ملخص البحث
“باقة ياسمين” مجموعة قصصية مترجمة من اللغة التركية، نشرتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية ضمن إصداراتها في أدب الأطفال، ألفها الشاعر والأديب التركي علي نار (1942م – 2015م)، وترجمها الكاتب السوري شمس الدين درمش، تعد هذه المجموعة محاولة طيبة في مجال الأدب الإسلامي للأطفال، حيث تمثل فكرة إسلامية أصيلة، وتقدم للأطفال القيم الاعتقادية والأخلاقية والاجتماعية المختلفة التي ترتبط بالتصور الإسلامي، كما هي تقدم نموذجاً للتراث الشعبي التركي الإسلامي، فتصور طرفاً من الحياة والبيئة التركية، إلى جانب ذلك، تتميز هذه القصص بالبساطة والوضوح لفظاً ومعنىً، ويوجد فيها الاهتمام بالقيم الفنية والجمالية من دقة التصوير وحسن التعبير، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى مهارة المترجم، فهذه المجموعة بمجملها تحقق عدداً من الأهداف المهمة للأطفال مثل الهدف الاعتقادي والتربوي والتعليمي والجمالي والترفيهي وغيره، صدرت طبعتها الأولى من مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع بالرياض عام 2004م.
يهدف هذا البحث إلى إبراز ما تحمل المجموعة من قيم إسلامية مختلفة، من خلال استعراض القصص تحليلاً وتطبيقاً.
كلمات مفتاحية: أدب الأطفال، باقة ياسمين، علي نار، القيم الإسلامية.
نبذة عن المؤلف:
ولد الشاعر والأديب علي نار في محافظة أرضروم شرقي الأناضول عام 1942م، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة ثانوية الأئمة والخطباء بأرضروم عام 1960م، ثم تابع دراسته الجامعية في المعهد الإسلامي العالي بإسطنبول وتخرج فيه عام 1964م، بدأ حياته التدريسية أستاذاً في مدرسة ثانوية الأئمة والخطباء، وأحيل إلى المعاش سنة 1990م بعد أن اشتغل مدرسا حوالى خمسة وعشرين عاما، كان علي نار داعياً متحمساً للفكر الإسلامي ومنافحاً عن منهج أهل السنة والجماعة، تأثر بكبار الشيوخ وعلماء أهل السنة الأتراك أمثال شيخ الإسلام مصطفى صبري، وماهر إيز، وأحمد داؤد أوغلو وغيرهم، كما تأثر في منهجه الأدبي بشيخ الشعراء في تركيا نجيب فاضل قيصه كوراك، وقد عانى من صعوبة الهجرة وقساوة الحياة منذ الصغر، كما ذاق مرارة النفي والغربة فيما بعد لموقفه الجريئ ضد النهج العلماني، وقد أقام عشرات من الجمعيات الدينية والفكرية في أنحاء أناضول، وجمع تحت لوائها ألوفا من الشباب الذين يعملون بجد وإخلاص لترويج الفكر الإسلامي.
وكان أكبر داعمي الأدب الإسلامي بتركيا في العصر الحديث، فقد انضم إلى رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أوائل تأسيسها، ورافق جماعة المؤسسين والأدباء المنتسبين إلى الرابطة أمثال الشيخ أبي الحسن علي الندوي، والدكتور عبد القدوس أبي صالح، والدكتور عبد الباسط بدر وغيرهم، وقد أسس تحت إشراف الرابطة مكتبها الإقليمي في إسطنبول عام 1986م، وتولى رئاسته منذ تأسيسه، وأقام بالمكتب وقفاً خاصاً يهتم بالأدب الإسلامي وقضاياه، كما أصدر مجلة “إسلامي أدبيات/ الأدب الإسلامي” باللغة التركية، التي تهتم بنشر البحوث والمقالات والنصوص الإبداعية في الأدب الإسلامي، وكل ذلك يسهم في دعم مسيرة الأدب الإسلامي بتركيا، فــ“كان نجماً من نجوم الأدب الإسلامي ورابطته في تركيا إلى آخر حياته، مثابراً على الكتابة والترجمة والنشر وإصدار مجلة الأدب الإسلامي بالتركية، وكان حرصه على رفع مستواها يكلفه المزيد من الجهد والاتصالات وتغطية أبوابها بمقالات وبحوث وأعمال إبداعية جيدة، وقد ظهرت في كتاباته وأعماله صورة الشخصية الإسلامية الواثقة“1.
ظهرت كتابته الأدبية والفكرية في بداية شبابه حيث نشر قصيدته الأولى عام 1961م، ومقالته الأولى عام 1962م، وقد بدأ كتابته في الجريدة التركية “ملى غزته / الأمة” منذ 1970م، فنشر فيها وفي غيرها من الصحف والمجلات التركية كثيراً من إبداعاته الشعرية والنثرية، تدور كتاباته حول القضايا الأدبية والفكرية والثقافية، من أهم مؤلفاته “شخصية المسلم في أربعين حديثاً” و“كتاب الجيب في الفقة” و“يوميات الأناضول” و“مملكة النحل” (رواية خيالية) و“فلاحو الفضاء” (رواية خيالية علمية)، و“نبع الجبل” (مجموعة قصصية)، و“رأس المختار” (مجموعة قصصية هزلية)، و“باقة ياسمين” (مجموعة قصصية للأطفال)، و“الفتح” (مسرحية)، و“رأس المختار” (مسرحية، وهي غير المجموعة القصصية التي تأنف ذكرها)، و“الدنيا التي لا تتسع لي” (ديوان يضم جميع قصائده) وغيرها من الكتب الأخرى.
