الملخّص:
تُعرّف اللغة العربية بأنّها إحدى اللّغاتِ السّامية التي تعرف انتشارًا واسعًا في العالم وليس هذا فقط، بل إنّها تعتبر من أعرق اللّغات وأرقّها لثرائها وكثرة مفرداتها،فهي اللّغة الوحيدة التي أُنزل بها كتاب الله عزّ وجلّ على سيّد الخلق وأشرف المرسلين محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم وجعلها محفوظةً به إلى آخر الزّمان وهذا هو الأمر الذي كان دافعًا قويًا لأن تكون مركز اهتمام الدّارسين سواء العرب أو غيرهم الذين أُعجبوا بهذه اللّغة التي جاءت راسمةً لحروف وكلمات وتعابير الواحد الأحد ( الله عزّ وجلّ) في صورةٍ لا مثيل لها تثير العقل وتسحر الخيال لدقّتها و روائها، ومن هنا بدا تعلّم اللّغة العربيّة أمرًا لا مناص عنه من أجل فهم أحكام الله التي وردت منصوصةً في ذلك الدّستور السّماوي ومعرفة حياة العرب وثقافاتهم، ممّاترتّب على هذه المسألة من تواجد بعض المصطلحات والمفاهيم التي بقيت مبهمةً بالنّسبة للأمم الأعجمية.
ومع تزايد العدد الهائل لمفردات اللّغة العربيّة بسبب القرآن الكريم،أضحى من الضّروري على اللّغويين والباحثين العرب وغيرهم على بناء وتصميم معاجم إلكترونية غرضها الأوّل تسهيل تعلّم اللّغة العربيّة من خلال وضع بعض المفردات العربيّة مصحوبةً بمعانيها لتمكين الأعاجم من إتقانها بكلّ يُسرٍ خاصّةً أنّ هذه المعاجم تعدّ نوعًا من الانفتاح على التّكنولوجيا والمعلومات التي أصبحت تفرض علينا تطوير اللّغة العربيّة وتعزيز مكانتها التّواصلية رغم الصّعوبات التي قد تواجه المتخصّصين القائمين على تنفيذها كمشروعٍ عصري.
المقدّمـــــــــــــــــــــــــة:
لعلّ من بين ما أسفرت عنه المعالجة الآلية للّغات والبيانات هو تصميم المعجم الإلكتروني، هذا الأخير الذي يعدّ أحد أهمّ مستجدّات الحضارة التّكنولوجيّة التي بات من المفروض مسايرته ومواكبته ليواكب هو الآخر حركة الانفجار المعلوماتي من خلال اعتماده على الوسائط في حفظ الذّاكرة اللّغويّة لأمّة ما ـخاصّة وأن هذا النّوع من المعاجم نراه يشهد انتشارًا متزايدًا ومتسارعا، إذ نجد أنّ الدّول المتطوّرة قد أولت اهتمامها الواسعبهذا المعجم كونه يخالف المعاجم الورقية، حيث يساهم وبشكلٍ فاعلٍ في استثمار التّقنيات الرّقمية في خدمة الأنظمة اللّسانية والوحدات اللّغوية ومعارفها المتنوّعة ممّا يسمح لهذه المعاجم ” أي الإلكترونية” وبشتّى تنوّعاتها بتحميل كمٍّ هائلٍ من الرّصيد اللغّوي لأيّ لغةٍ طبيعية، فهو يمتاز بكونه قابلًا للتّحميل والتّداول على مستوى الشّبكات المعلوماتية.
حتّى أنّ الدّول الرّائدة كبريطانيا وفرنسا …إلخ كانت سبّاقةً في استخدامها لهذه المعاجم الإلكترونية وعلى الرّغم من كلّ هذا إلاّ أنّه لم يكن بتاتًا عائقًا أمام لغتنا العربية، فقد سعى فريقٌ من المتخصّصين العرب على العمل وتكثيف الجهود من أجل وضع معاجم إلكترونية تساهم في تعليم اللّغة العربية من خلال ضمّها عددًا هائلًا من مفردات ومصطلحات العربيّة لتسهيل تعلّمها وتعليمها.
