهم المتبادل، مما ينعكس إيجاباً على تجربة الطلبة ويعزز مستوى التحصيل الأكاديمي.
السؤال: سيدي الأستاذ، كيف يمكن النهوض بمستوى العربية وآدابها في الكليات والمعاهد والجامعات العصرية الهندية لتكون فائدة للطلاب والطالبات والباحثين والباحثات؟
الجواب: لرفع مستوى العربية وآدابها في الكليات والمعاهد والجامعات الهندية، يمكن اتباع بعض الخطوات:
تطوير البرامج الأكاديمية: إطلاق برامج دراسية متنوعة ومحدثة تشمل مجالات متعددة في اللغة العربية وآدابها، مع التركيز على التطبيقات العملية.
تقديم موارد تعليمية: توفير موارد تعليمية متقدمة ومتاحة عبر الإنترنت وفي المكتبات لدعم الطلاب والباحثين.
تشجيع الأبحاث العلمية: تعزيز بيئة بحثية وتشجيع الطلاب والمعلمين على إجراء أبحاث في مجال اللغة العربية والأدب.
التبادل الثقافي: تنظيم فعاليات ثقافية وورش عمل لتعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلمين والمثقفين.
تطوير مهارات التدريس: توفير التدريب المستمر للمدرسين لتحسين مهارات التدريس في مجال اللغة العربية.
التعاون الدولي: تعزيز التعاون مع جامعات ومؤسسات عربية لتبادل الخبرات وتطوير البرامج التعليمية.
تشجيع على التطوير الابتكاري: دعم المشروعات الإبداعية والتقنيات الحديثة التي تعزز تعلم اللغة العربية.
تشجيع المشاركة الطلابية: إقامة فعاليات طلابية ومسابقات تحفيزية لتشجيع المشاركة الفعّالة.
تكامل هذه الجهود يسهم في إثراء تجربة الطلاب والطالبات ويسهم في تطوير المجال الأكاديمي للعربية وآدابها في المؤسسات التعليمية الهندية.
السؤال: من هم الذين يرجع الفضل إليهم في بناء شخصيتك علميًا وأدبيًا وثقافيًا وفي مجال الترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية والتاميلية وبالعكس؟
الجواب: بالطبع، عند التأمل في التأثيرات التي أسهمت في بناء شخصيتي علميًا وأدبيًا وثقافيًا وحضاريًا، وفي مجال الترجمة بين العربية والإنجليزية، يعود الفضل إلى إرشاد وتعليمات ثلاثة مرشدين أساسيين: أولاً: الأستاذ خواجه شيخ علاء الدين الذي كان له دور حاسم في تشكيل أسس علمية. حكمته وإرشاداته ساهمت بشكل كبير في مساري الأكاديمي. ثانيًا: إرشادات الأستاذ سيد غلام دستوري لعبت دوراً حيويًا في تطور الأدب والثقافة في نفسي. رؤاه أثرت بشكل كبير على فهمي وتقديري للأدب والثقافة. وأخيرًا، الأستاذ شمس الدين الذي كان له تأثير كبير في رحلتي في مجال الترجمة من العربية والإنجليزية بالعكس، خبرته وإرشاداته كانت لا تقدر بثمن في تنمية مهاراتي في التوسط بين اللغتين والثقافتين العربية والإنجليزية. هؤلاء المرشدين المحترمين قد لعبوا دورًا حيويًا في بناء شخصيتي وتشكيل نموي المتعدد الأوجه عبر مجالات متنوعة.
السؤال: أية شخصية علمية وأدبية أعجبتك كثيرًا بالنسبة لحياتك، ولماذا؟
الجواب: شخصية أثرت في شكل كبير هي مولانا محمد يوسف كاندهلوي في مجال العلم، وقد ألهمتنى مساهماته الرائدة والمتميزة في فهم وتفسير العلوم الإسلامية. وكانت لديه رؤية عميقة وفهم شامل للدين، مما أثر في تشكيل وجداني الديني والثقافي في المجال العلمي والأدبي. كاندهلوي كان صوتًا للتفكير الحر والتعبير عن الأفكار بطريقة متقدمة، تأثرت بقوة أسلوبه الأدبي الأخاذ الذي يجمع بين العمق والبساطة. باختصار، مولانا محمد يوسف كاندهلوي كان رمزًا للعلم والأدب الذي أثر في نظرتي الحياة وتوجيه تفكيري نحو تفهم أعمق وأوسع إضافة إلى إنجازات مولانا يوسف تأسيس العديد من المدارس والمعاهد الدينية، وتأليفه لعدد من الكتب القيمة في مجالات العقيدة والعبادات والدعوة، ومن أشهر مؤلفاته: “حياة الصحابة”: كتاب سيرة نبوية شهير يبرز حياة الصحابة رضوان الله عليهم “معارج النبوة”: شرح لنظم “رياض الصالحين” للنووي “بستان المواعظ”: مجموعة من المواعظ والخطب “فضائل الحرمين”: كتاب حول فضائل مكة والمدينة.
