الملخص
سعى هذا البحث إلى دراسة أسلوب النهي في شعر شعراء مدرسة الديوان، للوقوف على أنماط تراكيبه، ومدى توظيفهم إياه في شعرهم، وللتعرف على المعاني غير الأصلية التي خرج إليها أسلوب النهي في شعرهم، ومهّدته بإلقاء الضوء على مدرسة الديوان الشعرية، وروادها، وعلى خصائص هذه المدرسة، وخصائصها الشعرية، يتضمن البحث مبحثين، قبلهما قدمة، ثم خاتمة البحث، ثم قائمة المصادر والمراجع، وقد توصلت في نهاية البحث إلى نقاط أهمها: أنّ أسلوب النهي غير المؤكد حظي بحظ وافر في شعر شعراء مدرسة الديوان، وأنّ أكثر الأفعال التي وردت في أسلوب النهي سواء كان مؤكّدا، أو غير مؤكّد هي الأفعال المتعدية، ثم تليها الأفعال اللازمة، وأنّ أساليب النهي المؤكدّة كانت موجهة إلى المخاطب فقط.
المقدمة:
تتميز اللغة العربية عن لغات أخرى بأساليبها في التعبيرـ وفي أنماطها التركيبية، التي قد لا تشاركها فيها غيرها من اللغات، ومن هذه الأساليب التعبيرية أسلوب النهي؛ إذ يختص أسلوب النهي في اللغة العربية ببعض خصائص منها: أنّ صيغته غير متعددة كصيغ الأمر، ومنها: إدخال أداة التأكيد عليه (نوني التأكيد)، ولهذه الأداة وظيفتها الدلالية في التراكيب، وللوقوف على مدى استعمال أسلوب النهي عزمت على دراسته، واخترت شعر شعراء مدرسة الديوان عينة للبحث؛ لأقوم بدراسته في ضوء دراسة تركيبية نحوية؛ إيمانا من الباحث أنّ شعرهم قد نال عناية الأدباء بالدراسة. وتكمن أهمية هذا البحث في الوقوف على أنماط تراكيب أسلوب النهي، ومدى توظيفهم إياه في شعرهم، وللتعرف على المعاني غير الأصلية التي خرجوا إليها في شعرهم، واعتمدت المنهج الاستقرائي التحليلي لوصف هذه التراكيب.
وبناء على هذا فقد قسمت هذا البحث مبحثين، سبقتهما مقدمة، وتليهما خاتمة، فأما المبحث الأول فتناولت فيه نبذة موجزة عن مدرسة الديوان، وروادها، وخصائصها، ثم خصائص شعر روادها. والمبحث الثاني يتضمن نمطين: النمط الأول: أسلوب النهي المؤكد، وتحته ثلاثة أشكال من التراكيب، والنمط الثاني أسلوب النهي غير المؤكد، وتحته أيضا ثلاثة أشكال من التراكيب، ثم ذيّلتهما بالإشارة إلى المعاني التي خرج إليها أسلوب النهي في شعرهم. وفي الخاتمة توصلت إلى بعض النتائج يمكن تلخيصها فيما يأتي:
– أنّ أسلوب النهي غير المؤكد حظي بحظ وافر في شعر شعراء مدرسة الديوان.
– أنّ أكثر الأفعال التي وردت في أسلوب النهي سواء كان مؤكّدا، أو غير مؤكّد هي الأفعال المتعدية، ثم تليها الأفعال اللازمة.
– أنّ أساليب النهي المؤكدّة كانت موجهة إلى المخاطب فقط.
– أنّ النهي قد خرج عن معناه الحقيقي في شعرهم إلى معنى النصح والإرشاد، والالتماس، والتمني، والتسوية، والتحقير، والوعد.
– أنّ شعر شكري والعقاد ثريّ بأسلوب النهي أكثر من شعر المازني.
المبحث الأول: مدرسة الديوان وخصائص شعرها.
يحتوي هذا المبحث على محورين، ويتناول المحور الأول مفهوم مدرسة الديوان وخصائص شعرها، في حين يتناول المحور الثاني أبرز روّاد هذه المدرسة كلا على حدة.
أولا: مدرسة الديوان:
تعدّ مدرسة الديوان من المدارس النقدية والشعرية الحديثة، وتعود تسمية هذه المدرسة بمدرسة الديوان إلى كتاب موسوم بــــ “الديوان في الأدب والنقد” للعقاد والمازني، وأضيف إليهم عبد الرحمن شكري من باب التغليب؛ – ولأنّ الزمالة جمعت بين المازني وشكري في مدرسة المعلمين، ثم تعارف شكري على العقاد والمازني، وكلهم عاشوا في عصر واحد من سنة 1886م إلى 1964م- وهو كتاب يحتوي على ملامح مذهبهم التجديدي، ويلاحظ أنّ روّاد هذه المدرسة دعوا إلى الثورة على أغراض الشعر القديمة، والانصراف عن الطريقة التقليدية في تآلف النسج الشعري، وبناء الجملة؛ لأنهم يرون أن الشاعر يحتاج إلى التعبير الجميل عن الشعور الصادق؛ ولأن الأدب نوع من التعبير الذاتي عن النفس الإنسانية، حيث يستطيع الشاعر ابتكار شكل جديد يناسب عصره. كما دعوا إلى الاهتمام بالفكر على حساب اللغة، يقول العقاد: “فما أجدر اللغة التي هذا من شأن أساليبها أن يكون المتشبثون بطرائقها المزعومة أقل من ذلك تيها واختيالا وأكثر من ذلك تواضعا وامتثالا وما أولاهم أن يكفوا عن المن على المحدثين بأساليب الأقدمين، وأن يعلموا أننا في عصر لم تسعد اللغة العربية بعصر أسعد منه في دولة من دولها الغابرة، وأن يفيقوا من ذلك الجنون بالقديم الذي يتحسرون عليه فيعلموا أن عصرنا هذا هو أقدم العصور وأحقها بالتوقير والتبجيل؛ لأنه وعي من الأزمنة التي درجت قبله ما لم تعه الأزمنة الماضية، وبلغت أممه من تجارب الحياة ما لم تبلغه الأمم الخالية؟”([1])
وتتميز هذه المدرسة بما يأتي:([2])
- الجمع بين الثقافة العربية والإنجليزية، وبين الأصالة والحداثة، وصدق العاطفة، والأداء.
- تفضيلهم استعمال لغة العصر.
- الابتعاد عن التقليد الأعمى، ولا يقلدون القدامى في معانيهم، وألفاظهم.
- الأدب عندهم نوع من التعبير الذاتي عن النفس الإنسانية.
- الجودة العالية في ترجمة الشعر من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية.
ثانيا: خصائص شعر مدرسة الديوان:
لشعر مدرسة الديوان خصائص تميزه عن غيره، يمكن تلخيصها فيما يلي:([3])
- أنه تعبير عن وجدان الشاعر، وذاته وحياته الباطنية.