زار المؤلف عددا من البلاد العربية والإسلامية مثل العراق والشام والحجاز وغيرها، ودوّن رحلاته الأدبية والمعرفية في كتابيه “يوميات الشرق الأوسط” و“خواطر“، وقد أوثقت هذه الرحلات صلته بآداب العرب ونتجت له عن البدء في ترجمة النصوص الشعرية والقصصية والمسرحية العربية إلى اللغة التركية، فبذل في سبيل ذلك جهوداً مكثفة، وأصبح أول وأكبر ناقلي آداب العرب إلى اللغة التركية، حيث ترجم قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي، ومعروف الرصافي، ومحمود مفلح، ونزار قباني، وعمر بهاء الدين الأميري، ووليد الأعظمي، ونازك الملائكة، وعبد الله عيسى السلامة وغيرهم، ونقل مختارات شعرية نموذجية من كتب البلاغة العربية، كما ترجم أربع روايات لنجيب الكيلاني وهي: “عذراء جاكرتا” و“عمالقة الشمال” و“الظل الأسود” ونور الله” (في جزأين)، وروايات لعلي أحمد باكثير مثل “وا إسلاماه” و“فطير لدم صهيون“، ومسرحياته مثل “قصر الهودج“، وكذلك عددا من المسرحيات القصيرة لتوفيق الحكيم، بالإضافة إلى ذلك ترجم كتاب “فقه السيرة” للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، و“طريق الإيمان” للشيخ عبد المجيد الزنداني وغيرها من الكتب في الأدب والثقافة والفقه والعقيدة. ومن أهم جهوده في نقل الأدب الإسلامي من العربية إلى التركية وبالعكس، ما أصدره المكتب الإقليمي للرابطة بإسطنبول تحت إشرافه من كتاب بعنوان “ثلاثة وثلاثون شاعراً عربياً” مع ترجمة وجيزة عن سيرهم الذاتية ونماذج مختارة من أشعارهم باللغة التركية، كما أصدر المكتب كتاباً مماثلاً عن ثلاثة وثلاثين شاعراً تركياً مع سيرهم ومختارات أشعارهم باللغة العربية.
يعد الدكتور علي نار رجل أدب وفكر ودعوة، ورائد الترجمة العربية إلى التركية، وأشهر الأدباء الأتراك المهتمين بالأدب العربي والإسلامي، وكان شخصية مرموقة لدى أهل العلم ورجال الدولة في تركيا، لقي مرضه اهتماما رسمياً كبيراً، حيث عاده في المستشفى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان برفقة وزرائه، كما شارك في تشييع جنازته الرئيس التركي ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو وعدد من الوزراء ورؤساء الأحزاب ورجال الدولة، وكثير من الكتاب والصحفيين وأساتذة الجامعات وعشرات الآلاف من تلامذته ومحبيه، كما نعاه عدد من الكتاب والمفكرين من أطراف العالم، توفي الدكتور علي نار في صباح 16 من شهر يوليو عام 2015م قبل عيد الفطر بيوم واحد.
تقديم:
تعد المجموعة القصصية “باقة ياسمين” من أهم إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية في قصص الأطفال، وهي تضم سبع قصص طويلة تحت عناوين مشوقة يوجد بداخلها عناوين فرعية، توضيحاً لمضامين القصص وأبعادها المختلفة، وهذه القصص هي: “شجرة الخوخ“، و“الهجرة الكبرى“، و“البطل المجاهد“، و“نصر الدين خوجه” (جحا)، و“المنزل الجديد“، و“في الغابة“، و“بابا صنوبر“، والقصة الأخيرة هي حكاية شعرية، تدور القصص حول مواضيع مختلفة بعضها مطبوع بالطابع الاجتماعي وتجارب الحياة اليومية، والبعض الآخر مستلهم من سير الأنبياء وسيرة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، كما فيها قصص تدور حول الشخصيات التراثية الشعبية، والطيور والحيوانات والجمادات.
