ملخص البحث:
إن اللغة العربية إحدى اللغات السامية القديمة الحية المؤثرة الّتي ازدهرت بلغة الدين والثقافة والحضارة، وما تزال ترتقي إلى اليوم وتكمل كل متطلبات العصر، وإن تاريخ هذه اللغة كاللغة الإنجليزيّة اليوم، حيث ركزت رايتها في أغلب البلدان العالمية بالحكومة الإسلامية أو العلاقات الصوفية والعلمية والتجارية، فأثر في كثير من اللغات وثقافة أهلها، وإن اللغة البنغالية وثقافتها ليست بغنى عنها، فإن هذه الورقة عبارة عن دراسة لغوية اجتماعية حول أثر اللغة العربية على اللغة البنغالية وثقافة أهلها، بداية من الاتصالات التجارية عن الطرق البحرية مع منطقة خليج شيتاغونغ والمناطق الداخلية مثل سونارجون ودكا في بنغلاديش اليوم ثم مجيئ الفاتحين والصوفيين المسلمين في القرن السابع فصاعدا، وإن هذا البحث يتضمن: 1) مسح العلاقة التاريخية للغة العربية مع اللغة البنغالية بالتركيز الخاص على بداية التأثير في مالداه ومايمانسينغ 2) الأثر اللغوي للغة العربية في علم الأصوات وعلم التشكل والمجالات الدلالية المختارة للغة العربية 3) التأثير على الحياة والثقافة البنغالية بشكل عام 4) تاريخ الأدب البنغالي المسلم وتأثيره في استحداث لغة “دوبهاشي“، ثم الملاحضة الختامية ببيان التأثيرات اللغوية والثقافية في كل مجال، فإن هذه الورقة تهدف استكشاف الجانب التأثيري للغة العربية بالدراسة اللغوية الاجتماعية علميا على اللغة البنغالية بوجه كامل.
الكلمات المفتاحية: اللغة العربية ، اللغة البنغالية، بنغال، التأثير، الثقافة البنغالية.
المقدّمة
إن اللغة منطوق الحياة والكون، فهي ثقافة أمّة ومرآتها، وعنوان حضارة ومرجعيتها، فهي للبشريّة قنوات الاتصال بين شعوب العالم، إذ أن كل مجتمع يتأثّر ويؤثر في سبيل إيصال وإفهام المتلقي ما في نفسه من الخواطر، ولذا نرى أن كل ثقافة تأثرت بالثقافة الأخرى لغويا أو ثقافيا كما أنها أثرت عليها أثناء الاختلاط بسبب التلاحقات الحضارية الّتي تحدث بفعل عوامل متعددة من جغرافيا واجتماعية واقتصادية وسياسيّة، وإن اللغة العربية إحدى اللغات القليلة الّتي انتشرت أرجاء العالم بسبب انتشار ناطقيها خدمة لدين الإسلام أو فتحا للأراضي الكثيرة، هكذا انتشرت اللغة العربية في الهند بعد مجيئ الإسلام بحد كثير، ولو أنه كانت هناك علاقة وطيدة للهند مع العرب قبل مجيئ الإسلام حيث تشهد له شعر إمرئ القيس:
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
ولكن الاحتكاك الاجتماعي بين الشعبين قد حصل على نطاق واسع بعد بداية الحكم الإسلامي وهذا ما أدّى إلى التأثّر والتأثير بالتغيرات اللغوية والتبدلات الثقافية، إذ نعرف أن المسلمين قاموا بالحكومة الإسلامية على هذا الأرض لسبعة قرون، وكما قال ابن خلدون “المغلوب يتّبع الغالب“، فاللغة العربية لما احتكت مع اللغات الهندية إذ كانت هي في ذاك الوقت لغة الحضارة الراقية فاحتلت هذه اللغة كمصدر إثراء وانماء اللغات الهندية ولا سيما الأردية حتّى تغلغلت العربية في جميع مجالات الحياة في شبه القارة الهندية1، فكانت هناك تيارات التأثير اللغوي والثقافي على اللغات الهندية وثقافاتها، أما إن اللغة البنغالية هي إحدى اللغات الهندية الآرية التي تنطق بها أكثر من 80 مليون نسمة من بنغال الغربية، إحدى الولايات الهندية، وأكثر من 150 مليون نسمة من بنغلاديش، فهي من بين هذه اللغات الهندية الّتي تأثرت بسبب الاحتكاكات الدينية والثقافية، حيث قام المسلمون بالحكومة في مناطق ناطقيها أيضا لمدة سبعة قرون بالإضافة إلى قدوم عدد كبير من الصوفيين والعلماء العرب، لكن التأثير كان من اللغة العربية فقط، إذ كانت هي لغة دين وثقافة راقية، وسببه كما يقول الدكتور عبد الصبور شاهين: “والحق أن أحدا لا يستطيع أن يصادر تأثير اللغات بعضها في بعض، لأن ذلك يخضع لعاملين يتحكمان في مسيرة الصراع اللغوي أو نتائجة في هذين العاملين، الأول الوضع الحضاري للغة والثاني حجم الشعوب الّتي تتكلم اللغة، وفي الواقع أن العامل الأول هو المؤثّر الحقيقي في موقف اللغة“2، فإن العلاقات والروابط هي التي أتاحت للبنغالية أن تتأثر بالعربية، بداية من القرن التاسع الميلادي عن طريق الوافدين من تجار العرب إلى يومنا هذا، حيث أثرت على هذه اللغة دلاليا وشكليا وصوتيا وعلى ناطقيها ثقافيا، فيقوم هذا البحث باستكشاف تأثير اللغة العربية على اللغة البنغالية وناطيقيها تسليطا الضوء الكامل على العلاقات والروابط الاجتماعية الثقافية تاريخيا.