- أنه يكون ذا وحدة عضوية، ووحدة القصيدة، ويولع بالجوهر دون الأغراض.
- أنه يتحرر في بعض قصائدها عن قيود القوافي؛ فوجد في شعرهم: المرسل، الذي يتقيد فيه الشاعر بالوزن دون القافية، والمزدوج: الذي تتغير فيه القافية كل بيتين.
- أنه غلب عليه التشاؤم، وعناوين بعض قصائدهم شاهدة على هذا.
- أنه غلب عليه وصف الطبيعة وذكر مظاهرها، والدليل على هذا عناوين معظم قصائدهم، ومضمونها.
ثالثا: نبذة عن إبراهيم عبد القادر المازني: (1949)
حياته:
ولد إبراهيم بن محمد عبد القادر المازني في القاهرة في التاسع عشر من أغسطس عام ألف وثماني مئة وتسعين للميلاد، توفي والده وهو صغير، وتولّت أمّه برعايته وإلحاقه بالمدرسة،([4]) ويرجع أصله إلى الجزيرة العربية، إذ نصّ على ذلك في قوله: “هم يدخلون مكة دخول الغريب عنها فمن حقهم أن يتطلّعوا ويُشرفِوا وينظروا ويتأمّلوا – إذا وسعهم ذلك- ولكنّي أنا ابن هذه البلاد، بل ابن مكة بالذات؛ فإنّ جدتي لأمّي مكيّة زوّجوها وهي بنت عشرين سنة رجلا فحلا من أهل المدينة فنشزت فطلّقوها منه، ثمّ احتملوها إلى مصر بعد وفاة أبيها وخراب بيته وتجارته، فتزوّجت جدّي، ثم إنّ أبي مازنيّ مثلي وقد انحدرت إليه هذه المازنيّة ثمّ إليّ بعده على نحو ما انحدرت إلينا الأدمية”([5])
تعلّم في المدارس من ابتدائية وثانوية وعالية إلى أن تخرج في مدرسة المعلّمين، سنة 1909م، عمل مدرّسا بتعيين وزارة المعارف له في المدرسة السعدية الثانوية ثم الخديوية الثانوية ثم مدرسة المعلّمين الناصرية واستقال من مدارس الوزارة سنة 1914م، ثم عمل بعد ذلك مدرّسا في المدرسة الإعدادية الثانوية، ثم بوادي النيل الثانوية وناظرا للمدرسة المصرية الثانوية ثم ترك المدارس إلى السياسة بعد الحركة الوطنية المصرية ([6])
ثقافته:
ومما لا شكّ فيه أنّ ثقافة المازنيّ تكونت من المجلات الثقافية العالمية، وكان مولعا بالشعر والنقد حتى أصبح بارزا في الأدب العربيّ والغربيّ، وفيما يلي بيان طريقة تكوّن ثقافته:
– شغفه الشديد بقراءة بعض أمهات الكتب العربية التي شحذت ذاكرته، وفيه يقول العقاد: “فقد كان آثرها لديه في الشعر دواوين الشريف الرضيّ، وابن الروميّ، والمتنبيّ، وكان آثرها لديه في البلاغة المنثورة كتب الجاحظ، والجرجانيّ، والأصفهانيّ، مع مراجعة متكررة لأمهات الأدب الكبرى كالأمالي، والكامل، والبيان والتبيين، والعقد الفريد، والأغاني، ونهج البلاغة، وما جرى مجراها في موضوعها وإن لم يبلغ مبلغها في حجمها وطبقتها.”([7])
– شغفه بقراءة المؤلّفات الغربية الأدبية والنقدية؛ فساعده على ذلك إتقانه اللغة الإنجليزية، ومن المؤلفات الغربية التي قرأها المازني “دواوين بيرون، وشلي، وشعراء البحيرة عدا شكسبير… وكان يقرأ مع الشعر نقد الشعر، وتاريخ الأدب في كتب النقاد المتميزين، والمؤرخين المأثورين، وأحبّ إليه هاز ليت، وأرنولد، وماكولي وسنتسبرى…”([8]) وغيرهم.
وفاته:
انتقل إبراهيم عبد القادر المازني إلى رحمة ربّه في القاهرة سنة ألف، وتسع مئة، وتسع وأربعين، 1949م، وترك للأمة العربية والإسلامية آثارا قيّمة يستفيد منها من جاء بعده.
مؤلفاته:
في الشعر:
للمازني ديوان، يتكون من ثلاثة أجزاء، نشر الجزء الأول سنة 1913م،([9]) والثاني سنة 1917م، والثالث سنة 1960م.([10]) ثم جمع كلها في مصدر واحد فيما بعد.
من أعماله الأدبية النقدية: ([11])
- الشعر، غاياته ووسائطه، 1915م. بيروت: دار الفكر اللبناني، الطبعة الثانية، سنة النشر 1990م.
- حصاد الهشيم، 1924م. القاهرة، دار الشروق، 2009م.
- قبض الريح، 1927م. القاهرة، دار الشروق، 2009م.
- رحلة الحجاز، 1930م. دار البشائر الإسلامية للطبع والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، سنة النشر 2014م.
- رحلة العراق، القاهرة، دار النشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة النشر 2014م.
من أعماله الأدبية القصصية: ([12])
- صندوق الدنيا، 1929م. القاهرة، شركة نوابغ الفكر، الطبعة الأولى سنة النشر 2010م.
- غريزة المرأة أو حكم الطاعة، 1932م. القاهرة، هلا للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، سنة النشر 2009م.
- إبراهيم الكاتب. 1931م. القاهرة، دار الشروق، سنة النشر 1975م.
- إبراهيم الثاني. 1943م. القاهرة، دار الشروق، سنة النشر 2009م.
- ثلاثة رجال وامرأة، 1943م. القاهرة، دار الشروق، الطبعة الأولى سنة النشر 2009م.
رابعا: نبذة عن عبد الرحمن شكري: (1958)
حياته:
ولد عبد الرحمن شكري في مدينة بور سعيد القاهرة في الثاني عشر من أكتوبر عام ألف وثماني مئة وستة وثمانين للميلاد، بعد عودة أبيه محمد شكري من غيابات السجن الذي أُدْخِلَ فيه، بسبب تهمة وُجِّهَتْ إليه،([13]) وبسبب دفاعه عن وطنه. ويلاحظ أنّ عبد الرحمن شكري نشأ في أسرة مثقّفة، ويُذْكَرُ أنّ لوالده مكتبة تزخر بالكتب العربية وبعض الكتب الفرنسية، مما يسّر لعبد الرحمن شكري الاطلاع على الكتب، وتكوّن عنده حبّ القراءة والاطلاع.([14])
لقد درس عبد الرحمن شكري في الكتّاب لمدة سنة، حيث تعلّم فيه الكتابة والقراءة وبعض أجزاء القرآن الكريم، ثمّ التحق بالمدرسة الابتدائية في بور سعيد. وتخرج فيها عام 1900م، ثمّ التحق بمدرسة رأس التين الثانوية – وفيها تعلّم الإنجليزية- بالإسكندرية، حيث حصل فيها على شهادة البكالوريا عام 1904م. وبعد أن فُصِلَ من مدرسة الحقوق عام 1906م، بتهمة تحريض الشعب على الثورة، التحق بمدرسة المعلمين العليا وفيها التقى بزميله المازني، وتخرج فيها عام 1909م، بدرجة الشرف. وبُعِثَ إلى إنجلترا حيث التحق بجامعة شيفيلد، ونال فيها شهادة جامعية عليا في الآداب عام 1912م.([15])
ثقافته:
تكونت ثقافة عبد الرحمن شكري من عدة ثقافات، ويمكن تصنيف أنواع تكوينه الثقافي إلى ثلاث نقاط:
- بيئته التي نشأ فيها؛ لما في هذه البيئة من المثقّفين بالثقافات المختلفة: العربية والغربية معا.