تقدم المجموعة نموذجاً رائعاً لأدب الطفل الإسلامي، حيث تتميز بالقيم والمثل الإسلامية النبيلة المختلفة التي تهدف إلى تربية الأطفال اعتقادياً وخلقياً واجتماعياً وتعليمياً وترفيهياً وصحياً؛ فهناك دعوة إلى الإيمان بالله كخالق الكون ومسبب الأسباب في قصة (شجرة الخوخ)، وتاريخ موجز عن حقائق الكون والإنسان والحياة، وروائع من سير الأنبياء، والسيرة النبوية، والمعرفة بأركان الإسلام وعباداته في قصة (الهجرة الكبرى)، ودعوة إلى البطولة، والجهاد في سبيل الله في قصة (البطل المجاهد)، ودعوة إلى محاسن الأخلاق وربط النفس بمخافة الله في حقوق العباد في قصة (جحا)، ودعوة إلى التعاون والمشاركة والعمل بالإخلاص في قصتي (المنزل الجديد) و(في الغابة)، ودعوة إلى العناية بالصحة والنظافة في الحكاية الشعرية (بابا صنوبر).
كما تتميز المجموعة بطبعها الفني والجمالي حيث يبرز فيها اهتمام المؤلف بروعة التصوير وجمال التعبير، مع سهولة الألفاظ والتراكيب، مما يوضح رسالة القصص وأهدافها، ويجعلها مشوقة جذابة، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى المهارة الترجمية، فقد قام المترجم شمس الدين درمش بسعي مشكور في انتقاء الكلمات واختيار الجمل والتراكيب العربية، التي تعبر ببراعة ودقة عن ما قصده المؤلف من معان وأهداف، وتبين حرصه على تربية الأطفال بنواح متعددة خلال القصص، كما تتميز المجموعة في بعض قصصها بالأسلوب التفكيري الجاد، الذي يبعدها عن ما هو متداول في أدب الأطفال من الفكاهة والهزل، ومن طريقة الوعظ المباشر، ما يعطي هذه القصص لوناً من الجمال الفلسفي، وفيما يلي سنحاول دراسة القصص وأبعادها المختلفة مع نماذج تطبيقية.
المحور الديني والاعتقادي:
إذا أمعننا النظر في المجموعة وجدنا أن البعد الديني والاعتقادي يهيمن على قصصها، وخاصة قد اهتم فيها المؤلف بالجانب العقدي اهتماماً كبيراً، حرصا على ربط الأطفال بأهمية العقيدة ومفاهيمها، فنجد في القصة الأولى للمجموعة (شجرة الخوخ) يتجلى هذا البعد الاعتقادي بمعناه العميق، حيث تدعو الأطفال إلى الإيمان بأن الله عز وجل هو خالق الكون ومسبب أسبابه، فكل ما يوجد في عالم الكون والإنسان والحياة يرتبط في أصله بقضاء الله وقدرته، فالنوع البشري مثلاً يعود في أصله إلى أب البشر سيدنا آدم عليه السلام الذي خلقه الله عز وجل من طين، كما أن الأشجار والنباتات بأسرها نتيجة البذور الأولى التي ألقاها الله في بطن هذه الأرض وهكذا..، وذلك من سنة الله التي تجري في هذا الكون منذ أن وجد، لكي يتأمل الإنسان ما يكمن في تلك الأسباب من حكم الله ونعمه، ليترسخ في قلبه عظمته وقدرته اللامحدودة، فيشكر على نعمائه الجليلة، ويؤمن بأنه العليم القدير، الصانع المدبر، الحاكم المطلق، يحكم ويتصرف في الكون ما يشاء.
تشتمل القصة على حادثين مختلفين، مرتبطين بهذه العقيدة الإسلامية المهمة، فيصور الحادث الأول أن “يوسف” (بطل القصة) يتلقى درس هذه العقيدة من أبيه، الذي ينصحه بزرع بذرة الخوخ، لكي تتحول هذه البذرة إلى شجرة مثمرة، فتعطيه خوخات كثيرة: “يا ولدي! يا صغيري يوسف! إذا زرعت بذرة هذا الخوخ في البستان، فسوف تعطيك هذه البذرة آلافاً من الخوخ“2، ولكن من أوجد هذه البذرة؟ ومن سيزرع منها شجرة مثمرة؟ كانت هذه الأسئلة تتردد في مخيل يوسف، والتي أجاب عنها معلمه في المدرسة قائلاً: “إن القدرة التي تخفي في بذرة خطة تكونِ آلاف الثمار، ثم آلاف الأشجار، وآلاف الثمار، وآلاف الأشجار…! فالذي يؤمن بذلك السبب الأول ينال شرف الإنسانية!، تذكر يوسف كلام أبيه، وتذكر شجرته هو، فأحس قلبه بسعادة كبيرة“3، لأنه أدرك بأن الله عز وجل هو مسبب الأسباب وخالق كل شيء، وهو الذي يحيي ويميت، وكل شيء في هذا الكون يرتبط مباشراً أو غير مباشر بحكمه المطلق ونظامه المحكم، وتوضيحاً لهذه العقيدة يصور الكاتب في القصة مراحل الحياة المختلفة، التي يمر بها البطل يوسف وشجرته والطير الذي يبني عشاً على الشجرة، من طفولتهم إلى شيخوختهم، ليبين للقراء الصغار سنة الله في عالم الموجودات من التغير والتطور أو الموت والحياة، وكيف يعود كل شيء بحكم الله إلى مصيره: “جرت الأشهر خلف السنين، ومرت الأعوام، وتفرعت تلك الشجرة فروعاً كثيرة، وثماراً وفيرة، يوسف أمضى حياته معها، صار يوسف أخاً كبيراً، ثم أباً، وعماً، ثم صار يوسف جداً، وشجرته هرمت، ولم تعد تعطي خوخاً، وتفرقت الطيور عنها، كان طائر قد اعتاد أن يسكن تلك الشجرة، فكان يبني عشاً في أعلاها، فرخ الطائر في العش مرات، وربى فراخه حتى طارت!، كبر أولاد الجد يوسف أيضاً، وتزوجوا، وصار لكل منهم بيت مستقل“4.