أسئلة البحث:
إن هذه الدراسة تحاول أن تجيب أجوبة الأسئلة التالية بالحجج والأدلة:
-
ما هي العلاقة التاريخية بين اللغة العربية واللغة البنغالية والناطقين بها؟
-
ما هو الأدب البنغالي المسلم وكيف أثر في استحداث لغة “دوبهاشي“؟
-
ما هي التأثيرات العربية اللغوية والثقافية على اللغة البنغالية؟
العلاقة التاريخية بين اللغة العربية واللغة البنغالية والناطقين بها
إن علاقة اللغة العربية مع اللغة البنغالية ترجع إلى طرق ثلاثة، الأولى: التجارة، والثانية قدوم الصوفيين العرب وغير العرب، والثالثة: الفتوحات الإسلامية وبداية حكومة المسلمين، فإن اللغة العربية قد حلت بمناطق الهند الشرقية بهذه الطرق الثلاثة، وحدثت احتكاكات وروابط اجتماعية وثقافية إذ أدت إلى عمل التأثر من جانب اللغة البنغالية بشكل كبير.
كانت لمنطقة بنغال صلة تجارية ودعوية مع التجار المسلمين منذ عصر مبكر، وقد حدد المؤرخون هذه العلاقة مع المسلمين في القرن الثامن الميلادي، إذ يقول عبد الكريم: “وصل الإسلام إلى البنغال في القرن الثامن الميلادي والتجار وصلوا قبل ذلك“3، وقد كشفت مسكوكتان عباسيتان ترجعان إلى عهد الخليفة هارون الرشيد وأبي عبد الله المستنصر بالله من إحدى الحفريات الأثرية في باهاربور ومينامتي، ما يدل بكل صراحة على الصلات المبكرة ما بين العرب وبنغال في العصر العباسي قبل وصول الجيش الإسلامي حيث تشرفت هذه المنطقة باستقبال الإسلام من عهد هارون الرشيد(786م– 809م)، وقد قام الرحالة المشهور سليمان التاجر بالسفر إلى شواطئ الهند والبنغال بالسفن الشراعية وذكر مشاهداته جلية في كتابه “سلسلة التواريخ” سنة 851م، وقد ذكر المؤرخ العربي المشهور مملكة “رحمه” (مبدلة من رامو) إحدى منطقة كوكسبازار في بنغلاديش حاليا سنة 956م، فكل هذه الدلائل الواضحة تثبت علاقة تجارية قديمة بين هاتين اللغتين، ولو أن الاحتكاكات الاجتماعية كانت محدودة، لكن هذه العلاقة التجارية كانت فاتحة عهد جديد لهذه المنطقة وهو وفود العلماء والصوفيين العرب.