- اطّلاعه المبكّر على أمهات الدواوين الشعرية، والمؤلفات النقدية؛ إذ بدأ يقرأ الشعر العربيّ ويتذوّقه في مكتبة أبيه التي تزخر بالتراث العربيّ وبعض الكتب الفرنسية نحو: شعر المتنبيّ، وشعر ابن الروميّ، وشعر أبي العلاء المعريّ، وشعر البحتريّ، وأغاني أبي الفرج الأصفهانيّ، وشعر الشريف الرضيّ، وشعر مهيار الديلميّ.([16])
- تمكّنه الفائق في اللغة الإنجليزية التي درس بها منذ المرحلة الابتدائية إلى أن تخرج في مدرسة المعلمين العليا، “وأُعْجِبَ أيما إعجاب بشعراء الرومانسية الإنجليزية: وردسوت، وكولودج، وشيلى، وبيرون، وكيتس، وسكوت، وقرأ لهم في نهم وشراهة.”([17]) وعلى سبيل المثال: كتاب (الذخيرة الذهبية) الذي ألّفه بالجريف.([18])
وفاته:
توفي عبد الرحمن شكري في اليوم الخامس عشر من شهر ديسمبر، عام ألف وتسع مئة وثمانية وخمسين، للميلاد. وخلف وراءها آثارا أدبية – شعرية، نثرية، نقدية – ثمينة.([19])
من مؤلفاته:
أعماله الشعرية:
- ديوانه المسمى بديوان عبد الرحمن شكري، وهو يشمل جميع أشعاره.([20])
مؤلفاته غير الشعرية:
- الاعترافات، وهو (قصة نفس) عام 1916م. مطبعة جرجي غرزوزي 1916م، والقاهرة مؤسسة هنداوي 2019م.
- الثمرات، 1916. عمان، الياقوتة الحمراء للبرمجيات، سنة النشر 2017م.
- حديث إبليس، 1916م. القاهرة، إدراك للنشر والتوزيع, العراق، دار ومكتبة أولد بوك للنشر والتوزيع سنة النشر 2022م.
خامسا: نبذة عن عباس محمود العقاد: (1964)
حياته:
ولد عباس محمود العقاد في القاهرة بمدينة أسوان العريقة عام ألف وثماني مئة وتسعة وثمانين للميلاد، من أب مصري وأمّ كردية، وتنتمي هذه الأسرة إلى الطبقة المتوسطة؛ إذ كان أبوه موظفا بسيطا بالمحفوظات في أسوان.([21])
بدأ العقاد دراسته في إحدى كتاتيب حيه بأسوان، ثمّ ألحقه أبوه بالمدرسة الابتدائية عندما بلغ السابع من عمره، ولم يُكْتَب له حظ المواصلة بعد تخرّجه في المدرسة الابتدائية، إلا أنّ ذلك لم يؤثر فيه؛ إذ ظهرت فيه موهبة فذة، وذكاء فائق، منذ أن كان في المدرسة الابتدائية.([22])
ثقافته:
بدأت ثقافة العقاد الفريدة تتكون منذ أن كان في الصغر؛ إذ يمكن إرجاع ذلك إلى ما يلي:
- تعرّفه في سنّ مبكرة على أفكار كبار العلماء من الأدباء، والنقاد الذين يذهب به أبوه إلى مجالسهم العلمية، أمثال عليّ جمال الدين الأفغانيّ، ومحمد عبده، وعبد الله النديم.([23])
- ولعه الشديد بالقراءة والكتابة منذ أن كان في عنفوان شبابه، ومما يستشهد به في هذا المجال مناظرة جرت بين العقاد وزملائه الطلبة بحضرة الإمام محمد عبده أثناء زيارته لمدرسة العقاد بأسوان، وأعجب بعبقرية العقاد؛ مما دفعه إلى أن يقول: “إذا لم تخني فراستي فسيكون هذا التلميذ كاتبا عظيما ونابغة عبقريا، ثمّ قال له: يا بني، استعمل ما أعطاك الله من المواهب في إظهار الحق ونصره، وأيّد الحقّ بكلّ ما أوتيت من قوة. ولم يتمالك العقاد نفسه من السرور، ووعد الإمام بأن يكون كما أمر ونصح، وسرّه أنّ الإمام خصّه بالحديث والإكبار والتشجيع والتهنئة.”([24])
وفاته:
توفي العقاد في الحادي عشر من مارس سنة ألف وتسع مئة وأربعة وستين للميلاد، وخلف للأمة العربية والإسلامية ثروة ثمينة -أدبية فلسفية تاريخية وغيرها- يستفيد منها من بعده.([25])
من مؤلفاته:([26])
أعماله الشعرية: (دواوين العقاد)
- يقظة الصباح عام 1916م. بيروت، دار العودة، سنة النشر 1982م.
- وهج الظهيرة عام 1917م. بيروت، دار العودة، سنة النشر 1982م.
- أشباح الأصيل عام 1921م. بيروت، دار العودة، سنة النشر 1982م.
- أشجان الليل عام 1928م. بيروت، دار العودة، سنة النشر 1982م.
- وحي الأربعين عام 1933م. القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة سنة النشر 2012م.
- هدية الكروان عام 1933م. القاهرة، دار نهضة مصر، سنة النشر 1997م.
- عابر السبيل عام 1937م. بيروت، دار العودة، سنة النشر 1982م.
- أعاصير مغرب عام 1942م. القاهرة، دار نهضة مصر، سنة النشر 1997م.
- بعد الأعاصير عام 1950م. بيروت، دار العودة، سنة النشر 1982م.
- ديوان من دواوين عام 1958م. وهي مجموعة قصائد مختارات من دواوين العقاد السابقة مع قصائده الجديدة.
ومن مؤلفاته غير الشعرية ما يلي:([27])
- مجمع الأحياء عام 1916م. القاهرة: مكتبة غريب، سنة النشر 1978م.
- محمد عبده، دار النشر الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى سنة النشر 2019م.
