الملخص:
ذكريات الإنسان تحتضن في طياتها سعادات وعبرا ودروسا وتطلعات وومضات وخططا لتنفيذها في القريب العاجل أو الآجل. لقد كنت سعدت بلحظات تحمل أحلى الذكريات المليئة بما يحفزني على توظيف ما أملك من قدرات، وعلى التزود بما يسوقني إلى السعادات والنجاحات، وبما ينشطني للتقدم على دروب مشى عليها من مشى من كبار علماء هذه الأمة، ومفكريها، ومثقفيها. إن تلك اللحظات لها قيمة فكرية وعلمية وتربوية ودينية كذلك، لأنها مضت مع من له دور مهم وثمين في إنهاض هذه الأمة، وتوظيف الكفاءات الحاصلة لديه في تسريع عجلة هذه الأمة إلى الطرق العامة للسمو والغيرة الدينية والحمية الإسلامية، كما وله دور بارز بل استثنائي في تربية الجيل الجديد، ألا وهو الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي؛ وأما تلك اللحظات فهي ما كنت قضيتها معه على تل من تلال مدينة تريفاندرام على ضفة المحيط الهندي فيما بين بساتين النارجيل والهواء النسيم الفائح المتصعد من مياهه.
الكلمات المفتاحية: ذكريات، عبر، تطلعات، دروب، محادثات، قيم، تربية، تاريخ، العشاء، الفطور.
في مطعم بمدينة تريفاندرام:
في مطعمٍ قدامَ دار ضيافة جامعة كيراله بتريفاندرام، ليلة من ليالي شهر أبريل اللافحة الحارة المسيلة للعرق عام 2010م؛ كنت منتظرا مقعدا فارغا لكي أجلس عليه، واتعشى من أجل الجوع الشديد، في مدينة كنت حديث العهد بزيارتها، وحيدا لا يصحبني من أعرفه، غريبا أتيتها من بعد ثلاثة آلاف كيلو متر تقريبا، أجنبيا لا أعرف لغتها؛ إذ فوجئت بنداء ألفته من سنين طوال: “يا أخي قمر”! إذا به الأستاذ السيد محمود حسن الحسني الندوي –رحمه الله-؛ تبادلنا التحايا والتساليم بكل رحابة وروحانية مع كامل الشوق والحيرة واللهفة؛ مدينة جديدة بالنسبة إليّ، ومكان جديد كذلك. ما كنا في لكناؤ بندوة العلماء، فما أشد حيرتنا نحن الإثنين! بيئة مختلفة تماما عن بيئة مدينة نعيش فيها؛ في مناخها، وفي هوائها الرطب، وجغرافيتها، وفي ثقافتها ولغتها، هي في أقصى الجنوب على ضفة من ضفاف المحيط الهندي، ونحن من مدن وسط شرق البلاد؛ لقد تعانقنا مستغربين من تواجد بعضنا البعض في هذه المدينه البعيده، خاطبني قائلا:
ما بك أنت هنا؟
أنا هنا للاشتراك في المؤتمر القرآني المزمع عقده منذ الغد بجامعة كيرالا، بقسم اللغة العربية بها.
أين نزلت هنا؟
نزلت هنا في دار ضيافة الجامعة.
تعال معي يا قمر تعال معي اقض اياما مع شيخنا الأستاذ السيد محمد الرابع الحسني الندوي وشيخنا الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي والأساتذة الآخرين في منطقة بضاحية المدينة على تل من تلال الشاطئ التي يجري من تحتها المحيط خلال جنات وحدائق من النارجيل؛ فما أسعد لقائه في مثل هذه الظروف! وما أطيب اقتراحه في مثل هذه الغربة!