وهنا يُطرح السّؤال: ما المقصود بالمعاجم الإلكترونية ؟ وفيم تكمن أهمّيتها ومميّزاتها ؟ وما هي السّمات التي تتوفّر في المعاجم الإلكترونية ؟
_ تعريف المعجم الإلكتروني:
تُعتبر المعاجم الإلكترونية عنصرًا مهمًّا للغاية في الدّراسات اللّغوية، خاصّةً وأنّ المتّخصّصين اعتنوا بهذا النّوع من المعاجم لعدّة أسباب منها أنّه كان نتاجًا عن التّطوّرات العلمية والتّكنولوجيّة التي تسعى إلى تطوير المعاجم ونقلها من صفتها الورقية إلى الإلكترونية حتّى يكون لها صدى واسع ومنتشر على نطاق واسع هذا من جهة، ومن جهة أخرى حتّى نظهر بأنّ اللّغة العربية استطاعت هي الأخرى كغيرها من اللّغات العالمية أن تواكب تطوّر العلم من خلال وضع معجم إلكتروني يضمّ كافّةَالمفردات محدّدًا معانيها وحتّى اشتقاقها في بعض الأحيان وكذلك أوزانها الصّرفية، وإن كان هذا الأمر يوحي إلى أمر معيّن فإنّه يدّل على أنّ المعاجم الإلكترونية تحاول قدر الإمكان المساهمة في التّعريف بهذه اللّغة وتسهيل تعلّمها ومعرفة العدد الهائل من مفرداتِها مقابل تقديم نطق سليم لمفرداتها وهي الخاصّية التي تجعل المعاجم الإلكترونية مشروعًا عصريًا ينبغي تظافر الجهود لتطويره أكثر فأكثر.
وفي هذا المضمار نحاول أن نقدّم تعريفًا للمعجم الإلكتروني باعتباره مغايرًا تمامًا لأيّ نوع من المعاجم التي ظهرت من قبل، ولكن في البداية لا بدّ لنا من أن نعرّج على معناه من النّاحيّة اللّغوية حتّى يظهر تعريفة بشكلٍ جليّ:
ولذا ذكر ابن جنّي بخصوص مادّة ( عجم ) بأنّه يُراد بها:” اعلم أنّ عجم وقعت في كلام العرب الإبهام والإخفاء، وضدّ البيان والإفصاح، فالعُجمة الحُبسَة في اللّسان، ومن ذلك رجلٌ أعجم وامرأة عجماء إذا كانا لا يَبِينان كلامهما، والعجماء البهيمة لأنّها لا تُوضِح ما في نفسها”[1].
ويتّضح من خلال ما فسّره ابن جنّي عن كلمة “عجم” أنّه يقصد بها في المعنى العامّ إزالة كلّ غموضٍ أو إبهامٍ أو غشاوةٍ عن شيءٍ معيّن، أمّا بالنّسبة لمعانيها في المعاجم فيُعْنَى بها تقديم شرحٍ ومرادفٍ لمعنى كلمة ما،وبالتّالي نزيح عنها ذلك اللُّبْسَ و التّعقيد.
وقد ضُمِّن معجم لسان العرب مادّة “عجم”، فقال عنها بأنّها:” الأعجم الذي لا يُفصح ولا يُــبين كلامَه وإنّ كان عربيَّ النّسب، وأَعجَمتُ الكتاب ذهبت به إلى العُجمة، وقالوا حروف المعجم أضافوا حروف المعجم، وكتابٌ معجمٌ إذ أعجَمه: كتبه بالنّقط”[2].
وما يمكن أن نوضحه من خلال هذين التّعريفين أنّ العُجمةَ يُراد بها كل ّغموضٍ وإبهامٍ يتعلّق بأيّ أمرٍ حتّى لو كان كلاما، ومن هنا تبرز وظيفة المعجم في إزالة ذلك الغموض والاشتباه بتقديم توضيحٍ وتفسيرٍ مبسّطٍ يمكن فهم المعنى من جرّائه.