السؤال: سمعنا من سماحتك بأنك قدمت رسالتك البحثية للدكتوراه حول “مساهمة العلماء الهنود في ترويج الحديث النبوي الشريف في العصر الراهن” بقسم اللغة العربية والدراسات العليا، بكلية جمال محمد التابعة لجامعة بهاراتيداسان تيروتشير ابالي في ولاية تاميل نادو – الهند، فكيف ترى مستقبل علم الحديث النبوي الشريف في الهند في هذا العصر الجديد؟
الجواب: في سياق التطور الحديث في الهند يظهر مستقبل علم الحديث النبوي واعدًا، ومن خلال تعزيز الأبحاث العميقة واستغلال التكنولوجيا لنشر المعرفة بشكل واسع، والتركيز على التعليم والتوعية، يمكن للهند أن تسهم بشكل كبير في فهم وتعزيز التقاليد النبوية. من خلال دمج تعاليم الإسلام في المناهج المدرسية والجامعات، وتشجيع الحوار الثقافي، وتسهيل التعاون الدولي، يمكن تحقيق تفاعل أعمق وتوسيع نطاق التواصل. بتعزيز المشاركة الشبابية، ودعم مساعيهم الأكاديمية، وتنمية المواهب في مجال علم الحديث النبوي، يمكن تكوين بيئة فكرية غنية. من خلال هذه الجهود المتكاملة يمكن لعلم الحديث النبوي في الهند أن يسهم في تعزيز التفاهم العالمي، وتعزيز التعايش السلمي، وتحفيز البحث العلمي والتطوير في هذا المجال ليكون مساهمًا بشكل فعّال في العصر الحديث.
السؤال: ما هي إنجازاتك العلمية والأدبية المطبوعة وغير المطبوعة التي قد تركتها من ورائك، من فضلك حدثنا مسلطًا الضوء على بعض منها فقط؟
الجواب: بالتأكيد، لقد كان لي شرف المساهمة في منصات الطباعة وغيرها تاركًا ورائي إنجازات ملحوظة. واحدة من إسهاماتي المتواضعة هي نشر كتاب “أليجيرام”، الذي يقدم منظورًا تاريخيًا حول قضية مكافحة ظاهرة الهدايا الزوج ( anti dowry ) علاوة على ذلك، كانت لدي الفرصة للتحدث مع الجمهور عبر راديو الهند مرتين، حيث ناقشت موضوعًا حيويًا مثل مكافحة ظاهرة الهدايا الزواج لتوعية الناس، وفي ميدان النشر الأكاديمي لدي مقالين مُدرجين تحت قائمة UGC CARE في مجلة “كاليكوت”. الفقرة الأولى تعمق في حياة وإنجازات الشيخ الدكتور عائض القرني في ميدان الدعوة الإسلامية. أما المقال الثاني، فيستكشف دور المؤمن في مواجهة تحديات أزمة كورونا مؤكدًا واجباته نحو الإنسانية. هذه المساهمات تعكس التزامي تجاه الحوار العلمي والعام.
السؤال: أفيدونا يا سعادة الأستاذ عن المقالات المطبوعة في الجرائد والمجلات والصحف الدولية والوطنية؟ وكذلك اذكروا لعامة القراء عن المشاركة الفعالة في المؤتمرات والندوات والجلسات العلمية والأدبية والفنية التي قدمت فيها أوراقك العلمية البحثية؟
الجواب: بالتأكيد. سعادتكم، عند الحديث عن المقالات في الصحف الدولية والوطنية والمجلات، يعد من الأمور الأساسية أن يسهم الباحثون، بما في ذلك نفسي وأعضاء الهيئة، بنشاط. النشر في منافذ ذات سمعة لا يعزز فقط المكانة الأكاديمية الفردية ولكنه يلعب دورًا حاسمًا في نقل المعرفة على مستوى عالمي. فيما يتعلق بالمشاركة في المؤتمرات والندوات والفعاليات العلمية والأدبية والفنية، أعتقد أن المشاركة الفعّالة هي المفتاح. تقديم أوراق بحثية في مثل هذه الفعاليات لا يسهم فقط في الحوار الأكاديمي الشامل ولكنه يوفر منصة لتبادل الأفكار والتعاون مع الأقران، ويسهم في تقدم مجموعة متنوعة من المجالات. أنصح زملائي الباحثين بالاستفادة من هذه الفرص، حيث أنها لا تثري رحلة الدراسة الأكاديمية فحسب، ولكنها تكون لها تأثير أوسع على المجتمع الأكاديمي وبالتالي على المجتمع ككل. إنها جهد جماعي يسهم في تقدم المعرفة ويعود بالفائدة على الأجيال الحالية والمستقبلية.