ركبت سيارة يركبها مع السائق؛ إذ هما وردا المطعم لشراء بعض وجبات العشاء، من هناك توجهنا إلى حيث نزلوا به، متبادلين أطراف الحديث متجاذبين مغمورا بهذه السعادة وهذه المفاجأة الحلوة الطيبة، مررنا بشوارع معوجة مختلفة ذي صعود وهبوط، وقطعنا مسافة ليست قصيرة جدا ولا طويلة جدا حتى صعدت بنا السيارة على تلة بمكان رحب واسع منفتح الآفاق، لاتلمع حتى حد البصر إلا المياه، وأشجار النارجيل والمصابيح الكهربائية بطريقة تسر الناظرين، والمنزل الذي كان الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي وأصحابه نازلين به منزلا كبيرا ذا أطباق وغرف كثيرة من أروع المنازل وأشمخها، شُيد بأحجار بيضاء جاذبة الأنظار، لامسة الديباج، والوقت الذي كنا وصلنا هناك كان وقت العشاء تقريبا، ففرشت المائدة، ووضعت عليها أنواع من الوجبات المحضرة بزيت النارجيل، والحلاوى والمياه الباردة والعادية، وحضرها بعض من كانوا في المنزل من الشباب والضيوف اذ طلع عليها وجوه نيرة باسمة المحيا فائحة الملابس مخلوطة من طيب البساطة والتواضع، تلوح كأنها أنوار وومضات، سيما التقوى والطهارة متجل عليها؛ سلمت عليهم؛ صافحت أولا شيخنا العظيم الجليل السيد محمد الرابع الحسني الندوي؛ سألني مبتسما قمر شعبان؛ قلت بكل سعادة: أجل. فصافحت شيخنا وأستاذنا السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي، ثم صافحت الآخرين، فجلسنا جميعا متناولين العشاء، فنعم العشاء هذا العشاء مع أصحاب التقوى ورجال الدين! هذه هي المرة الثانية أو الثالثة أتشرف بسعادة مثل هذه الزيارة في مائدة واحدة، كنا تقريبا عشرة الشيخ محمد الرابع الحسني الندبي وبجانبه الشيخ السيد واضح رشيد الحسني الندوي كما كان هناك الأستاذ السيد جعفر مسعود الحسني الندبي والأستاذ محمود حسن الحسني الندوي وبعض خريجي دار العلوم ندوة العلماء من كيراله وباتكل، أثناء تناول العشاء، كانت هناك محادثات مختلفة حول ما يجري في العالم من ظروف سياسية وتربوية ودينية كذلك. وكان الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي يؤكد ويستدل بالصحف الإنجليزية في حواره؛ منها مثلا: إنديان إكسبريس، وتايمز أوف إنديا، ودي هندو، إضافة إلى بعض الصحف الأردية. والأوضاع المبحوثة خلال هذه المحادثة لم تكن أوضاعا وطنية أو إقليمية فحسب، بل كانت هي أوضاع عالمية ودولية كذلك. هذا المؤتمر الذي كان عقده ونظمه قسم اللغة العربية بجامعة كيراله كان حول الدراسات القرآنية وعلوم القران؛ ترجمة معانيه، و تفاسيره، لقد كان حضره أساتذة وباحثون ومفكرون وعلماء شباب وشيوخ من الجامعات الهنديه المختلفة ومن العالم العربي؛ من جامعة القاهرة، وجامعة الأزهر، وكذلك من بعض الجامعات الجزائريه والسعوديه، كل الضيوف والباحثين والأساتذه نازلون ومقيمون في فنادق مختلفة ودور ضيافات مختلفة في مدينة تريفاندرام بجوار جامعة كيرالا، ولكن الشيخ محمد الرابع الحسني الندبي مع أصحابه لكونه من كبار علماء الهند، وكبار علماء العالم شعرت هناك بتبجيل واحترام استثنائيين من قبل العامة من الناس والخاصة تجاههم، كانت هناك لقاءات