_ اصطلاحـــــــــــــــــــــا:
ولعلّه مثلما كانت لنا وقفةٌ مع تعريف المعجم من زاويته اللّغوية، كان لابدّ علينا أن نبـيّــن مقصوده ودلالته من الناحيّة الاصطلاحيّة وفقًا لما ورد عند العلماء والمتخصّصين باختلاف آرائهم وتوجيهاتِهم نحوه.
فقد قيل بأنّه:”…كتابًا يتضمّن مفرداتِ اللّغة مع شرح معانيها وديوانًا لمفردات اللّغة مع شرحها شرحًا مرتّبًا على حروف المعجم ويُعرّف بالقاموس … معجمات، وجمَعه بعضهم على معاجم … والمعجم ديوانٌ للكلمات مرتّبةٌ وفق نظامٍ مناسب، يعطي تعريفًا لها، ومعلوماتٍ عنها ، فهو مؤلّفٌ يحتوى كلماتِ اللّغة مرتّبةً ألفبائيا، متبوعةً بتحديثها أو ترجماتها بلغةٍ أخرى .” [3]
وبهذه الصّورة يكون المعجم عبارةً عن كتابٍ يحوي في ثناياه مفردات لغةٍ ما، بحيث يقوم المعجم على شرح هذه المفردات ومنح معناها ودلالتها، وفي غالب الأحيان نجد بعض المعاجم تقابل كلّ كلمةٍ أو مفردةٍ بترجماتِها إلى لغاتٍ أخرى.
وبتعريف أدقّ يمكن القول بأنّ المعجم هو:” مرجعٌ يشتمل على كلمات لغةٍ ما أو مصطلحاتِ علمٍ ما مرتّبة ترتيبًا خاصّا، مع تعريف كلّ كلمةٍ أو ذكر مرادفها أو نظيرها في لغةٍ أخرى أو بيان اشتقاقها أو استعمالها أو معانيها المتعدّدة أو تاريخها أو لفظها ” [4].
وهكذا يكون المعجم في حقيقته وكنهه ما هو إلاّ كتابٌ أو مُؤلّفٌ يعكف صاحبه على تدوين مفردات اللّغة مرتّبةً ترتيبًا أبجديًا متسلسلًا بشرط وضع أمام كلّ مفردةٍ شرحها ومعناها ودلالتها والحقل اللّغوي الذي تنتمي إليه وترجمتها وطريقة نطقها بشكلٍ صحيح.
لكن وما يعرف في حقل الدّراسات المعجميّة أنّ اللّغة العربيّة وُجدت فيها عدّة معاجمَ متنوّعة ومن مختلف الأصناف، فمنها ما تعلّق بالمعنى، ومنها ما تعلّق بالألفاظ، وبعضها بالأبنية، وغيرها، ولكنّ حديثنا يشمل نوعًا آخر من المعاجم الذي برز كمنافسٍ لكلّ هذه المعاجم مضيفًا لها خاصّيّةَ توظيف التّكنولوجيا ليكون متطوّرًا ومسايرًا للأحداث العلمية التي يشهدها هذا العصر الرّقمي.
على هذا الأساس يُعرّف المعجم الإلكتروني بأنّه:” هو نتاج تطبيق علم الالكترونيّات وعلم الحاسوب في مجال الصّناعة المعجميّة، فهو قاعدة بياناتٍ آليةٍ تقنيةٍ للوحدات اللّغويّة وما تعلّق بها من معلوماتٍ وكيفية نطقها، وأصولها الصّرفية ومحاملها الدّلاليّة ” [5].
وبالتّالي يصبح المعجم الإلكتروني من آثار التّكنولوجيا وعوالم التّطبيقات والحواسيب كونه يعتمد على قاعدةٍ من البيانات الآلية التي تعمل على تقديم دلالةٍ للوحدات اللّغويّة من خلال تحديد طُرق نطقها وإبراز قواعدها الصّرفية وحتّى اشتقاقها.
_ 2_ أهمّية المعاجم الإلكترونية:
وقد أشارت العديد من الدّراسات والبحوث التي أجراها المتّخصّصون حول المعاجم الإلكترونية أنّه لها أهمّيةٌ كبيرة في تعليم اللّغة وتلقينها سواء للنّاطقين بها أو لغير النّاطقين بها، وهذا بعدما نالت المعاجم الإلكترونية حظًّا واسعًا من الانتشار فأصبحت منافسًا للمعاجم الورقية نظرًا لما تتيحه من خدمات سريعة تواكب تطوّرات العصر.