- الديوان في الأدب والنقد، عام 1921م. بالاشتراك مع المازني.
- محمد عبده، الدار المصرية اللبنانية الطبعة الأولى سنة النشر 2019م.
- سعد زغلول، سيرة وتحية، القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة النشر 2017م.
وقد اعتمدت في ترتيب الشعراء الثلاثة –إبراهيم عبد القادر المازني (ت1949)، وعبد الرحمن شكري، (ت1958) وعباس محمود العقاد (ت1964)- الذين اخترت أعمالهم عينةً لدراستي على نقطتين مهمتين، هما:
- على سنوات وفياتهم، وجعلت أولهم وفاة في المرتبة الأولى، ثم الذي يليه، ثم آخرهم وفاة.
- وعلى الحرف الأول في الاسم الأول من أسمائهم، أو في الاسم الأول، والثاني من أسمائهم إذا اشترك الاسمان الأولان في الحرف الأول.
وصف عينة البحث:
لقد اعتمدت على ديوان المازني، طبعة مؤسسة هنداوي للتعليم، والثقافة، وديوان عبد الرحمن شكري، طبعة مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، وديوان من دواوين العقاد، طبعة مؤسسة هنداوي للتعليم، والثقافة.
المبحث الثاني: أسلوب النهي:
مفهوم الاسلوب:
الأسلوب: بضم الهمزة وسكون السين وضم اللام، مشتق من الفعل سلب، وله دلالات مختلفة، ومن دلالاتها الواردة عند الأزهري،([28]) وابن منظور([29]): الطريق الممتد، والمذهب، والوجه، والفن، ويجمع على الأساليب.
عرفه عبد القاهر الجرجاني بقوله: “الأسلوب الضرب من النظم([30]) والطريقة فيه”([31])
ويرى ابن خلدون أن مفهوم الأسلوب يختلف من صناعة إلى أخرى؛ لاختلاف اختصاصات كل منها، فيقول: “ولنذكر هنا مدلول لفظة الأسلوب عند أهل الصناعة، وما يريدون بها في إطلاقهم، فاعلم أنها عبارة عن المنوال الذي ينسج فيه التراكيب، أو القالب الذي يفرغ فيه، ولا يرجع إلى الكلام باعتبار إفادته أصل المعنى الذي هو وظيفة الإعراب، ولا باعتبار إفادته كمال المعنى من خواص التراكيب الذي هو وظيفة البلاغة والبيان، ولا باعتبار الوزن كما استعمله العرب فيه الذي هو وظيفة العروض. فهذه العلوم الثلاثة خارجة عن هذه الصناعة الشعرية… فإن لكل فن من الكلام أساليب تختص به وتوجد فيه على أنجاء مختلفة.”([32])
ويلاحظ أنه لا يوجد فرق كبير بين مفهوم الأسلوب عند عبد القاهر الجرجاني وعند ابن خلدون؛ إذ كلاهما يقر بعلاقة الأسلوب بقوانين اللغة التي يجب مراعاتها في إنجاز الكلام، إلا أن تعريف عبد القاهر أشمل من تعريف ابن خلدون؛ لأنه يضيف إلى مراعاة قوانين اللغة مراعاة المعاني ليقع الكلام الموقع الذي يقتضيه علم النحو، وبهذا يكون التفاهم بين أطراف الحديث منشئ الكلام، والمتلقي، ويكون الكلام المنجز واضحا وضوح الشمس.
النهي لغة:
عرّف الخليل النهي بضده وقال: “النهي خلاف الأمر، تقول نهيته عنه، وفي لغة نهوته عنه.”([33]) وأضاف الجوهري توضيحا بسيطا إلى هذا التعريف وفال: “النهي خلاف الأمر. ونهيته عن كذا فانتهى عنه وتناهى، أي كفّ. وتناهوا عن المنكر، أي: نهى بعضهم بعضا.”([34])
النهي اصطلاحا:
النهي عند النحويين: هو طلب الكف عن شيء، على وجه الاستعلاء، ويكون بدخول لا الناهية على الفعل المضارع، والغالب أن يكون موجّها إلى المخاطب، فقد يكون موجها إلى الغائب أو المتكلم، وغالبا ما يخرج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معان أخر.([35])
لا يوجد فرق كبير بين تعاريف النحويين ، وبين تعاريف البلاغيين، للنهي، إلا أنّ البلاغيين لا يعدّون النهي نهيا إلا إذا صدر ممن هو أعلى مع الإلزام.([36]) ويعدّ أسلوب النهي من الأساليب الإنشائية الطلبية.
حكم المضارع الذي دخلت عليه لا الناهية:
لا خلاف عند الحذاق النحويين أن الفعل المضارع الذي دخلت عليه لا الناهية معرب، ومجزوم، إما بالسكون، وإما بحذف حرف العلة، وإما بحذف نون الأفعال الخمسة، “إذ من أوجه لا أن تكون لطلب الترك، وتختص بالدخول على المضارع وتقتضي جزمه، واستقباله.”([37]).
النمط الأول: أسلوب النهي المؤكد:
جاء أسلوب النهي مؤكدا بنون التوكيد الثقيلة، والخفيفة في شعر شعراء مدرسة الديوان، ومنه ما تعدى إلى مفعول به واحد، ومنه ما تعدى إلى مفعولين، ومنه ما كان فعلا لازما، وهذه الأشكال الثلاثة سيتناول الباحث دراستها على النحو الآتي:
الشكل الأول: لا الناهية + الفعل المضارع المتعدي إلى مفعول واحد + نون التوكيد:
لم يرد هذا الشكل إلا عند شكري والعقاد، وتكرر عند شكري في ستة مواضع،([38]) وعند العقاد في أربعة مواضع،([39]) مثاله وروده عند شكري قوله:([40])
لا تسمعنَّ مقالًا قال قائلُهُ وما أصاب صوابَ الرأي في الكَلِمِ:
اضحك ولَذَّ فإِن العيشَ منتهبٌ وأَضْيَعُ الأمرِ عيشٌ حِيطَ بالعدمِ
ومثاله وروده عند العقاد قوله:([41])
لا تحسدن غنيًّا في تنعمه قد يكثر المال مقرونًا به الكدرُ
تكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت شكري من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعول واحد (تسمعنّ) – الموجه إلى المخاطب – الذي اتصلت به نون التوكيد الثقيلة، ومن مفعول به (مقالا)، والجملة الفعلية بعد كلمة (مقالا) صفة له. وتكوّن بداية السطر الأول من بيت العقاد أيضا من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعول واحد – الموجه إلى المخاطب- (تحسدن) الذي اتصلت به نون التوكيد الخفيفة، ومن مفعول به (غنيّا)، والجار والمجرور إما أن يكونا حالا لــ غنيّا، وإما أن يكونا صفة له.