علمية مع أعيان المدينة وتشريفات ما لا ينعم بها إلا رجال الدين وعلماء الأمة و الربانيون، وبالنسبة إلي السعادة الكبرى التي سعدت بها وتشرفت بها في هذه المناسبة هي لقاء مكثف وخاص مع عمودين عظيمين من الأعمدة الفكريه والإسلامية والعلمية العظيمة. عندما كنت طالبا في دار العلوم ندوه العلماء كانت هناك محاضرات مكثفة حول الأدب العربي وتاريخه للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، كان يحاضر في الجامع الكبير لندوة العلماء، وطلاب جميع الفصول تقريبا يحضرون هذه المحاضرة، كان له أسلوب خاص ومميز لتدريس مادة الأدب و تاريخ الأدب العربي، هذه كانت الاستفادة المباشرة الأولى من الشيخ محمد الرابع الحسني الندبي في ندوة العلماء. ثم الاستفادة الثانيه عن طريق كتب أعدها فضيلته للمقررات الدراسيه لندوة العلماء من أمثال: معلم الإنشاء، وتاريخ الأدب العربي بين عرض ونقد، وجزيرة العرب. ثم المؤلفات المعرفية والعلمية والدينية والأدبية الأخرى التي رغم أنها لم تكن جزءا من المقررات الدراسية ولكنها من أهم ما ينتفع بها، ويستفاد منها مطالعة وقراءة. و عندما حضرت أطروحه الماجستير ما قبل الدكتوراه (ايم فل) في جامعة جواهر لال نهرو، حول الدكتور عبد الله عباس الندفي ومآثره العلمية والأدبيه واللغوية، وتم الحصول على درجة ما قبل الدكتوراه، قدمتها بعد تعديل مناسب إلى الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، والشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي، كلاهما حفزاني وشجعاني وكلاهما أعربا عن إعجابهما بالكتاب حول الشيخ الدكتور عبد الله عباس الندوي، وكلاهما أشادا بمحتوى الكتاب، وأسلوبه، ولغته إشادة كريمة، وكتب الشيخ محمد الرابع الحسني الندري مقدمة مفيدة ازدادت بها قيمة الكتاب وأهميته، ونوعيته أيضا كما و كتب الأستاذ الشيخ سعيد الأعظمي الندوي مقدمة ضافية ومسهبة ومقنعة جدا لعلاقاته الوطيدة مع الدكتور عبد الله عباس الندوي علاقة الأستاذية، وهذه المقدمة أيضا مما يزيد به أهمية الكتاب، وكذلك قدمت هذا الكتاب إلى الشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي الذي هو أيضا حفزني وأشاد بالكتاب –وإن لم يكتب شيئا-، وكل من رأى وتعرف على هذا الكتاب أعرب إعجابه به. هذه كانت الاستفاده الثالثة من الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، والشيخ واضح رشيد الحسني الندوي مما انفتحت آفاق و أبواب الاستفادة والصلة مع هذين العلمين الجليلين العظيمين، وعندما صدر الكتاب تم تدشينه على أيدي الشيخ محمد الرابع الحسني الندري، والشيخ سعيد الأعظمي الندوي في قاعة الجمالية في ندوة العلماء في جمع حاشد وغفير لطلابها وأساتذتها، وذلك في عام 2009م، وتدشين هذا الكتاب في ندوة العلماء فتح باب التعرف لحد كبير على نطاق واسع فيما بين الأساتذه والمسؤولين؛ وعلى رأسهم الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي، ومنذ ذلك الحين دائما كنت أحاول أن أزور الشيخ وألتقي به وأتبرك بزيارته في دارضيافة ندوة العلماء، وكذلك في دار ضيافة قريته بتكيه علم الله.