السؤال: نحب أن نطلع على اختصاصك في مجال العلم والأدب والفن، أي ما هو اختصاصك يا أستاذ الكريم؟
الجواب: بالتأكيد، تكمن تخصصاتي في المواد العربية، خاصة في أدب الحديث والأدب العربي الحديث، وكتابة النصوص العربية بواسطة الحاسوب بالإضافة إلى ذلك، تمتد خبراتي إلى تاريخ العرب. هذا التركيز متعدد التخصصات يسمح لي بالمساهمة في جوانب مختلفة من اللغة العربية والأدب والدراسات التاريخية.
السؤال: فهل بإمكانك أن تقول لي ما هي الكتب العلمية والأدبية والتاريخية والسياسية المفضلة لدى حضرتك، ولماذ، هل تستطيع أن تلق ضوءًا كاملاً عليها بإيجاز ؟
الجواب: بالطبع يا عبد الحكيم، الكتب التي اخترتها تظهر تنوعًا رائعًا في اهتماماتي “حجة الله البالغة” للشيخ شاه ولي الله الدهلوي، وهي من أهم كتب علم الكلام في الإسلام، حيث يتناول الشيخ فيها مسائل عقائدية وفلسفية بأسلوب واضح ومنطق سليم. يتميز الكتاب بتأثيره الكبير على الفكر الإسلامي في القرون اللاحقة، أما “إحياء علوم الدين” للشيخ أبي حامد الغزالي، فهو من أهم كتب التصوف الإسلامي، حيث يتناول الشيخ الغزالي مسائل التصوف بأسلوب أدبي رفيع وشمولي، مما يجعله لا غنى عنه في فهم هذا الفن الروحي، هذه الكتب ليست مجرد مصدر للمعرفة، بل تعتبر تجارب ثقافية وروحية أيضًا، تعزز فهمي للتراث الديني والفلسفي الإسلامي.
السؤال: يا سيدي، من المعلوم لدى الجميع أن ولاية تاميل نادو أنجبت في أرضها العديد من العلماء والصوفياء الذين قاموا بخدمات جسيمة في مجال اللغة والأدب والحديث النبوي الشريف والتفسير، بفضل كتبهم وبحوثهم نخص بالذكر منهم على سبيل المثال: الشيخ مادح الرسول صدقة الله أبا القاهري، الشيخ محمد صبغة الله القاضي بدر الدولة، المفتي محمد سعيد بن القاضي بدر الدولة، والشيخ السيد محمد الإمام العروس وغيرهم، فسؤالي هنا كيف ترى فكرة هؤلاء العلماء والصوفياء، وما رأيك وفكرتك عن مادح الرسول الشيخ صدقة الله أبا القاهري؟
الجواب: عزيزي الدكتور، لا شك ولا ريب فيه أن تاريخ ولاية تاميل نادو يشهد على إسهامات كبيرة من قبل العلماء والصوفيين الذين أثروا المجتمع بمساهماتهم القيمة في مجالات اللغة والأدب والحديث النبوي الشريف. من بين هؤلاء العلماء، يظهر الشيخ صدقة الله أبا القاهري كشخصية ذات تأثير، الشعر حول الشيخ صدقة الله أبا القاهري ومدائحه للرسول يمكن أن يكون تعبيرًا روحيًا وفنيًا عن الإكبار والمحبة للنبي. لمدائح النبوية من فنون الشعر فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية من الأدب الرفيع، لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص. يمكن أن ينقل الشعر بجماليته وعذوبته روحية الرسالة وعمق المشاعر التي يحملها مادح الرسول في قلبه، قد يكون الشعر وسيلة فعّالة لتجسيد الفهم العميق للحب الذي يشعر به الشيخ صدقة الله أبا القاهري نحو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يمكن للكلمات والصور الشعرية أن تخلق جسرًا بين القلب والفهم، معبرة عن التأثير الإيجابي لهذا المداح والمفكر في روحانية الرسالة النبوية.
السؤال: سيدي الكريم، كيف ترى عن حكومة تاميل نادو، هي هذه الحكومة تسعى وتنفق شيئًا من الأموال من أجل تطور اللغة العربية وآدابها على مستوى الولاية ؟
الجواب: بالطبع، يتضح من النظرة الشاملة على دور حكومة تاميل نادو أن اللغة العربية تواجه تحديات، ولكن هناك جهود محلية قائمة على تعزيزها. يتعين التركيز على زيادة الوعي، وتوفير الموارد لدعم التعليم والثقافة العربية، وإقامة سياسة رسمية لتحسين وضع اللغة العربية. هذه الخطوات ستساهم في تعزيز اللغة العربية وتعزيز فهمها وتقديرها في تاميل نادو.