الشكل الثاني: لا الناهية + الفعل المضارع المتعدي إلى مفعولين + نون التوكيد:
ورد هذا الشكل في موضعين عند المازني، أحدهما بنون التوكيد الثقيلة نحو:([42])
ألا عُدْ إلى العهد الذي كنت أحمدُ ولا تتركنِّي في العذاب أخلَّدُ
تكوّن أسلوب النهي في السطر الثاني من هذا البيت من واو العطف، ولا الناهية، والمضارع الموجه إلى المخاطب، ومن نون التوكيد الثقيلة، ومن ضمير النصب (ياء المتكلم) الذي هو مفعول أول، والجملة الفعلية (أخلّد) التي هي مفعول ثان. وأما نون الوقاية فقد حذفت لكراهية توالي النونات.
والآخر بنون التوكيد الخفيفة، نحو قوله:([43])
لا تجعلن ظلم العباد دابا
تكوّن أسلوب النهي في قول المازني من لا الناهية، والمضارع الموجه إلى المخاطب، ومن نون التوكيد الخفيفة، والمفعول الأول (ظلم العباد)، والمفعول الثاني (دأبا).
وتكرّر ورود هذا الشكل عند شكري في سبعة عشر موضعا،([44]) وعند العقاد في ثلاثة مواضع،([45]) مثال وروده عند شكري قوله:([46])
ولا تحسبنَّ الناسَ ناسًا فإِنهم قرودٌ إِذا كشَّفْتَهُمْ وحميرُ!
ومثال وروده عند العقاد قوله:([47])
فلا تجعلن الموت حجة كاذبٍ لمدحة مذمومٍ ورفعة سافل
تكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت شكري من واو العطف، ولا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعولين (تحسبنّ)، اتصلت به نون التوكيد الثقيلة، ومن المفعول الأول (الناس) ، والمفعول الثاني (ناسا). كما تكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت العقاد من فاء العطف أيضا، عطفت جملة النهي على الجملة الفعلية التي قبلها، ولا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعولين (تجعلن)، اتصلت به نون التوكيد الخفيفة، ومن المفعول الأول (الموت)، والمفعول الثاني (حجة كاذب).
الشكل الثالث: لا الناهية + الفعل المضارع اللازم + نون التوكيد:
لم يرد هذا الشكل عند المازني، ولكن تكرر وروده عند شكري في ثمانية مواضع،([48]) وتكرر وروده عند العقاد في ثلاثة مواضع،([49]) مثاله عند شكري قوله:([50])
فلا تحْزننْ إِن أدركتنيَ سلوةٌ فأنت الذي علَّمْتَنِي كيف أصْبِرُ
ومثاله عند العقاد قوله:([51])
لا تعجبنَّ لعيبٍ واعجب لفضلٍ ونبل
تكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت شكري من الفاء، ولا الناهية، والمضارع اللازم الموجه إلى المخاطب (تحزنن) اتصلت به نون التوكيد الخفيفة. وتكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت العقاد من لا الناهية، والمضارع اللازم الموجه إلى المخاطب (تعجبنّ) اتصلت به نون التوكيد الثقيلة.
النمط الأول: أسلوب النهي غير المؤكد:
لقد حظي أسلوب النهي غير المؤكد بحظ وافر في شعر شعراء مدرسة الديوان؛ إذ يبلغ عدد أسلوب النهي غير المؤكد في شعرهم مئتين واثنتين وأربعين مرة، ويتوزع هذا العدد على أشكال من حيث التعدي واللزوم،
الشكل الأول: لا الناهية + الفعل المضارع المتعدي إلى واحد + مفعول به:
تكرر هذا الشكل عند المازني في ثلاثين موضعا، وتكرر عند شكري في سبعين موضعا، وتكرر عند العقاد في خمسة وأربعين موضعا، ومثال وروده عند المازني قوله:([52])
لا أنسَ منظرها وقد طلعتْ للعين بين خمائل الورد
ومثال وروده عند شكري قوله:([53])
احْسُ كأسَ العيشِ في دعةٍ لا يرْعك العزُّ والهونُ
ومثال وروده عند العقاد قوله:([54])
لا تخدعيني يا بنيـ ـة بالوفاء من اللسان
تكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت المازني من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى واحد الموجه إلى المتكلم، ومن مفعول به. وتكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الثاني من بيت شكري من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى واحد، ومن ضمير النصب الكاف، والفاعل (العزّ والهون) الذي تأخر عن المفعول به. وتكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت العقاد من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى واحد، الموجه إلى المخاطبة، ونون الوقاية، وضمير النصب ياء المتكلم.
ويلحظ أنّ الفعل يَرْع في بيت شكري معتل الأخير، وإذا كان الحرف المحذوف واوا فهو من الفعل رعا يرعو، ويكون بمعنى صرف، أي لا يصرفك العزّ والهون، وإذا كان الحرف المحذوف ياء فهو من الفعل رعى يرعى ويكون بمعنى لا يحفظك العز والهون، والذي يختاره الباحث المعنى الأول أي: لا يصرفك العز والهون.
الشكل الثاني: لا الناهية + الفعل المضارع المتعدي إلى مفعولين + مفعول أول، وثان:
تكرر ورود هذا الشكل عند المازني في أربعة مواضع،([55]) وتكرر وروده عند شكري في عشرين موضعا،([56]) وتكرر عند العقاد في ثلاثة مواضع،([57]) مثال وروده عند المازني قوله:([58])
لا تحسب الزمن النضير براجعٍ إن السعادة فذَّةٌ لم تتئم
ومثال وروده عند شكري قوله:([59])
يقولون لا تُعْطِ الغرامَ مقادةً فما هو إِلا الخطب أو دونه الخطبُ
ومثال وروده عند العقاد قوله:([60])
لا تحسبوا أمة يعلو أعاظمها إذا الفقير طلاب القوت أعياه
تكوّن أسلوب النهي في بداية السطر الأول من بيت المازني من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعولين (تحسب)، الموجه إلى المخاطب، والمفعول الأول (الزمن النضير)، والمفعول الثاني (براجع)، وتكوّن أسلوب النهي في قول شكري أيضا من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعولين (تعطِ)، -الموجه إلى المخاطب- حذفت منه حرف العلة للدلالة على أنه مجزوم بحذفها، والمفعول الأول (الغرام)، والمفعول الثاني (مقادة)، كما تكوّن أسلوب النهي أيضا عند العقاد من لا الناهية، والمضارع المتعدي إلى مفعولين الموجه إلى المخاطبين، والمفعول الأول (أمة) والمفعول الثاني (يعلو أعاظمها)، وتعدّ الجملة الشرطية في عجز البيت (إذا الفقير طلاب القوت أعياه) حالا.