إن هذه المنطقة شهدت كغيرها من الولايات الهندية وفود الصوفيين وقيامهم بنشر دين الإسلام واللغة العربية كلغة دينية منذ بداية القرن الحادي عشر الميلادي على الاتفاق، ولو أن ضريحا لسلطان بايزيد بسطامي في شتاغونغ تشهد بقدومه بنغال لكن ليس له أي حجة واضحة، يقول إنعام الحق في كتابه” تاريخ الصوفية في بنغال” اتفق المؤرخون على أن وفود الصوفيين في هذه المنطقة بدأ مع قدوم شاه سلطان رومي في مايمانسينغ سنة 1053م4، ثم قدم بابا آدم شهيد، حيث كان لهما أثر بارز في الدعوة الإسلامية، وما بعد تموج وفود الصوفيين واحدا إثر واحد مثل شاه محمد سلطان رومي (م1053)، الشيخ جلال الدين تبريزي المعروف بجشتي البنغال (م1225)،و شاه جلال (م1346)، والشيخ شرف الدين أبو توامة، وأعظم شاه بن اسكندر شاه، والملك علاء الدين حسين شاه، وركن الدين السمرقندي5 وغيرهم كثيرون، وقد قدم تلامذة هؤلاء الصوفيين بعدد هائل كما يقول عبد الكريم: “إن عددا كبيرا من المسلمين قد هاجروا تحت الحكام المسلمين مما زاد عدد المسلمين أيضا“6 وقد تمركزوا كثيرا من مناطق بنغال من أبرزها: مالداه، ومايمانسنغ، وشتاغونغ، ودهاكا، ومدنيبور وغيرها من الأماكن، فكل هذه الشواهد تدل دلالة واضحة على أنه تولدت حتى الآن في هذه المنطقة علاقة ثقافية قوية، إذ فتحت هذه الوفود صفحة نيّرة للحكم الإسلامي في المنطقة.
كانت اللغة العربية تنتشر حتى الآن بكونها لغة دين وقرآن، إذ ما زاد الطين بلة هو الحكم الإسلامي بعد قيام محمد بختيار خلجي بفتح هذه المنطقة عام 1205م7، فترقت اللغة العربية لغة دين وثقافة وحضارة رائعة، ولو أن اللغة الفارسية كانت لغة رسمية لكون الحكام أفغانيا وأتراكا ومغوليا لسبعة قرون طويلة، فمما لا شك فيه أن هذا الفتح قد لعب دورا كبيرا في توثيق الروابط الثقافية بين العالم العربي وبنغال إذ أخذت اللغة العربية وما يتصل بها من العلوم تُدرس في المدارس الإسلامية حتى أن اللغة البنغالية تأثرت بهذه التغيرات السياسية والثقافية فدخل فيها كثير من الكلمات والمصطلحات العربية8، ثم إن أغلبية الجيوش والعلماء الذين استوطنوا كانوا يتكلمون بلغة بشتو واللغة الفارسية والتركية وغيرها من اللغات، وعلى الرغم من ذلك كانوا مهتمين باللغة العربية في المدارس الإسلامية لأنها لغة القرآن الكريم9.
فيتجلى جلاء الشمس هاجر الأيام، أن الملوك والسلاطين جعلوا هذه الولاية عاصمة لهم للحكومة واهتموا بتأسيس المكاتب والمدارس والخانقاهات فتولدت هنا بيئة ملائمة لانتشار الإسلام، لكن الصوفية هم الذين لعبوا الدور الهام أكثر من الفتوحات الإسلامية فإليهم يعود الفضل كله لإنتشار الإسلام بالإضافة مع اللغة العربية، إذ لا إسلام بلا عربية ولا عربية بلا إسلام، فكان من الطبيعي أن تؤثر اللغة العربية على اللغة البنغالية نتيجة نفوذ الإسلام والقرآن في عقليتهم وتعاملهم ومعاشرتهم إضافة إلى الصلات التجارية والثقافية والسياسية.
الأدب البنغالي المسلم واستحداث لغة دوبهاشي
إن اللغة البنغالية لم تأت في دائرة الوجود إلا قبل بعض من الزمن من فتوح المسلمين، فما كان لها أي شأن تذكر في بلاط الحكام والسلاطين، مثل سلطنة پالا وسينا، بيد أنها كانت مستخدمة بشكل كبير بين عامة الناس، فلما تولى المسلمون حكومة منطقة بنغال، حظيت هذه اللغة بالشأن العظيم بين الأدباء والكتاب مع عامة الناس، إذ قام عدد من الكتاب الهندوس بالانتاجات الأدبية النادرة، ولكن المسلمين لم يتخلفوا في هذا المجال، بل قدموا عدة إبداعاتهم الأدبية وبالأخص إن بعض هذه الانتاجات كانت إسلامية بكل محاورها الفكرية، وبذلك تأثر الأدب البنغالي بشكل ضخم واستحدثت تيارا جديدا مسمى في صفحات الباحثين اليوم بـ“لغة دوبهاشي” اللغة المزدوجة بين اللغة البنغالية والعربية–الفارسية، لما أن كل المؤلفات التي ألفت كانت باللغة البنغالية الأصلية مع كثير من الكلمات ذات أصيلة عربية وفارسية.