السؤال: قد اطلعت على سيرتك الذاتية بأنك مترجم قدير ولك باع طويل في مجال الترجمة، الرجاء من سماحتكم أن تخبرونني كيف يمكن للطلبة والطالبات اكتساب المهاراة التامة في الترجمة ، وهل هناك أي طريق مختصر للحصول على الخبرات فيها ؟
الجواب: لا شك أن اكتساب المهارات التامة في الترجمة يتطلب جهدًا ووقتًا، ولكن هنا بعض النصائح التي قد تساعد الطلاب والطالبات على تطوير مهاراتهم في هذا المجال:
التعليم الأكاديمي: ابدأ بالدراسة في مجال الترجمة، حيث يمكنك الاختيار بين الدورات الجامعية أو الدورات التدريبية المتخصصة.
القراءة الواسعة: قراءة متنوعة من المصادر الأصلية والمترجمة تساعد في تطوير فهمك لأساليب اللغة وثقافات مختلفة.
الكتابة الدائمة: كتابة بانتظام، سواء كان ذلك ترجمة أو كتابة أصلية، تعزز مهارات الترجمة وتعمق المفاهيم اللغوية.
تعلم استخدام أدوات الترجمة: قم بالتعرف على أدوات الترجمة المتاحة وتعلم كيفية الاستفادة منها لتحسين دقة العمل.
التفاعل مع المجتمع اللغوي: شارك في منتديات النقاش أو المجموعات المهتمة بالترجمة لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين.
التطوع والعمل التطوعي: قم بتقديم خدمات ترجمة متطوعة للمنظمات غير الربحية لبناء سجل خبرة وتحسين مهاراتك.
ورش العمل والمؤتمرات: حضور ورش العمل والمؤتمرات المتخصصة يعطيك فرصة للتعرف على أحدث اتجاهات الترجمة وتوسيع شبكتك الاحترافية.
لا يوجد طريق مختصر لتعلم الترجمة، لكن الجمع بين التعليم الأكاديمي، والخبرة العملية، والتفرغ للتحسين المستمر يسهم في تحقيق تقدم في هذا المجال.
السؤال: من هم الشعراء الممتازون العبقريون من منظوركم الخاص في العصور العربية المختلفة ؟
الجواب: تاريخ الأدب العربي غني بالشعراء الممتازين في مختلف العصور من منظوري الشخصي، يمكن تحديد بعض الشعراء الممتازين عبر العصور وهم: زهير بن أبي سلمى (العصر الجاهلي): شاعر حربي وفارسي، أسهم في تطوير فنون الشعر الجاهلي. الفرزدق (العصر معاوية): شاعر حربي وفارسي، كتب في فترة الخلافة الأموية وأشاد بالملك والشهامة. الجاحظ (العصر العباسي): برع في الشعر والنقد، وكتب قصائد تتميز بالسخرية والفكاهة. المتنبي (العصر العباسي): شاعر الملوك والملوك، أبدع في الغزل والفلسفة وعرف بإتقانه للبنية اللغوية. نازك الملائكة (العصر المعاصر): أديبة وشاعرة فلسطينية، اشتهرت بقصائدها العاطفية والوجدانية. أحمد شوقي (العصر الحديث): شاعر رومانسي، اتسمت قصائده بالعاطفة والحس العميق. نزار قباني (العصر الحديث): كتب في الحب والحياة الاجتماعية، وتميز بأسلوبه الرقيق. تلك أمثلة قليلة والتقديرات قد تختلف باختلاف وجهات النظر. يجمع هؤلاء الشعراء على أنهم أثرّوا في تطوير الشعر العربي في فترات زمنية مختلفة.
السؤال: هل هنا في ولاية تاميل نادو شعراء يكتبون ويقولون قصائدهم وأشعارعهم باللغة العربية الحية في هذا الوقت، فإن لديكم معلومات من الممكن أن تخبرونني بأسمائهم وأشعارعهم العربية الجديدة؟
الجواب: نعم، هناك العديد من الشعراء في ولاية تاميل نادو الذين يكتبون ويؤلفون قصائدهم وأشعارهم باللغة العربية الحية في هذا الوقت من أمثال: الدكتور عبد الرحمن بن أحمد العطاس: هو شاعر وكاتب وأكاديمي بارز من ولاية تاميل نادو. وقد نشر العديد من الكتب والدواوين الشعرية، منها: “القصيدة العربية في التاميل”، و”الشعر العربي في الهند”، و”الأدب العربي في تاميل نادوو. والدكتور محمد بن إبراهيم الصديق : هو شاعر وكاتب وأكاديمي بارز من ولاية تاميل نادو. وقد نشر العديد من الكتب والدواوين الشعرية ، والشاعر عبد الله بن محمد الصديق: هو شاعر وكاتب من ولاية تاميل نادو. والشاعرة مريم بنت أحمد الصديق… وإلى جانب هؤلاء الشعراء، هناك العديد من الشعراء الشباب الذين يكتبون ويؤلفون قصائدهم وأشعارهم باللغة العربية الحية في ولاية تاميل نادو. وهذه الحركة الشعرية العربية الجديدة في ولاية تاميل نادو تعكس الاهتمام المتزايد باللغة العربية في الولاية…