من هذه الرّؤية البحثية يمكن أن نحدّد أهمّيّة هذه المعاجم والتي لخّصها هؤلاء الدّارسون حسب وجهة نظرهم فيما يلي:
- ” أنّ المعجم الإلكترونيَّ ضروريٌ للفرد العربي في مجتمع المعلومات والاقتصاد القائم على المعرفة، فقد تطوّرت وظيفة المعجم في السّنوات الأخيرة ليصبح وسيلةَ عملٍ بالنّسبة للطّالب والأساتذة وللباحث والمترجم ولعدّة فئاتٍ اجتماعيةٍ ومهنيةٍ مختلفة.
- أنّه يساهم في تعليم اللّغة، حيث يمكّن من إقبال التّلاميذ والطّلبة على النّسخة الإلكترونية نظرًا لما توفّره من إغراءٍ على مستوى البحث عن المعلومة والعرض باستعمال وسائل متعدّدة الوسائط”[6]
- ” التّحديث السّريع يجعل من المعجم الإلكتروني مواكبًا لتطوّر اللّغة العربيّة على جميع مستوياتها.
- إنّ المعجم الإلكتروني يسهّل عملية بناء أنتولوجيا للّغة العربيّة”[7].
- ” الحفاظ على اللّغة العربيّة من الضّياع والفساد.
- بناء مادّةٍ سهلةٍ وميسّرةٍ لتعليم اللّغة العربيّة لغير العرب وللذين يريدون تعلّمها من الثّقافات والشّعوب الأخرى حولالعالم.
- توضيح المعاني والمفردات والألفاظ اللّغويّة الجديدة والغريبة بطريقةٍ تبسّطها وتقريبها من العقل.
- توضيح طريقة اللّفظ والهجاء لكلٍّ من المفردات الواردة فيه.
- توضيح معنى الكلمة والإشارة إلى مجال استخدمها: لأنّ هناك العديد من الكلمات في اللّغة التي تحتمل أكثر من معنى.
- تحديد النوّع الصّرفي للكلمة سواءٌ كانت اسما، أو فعلا، أو حرفًا والتّمييز بين المذكّر والمؤنّث منها وغيرها من الأمور الصّرفيّة ” [8].
بناءً على هذه النّقاط التي قدّمها الباحثون بشأن المعاجم الإلكترونية بغية تحديد أهمّيتها، يظهر لنا وبشكلٍ جدّ جلي أنّ الغرض من تصميمها وتواجدها هو تعليم اللّغة العربيّة بأسهل الطّرق وأبسطها في كافّة مستوياتها اللّغويّة بدءًا من النّطق إلى غاية التّصريف والتّركيب سواء تعلّق الأمر بناطقين بها أو بغيرهم من شعوب العالم والتّعريف بمدى غزارة هذه اللّغة من مفردات وما توحيبه من دلالات، كما لا ننسى أهمّ هدف وهو الحفاظ على اللّغة العربيّة وعلى قوامها الصّحيح الفصيح.
_3 ســــمـــــــــات المعجـــــــــــم الإلكتــــــــــــروني:
ونظرًا للأهمّية القصوى التي تحتلّها المعاجم الإلكترونية في الوقت الحالي، فلقد عُدّت نقطة تحوّل في تاريخ المعاجم والمجتمع كذلك، من المنطلق أنّ التّكنولوجيا تعلب فيها دورًا فعّالا، ولذا عُدّت المعاجم الإلكترونية وسيلةً لا مناص من الاستغناء عنها كونها تساهم في التّحوّل نحو مجتمع المعرفة نتيجةً للخصائص والسّمات التي تحوزها.
وفي هذا الإطار يمكن أن نعدّد سمات المعجم الإلكتروني كالآتي:
_ ” قابلية المعجم الإلكتروني للتّحميل على نحو يجعل الاستفادة منها أمرًا ممكنًا على اختلاف الزّمان والمكان.