ويشتمل الحادث الثاني في القصة على أحداث متجزئة متزامنة يشكل أحدها سبباً لوقوع الآخر، يقدم المؤلف صورة الحادث والشخصيات التي شاركت فيه بقوله: “في يوم من الأيام كان الجو معتدلاً، ألقى الجد يوسف بساطاً فوق الرصيف الذي كان يجلس عليه في صغره، وينتظر والده، ويقرأ الألف باء، جلس الجد يوسف على البساط يذكر الله ويسبحه، وكان قلبه يقول: يا رب! يا مسبب الأسباب!، الطائر الذي كان يبني عشاً على الشجرة بدأ يغرد أيضاً، وكان القط ينام فوق بساط الجد يوسف، شوهدت سيارة في الطرف الآخر من الشارع مقبلة نحو الجد يوسف، وكانت سيارةٌ شاحنةٌ تسير خلفها تماماً، وفي الزاوية كان الشرطي يراقب الطريق وجاء ساعي البريد وسلم رسالة إلى الجد يوسف“5، وكان هناك كلباً ينام أمام البيت، فهذه صورة الحادث التي يمثل فيها الكاتب بأسلوب منطقي أنه كيف جعل الله شجرة الخوخ سببا لإنقاذ ساعي البريد من حادث السيارة، حيث تبدأ هذه المصادفة أولاً بتغريد الطائر الذي كان جالساً على الشجرة، فيستيقظ القط النائم بجوار يوسف على تغريده المستمر، ويتسلق الشجرة محاولاً لخطف الطائر، وفي ذلك الحين يرى الكلبُ القطَ متسلقاً، فينهض ويستعد للهجوم عليه، وفي اللحظة نفسها يخرج ساعي البريد من باب البيت، ويفاجئ الكلبَ يتجه نحوه، فيخاف ويهرب ظناً أنه سيهجم عليه، لكنه يتعثر ويقع على طرف الشارع، مما يؤدي سائق السيارة المقبلة نحو ساعي البريد إلى أن يكبح السيارة كبحا مزعجاً لينقذه من الدهس، ولكن السيارة؛ تصدمها الشاحنة التي تسير خلفها، مما يسبب عن جرح اثنين من المسافرين في السيارة، فيبدأ الشرطي – غافلاً عن سبب الحادث – يوبخ سائق الشاحنة، ويلقي عليه القبض، بتهمة أنه تسبب في الحادث، فتشكل بذرة الخوخ سبباً أولياً يمر بأسباب مختلفة حتى يؤدي أخيراً إلى إنقاذ ساعي البريد من الحادث، هكذا يرتبط الحادثان في القصة بعضهما ببعض على أساس السبب الأول: “رأى الجد يوسف هذا كله، فرفع بصره ونظر إلى الشجرة، رجع إلى نفسه وتذكر طفولته، وتذكر بذرة الخوخ وقال: قدر مكتوب ومختبئ في بذرة، وتفكر بالأجل والسبب الأول، وهمس في خشوع: يا مسبب الأسباب ! يا ألله !”6، فالقصة تدعو الأطفال الناشئين إلى التفكر في أسباب الكون والحياة، التي ترتبط بحكم الله وإرادته المطلقة.