السؤال: هل هنا في بلادنا الهند أي أديب عبقري قد أثر أثرًا قويًا بالغًا في مسيرتك العلمية والأدبية والثقافية؟
الجواب: نعم، يا أستاذ د. عبد الحكيم، هناك العديد من الأدباء العبقريين في بلادنا الهند الذين أثروا أثرًا قويًا بالغًا في مسيرتي العلمية والأدبية والثقافية والفكرية، نخص بالذكر منكم على سبيل المثال: أبو الكلام آزاد، الشاعر والفيلسوف والمصلح الديني، الذي كان له دور كبير في نشر الوعي السياسي والثقافي بين المسلمين في الهند. وقد ألف العديد من الكتب والدواوين الشعرية، منها “ديوان آزاد” و”الإسلام والفكر الحديث” أبو الكلام آزاد، في قصيدته “الإسلام والفكر الحديث” يقول “الإسلام دين للعقل والفكر، وليس دينًا للتعصب والتقليد”، يدعو إلى الحرية والعدل، ويرفض كل أشكال الاستبداد، ومولانا أبو الحسن علي بن ابي طالب الملقب بـ “الغزالي” هو أديب عبقري في الهند باللغتين العربية والفارسية. كان فقيهًا وعالمًا دينيًا ومتصوفًا وكاتبًا. يعتبر أحد أعظم الفلاسفة المسلمين في جميع العصور. أثرت أعمال الغزالي تأثيرًا كبيرًا في مسيرتي العلمية والأدبية والثقافية. لقد ألهمتني كتاباته للتفكير بعمق في القضايا الدينية والفلسفية والأخلاقية. لقد تعلمت منه أهمية التأمل والبحث عن الحقيقة. لقد ألهمني أيضًا للبحث عن الجمال والكمال في كل شيء حولي. بعض من أشهر أعمال الغزالي هي: إحياء علوم الدين (كتاب في الفلسفة الإسلامية)، المنقذ من الضلال (كتاب في المنطق والفلسفة)، تهافت الفلاسفة (كتاب في نقد الفلسفة اليونانية)، أجد أعمال الغزالي ثرية ومتنوعة ومثيرة للاهتمام. إنه يعكس ثقافة وحضارة الإسلام الغنية والمتنوعة. أشعر أن أعمال الغزالي قد أثرت تأثيرًا كبيرًا في مسيرتي العلمية والأدبية والثقافية، وقد ساعدتني على فهم العالم من حولي بشكل أفضل.
السؤال: نرى أن عددًا كثيرًا من الباحثين والباحثات قد أكملوا بحوثهم العلمية تحت إشرافكم العالي، فسؤالي هنا ما رأيك عن البحوث والدراسات العربية التي يقدمها هؤلاء الطلبة الباحثون من حيث الجودة والإبداع؟
الجواب: بشكل عام، أرى أن البحوث والدراسات العربية التي يقدمها الطلبة الباحثون تحت إشرافي جيدة من حيث الجودة والإبداع. هناك العديد من النقاط الإيجابية التي يمكن ملاحظتها في هذه البحوث، منها: التركيز على القضايا المهمة: تتناول البحوث والدراسات العربية مجموعة متنوعة من القضايا المهمة، مثل القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وهذا يعكس اهتمام الطلبة الباحثين بالقضايا التي تؤثر على مجتمعاتهم والعالم من حولهم. استخدام الأساليب الحديثة: يستخدم الطلبة الباحثون أساليب حديثة في دراساتهم، مثل الأساليب الإحصائية والتحليلية والوصفية. وهذا يساهم في جعل البحوث العربية أكثر دقة وموضوعية. بالطبع، هناك أيضًا بعض النقاط التي يمكن تحسينها في البحوث العربية، ومنها: الحاجة إلى المزيد من المراجع: غالبًا ما تكون البحوث العربية محدودة من حيث المراجع، مما يحد من فاعليتها.، الحاجة إلى المزيد من التحليل والمناقشة: تحتاج البحوث العربية إلى المزيد من التحليل والمناقشة، وذلك من أجل تقديم مساهمات علمية حقيقية.، الحاجة إلى المزيد من الابتكار: يمكن للباحثين العرب أن يبذلوا المزيد من الجهد في ابتكار أفكار جديدة وطرق بحث جديدة بشكل عام، أشعر أن البحوث والدراسات العربية التي يقدمها الطلبة الباحثون تحت إشرافي تشهد تطورًا إيجابيًا. ومع مزيد من الجهد والمثابرة، يمكن للباحثين العرب أن يساهموا بشكل أكبر في تطوير العلوم والمعرفة في العالم العربي.