ولا مانع من عدّ الجملة الشرطية حالا عند بعض النحويين، لوروده في القرآن الكريم، يقول أبو جعفر النحّاس في قوله تعالى: ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﭼ([61]) “شرط وجواب، وهو في موضع الحال، أي: فمثله كمثل الكلب لاهثا.”([62]) وورد مثله عند السيوطي فتقع الجملة الشرطية حالا، نحو أفعل هذا إن جاء زيد، ثم قال وعليه ابن جني.([63])
الشكل الثالث: لا الناهية + الفعل المضارع اللازم:
تكرر ورود هذا الشكل عند المازني في تسعة مواضع، وتكرر عند شكري في أربعة وثلاثين موضعا، وتكرر عند العقاد في ستة وعشرين موضعا، مثال وروده عند المازني قوله:([64])
لا تبخلوا بالبشر وهو سجيةٌ فيكم كما حبس السحابُ الماء
ومثال وروده عند شكري قوله:([65])
فلا تشمتوا بعظيمٍ مضى فقد كان فينا قديرًا مهيبَا
ومثال وروده عند العقاد قوله:([66])
لا تقل لي قبل عام كيف كنا أنا أعلمْ
لا تقل لي بعد عمري كيف نمسي لست تعلمْ
تكوّن أسلوب النهي في أوائل هذه الأبيات من لا الناهية والأفعال المضارعة اللازمة، (تبخل، وتشتم، وتقل)، والفعلان الأولان موجهان إلى المخاطبين، والفعلان الأخيران موجهان إلى المخاطب.
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معان أخر.
من يتأمل النصوص العربية يجد أن أسلوب النهي من الأساليب التي تخرج عن معانيها الأصلية، إلى معان غير أصلية؛ لوجود قرائن تمنع عن إرادة معانيها الأصلية، وخروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معاني أخر وارد في شعر شعراء مدرسة الديوان، ولتسليط الضوء على هذا يذكر الباحث منها صورا على سبيل المثال:
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معنى النصح والإرشاد:
مثاله عند المازني قوله:([67])
ولا تمنح الود امرَأً ليس أهله فما كل ماء لامع الوجه مورد
مثاله عند شكري قوله:([68])
فلا تثلمْ ضميركَ بالدنايا وهل شيءٌ أرقُّ من الضميرِ
مثاله عند العقاد قوله:([69])
ولا تصغوا إلى من قال دعوى يروِّج أمرَها باغٍ وخَبُّ
خرجت أساليب النهي في الأبيات الثلاثة عن معانيها الأصلية إلى معنى النصح والإرشاد، يلاحظ أن المازني يقدّم النصيحة للمخاطب ألّا يحبّ من ليس أهلا له؛ لأنه لو فعل ذلك لا يجد فيه ثمرة مفيدة، ويقدم شكري نصيحته للمخاطب ألّا يكسر ضميره؛ لأن الضمير إذا نكسر فقد لا يمكن جبره، وينصح العقاد أيضا السامعين إليه بعدم الإصغاء إلى الدعوى الباطلة يروّجها كل ساقط خائن.
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معنى الالتماس:
مثاله عند المازني قوله:([70])
يا حبيبي وأنت جم الهجودِ لا تدعني فريسة التسهيد
مثاله عند شكري قوله:([71])
أَدِرِ الكأسَ فقد طابَ الصبوحْ لا تُطِعْ في تَرْكِها قولَ النصيحْ
مثاله عند العقاد قوله:([72])
فلا تحملوني صامتين إلى الثرى فإني أخاف اللحد أن يتهيبا
خرجت أساليب النهي في الأبيات الثلاثة عن معانيها الأصلية إلى معنى الالتماس، يطلب المازني من حبيبه ألّا تتركه للأرق، ويطلب شكري من منادمه أن يناوله كأس الخمر وألا يتبع قول ناصحه، ويطلب العقاد من قومه ألّا يحملوه إلى القبر صامتين. القرينة التي تمنع المعنى الأصلي أن هذه النصوص موجهة إما إلى القرناء كما هو واضح في قول المازني وشكري، وإما إلى الأصدقاء والأقارب.
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معنى التمني:
مثاله عند شكري قوله:([73])
حنانًا أيها الوَطَنُ المفدَّى ولا تَسْمَعْ مقالَ السوءِ فِينَا
مثاله عند العقاد قوله:([74])
يا حقُّ لا تبرحْ خباءَكْ أتعبتنا سعيًا وراءكْ
خرج أسلوب النهي في بيت شكري، والعقاد عن معناه الأصلي إلى معنى التمني؛ لأنّ المأمور بترك الفعل هنا غير عاقل.
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معنى التسوية:
مثاله عند شكري قوله:([75])
فاجزعي يا نفسُ أو لا تجزعي ما بقاءُ المرءِ إِلا للزوالِ
خرج أسلوب النهي في هذا البيت عن معناه الأصلي إلى معنى التسوية؛ لأنّ ترك الجزع وفعله لا يعني بقاء الإنسان إلى الأبد.
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معنى التحقير:
مثاله عند العقاد قوله:([76])
لا تشكُ هذا عند هذا ففي هذا وهذا عنصرٌ لا يحول
خرج أسلوب النهي في هذا البيت عن معناه الأصلي إلى معنى التحقير؛ لأن الشكوى إلى كل منهما سواء، لا فرق بين هما، وقد يقال بأنّ المعنى الذي خرج إليه هذا الأسلوب هو التيئيس، يطلب من المخاطب أن ييئس من كلا المشارين إليهما.
خروج أسلوب النهي عن معناه الأصلي إلى معنى الوعد:
مثاله عند المازني قوله:([77])
لا أنسَ منظرها وقد طلعتْ للعين بين خمائل الورد
خرج أسلوب النهي في قول المازني عن معناه الأصلي إلى معنى الوعد؛ ويظهر في هذا النص أن الشاعر يعد ألّا ينسى منظر محبوبته.
وفي نهاية هذا البحث -بعد أن شكرت الله عز وجل الذي يسر لي ووفقي للقيام به- توصلت إلى نتائج يمكن تلخيصها في نقاط تالية:
– أنّ أسلوب النهي غير المؤكد حظي بحظ وافر في شعر شعراء مدرسة الديوان.
– أنّ أكثر الأفعال التي وردت في أسلوب النهي سواء كان مؤكّدا، أو غير مؤكّد هي الأفعال المتعدية، ثم تليها الأفعال اللازمة.
– أنّ أساليب النهي المؤكدّة كانت موجهة إلى المخاطب فقط.
– أنّ النهي قد خرج عن معناه الحقيقي في شعرهم إلى معنى النصح والإرشاد، والالتماس، والتمني، والتسوية، والتحقير، والوعد.
– أنّ شعر شكري والعقاد ثريّ بأسلوب النهي أكثر من شعر المازني.
هوامش المقال:
[1])) – العقاد، عباس محمود، مطالعات في الكتب والحياة، القاهرة، مؤسسة هنداوي، 2012-2013م، ص 239.
([2]) – ينظر: المصدر نفسه، ص 236-239. و موريه، صموئيل، القصيدة الكلاسيكية الجديدة، والشعراء، والنقاد المحدثون، ترجمة عبد الله محمد عيسى الغزالي، الكويت، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1988م، ص 26، و58-59. وخفاجي، محمد عبد المنعم ، مدارس الشعر الحديث، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، (د.ط)، 1991م، ص 5.