ويظهر هذا البعد الاعتقادي بمفهومه الواسع في قصة (الهجرة الكبرى)، حيث ترسخ في الأطفال أساسيات العقيدة الإسلامية وأركانها من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث والنشور ودخول الجنة والنار، وتشرح لهم كذلك أركان الإسلام الخمسة من كلمة الشهادة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، وتثبيتاً لهذه الأصول والمبادئ من الإيمان والأعمال اختار المؤلف في قصته أسلوباً علمياً يشبه السرد التاريخي حيث بدأها بنشأة الكون وعالم المخلوقات من الملائكة والجن والإنس والأرض والشمس والقمر والنجوم وغيرها، مؤكداً للأطفال أن الله عز وجل هو خالق هذه الكائنات، ثم حكى لهم قصة آدم وحواء عليهما السلام وخروجهما من الجنة إلى الدنيا مشيراً إلى مولد الإنسانية ونشأتها في الأرض، وذكر بعض الأنبياء وظهورهم في هذا العالم كهداة الحق والخير والسعادة للإنسانية بأسرها، كما تناول المؤلف بعد ذلك سيرة الرسول ﷺ وحياته بشيء من التفصيل، انطلاقاً من مولده ونشأته وزواجه وأخلاقه، ومروراً بنزول الوحي والدعوة والإسراء والمعراج والهجرة، ووصولاً إلى الغزوات والفتوحات وانتشار الإسلام في الجزيرة العربية، وقد ركز المؤلف على السيرة النبوية وجوانبها المشرقة كما يظهر ذلك من عنوان القصة (الهجرة الكبرى)، ليقدم للأطفال شخصية الرسول ﷺ كأسوة حسنة، ونموذج بشري أمثل لجميع العالم، وقد شرح أركان الإسلام الخمسة مؤكداً للأطفال أهمية هذه الفرائض والعبادات، وختم قصته داعياً إلى هذا المبدأ العقدي الأساسي بأن إطاعة الله ورسوله ﷺ بالإخلاص هي الطريق الوحيد للحصول على رضى الرب ودخول الجنة، “المسلم إذا أدى أركان الإسلام الخمسة بقلب مخلص لله سبحانه، فإن الله يرضى عنه ويدخله الجنة، الجنة هي دارنا التي كان فيها أبونا آدم وأمنا حواء، أخطأ آدم وأخطأت حواء، فأخرجهما الله من الجنة، وأنزلهما إلى الأرض، تاب آدم وتابت حواء عليها السلام، فرضي الله عنهما، كل واحد منا إذا تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فإن الله سبحانه يدخله الجنة“7، فكأن المؤلف بدأ قصته من الجنة وختم عليها، ولا شك أن القصة تتميز بالإيجاز وتنوع الموضوع وشموله والأسلوب العلمي الخالص، لكنها أشبه للتاريخ الإسلامي القصير أكثر من أن تكون قصة بمعناها الفني، حيث تزود الأطفال بقدر كبير من الحقائق والمعلومات عن عالم الكون ومخلوقاته، وعن العقائد والعبادات، وقصص الأنبياء وسيرة الرسول ﷺ في غضون صفحات قليلة وبطريقة علمية جادة.
كما يتمثل البعد الديني في قصة (البطل المجاهد) بشكل محبب لدى الأطفال، حيث تقدم القصة شخصية البطل؛ “بطاّل” (بالتركية وهو بالعربية البطل المجاهد) كمجاهد جسور يقاتل أعداء الإسلام ويدافع عن الدين الحنيف، حيث يخوض معارك عديدة ضد البيزنطين، ويفتح عشرات من القلاع في إسطنبول، وينال وسام العسكرية من الجيش الإسلامي، ويشتهر في أنحاء الأناضول بلقب “بطال المجاهد“، فتظهر شخصية البطل في القصة كرجل غير عادي يتميز بذكائه وفطنته وقوته الخارقة، لكنه “شخصية شعبية إسلامية مغامرة، وليست “السوبرمان” الغربي، فهي تتأثر وتنفعل، وتحارب فتنتصر كثيراً، وتؤسر أحياناً، ولكنه في النهاية يقدم من خلال الإخلاص والعقيدة بطولة نادرة، يتحدث بها الركبان في أرجاء تركيا الإسلامية“8، فمن خلال هذه الشخصية حاول المؤلف تجسيد صورة “البطل الإسلامي الخارق” في أذهان الأطفال، الذي مع قوته الخارقة وبطولاته المذهلة يتميز بصفات العزم والإيمان والإخلاص وحماسة الفداء والتضحية في سبيل الله، كما أن هذه القصة تقدم نموذجاً للتراث الشعبي التركي الإسلامي، وصورة من الحياة التركية الإسلامية.
المحور الخلقي والاجتماعي:
إن قصة (نصر الدين خوجه) (جحا) تنمي في الأطفال مفاهيم القيم الأخلاقية والاجتماعية المنبثقة من الفكر الإسلامي، حيث تدعوهم إلى أهمية الإيفاء بالعهد وأداء الأمانة، تصور القصة أن نصر الدين حينما كان طالباً بالمدرسة؛ استمع ذات مرة إلى شيخه وهو يبين أوصاف رجل صالح: “الإنسان الصالح هو الذي يكون صادقاً في وفاء دَينه“، فاستفسره نصر الدين عن هذا الكلام، فقال الشيخ: “الدَين نوعان، دين مستحق لله، ودين مستحق للعبد، فالذي لا يؤدي الأول، لا يؤدي الثاني، ولا يمكن الاعتماد على ذلك النوع من الإنسان“9، ففكر نصر الدين في تطبيق هذه النظرية تطبيقاً عملياً، ليعرف كنهها ويتمسك بها في الحياة العملية، فوقف في السوق حاملاً سلة الزيتون، وبدأ يبيع الزيتون بالدَين لا بالنقد، فظن الناس أنه يمزح، ولكنه كان يمنع من يريد الزيتون نقداً، فجاءه شاب وسأله نصف كيلو زيتون بالدَين، فطلب منه نصر الدين أن يتذوق الزيتون قبل أن يأخذه، فمنع الشاب من ذلك قائلاً إنه صائم، فاستفسر نصر الدين عن صيامه لأنه قد مضت ستة أشهر على شهر رمضان، ولما أجاب الشاب أنه لم يصم هذا العام لذلك هو يقضي صومه، فمنع نصر الدين من أن يبيعه الزيتون، فسأل الشاب متحيراً: “لماذا؟، قال نصر الدين خوجه: أنت أخرت دينَ الله ستة أشهر، فلا أثق في دَينى الذي عليك؛ لأن شيخي كان قال لي: الذي لا يوفي دَين الله لا يوثق به في وفاء ديون الناس“10.