كان شاه محمد صغير، الأديب المسلم الأول في اللغة العربية، كان شاعرا موظفا في بلاط الحاكم غياث الدين أعظم شاه (1389م-1409م)، الذي قام بقرض قصيدته الطويلة المشهورة المسماة بـ“يوسف وزليخا“، والرجل الآخر المشهور في هذا الصدد هو جادو، إبن الملك غانيش الذي استنار بنور الإسلا م في باكورة انتشاره بصوفية باندوا، وقام بالحكومة منطقة بنغال بإسم جلال الدين محمد شاه من 1413م إلى 1431م وما بعده إبنه شمس الدين إلى 1442م، وكانت هذه الفترة فترة انقلاب كبير في تاريخ آداب اللغة البنغالية، يقول إنعام الحق” حظيت اللغة البنغالية في هذه الفترة القصيرة مكانة مرموقة في بلاط الحكام والملوك“10 وما بعده إن قوما من المسلمين بدأوا يكتبون اللغة البنغالية باللغة العربية.
هكذا كان محمد جان أحد الأدباء المشهورين الذي ألف كتابه المشهور “نماز مهاتمايا” بالخط العربي سنة 1852، وكذلك عدد من كتب السيد علاؤل ألفت بالخط العربي، التي هي أقدم من هذه الفترة بـ150سنة، وإن علاؤل أيضا يتميز بنوع فريد في اختلاط تراث الهندوس والمسلمين في قصائده ومؤلفاته العديدة مثل قصائد پادا وكتاب تحفة، وما يجب التنوية به أن ثقافة المسلمين والهندوس ظهرت وتجلت بالتأثرات البالغة في القرن السادس عشر والسابع عشر في مثل “حكايات ستياپير” و “قصائد پادابالي“.
يقوم الباحث إنعام الحق بتحليل هذه التأثيرات من القرن الثالث عشر في المؤلفات الأدبية كما في أناشيد “شيخ سوبهودايا” نجد عددا من التأثيرات العربية لغوية وثقافية، وإن شاه محمد صغير قد ألف تأليفاته أيضا باختلاط اللغة البنغالية وأساليب اللغة الدخيلة، إن الأدباء البنغاليين جعلوا عددا من الأحداث الإسلامية محور قصائدهم ومؤلفاتهم الأدبية أمثال قصيدة “شب معراج” سنة 1586م و“رسول بيجاي” و “معرفتي غيان” و“قيامه نامه” للسيد سلطان من شيتاغونغ، وكذلك “يوسف زليخا” لعبد الحكيم وغريب الله، و“كرب بلاء” لعبد الحكيم، هكذا نجد عددا من الآداب الإسلامية في الأدب البنغالي التي قامت بدورها الريادي في تأثير اللغة العربية.
وأما في العصر المتأخر، ألفت كتب عديدة متمحورة على الأحداث الإسلامية من الأدباء المعروفين، مثل مشرف حسين 1847-1911م الذي قام بالمؤلفات الكثيرة في معراج النبي وحياة الصحابة الكرام، وما بعد ذلك تسلسلت هذا التيار بالكتاب المشهورين كالشيخ عبد الرحيم وقاضي نظر الإسلام الذي قام بقرض عدد من الأناشيد الإسلامية في اللغة البنغالية مثل “فاتحة دوزدهم” و “محرم” “خالد” و“قربان“.
يقول السيد علي أشرف صاحب كتاب “الثقافة الإسلامية في الآداب البنغالية“11: إن ثقافة المسلمين البنغاليين شاهدة لعدد من المحاور، فإن المسلمين البنغاليين إلى هذا الوقت قبل الاستقلال بخمسين سنة ما طفقوا عن يفكرون عن الثقافة المنطقية فقط بل الثقافة الإسلامية أيضا، فإن كتاب “غلستان وبوستان” وكذلك سير الرسول وخدمات نواب عبد اللطيف والسيد أمير علي للمسلمين ثم تأسيس “إتحاد مسلم” بعد المؤتمر العلمي في دكا سنة 1906، كل هذا يشهد جليا بأن المسلمين البنغاليين أسسوا إلى الآن هويتهم الشخصية الإسلامية باللغة العربية وثقافتها.