_ حوسبة اللّغة الطّبيعية وتيسير الوصول إلى مفرداتِها ومعرفة دلالاتها ومقابلاتها في اللّغات الأخرى في وقت قياسي.
_ تتّسم المعاجم الإلكترونية ببطاقة تخزينية واسعة حتّى أنّها تشتمل على آلاف المصطلحاتِ القديمة والحديثة، وتتضمّن لغات مختلفة ممّا يجعلها متميّزة بالشّمول والموسوعية .
_ توفّر بعض المعاجم ميزة التدقيق الإملائي للكلمة المُدخلَة فتُورِد احتمالات الخطأ عند إدخال المُستخدم للكلمة ـ وتقديم مقترحاتٍ بديلة تكون قريبة من الكلمة المراد البحث عنها .
_ إمكانية تعديل المعجم الإلكتروني وتحيينه بإضافة مداخل جديدة ممّا يسمح بمواكبة الحادث من المصطلحات والجديد من الكلمات على نحو يضمن مزامنة المعجم لمستجدّات العصر” [9].
في الإطار هذا يمكن القول أنّ المعجم الإلكترونيَّ تمكّن من التّفوّق على باقي المعاجم القديمة بسبب ما تفرّد به من خصائص جعلته يساير تطوّر العلم والتكنولوجيا معا، فضلًا عّما يوفّره للمستخدم من معلومات دقيقة ومكثّفة تساعد المستعمل لهذا المعجم على حصول مبتغاه دون نقص، سواءٌ كان هذا الأخير يجيد العربية أم كان غير ذلك في أيّ وقتٍ وفي أيّ مكانٍ كان.
4_أنــــــواع المعجـــــــــــــــم الإلكترونـــــــي:
لمّا كانت المعاجم الإلكترونية ذات أهمّية قصوى لدى المتعلّمين للعربية أو غيرهم، ما جعله سببًا ودافعًا قويًا للمتخصّصين والسّاهرين على هذا النّوع من المعاجم على تكثيف الجهود من أجل وضع تصنيفاتٍ تتعلّق به قصد تسهيل عملية البحث عن المفردات فيه، ولأجل هذا قدّموا تصنيفاتٍ تخصّ المعاجم الإلكترونية، ومن بينها ما يلي:
1_” المعجم الإلكتروني الذي يتطلّب استخدامه الاتّصال بالشّبكة المعلوماتية وهذا النّوع يعتمد كثيرًا على التّرجمة الآلية.
2 _ المعجم الإلكتروني الذي يتمّ تحميله على قرص اللّيزر أو القرص المضغوط أو قرص الفلاش أو ما شابه، وهذا النّوع من المعاجم يحتاج إلى الحاسب الآلي”[10].
3_ المعاجم المحمولة:”وهو المعجم بشكل الجهاز الإلكتروني، وهو الأمر الذي لا يوجد في المعاجم العادية بل في هذا النّوع من المعجم ألا وهو رمز الصّوت، فهذا يسهّل عمل الطلاّب في بحث الكلمات لمعرفة كيفية نطقها”[11].
تُعتبر هذه المعاجم حديثةًوعصريةً خاصّةً وأنّكلّ واحدٍ من هذه المعاجم يتفرّد عن الآخر بعدّة سمات،ممّا يجعل المعاجم الإلكترونيةَ في الصّدارة نظرًا لكونها تقدّم كلّ الامتيازات من أجل التّعريف باللّغة العربيّة ومنح أسهل الطّرق لتعلّمها بشكلٍ صحيحٍ ودقيقٍ خاصّةً لغير النّاطقين بها والذين يسعون دومًا نحو البحث لتعلّم العربية بكلّ مستوياتِها اللّغويّة في أيّمكانٍ وفي أيّ زمان.