وقصة (المنزل الجديد) تبعث في الأطفال روح التعاون والمساعدة، وتحفزهم على العمل بالجد والإخلاص، كما هي تبين لهم حقيقة العمل الاجتماعي بأنه يبدأ دائماً بمسعى فرد واحد، وقوة الجد والإخلاص هي التي تحقق هذا السعي وتجعله موفقاً مشكوراً، حيث تدعو الناس إلى التفاهم وإلى الوحدة والتضامن، وتحثهم على التعاون والمشاركة في عمل اجتماعي، تحكي القصة أن كبشاً يريد بناء منزل في الغابة، وبما أن العمل كان شاقاً لا يطيقه هو وحده، يقدم هذه الفكرة أمام الأرنب والبطة والديك، ويطلب منهم المساعدة في بناء المنزل، ليسكنوا فيه جميعاً، فيرضى كل واحد منهم بهذه الفكرة الجيدة، ويشاركوا في تقديم التعاون وتخطيط بناء المنزل، فيقوم الأرنب بحفر الأرض لوضع أساس البيت، وينقل الكبش الحطب من الغابة، وتجمع البطة الأشواك والأعواد لتسد بها ثقوب البيت حتى لا يدخل منها البرد والمطر، أما الديك فيحمل مسؤولية التنظيف داخل البيت من الحشرات المؤذية: “وهكذا شارك الجميع في العمل بجد وإخلاص، حتى اكتمل بناء المنزل الجديد وسط أشجار الغابة الخضراء“، و“كان كل واحد منهم يحس أنه في منزله الخاص، لأن كل واحد كان له جهده الخاص في بناء المنزل“، “وهكذا كانت القافلة قد فهمت أن الخير كله في التعاون، وأن السعادة في التفاهم“11.
المحاور الأخرى:
وتوجد في قصص المجموعة محاور أخرى مهمة، منها “المحور التعليمي والمعرفي“، الذي يبدو وضوحاً في قصة “الهجرة الكبرى“، كما لاحظنا أنها تزود بالمعلومات المفيدة عن التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وشعائر الإسلام وأركانه، حيث بين فيها المؤلف حقائق الكون والعالم، ونقل أهم أحداث السيرة النبوية من مولد الرسول ﷺ إلى فتح مكة، وانتشار الإسلام في الجزيرة العربية، كما شرح فيها أركان الإسلام من كلمتي الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج، فذكر أهمية هذه الفرائض، وشرح لكل منها شرحاً مناسباً، فبين في الصلاة مثلاً أنها خمس في كل يوم، ولكل من هذه الصلوات وقت وركعات محددة، كما بين في الصوم أنه إمساك عن الأكل والشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كل يوم في شهر رمضان، كما نجد في المجموعة “المحور الترفيهي“، وهو ما يظهر في قصة “نصر الدين خوجة” التي تصور للأطفال ما يقوم به نصر الدين من دعابة وأعمال مضحكة، ليمتع زملاؤه في الدرس، حيث هو يجد ذات يوم تلاميذ الفصل مشتغلين بالمحادثة أو النوم راغبين عن الدرس، بما أن الأستاذ لم يكن موجوداً، وكان نصر الدين عريفاً في الفصل لتفوقه وذكائه، فاخترع طريقة مازحة لبعث النشاط والحيوية في زملائه وربطهم بالدرس، فخاطبهم وجعل يقرئهم الحروف الأبجدية هكذا: “دال: دُب.. دُب.. دُر دارك… دُب.. دُب!!، وحرف الزاي: زُر.. زُر.. زُر زرعك.. زُر.. زُر..!!، وحرف الشين: شُد.. شُد.. شُد عزمك.. شُد..شُد..!!12، ولما جاء الأستاذ ورأى هذا، عرف أنه من اختراع نصر الدين، فسأل مخاطباً إياه: نصر الدين! ما هذا؟ سكت نصر الدين ثم أجاب فجأة: هذه خطة تعليم خاصة للقرن العشرين يا شيخي!، وقبل أن يحين وقته نحن نرتب الأمر، وهذا دليل على أننا في خطط متقدمة..!13، فضحك جميع التلاميذ، وخرج الأستاذ من الفصل يحوقل (لا حول ولا قوة إلا بالله).