([3]) – ينظر: المازني، إبراهيم عبد القادر، الشعر غايته ووسائطه، تحقيق: فايز ترحيين، بيروت، دار الفكر اللبناني، الطبعة الأولى، والثانية 1915م ، و1990م، ص18، و23-24. وداؤد، أنيس، رواد التجديد في الشعر العربي الحديث، القاهرة، مكتبة عين شمس، (د.ط) سنة 1975م، ص 64- 67. وخفاجي، محمد عبد المنعم، مدارس الشعر الحديث، ص 149، و212. وشوكت، محمود حامد، وغيره، مقومات الشعر العربي الحديث، ص 151، و155، و163-167،
[4])) – ينظر: شوقي: أحمد شوقي عبد السلام ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، القاهرة، دار المعرف، ط/13، (د.ت) ص 261.
[5])) – المازنيّ، إبراهيم عبد القادر، رحلة الحجاز أو الفكاهة إذا اعتمرت، تحقيق: محمد بن عبد الله أحمد وغيره، بيروت، دار البشائر الإسلامية، ط/1، 1435هـ – 2014م، ص 82.
[6])) – ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوغرافية نقدية ببلوجرافية (2) – إبراهيم عبد القادر المازني، القاهرة، قسم النشر بالجامعة الأمريكية، ودار الكتاب المصري، بيروت، دار الكتاب اللبناني، (د.ط) (د.ت) ص 5-6.
[7])) – العقاد، عباس محمود، تأبين المرحوم الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني، القاهرة مجلة مجمع اللغة العربية، محكمة، العدد 7، سنة 1953م، من ص 399-408، ص401. وينظر أيضا: شوقي: أحمد شوقي عبد السلام ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، ص 261.
[8])) – ينظر العقاد، عباس محمود، تأبين المرحوم الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني، ص400. وينظر أيضا: شوقي: أحمد شوقي عبد السلام ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، ص 261 -262. (بالتصرف)
[9]))- ذكر شوقي أنه أخرجه في سنة 1914م ينظر الأدب العربي المعاصر في مصر، ص 262؟
[10]))- ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوغرافية نقدية ببلوجرافية (2) إبراهيم عبد القادر المازني، ص 53. هذا ما ذكره معظم الدارسين لكنه أمر غير مسلّم به لأنّ المازني توفي قبل هذا الوقت.
[11])) – ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوغرافية نقدية ببلوجرافية (2) إبراهيم عبد القادر المازني، ص 53- 54. وينظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام قاموس تراجم، ج1/72.
[12])) – ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوغرافية نقدية ببلوجرافية (2) إبراهيم عبد القادر المازني، ص 57. وينظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام قاموس تراجم، ج1/72.
[13])) اتهم أنه صديق لعبد الله النديم خطيب الثورة العرابية،
[14])) ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوجرافية نقدية ببليوجرافية، (3) عبد الرحمن شكري، القاهرة، مركز الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية، ودار الكتاب المصري، وبيروت، دار الكتاب اللبناني، ص3-4. وسلامة، يسرى محمد، جماعة الديوان، شكري- المازني- العقاد. الإسكندرية، مؤسسة الثقافة الجامعية، (د.ط)، (د.ت) ص 33-34. وخفاجي، محمد عبد المنعم، حركات التجديد في الشعر الحديث، الإسكندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، ط/1، 2002م، ص 60-61.
[15])) ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوجرافية نقدية ببليوجرافية، (3) عبد الرحمن شكري ص6-21. وسلامة، يسرى محمد، جماعة الديوان، شكري- المازني- العقاد، ص 36-53. وخفاجي، محمد عبد المنعم، حركات التجديد في الشعر الحديث، الإسكندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، ط/1، 2002م، ص 60-64
[16])) ينظر: شوكت، محمود حامد، وغيره، مقومات الشعر العربي الحديث والمعاصر، القاهرة، دار الفكر العربي، (د.ط) (د.ت) ص 150. وينظر: خليل: إبراهيم، مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط/1، 1424هـ – 2003م، وط/4، 1432هـ – 2011م، ص 141.
[17])) الدسوقي، عمر، دراسات أدبية، القاهرة، دار نهضة مصر للطبع والنشر، ط/2، (د.ت) ص 265.
[18])) ينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوجرافية نقدية ببليوجرافية، (3) عبد الرحمن شكري، ص 13.
[19])) ينظر: الدسوقي، عمر، دراسات أدبية، ص 292. وينظر: خفاجي، محمد عبد المنعم، مدارس الشعر الحديث، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، (د.ط)، (د.ت)، ص 185.
[20])) ينظر: خفاجي، محمد عبد المنعم، مدارس الشعر الحديث، ص 182. وينظر: السكوت، حمدي، وغيره، أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوجرافية نقدية ببليوجرافية، (3) عبد الرحمن شكري ص103- 104. وينظر: شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، عام 2012م،
[21])) ينظر: العمري، زينب عبد العزيز، شعر العقاد، الرياض- السعودية، دار العلوم للطباعة والنشر، (د.ط) عام 1981م، ص 85. وينظر: شامي، يحيى، العقاد كاتبا وشاعرا، بيروت، دار الفكر العربي، ط/1، 1995م ص 7، وينظر: خليل، إبراهيم، مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث، ص 146.
[22])) ينظر: شامي، يحيى، العقاد كاتبا وشاعرا، ص 7، وينظر: خليل، إبراهيم، مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث، ص 146-147.
[23])) ينظر: خليل، إبراهيم، مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث، ص 147.
[24])) عطّار، أحمد عبد الغفور، العقاد، جدة السعودية، تهامة للنشر، ط/1، 1405هـ – 1985م، ص 21.
[25])) خفاجي، محمد عبد المنعم، مدارس الشعر الحديث، ص 139.
[26])) ينظر: العمري، زينب عبد العزيز، شعر العقاد، ص 118- 119.
[27])) ينظر: العمري، زينب عبد العزيز، شعر العقاد، ص 120.
([28]) – الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، ج2/302. مادة سلب.
([29]) – ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين، لسان العرب، ج1/473. مادة سلب.
([30]) – يقول عبد القاهر في شرحه للنظم: “واعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه، وأصوله، وتعرف مناهجه التي نهجت، فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت لك، فلا تخلّ بشيء منها.” – الجرجاني، أبو بكر عبد القاهر، دلائل الإعجاز في علم المعاني، ج1/60.
([31]) – الجرجاني، أبو بكر عبد القاهر، دلائل الإعجاز في علم المعاني، ج1/296.
([32]) – ابن خلدون، ولي الدين عبد الرحمن بن محمد، مقدمة بن خلدن، تحقيق: عبد الله محمد الدرويش، الطبعة الأولى 1425هـ – 2004م، دمشق، دار البلخي، ج2/397.