السؤال: يا أستاذ الكريم، أنت كتبت ولم تزل تكتب باللغات الأربع في أكثر من المجالات الوطنية والدولية فضلاً عن كتابتك الإبداعية والترجمة، فسؤالي هنا لماذا يخلو المشهد الأدبي في الهند ولاسيما جنوب الهند من أصناف الأدب الإبداعي كالقصة القصيرة والرواية والمسرحية في اللغة العربية، وكيف تعلل وتفسر هذه الظاهرة؟
الجواب: هناك عدة أسباب تجعل المشهد الأدبي في الهند ولاسيما جنوب الهند يخلو من أصناف الأدب الإبداعي كالقصة القصيرة والرواية والمسرحية في اللغة العربية، منها: العوامل التاريخية: كانت اللغة العربية لغة الثقافة والعلم في شبه القارة الهندية لعدة قرون، ولكن مع ظهور اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في الهند في القرن التاسع عشر، تراجعت مكانة اللغة العربية تدريجيًا ونتيجة لذلك أصبح هناك جيل جديد من المسلمين الهنود الذين لا يتحدثون العربية بطلاقة، مما جعل من الصعب عليهم الكتابة في هذه اللغة. العوامل الثقافية: تختلف الثقافة العربية عن الثقافة الهندية في العديد من الجوانب، مما يجعل من الصعب على الأدباء العرب الهنود الكتابة عن تجاربهم وأفكارهم باللغة العربية. ونتيجة لذلك، يميل الأدباء العرب الهنود إلى الكتابة في اللغات الهندية المحلية، مثل الهندية أو التاملية أو المالايالامية. العوامل الاجتماعية: يواجه الأدباء العرب الهنود العديد من التحديات الاجتماعية، مثل التمييز والتهميش. ونتيجة لذلك، قد يكون من الصعب عليهم العثور على الدعم والمشجعين لكتابتهم في اللغة العربية، هناك عدة توصيات يمكن أن تساعد في تحسين هذا الوضع، منها:
تشجيع تعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات الهندية: من خلال تعليم اللغة العربية للجيل الجديد من المسلمين الهنود، يمكن مساعدتهم على اكتساب معرفة ومهارات اللغة العربية اللازمة للكتابة في هذه اللغة.
دعم الأدب العربي في الهند: يمكن القيام بذلك من خلال تقديم الدعم المالي والمادي للأدباء العرب الهنود، وكذلك من خلال تشجيع المؤسسات الثقافية على تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تسلط الضوء على الأدب العربي.
تشجيع التواصل بين الأدباء العرب والهنود: يمكن القيام بذلك من خلال تنظيم الندوات والمؤتمرات والورش العمل التي تجمع بين الأدباء العرب والهنود، مما يساعدهم على التعلم من بعضهم البعض وتبادل الأفكار والتجارب.
أعتقد أن هذه التوصيات يمكن أن تساعد في تعزيز الأدب العربي في الهند، وخلق مشهد أدبي أكثر حيوية وتنوعًا
السؤال: علمنا بأنك يا سيدي الكريم تقوم بتدريس لغة الضاد بقسم اللغة العربية والدراسات العليا بكلية جمال محمد، جنوب الهند منذ عدة سنوات، وأنا في الاعتقاد أنت ماهر ولديك خبرات واسعة طويلة أكثر من عشروين عامًا في هذا المجال، فما هي طريقة تدريس اللغة العربية وآدابها من وجهة نظركم الخاص؟
الجواب: طريقة تدريس اللغة العربية وآدابها من وجهة نظري أعتقد أن طريقة تدريس اللغة العربية وآدابها يجب أن تكون شاملة ومتكاملة، بحيث تتناول جميع جوانب اللغة، من المهارات اللغوية الأساسية، مثل القراءة والكتابة والتحدث والاستماع، إلى الأدب والحضارة العربية، وفيما يلي بعض النقاط الأساسية التي يجب مراعاتها عند تدريس اللغة العربية وآدابها:
التركيز على المهارات اللغوية الأساسية: يجب أن يكون التركيز الأساسي في تدريس اللغة العربية على تعليم الطلاب المهارات اللغوية الأساسية، مثل القراءة والكتابة والتحدث والاستماع، وهذه المهارات ضرورية للطلاب للتواصل باللغة العربية بشكل فعال.
تشجيع التعلم النشط: يجب تشجيع الطلاب على التعلم النشط، وذلك من خلال إشراكهم في الأنشطة والمشاريع التي تتطلب منهم استخدام اللغة العربية. وهذا يساعد الطلاب على فهم اللغة بشكل أفضل، واكتساب مهاراتها بشكل أسرع
الاهتمام بالأدب والحضارة العربية: يجب الاهتمام بالأدب والحضارة العربية عند تدريس اللغة العربية. وذلك لأن الأدب والحضارة العربية هما جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية، ومعرفة الأدب والحضارة العربية يساعد الطلاب على فهم الثقافة العربية بشكل أفضل، وتقديرها، أعتقد أن اتباع هذه النقاط والأساليب يمكن أن يساعد في تحسين عملية تدريس اللغة العربية وآدابها، وجعلها أكثر فعالية وإثارة للاهتمام.