أما هذا اللقاء في كيراله، فقد تشرفت خلالها وسعدت كثيرا بالتبادل والاستفادة المكثفين لقد تحدثت مع الأستاذ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي طويلا حول الظروف التربويه والمستوى التعليمي والأفكار الاشتراكيه التي تعرف بها جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، لأنني وقت ذاك كنت باحث الدكتوراه فيها عام 2010، وقد كان متعرفا على الحرم الجامعي، ووضعها الحر الليبرالي الاشتراكي العلماني المفتوح أو المنفتح. لقد قلت للشيخ إن هذا الانفتاح لحد كبير مفيد جدا لطلاب المدارس الإسلاميه الذين يلتحقون بها، ولحد كبير هذا الانفتاح يضر بعضهم. ولكن إذا كان الطالب الملتحق بهذه الجامعة، وكذلك الطالب المقيم في حرمها متمسكا بالتعاليم التي نالها خلال سنواته العشر أو الخمس عشرة في حرم الجامعات والمدارس الإسلاميه العربية فهو من دون تردد ما أبعد ما هو يضره من هذا الانفتاح في حرم هذه الجامعة. لقد بينت أمامه ما للمكتبة المركزية للجامعة إفادة وقيمة علمية وتربوية وفكرية للطلاب الملتزمين الجادين المجدين، فإن عددا كبيرا من كبار الإداريين في الحكومة الهندية خريجو هذه الجامعة وهم الذين ممن استفادوا استفادة مخلصة من هذه المكتبة، وكذلك لقد تحدثنا عن امور كثيرة بطريقة واضحة وصريحة لأن لدينا كانت فرصة مفتوحة لذلك.
ومن أهم وأسعد ما تشرفت به في هذه المناسبة أنه أشار علي الأستاذ محمود حسن الحسني الندوي بأن أستفيد من الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله، فإنه وقت ذاك كان بمفرده في غرفة، كان متكئا على وساد’ دخلت الغرفة، وسلمت عليه، وصافحته، وبدأت الحديث معه في أمور تربوية وفكرية مختلفة ولاسيما عن طلاب المدارس الإسلامية الذين ينتسبون إلى الجامعات الحكومية للدراسة، عندما يلتحقون بالجامعات الحكوميه العلمانيه تقع في أفكارهم ونظرياتهم وسلوكياتهم تغيرات لا ينبغي أن تقع. وهذه هي المسأله التي كانت تقلقه، كما تقلق الكثير من المسؤولين عن المدارس الإسلامية وعن الأمه الإسلامية. فقال هذا أمر بديهي. إن الإنسان يتأثر بما حوله من بيئة، وظروف، ووضع، لقد حكى علي بعض ما واجهه من تغير مقلق ومؤلم فيما بين المسلمين في شبابه. فقال عندما كنت شابا وأسوق الدراجة ذهابا وإيابا إلى الحوائج؛ إلى المدرسة إلى المنزل مرتديا هذا الزي المعروف في الهند الكرتا والبائجامه (القميص الطويل والبائجامه) والطاقية ثم اللحية فكان الناس عند رؤية أشخاص على هذا الملبس، وعلى هذا الزي يسخرون منهم. سألت الشيخ عن حل الانحرافات الفكرية، لأن الأفكار والنظريات هي الأساس في كون الإنسان على طريق صحيح، وعلى طريق منحرف. أفاد الشيخ بما يكون زادا عظيما في حل هذه المشكلة قال: الإنسان المثقف المسلم المؤمن بالله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع العيش في كل مكان، وفي كل بيئة، خضم كل فكر من الأفكار، مهما كان ينبوعها ومهما كان مصدرها إذا كان متمسكا بقيم قرآنية ونبوية، ولا يمكن التمسك بالقيم القرآنية والنبوية إلا إذا كانت تربيته تربية دينية وقرآنية منذ الصغر، أو لمدة غير قصيرة من الزمن؛ محترِما بها، ومقدِّرا لها، إذا كانت أهمية القيم القرآنية والنبوية في قلب الإنسان وشعوره وسلوكياته فهو يتمسك بها مهما كان وضعه ومهما كان عيشه ومهما كانت حياته. وبعد ذلك قدم الشيخ أمثلة من العصور التاريخية الإسلامية حتى من عصر الاحتلال الإنكليزي. كما أفادني الشيخ بأن الدراسات والقراءات والمطالعات مفيدة إذا كانت ذات تأثير إيجابي وتطبيقي، فكتب التاريخ، وكتب الأفكار والفلسفات لا ينبغي أن تكون هدفا أساسيا ورئيسيا بل هذه الكتب والقصص التاريخيه يستلهم منها الإنسان العاقل الدرس والنصائح التي ما تنفع وتفيد في المحطات المختلفة لحياه البشر فردا وجماعة في هذه الدنيا وفي الآخره؛ لقد أنزل الله تعالى آيه قرآنية في هذا السياق:”أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكثف في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال”.