_ دراسة ميدانية:
الرّقم | البــــــــــــــــــــــــــــــــند | نعم | لا |
1 | هل اللّغة العربية صعبةٌ أم سهلة. | 80% | 20% |
2 | هل اللّغة العربية لغةٌ تستهوي القراءة والتّعلّم. | 95% | 5% |
3 | هل هناك في اللّغة العربية كلماتٌ صعبةٌ تشكل في الفهم. | 99% | 1% |
4 | هل توظّفون المعاجم لتبسيط تلك المفردات. | 70% | 30% |
5 | هل تستخدمون معاجم إلكترونيةًفي تعلّم اللّغة العربية. | 50% | 50% |
6 | هل تجد منفعةً في المعاجم الإلكترونية. | 97% | 3% |
7 | تمكّنت من تعلّم اللّغة العربية بواسطة المعاجم الإلكترونية. | 65% | 35% |
_ تحليل النّتائــــــــــــــــــــج:
يتّضح من خلال الجدول أنّ اللّغة العربية صعبةٌباعتبارها لغةً ثريةًفي عدد مفرداتها وكلمةٌ واحدةٌ تحتمل عدّة دلالاتٍ لغوية، إضافةً إلى أنّ حروفها قليلةٌولكنّ بعضًا منها متشابهةٌ فيصعب أمام غير الناطقين بها التّمييز بينها، كما لا ننسى طريقة التّشديد والتّضعيف الخاصّة بالحروف زيادةً على ذلك وفرة التّشبيهات والصّور البيانية الأمر الذي يجعل من العربيّة صعبةالتّعلّم والفهم، وإلى ما ذلك وهذا ما عكسته النّسبة المقدّرة في البند رقم: 1، أمّا البقية فصرّحوا ببساطتها كونها لغة كبقية اللّغات فيها السّهل والصّعب.
في حين 95% أشاروا إلى أنّاللّغة العربيّة لغةٌتستهوي القراءة والتّعلّم ومردّ ذلك أنّها لغة القرآن الكريم ولغة الدّين الإسلامي الذي يكشف حقائق الحياة ويتنبّأ بأحداثها المستقبلية، يضاف إلى ذلك أنّ اللّغة العربيّة لغةٌ حيةٌ نتيجة كثرة مفرداتها ممّا يجعلها لغةً ليّنةًكونها في كلّ يومٍ تستحدث مفرداتٍ جديدة، أيضًا أنّ الصّور البيانية والتّشبيهاتِ والاستعارات تزيد من رونقها وجمالها في الكتابة، غير أنّ هناك من فنّد جاذبية الفصحى بسبب صعوبات النّطق والفهم والتّعبير، والتّعمّق فيها قد لا يجدي نفعًا والأكثر من هذا أنّها لا تساير تطوّرات العصر الذي يواكب اللّغة الإنجليزية ويتّضح ذلك في نِسب (البند رقم 2).
في حينٍ المستجوبون عن السّؤال، هل هناك في اللّغة العربيّة كلماتٌ صعبةٌ تَشكُل في الفهم والذي بلغت نسبة القائلين ب” نعم” حوالى (99%) كونهم يرون أنّ اللّغة العربية ومقارنةً بباقي اللّغات فهي ثريةٌ وتتوفّر على عددٍ لا يحصى من المفردات، فهي تستحدث كلّ يومٍ وفي كلّ عصرٍ مفرداتٍ وكلمات، لذا الإلمام بها يحتاج معرفةً دقيقة. في حينٍ القائلون ب” لا ” والذين بلغت نسبتهم ( 1%) فهم يرون أنّ كلّ مفرداتها سهلةٌ رغم كثرتها، فقد تحتاج توظيفها في سياقاتٍ معيّنة.
أمّا عن توظيف المعاجم الإلكترونية فقد كشفت النّتائج أنّ( 70%) يؤكّدون أنّ استعمالهم للمعاجم قد سهّل عليهم الكثير في فهم معاني اللّغة العربيّة كونها تقدّم لهم كلّالدّلالات والنّظائر لأيّ مفردةٍ يبحثون عنها وعن تحديد مصدرها والعبارات التي وردت فيها وحتّى طريقة نطقها بالشّكل الصّحيح خاصّةً أنّ المشرفين على تدريبهم للّغة العربيّة قد قدّموا لهم الدّعم والمساعدة في ذلك،أمّا الذين كان ردّهم سلبيًانسبتهم حوالى: (30%) فهم يردّون بأنّ اللّغة العربية صعبةٌ جدًّا وهذا يجعلهم في أمرٍ صعبٍ أمام استخدام معاجمها وطريقة البحث فيها زيادةً على ذلك عدم وجود المساعدين لهم،وهذا يتجلّى في بندين رقم 4 و5.