ونجد كذلك “المحور الصحي“ في الحكاية الشعرية “بابا صنوبر“، حيث هي تدعو الأطفال إلى رعاية الصحة من خلال الاهتمام بنظافة الجسم والثوب وأدوات المنزل، وقد اختار المؤلف في الحكاية أسلوباً تخييليا طريفاً لإبراز أهمية النظافة أمام الأطفال، فيذكر قصة ولدٍ كان لا يهتم بالنظافة، فهو يتعرض لحادث مفزع عندما يستقيظ من نومه صباح يوم، حيث بدأت تهرب منه أدوات المنزل تلقائية، فيهرب منه كل من المقلاة والمصباح والكتب والفراش والوسادة والفرشاة واحدا تلو الآخر حينما أراد أن يأخذها ويستخدمها، مما يجعله قلقاً وحائراً، فيتساءل لماذا تبتعد منه الأشياء وتكرهه؟، ويتحول ارتبكاه إلى الخوف والذعر عندما تقوم هذه الأشياء تهاجمه، وتهدده بأن يخرج من البيت، فيخرج الولد خائفاً مذعوراً، حتى يأتيه بابا صنوبر، ويخبره عن سبب هروب الأشياء منه، بأنه ولد قذر لا يتهم بتنظيف جسمه وثيابه، فلا بد له من أن يهتم بالنظافة ويحافظ على صحته، هكذا يدرك الولد أهمية النظافة، ويعزم على أن يهتم بها دائماً من دون الكسل والإهمال، فعندما يعود هو إلى البيت مغسلاً نظيفاً، طفقت الأشياء كلها تناديه وترحب به، وتعبر عن الفرح والحبور، وتصطف أمامه منقادة ليستخدمها.
القيم الفنية:
تتميز المجموعة بالقيم الجمالية بوضوح الفكرة وبساطة الموضوع، والبناء اللغوي والسردي المحكم – ما عدا العناصر الفنية الأخرى المتواجدة فيها – فمضامين القصص سهلة، وأفكارها واضحة مفهومة، والذي ساعد على ذلك خاصة هي العناوين الفرعية التي أوردها المؤلف داخل كل قصة، ما يوضح فكرتها ويفسر مواقفها، وربما ذكرها المؤلف لطول القصص، لكي لا يمل منها الأطفال، فنرى في قصص المجموعة أن هذا العنوان الفرعي يبلغ من خمسة إلى أحد عشر عنواناً، فقد ذكر في قصتى “الهجرة الكبرى” و“المنزل الجديد” أحد عشر عنوانا فرعياً، غير أن قصة (شجرة الخوخ) وهي القصة الأولى للمجموعة؛ صعبة قليلاً بالنسبة للأطفال في المرحلة المتوسطة، من حيث الموضوع والبناء، فموضوع القصة يعتمد على منهج تفكيري، حيث تدعو إلى التأمل في أسباب الكون والحياة، وما يجري فيها من سنة الله ونظامه، وربط هذه الأسباب بإرادة الله وقدرته وحكمه المطلق – كما رأينا سابقاً – ولا شك أن هذا يطلب شيئا من قوة الوعي والإدراك وعمق المعرفة في قضايا العقيدة، وأما بناء القصة فبدايتها واضحة ولكن نهايتها تميل إلى شيء من التعقيد، فهي لا تحمل نهاية مألوفة في قصص الأطفال الأخرى، من انتصار الخير على الشر، أو إفادة درس ورسالة واضحة، بل إن نهاية القصة تدعو مرة أخرى إلى إعمال الفكر، والبحث عما يكمن فيها من فكرة عقدية، كما يغلب على أسلوبها؛ أسلوب منطقي، فلا يوجد فيه كثيراً ما نعتاد عليه في قصة الأطفال من التشويق والترفيه، وعلى كل؛ فإن قصة “شجرة الخوخ” تعد أهم قصص المجموعة بطبعها الفلسفي وأسلوبها المنطقي.
ويتميز بناء السرد في حكايات المجموعة الأخرى بالتشويق والعذوبة، حيث اهتم المؤلف بالدقة والوضوح في تصوير الأحداث ومواقفها، من خلال نسق وتسلسل ملائمين، واستخدام جمل وتراكيب مناسبة، كما نرى في قصة (في الغابة): “ولم تمض ساعة من الوقت حتى كان الخنزير منكباً على العنب اللذيذ يأكل بشراهة شديدة، لدرجة أنه قد اقترب من عرين الأسد دون أن يعلم، أما الأصدقاء الأربعة فقد كانوا أخذوا مواضع لهم يرقبون الموقف من بعيد، فالديك صعد على غصن شجرة عالية، والبطة وقفت على صخرة عالية قرب العرين، والأرنب تسلل من بين الأحراش التي تشبه الأنفاق تحت الأرض، أما الكبش فقد وقف فوق مرتفع بعيد..”14، كما استخدم المؤلف في بعض الحكايات صورا بلاغية ملائمة مثل التشبيه والإيجاز، فنجد أمثلة التشبيه في قصة (شجرة الخوخ) حيث يصف الكاتب بطل القصة “يوسف“،: “كان ولداً محبوباً جداً، عيناه جميلتان مثل حبتي خرز لامعتين، وكلماته شفافة كالبلور، وشعره مسترسل جميل، وأسنانه مثل حبات اللؤلؤ“15، وأمثلة الإيجاز في قصة (الهجرة الكبرى) حيث يشير المؤلف إلى أحداث تاريخية مهمة وقعت في أنحاء العالم المختلفة وقت مولد النبي ﷺ، “حدثت ولادة في حي بني هاشم، في ذلك الصباح وقعت حوادث في الدنيا، خسف في الأرض، غور في المياه، انطفاء في النيران، سقوط في شرفات القصور، وإرسال الشهب“16.