الشيخ محمد الرابع الحسني الندري رحمه الله له شخصية لطوفة وشفوقة بعيدة المدى، دقيقة الشعور، عميقة الأفكار واسعة الثقافات ومتنوعتها؛ لقد كانت تربيته في أحضان علماء التاريخ، وفي أسرة ذي جذور عميقة متأصلة في القيم الدينية الربانية العلمية الفكرية المعرفية التربوية والتاريخية كذلك. لقد أمضيت تقريبا ساعة كاملة مع ومضات ووهجات روحانية الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في غرفة واحدة، لم يكن هناك غيرنا في جو من الهدوء والطمانينة والبركة والنفع العظيم، خلالها سألني الشيخ عن المواد التي أرغب فيها أيضا، ثم ودعته وخرجت الى غرفة النوم، وفي صباح اليوم التالي تناولنا الفطور معا في مائدة واحدة، كانت في يد الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي بعض الصحف الإنكليزية، سأله الشيخ محمد الرابع الحسني عن قضايا راهنة وفي أخبار ورد ذكرها في الصحيفة، كان يبدو من مناقشتهما ومحادثتهما أنهما إلى جانب كل ثقافاتهما من كبار الصحافيين والمفكرين والنظريين، لهم أراء، ولديهم حلول ولديهم مقترحات.
إن المؤتمر الذي كنا حضرنا من أجله كان ذات وجهتين: الأولى جلسات لتقديم البحوث العلمية والفكرية والنظرية حول القرآن الكريم، وذلك كلها في القاعات المختلفة للجامعة. والوجهة الثانية لهذا المؤتمر هي الاجتماع العام في ميدان كبير وفسيح، وكما كانت هناك معارض للصحف والأشياء المختلفة للقرآن الكريم في قاعات بجانب ذلك الميدان. كان للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي خطاب عام في الاجتماع العام في ذلك الميدان، كما كان له وللأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي محاضرتان في بعض قاعات الجامعة أيضا في اليوم التالي، ومساء اليوم التالي كان في الميدان الكبير خطاب عام للدكتور ذاكر نائك، ولحضور الدكتور ذاكر نائك في هذا الملتقى العام كانت وجهة نظر الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي والشيخ واضح رشيد الحسني مختلفة تماما، سمعتهما يقولان: ما كان ينبغي للقائمين على هذا المؤتمر أن يدعو الدكتور ذاكر نائك إلى مثل هذا الاجتماع العام لكونه شخصية مختلفة فيها. وبعد يومين غادر الشيخ إلى منطقة أخرى إلى مديرية أخرى في كيراله. توجهت من هناك إلى دار ضيافة الجامعة حيث كنت نزلت،
الخاتمة:
وبعد انتهاء الندوه لقد غادرت مدينه تريفاندرا بعد ثلاثة أيام سالما وغانما مع هذه الذكريات الطيبة الحلوة الممتعة السعيدة التي لاتزال تدغدغني، وتفيح مشاعري، فإن هذا اللقاء مع الشيخ محمد الرابع الحسني النوي رحمه الله تعالى من أجمل ما أتذكره دوما، كانت فرصة سعيدة ومفيدة ومشرفة جدا، لقد عشت أوقاتا بصحبة روحانية وربانية هادئة مطمئنة البال، وللشيخ واضح رشيد الحسني الندوي، شخصيه عميقة الشعور، ذات أيديولوجية، وفكر، ونظرية، وبصيرة، واسعة الثقافات، كان يسألني كثيرا عن دراساتي ومطالعتي – رحمهما الله تعالى جميعا رحمة واسعة.
*أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة بنارس الهندوسية، فارانسي، الهند
Leave a Reply