وتكشف النّتائج المتوصّلُ إليها عن جدوى المعاجم الإلكترونية في تعلّم اللّغة العربيّة، حيث وضّحت فئةٌ من مجتمع البحث والتي تقدّر ب (97%)ذلك، حيث استطاعت هذه المعاجم من تمكين غير النّاطقين بالفصحى من تعلّم مفردات اللّغة العربيّة وتركيب جملها وفهم منطوقها ودلالاته، إذا بعد فترة من التّمرّن واستخدام هذا الصّنف من المعاجم تمكّن غير النّاطقين بالعربية من الحديث بها بطلاقة.وقد أكّدوا نتيجةً لذلك فعالية المعاجم الإلكترونية في تعلّم اللّغة العربيّة
أمّا الرافضون لهذه الفكرة فيبرّرون موقفهم بأنّ استخدام المعاجم الإلكترونية يتطلّب معرفةً جيّدةً للحاسوب والتّقنيات الحديثة، كما أنّ استعمال شاشة الحواسيب كثيرًا ما قد يسبّب أمراض على مستوى العيون و حتّى آلام على مستوى المخّ.
الخاتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة:
ونستنتج ممّا سبق عن المعاجم الإلكترونية ومدى المساهمة الفعّالة في تعليم الّلغة العربيّة سواءٌ للنّاطقين بها أو لغير النّاطقين جملةً من النّتائج وأهمّها :
_ تُعرّف المعاجم بأنّها تعمل على إزالة الغموص والإبهام عن مفردات اللّغة من خلال تقديم شرحٍ
ومعاني لها.
_ المعاجم الإلكترونية هي نوعٌ من المعاجم الحديثة التي ساهمت وبشكلٍ ملفتٍ للغاية في تعليم اللّغة وتسهيل طرق اكتسابها .
_ المعجم الالكتروني هو معجمٌ آليٌ يتضمّن مفردات لغةٍ معيّنةٍ مرتّبةٍ ألفبائيًا مع تقديم ترجمةٍ لتلك المفردات للغاتٍ أخرى .
_ المعجم الالكتروني هو معجمٌ يحاول منافسة المعجم الورقي من زاوية أنّه من يساير التّطوّر التّكنولوجي الذي فرض نفسه على كلّ الأصعدة بما فيها العلمية.
_ تتجلّى أهمّية المعاجم الإلكترونية في كونها تسعى إلى تسهيل تعليم العربيّة مع الحفاظ على خصوصيتها .
_ الغرض من المعجم الإلكتروني هو تعليم اللّغة العربيّة باستعمال وسائطَ متعدّدة تيسّر طرق تلقّي كافّة مستوياتها اللّغويّة .
_ من مميّزات المعجم الإلكتروني قابليته للتّحميل نظرًا للطّاقة التّخزينيّة المتواجدة فيها، حيث يعثر المتصفّحفي المعجم على آلاف المصطلحات والكلمات القديمة والحديثة وبمختلف اللّغات الطّبيعية.
_ يمتاز المعجم الإلكتروني بأنّه ذو أصنافٍ متعدّدة، وكلّ معجمٍ يتفرّد بمجموعةٍ من الخصائص التي تميّزه عن غيره من معاجم إلكترونية.
هوامش المقال:
[1]_ أبو الفتح عثمان بن جنّي، سرّ صناعة الإعراب، تحقيق: حسن هنداوي، ط2، دار العلم، دمشق، 1993م، ج1، ص: 40.
[2]_ ابن منظور، لسان العرب، ط1، دار صادر، بيروت، 2000م، ج 1، ص: 236.
[3]_ ابن حويلي الأخضر ميدني، المعجمية العربية في ضوء مناهج البحث اللّساني والنّظريّات التّربوية الحديثة، د/ط، دار هومة للنّشر والتّوزيع والطّباعة، الجزائر، 2010م، ص: 68.