السؤال: وما هي مواضع الضعف البارزة في طرق تدريس اللغة العربية وآدابها في الكليات والجامعات العصرية في كافة أنحاء الهند؟ ة أنحاء الهند؟
الجواب: من الصعب تحديد مواضع الضعف بشكل دقيق في طرق تدريس اللغة العربية وآدابها في الكليات والجامعات في الهند بدقة، ولكن دعونا نتحدث عن بعض التحديات المحتملة: نقص الموارد: قد يكون هناك نقص في الموارد التعليمية والكتب الخاصة باللغة العربية في بعض الكليات، مما يؤثر على جودة التعليم. قلة الاهتمام: نظرًا لأن اللغة العربية ليست لغة رئيسية في الهند، قد يكون هناك قلة في الاهتمام والتركيز على تعليمها مقارنةً بلغات أخرى. تقنيات التدريس: يمكن أن يكون هناك تحدي في استخدام تقنيات التدريس الحديثة والتفاعلية في تدريس اللغة العربية، مما يؤثر على جذب اهتمام الطلاب. فهم الثقافة: قد يكون هناك تحدي في توفير فهم عميق للطلاب حول الثقافة العربية وتطوير مهارات التواصل الثقافي. لتحسين جودة تعليم اللغة العربية في الكليات والجامعات، يمكن تعزيز التعاون مع مؤسسات تعليمية متخصصة، وزيادة الاستثمار في الموارد التعليمية والتدريب على تقنيات التدريس الحديثة.
السؤال: ما هي التحديات والمشكلات التي تواجهها اللغة العربية وآدابها في ولاية تاميل نادو الهندية بشكل عام وفي كافة أنحاء الهند بشكل خاص أيها الأستاذ الكريم؟
الجواب: حبيبي د. عبد الحكيم، كما أرى أن اللغة العربية وآدابها تواجه في تاميل نادو وغيرها من ولايات الهند تحديات متنوعة، منها : الأول: نقص الموارد التعليمية: قد تكون هناك نقص في الموارد التعليمية المخصصة لتعليم اللغة العربية، مما يؤثر على جودة التعليم. الثاني: عدم انتشار اللغة: نظرًا لأن اللغة العربية ليست من لغات الاتصال الرئيسية في المنطقة، قد يكون هناك قلة في الفرص والمحفزات لتعلمها. الثالث: تحديات التواصل الثقافي: قد يواجه الطلاب صعوبات في فهم الثقافة العربية والتواصل الفعّال باللغة العربية، مما يؤثر على فهم أعماق الأدب العربي. الرابع: تحديات التوظيف: يمكن أن يكون هناك تحدي في العثور على فرص عمل تستند إلى مهارات اللغة العربية في السوق الوظيفي. لتعزيز اللغة العربية في تاميل نادو وفي أنحاء الهند، يمكن تعزيز الجهود لتحسين الموارد التعليمية، وتعزيز الوعي حول أهمية اللغة العربية في مجتمع متعدد الثقافات، بالإضافة إلى توفير فرص توظيف للمتحدثين باللغة العربية.
السؤال: ماهي الصعوبات والحلول من أجل استخدام الأدوات الحديثة الجديدة لتعليم اللغة العربية وآدابها في الهند ؟ هل لديكم أي طرق سهلة جديدة؟
الجواب: يواجه تعليم اللغة العربية في الهند تحديات عديدة في استخدام الأدوات الحديثة. إحدى هذه التحديات تكمن في نقص البنية التحتية التكنولوجية في بعض المؤسسات التعليمية، حيث قد يفتقر بعض المدارس والكليات إلى الأجهزة الحديثة واتصال الإنترنت. للتغلب على هذا، ينبغي تحسين البنية التحتية وتوفير الأجهزة واتصال الإنترنت بشكل وفير. من جهة أخرى، تُعد التفاوت في مستويات الوصول إلى التكنولوجيا والمهارات التكنولوجية عقبة أخرى. لحل هذا التحدي، يمكن تنفيذ برامج تدريب للمعلمين والطلاب لرفع مستوى مهاراتهم التكنولوجية، مما يعزز فعالية استخدام الأدوات الحديثة في عملية التعلم بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تحسين التمويل وتوجيه الاستثمارات نحو تكنولوجيا التعليم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعاون مع القطاع الخاص وتفعيل سياسات تعليمية تشجع على تبني التكنولوجيا في الفصول الدراسية. هذه الجهود المشتركة يمكن أن تسهم في تعزيز تجربة تعلم اللغة العربية في الهند وتوفير فرص أفضل للطلاب.
السؤال: كيف ترى ياأيها الأستاذ! مستقبل اللغة العربية وآدابها في كافة أنحاء الهند؟
الجواب: أنظر إلى مستقبل اللغة العربية وآدابها في الهند بتفاؤل. يمكن أن يشهد التوسع في التبادل الثقافي والتعليم العالي تعزيزًا للغة العربية. بفضل التطور التكنولوجي، يمكن أن تلعب الوسائط الرقمية والتكنولوجيا دورًا حيويًا في تسهيل تعلم اللغة العربية. كما يمكن أن تسهم الجهود المشتركة بين الحكومة والمؤسسات التعليمية في تعزيز الوعي حول أهمية اللغة العربية وتعزيز فرص تعلمها. في ظل توجهات عالمية نحو التعددية الثقافية، قد يلعب التعلم والتفاعل مع اللغة العربية دورًا أكبر في تعزيز فهم الطلاب للعالم العربي.