وأما البناء اللغوي في القصص فكما علمنا أنها مترجمة من اللغة التركية، فلا شك أن الفضل في نقل مضامين القصص وما تحويه من دروس وغايات يعود إلى المترجم، وإن قارئ المجموعة يجد براعته في الترجمة، حيث قام بنقل القصص إلى لغة عربية سليمة، تغلب عليها الفصاحة والوضوح، وتتميز بألفاظ وعبارات مشرقة، وتعبيرات جذابة، كأن القصص كتبت أصلاً باللغة العربية، وتتجلى قدرة المترجم ومهارته اللغوية خاصة في نقل الحكاية الشعرية (بابا صنوبر) إلى أنشودة عربية رائعة تعتمد في أغلبها على الشعر الحر، فهي تتميز بانتقاء ألفاظ وتعبيرات تعبر عن مضمون القصيدة بسهولة.
الخاتمة:
وجملة القول؛ تمثل هذه المجموعة القصصية أهم القيم والمبادئ الإسلامية، التي تربي الأطفال على النواحي الاعتقادية والخلقية والاجتماعية والتربوية والترفيهية والجمالية، بلغة سلسة وأسلوب سهل مشوق، ولا شك أنها تخدم كثيراً في باب الأدب الإسلامي للأطفال، ومما يميزها هو اهتمام المؤلف بلغة الفن والجمال، ليؤثر ما تحويه القصص من معان ودروس، يقول الدكتور حلمي محمد القاعود “لا ريب أن أدب الطفل المسلم يفتح نافذة مهمة للأدباء الإسلاميين، كي يخاطبوا الأجيال الجديدة بلغة الفن لا الوعظ، وبمنهج التصوير لا التقرير، وأعتقد أن مجموعة “باقة ياسمين” للأديب التركي علي نار؛ هي من هذا الأدب الذي يخدم قضية التربية والإسلام في آن واحد، وخاصة أنه؛ أي علي نار يملك الموهبة، فضلاً عن القدرة على مراعاة المستوى اللغوي والأسلوبي للمرحلة التي يخاطبها، وهو ما جعل قصصه تبتعد عن المباشرة والجفاف التعبيري، والرتابة السردية“17.
هوامش المقال:
1بدر، عبد الباسط “علي نار… نجم غاب عنا“، مقال نشر في مجلة “الأدب الإسلامي“، (المكتب الرئيسي للرابطة بالرياض، ج 23، ع 90، أبريل – يونيو 2016م) ص: 9.
2نار، علي، “باقة ياسمين – مجموعة قصصية للأطفال من اللغة التركية“، (تعريب شمس الدين درمش)، (ط 1، مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع، الرياض، 2004م) ص: 12.
3المصدر نفسه، ص: 13.
4المصدر نفسه، ص: 13- 14.
5المصدر السابق، ص: 14 – 15.
6المصدر نفسه، ص: 16.
7الصدر السابق، ص: 29 – 30.
8القاعود، حلمي محمد، “باقة ياسمين للأديب علي نار… الطفولة حينما تصبح أدباً“، مقال نشر في مجلة الأدب الإسلامي، (المكتب الرئيسي للرابطة بالرياض، ج 23، ع 90، أبريل – يونيو 2016م) ص: 24.
9نار، علي، “باقة ياسمين“، المصدر السابق، ص: 45.
10المصدر نفسه، ص: 47.
11المصدر السابق، ص: 55 – 56.
12المصدر السابق، ص: 44.
13المصدر نفسه، والصفحة نفسها.
14المصدر السابق، ص: 59 – 60.
15المصدر نفسه، ص: 11.
16المصدر نفسه، ص: 21 – 22.
17القاعود، حلمي محمد، “باقة ياسمين للأديب علي نار… الطفولة حينما تصبح أدباً“، ص: 25.
المصادر والمراجع:
-
“إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أدب الأطفال”، الموقع الرسمي للرابطة، رابط الموقع:https://adabislami.org/index.php
-
الجدع، أحمد. معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين، ط1، عمان، الأردن: دار الضياء للنشر والتوزيع، 2000م.
-
“شخصيات الأدب الإسلامي”، الموقع الرسمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية، رابط الموقع: https://adabislami.org/index.php
-
علي، نار، “باقة ياسمين” (مجموعة قصصية للأطفال مترجمة من التركية) (تعريب: شمس الدين درمش)، ط 1، الرياض، مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع، 2004م.
-
مجلة “الأدب الإسلامي”، (عدد ممتاز عن الأديب التركي علينار)، الرياض، مكتب البلاد العربية للرابطة، ج 23، العدد 90، أبريل – يونيو، 2016م.
*باحث الدكتوراه بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند،
Leave a Reply