[4]_ الخولي محمّد علي، معجم اللّغة النّظري، ط1، مكتبة لبنان، بيروت، 1982م، ص: 74.
[5]_ أمال نزار قبايلي، أسماء بن عباس، خيرة عيشون، المعاجم الإلكترونية الموجهة للمتعلم في المرحلة الابتدائية دراسة في المحتوى، العدد: 4 مجلة العربية المداد، ديسمبر 2018م، ص: 28.
[6]_ يُنظر: عبدو خيرة، معمارية المعجم العربي الإلكتروني، رسالة جامعية، ماستر، جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، 2014م، ص: 17.
[7]_ عبد المجيد بن حمادو، المعجم العربي الإلكتروني أهمّيته وطرق بنائه، ورقة بحثية، جامعة صفاقس، الجمهورية التّونسية، 1432ه ,2011م ص: 295.
[8]_مقال محمّل من الإنترنت، أهمّية المعجم الإلكتروني في تعزيز الفهم القرائي، المملكة العربية السّعودية، الرّياض، د/ت، ص: 2.
[9]_ أنور الجمعاوي، المعجم الإلكتروني العربي المختصّ قراءةٌ نقديةٌ في نماذج مختارة، د/ط، المنظّمة العربية للتّرجمة، المغرب، 2014م
ص: 6.
[10]_جميلة راجاج، رأي في استعمال المعاجم الورقية والإلكترونية، العدد: 2، المجلّد: 7 ، مجلّة ممارسات، تيزي وزو، الجزائر،2016م، ص: 184.
[11]_ مقالٌ محمّلٌ من الإنترنت، أنواع المعاجم الإلكترونية الموجودة في هذا الزّمان المعاصرhttp://edictionaryyyy.blogspot.com/ ، د/ت ص: 1.
قائمة المصادر والمراجع:
1_مقالٌ محمّلٌ من الإنترنت، أهمّية المعجم الإلكتروني في تعزيز الفهم القرائي، المملكة العربية السّعودية، الرّياض، د/ت.
2_ عبدو خيرة، معمارية المعجم العربي الالكتروني، رسالة جامعية، ماستر، جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم، 2014م.
3_ ابن منظور، لسان العرب، ط1، دار صادر، بيروت، 2000م ، ج 1.
4_ ابن حويلي الأخضر ميدني، المعجمية العربية في ضوء مناهج البحث اللّساني والنّظريّات التّربوية الحديثة، د/ط، دار هومة للنّشر والتّوزيع والطّباعة، الجزائر، 2010م.
5_أبو الفتح عثمان بن جنّي، سرّ صناعة الإعراب، تحقيق: حسن هنداوي، ط2، دار العلم، دمشق 1993م، ج1.
6_ آمال نزار قبايلي، أسماء بن عبّاس، خيرة عيشون، المعاجم الإلكترونية الموجّهة للمتعلّم في المرحلة الابتدائية دراسةٌ في المحتوى، العدد:4، مجلّة العربية المداد، ديسمبر: 2018م.
7_ أنور الجمعاوي، المعجم الإلكتروني العربي المختصّ قراءةٌ نقديةٌ في نماذج مختارة، د/ط، المنظّمة العربية للتّرجمة، المغرب، 2014م.
8_ جميلة راجاج، رأيٌ في استعمال المعاجم الورقية والالكترونية، العدد: 2، المجلّد 7، مجلّة ممارسات، تيزي وزو، الجزائر،2016م.
9_مقالٌ محمّلٌ من الإنترنت، أنواع المعاجم الالكترونية الموجودة في هذا الزّمان. المعاصرhttp://edictionaryyyy.blogspot.com/ ، د/ت.
10_ الخولي محمّد علي، معجم اللّغة النّظري، ط1، مكتبة لبنان، بيروت، 1982م.
11_ عبد المجيد بن حمّادو، المعجم العربي الإلكتروني أهمّيته وطرق بنائه، ورقةٌ بحثية، جامعة صفاقس الجمهورية التّونسية، 1432ه,2011م.
Leave a Reply