السؤال: ما هي النصائح والاقتراحات التي تريد أن تقدم لنا وللراغبين بهذه اللغة العربية ؟
الجواب: أريد أن أنصح لإخواننا الطلاب ولأخواتنا الطالبات الذين يرغبون في تعليم هذه اللغة التي تعتبر من أهم اللغات الحية في جميع أنحاء العالم بأن يحاولوا تعلم علوم اللغة العربية والإتقان بها ليكون لديهم إلمام عميق راسخ في هذه اللغات الحية، ولذا لا بد لهم أن يستفيدوا من التكنولوجيا في تعلم اللغة العربية وآدابها لأن هناك تطبيقات ومواقع على الإنترنت تقدم موارد تعليمية مبتكرة وفعّالة، وأن يقوموا بتعزيز عادة القراءة في اللغة العربية، سواء كانت كتب أدبية، مقالات، أو شعر. هذا يعزز فهمكم للغة وتعمقكم في الثقافات والحضارات العربية، وأن يشاركوا في الفعاليات الثقافية واللغوية التي تروّج للغة العربية. قد يكون ذلك من خلال المشاركة في مجموعات دراسية أو الحضور إلى فعاليات ثقافية. تعزيز التعلم المستمر لا تتوقف عن التعلم. وأن يستمروا في تطوير مهاراتكم اللغوية والثقافية بشكل دوري من خلال قراءة متنوعة ومتابعة التطورات اللغوية، وأن يحاولوا فهم السياق الثقافي الذي يحيط باللغة العربية. وأن يقدموا احتراماً للتاريخ والتقاليد والقيم الثقافية وأن ينضموا إلى مجتمعات عبر الإنترنت أو المحلية التي تشجع على تعلم اللغة العربية. ويمكن أن يكون التواصل مع الآخرين لغويًا تجربة قيمة. وباستمرار التفاعل مع اللغة العربية وثقافتها، يمكن للأجيال القادمة تعزيز ربطها بالتاريخ والتراث العربي.
السؤال: هل لديك أي مشورة أو نصيحة خاصة للطلاب الهنود الذين يحاولون تعلم لغة العربية وآدابها والإتقان بها في الكليات والمدارس والجامعات ؟ ما هي فرص عمل فيها؟
الجواب: نعم، إليكم بعض المشورات للطلاب الهنود الراغبين في دراسة اللغة العربية وآدابها في الكليات والمدارس والجامعات: وهي كما يلي:
الأول: اختيار المؤسسة التعليمية بعناية : اختر مؤسسة تعليمية معترف بها تقدم برامج قوية لتعلم اللغة العربية والآداب.
الثاني: التفاعل مع المجتمع العربي : إذا كان ذلك ممكنًا، حاول التفاعل مع المجتمع العربي المحلي أو المشاركة في برامج تبادل ثقافي.
الثالث: استغلال التكنولوجيا : استخدم التطبيقات والموارد عبر الإنترنت التي تقدم تعليمًا تفاعليًا في اللغة العربية.
الرابع: البحث عن فرص الدراسة في الخارج : اكتشف فرص الدراسة في الدول الناطقة بالعربية، حيث يمكنك تحسين مهاراتك اللغوية وفهمك الثقافي.
فيما يتعلق بفرص العمل، تزايد الطلب على أولئك الذين يجيدون اللغة العربية في مجالات مثل التجارة الدولية، العلاقات الدبلوماسية، الترجمة، والتعليم. يمكنك أن تكون مترجمًا، أستاذًا للغة العربية، أو العمل في مجالات الأعمال الدولية. الاستثمار في تعلم اللغة العربية قد يفتح أبوابًا لفرص واسعة في المستقبل.
نحن نشكركم يا أيها الأستاذ الكريم على إتاحة هذه الفرصة السعيدة لإجراء هذا الحوار القيم المفعم بالمعلومات الكثيرة والتجارب الموسعة عن جوانب مختلفة من حياتكم العلمية والأدبية والفكرية والاجتماعية، أدعو الله سبحانه وتعالى أن يطيل حياتكم ويبقاكم فينا لكي نستفيد من علمكم الغزير ومعرفتكم الواسعة جيل بعد جيل…..حياكم الله وبارك فيكم وفي أسرتكم وأهليكم جميعًا، وأتمنى لكم الخير والسعادة في الدنيا والآخرة. جزاكم الله أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة.
مع السلامة إلى اللقاء.
*حاوره: د. عبد الحكيم ، الباحث والمترجم الحر
Leave a Reply