([33]) – الخليل، أبو عبد الرحمن بن أحمد، كتاب العين، مادة نهى، ج/93.
([34]) – الجوهري، أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، باب الواو والياء فصل النون مادة نهى،ج6/2517.
([35]) – ينظر: ابن هشام، مغني اللبيب عن كتب الآعاريب، ص 273. و275. وينظر أيضا: حسن، عباس، النحو الوافي، ج4/367.
([36]) – ينظر: الهاشــمي، أحمــد بن إبـراهيم بن مصـطفى، جـواهر الــبلاغة في المعاني والبيان والبديع، ص76=77.
([37]) – ينظر: ابن هشام، مغني اللبيب عن كتب الآعاريب، ص 273.
([38]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 281، 282، 284، 308، 344، 364.
([39]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 145، 183، 265.
([40]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 253.
([41]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 24.
([42]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 211.
([44]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 118، 140، 162، 175، 193، 231، 235،
([45]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 92، 121،
([46]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 175.
([47]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 41.
([48]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 177، 190، 226، 252، 281، 341، 402.
([49]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 96، 264.
([50]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 170.
([51]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 13.
([52]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 71.
([53]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 189.
([54]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 97.
([55]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 114، 163، 199،
([56]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 81، 130، 140، 141، 143.
([57]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 42، 85.
([58]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 89.
([59]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 42.
([60]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 16.
([61]) – سورة الأعراف من الآية 176.
([62]) – النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل، إعراب القرآن، تحقيق: عبد المنعم خليل إبراهيم، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1421هـ، ج2/81.
([63]) – ينظر السيوطي، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، ج4/43.
([64]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 75.
([65]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 40.
([66]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 12.
([67]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 212.
([68]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 63.
([69]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 14.
([70]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 163.
([71]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 53.
([72]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 68.
([73]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 67.
([74]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 68.
([75]) – شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، ص 27.
([76]) – العقاد، عباس محمود، ديوان من دواوين العقاد ص 14.
([77]) – المازني، إبراهيم عبد القادر، ديوان المازني ص 71.
قائمة المصادر والمراجع:
- الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، تحقيق: محمد بن عوض مرعب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 2001م.
- الجرجاني، أبو بكر عبد القاهر، دلائل الإعجاز في علم المعاني، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1422هـ – 2001م.
- الجوهري، أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الرابعة 1407هـ – 1987م.
- حسن، عباس، النحو الوافي، دار المعارف، الطبعة الخامسة عشرة (د.ت) .
- خفاجي، محمد عبد المنعم:
مدارس الشعر الحديث، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، (د.ط)، 1991م.
حركات التجديد في الشعر الحديث، الإسكندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2002م.
- ابن خلدون، ولي الدين عبد الرحمن بن محمد، مقدمة بن خلدن، تحقيق: عبد الله محمد الدرويش، دمشق، دار البلخي، الطبعة الأولى 1425هـ – 2004م.
- خليل: إبراهيم، مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط/1، 1424هـ – 2003م.
- الخليل، أبو عبد الرحمن بن أحمد، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي والآخر، (د.ط)، و(د.ت).
- داؤد، أنيس، رواد التجديد في الشعر العربي الحديث، القاهرة، مكتبة عين شمس، (د.ط) سنة 1975م.
- الدسوقي، عمر، دراسات أدبية، القاهرة، دار نهضة مصر للطبع والنشر، ط/2، (د.ت).
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام قاموس تراجم، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشرة، 2002م.
- سلامة، يسرى محمد، جماعة الديوان، شكري- المازني- العقاد. الإسكندرية، مؤسسة الثقافة الجامعية، (د.ط)، (د.ت).
- السكوت، حمدي، وغيره:
أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوغرافية نقدية ببلوجرافية (2) – إبراهيم عبد القادر المازني، القاهرة، قسم النشر بالجامعة الأمريكية، ودار الكتاب المصري، بيروت، دار الكتاب اللبناني، (د.ط) (د.ت).
أعلام الأدب المعاصر في مصر، سلسلة بيوجرافية نقدية ببليوجرافية، (3) عبد الرحمن شكري، القاهرة، مركز الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية، ودار الكتاب المصري، وبيروت، دار الكتاب اللبناني، (د.ط) (د.ت).
- السيوطي، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق: عبد العال سالم مكرم، بيروت، مؤسسة الرسالة، (د.ط) 1413هـ – 1992م.
- شامي، يحيى، العقاد كاتبا وشاعرا، بيروت، دار الفكر العربي، ط/1، 1995م.
- شكري، عبد الرحمن، ديوان عبد الرحمن شكري، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، عام 2012م.
- شوقي: أحمد شوقي عبد السلام ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، القاهرة، دار المعرف، ط/13، (د.ت).
- شوكت، محمود حامد، وغيره، مقومات الشعر العربي الحديث والمعاصر، القاهرة، دار الفكر العربي، (د.ط) (د.ت).
- عطّار، أحمد عبد الغفور، العقاد، جدة السعودية، تهامة للنشر، ط/1، 1405هـ – 1985م.
- العقاد، عباس محمود:
ديوان من دواوين العقاد، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم، والثقافة، (د.ط)، و(د.ت).
تأبين المرحوم الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني، القاهرة مجلة مجمع اللغة العربية، محكمة، العدد 7، سنة 1953م.
مطالعات في الكتب والحياة، القاهرة، مؤسسة هنداوي، 2012-2013م،
- العمري، زينب عبد العزيز، شعر العقاد، الرياض- السعودية، دار العلوم للطباعة والنشر، (د.ط) عام 1981م.
- المازني، إبراهيم عبد القادر:
ديوان المازني، القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم، والثقافة، (د.ط)، و(د.ت).
الشعر غايته ووسائطه، تحقيق: فايز ترحيين، بيروت، دار الفكر اللبناني، الطبعة الأولى، والثانية 1915م ، و1990م.
رحلة الحجاز أو الفكاهة إذا اعتمرت، تحقيق: محمد بن عبد الله أحمد وغيره، بيروت، دار البشائر الإسلامية، ط/1، 1435هـ – 2014م.
- ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين، لسان العرب، بيروت، دار صادر، الطبعة الثالثة، 1414هـ.
- موريه، صموئيل، القصيدة الكلاسيكية الجديدة، والشعراء، والنقاد المحدثون، ترجمة عبد الله محمد عيسى الغزالي، الكويت، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1988م.
- النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل، إعراب القرآن، تحقيق: عبد المنعم خليل إبراهيم، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1421هـ.
- الهاشــمي، أحمــد بن إبـراهيم بن مصـطفى، جـواهر الــبلاغة في المعاني والبيان والبديع، تحقيق: يوسف الصميلي، بيروت، المكتبة العصرية، (د.ط) و(د.ت).
*طالب الدكتوراه بقسم اللغة العربية وآدابها كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية -جامعة الملك سعود
Leave a Reply