إن هذه التأثرات اللغوية والثقافية ذهبت باللغة البنغالية إلى استحداث لغة مسماة بـ“لغة دوبهاشي” المزدوجة من اللغة البنغالية واللغة العربية– الفارسية، قام القاضي عبد المنان بتحليل هذا الموضوع في أطروحته المقدمة لنيل دكتوراه من جامعة لندن، حيث يقول “إن تأثير اللغة العربية والفارسية بالأخص أمر ملحوظ، إن عددا كبيرا من مؤلفات المسلمين في العصور الوسطي كانت مترجمة أو مؤثرة بالكلمات والثقافة الخارجية“، حيث يقول بأن هذا أمر صعب أن تجرد اللغة البنغالية الأصيلة من المؤثرات اللغوية، لما أن لغة الهندوس آنذاك كانت مؤثرة تماما أيضا كما أن كتاب مانسابيجايا لبپاراداس پپالي المؤلفة في نهاية القرن الخامس عشر تقريبا يشهد بكل صراحة على هذا التأثير إذ يذكر في قصيدته مثلا:
“قاضي مجلس قاري
كتاب قرآن دهاري“
معناه بدأ القاضي مجلسه ممسكا بالكتاب والقرآن، قد اختار الدكتور منان أربعون سطرا من هذه القصيدة ووجد عشرين كلمة ذات أصيلة عربية، وإنه هكذا رأى في قصيدة “شانديمنغل” قام بتأليفها رجل برهماني من بردوان سنة 1589م واكتشف بأن 20 من مجموعة 68 كلمة ذات أصل عربي، وكذلك في القرن السابع عشر قام ديوجيا غيريدهار رجل هندوسي من بردوان بقرض قصيدته المسماة بـ“ستياپيرير پاسالي” مما اكتشف في ستة أسطر أن مجموعة 24 من 39 كلمة دخيلة من اللغة الفارسية والعربية.
فالمفهوم من كل هذه الاكتشافات بأن الناطقين باللغة البنغالية تأثرت بحد لا يحصى من اللغة العربية والفارسية حتى كانت اللغة البنغالية بنفسها مزدوجة باللغة العربية ولو أنهما تنحدران من أصلين مختلفين.
تأثير اللغة العربية على اللغة البنغالية وثقافة الناطقين بها :
إن اللغة العربية أثرت على اللغة البنغالية وأهلها من بداية علاقتها معها تأثيرا دلاليا وشكليا وصوتيا وثقافيا، حيث استخدمت في اللغة البنغالية أكثر من أربع آلاف كلمة ذات أصل عربي، قال إس كي شاترجي بأن هناك 2500 كلمة ذات أصل عربي وفارسي في اللغة البنغالية12، ولكن هذا العدد قد تجاوز 9000 عندما قام الهلالي بتحديد هذه الألفاظ الدخيلة13 بعد ثلاثين سنة، والحق أنه لا يعلم أحد حتى الآن عدد هذه الألفاظ الدخيلة، ولكن عددا كبيرا من الأسماء والمصطلحات الإسلامية العربية ما زالت تستخدم حتى الآن في الكلمات البنغالية حتى لا يعرف عامّة الناس أنّها عربية14، فكان هذا التأثير قد بلغ أقصاه حتى يقول منير شودهوري: بأن خمسا وثلاثين من خمسين كلمة بنغالية مبتدأة من حرف“م” تكون ذات أصل عربي أوفارسي، والتي استخدمها المسلمون أولا في الأدب البنغالي15، وقد قام عدد من الأدباء البنغاليين الهندوسيين بإستخدامها من مثل تيك شاند تهاكور وفدياساغر ورام رام بسو وغيرهم من العباقرة، ولكن استخدام هذه الكلمات كانت بعدد ضخم من المسلمين مثل شوقت عثمان وأبو رشد وأبو المنصور أحمد وإبراهيم خان والشهيد علي وعلاؤ الدين آزاد وشمس الدين أبو الكلام والسيد ولي الله وثناء الحق وحسن عزيز الحق وشهيد الله قيصر، قام المؤرخون بتحديد هذه الألفاظ الدخيلة على قوائم المؤلفات فالبعض من هذه الألفاظ على وجه المثال: أمير، مشغول، سلطان، حساب، مجلس، ظلم، حياة، موت، وزن، مالك، حكم، فقير، وداع، خطاب، غريب، عزة، دنيا، ملوك، قبر، صاحب، شيطان، مسجد، غلام، خاتم، حاضر، قابل، كبيرة، كمال وما إلى ذالك. تقول عافية دل الخريجة من جامعة ستانفورد في اللغويات في أطروحته “إختلاف اللهجة البنغالية بين المسلم والهندوس“16 بأن اللغة العربية والفارسية قد أثرتا على اللغة البنغالية بشكل كبير، ولكن هذا التأثير لم يفرق في المخطوطات كما تفرقت اللغة الهندوستانية إلى اللغة الهندية والأردية خطا، ولو أن بعضا من المسلمين من شتاغونغ قد قاموا بكتابة البنغالية في المخطوطات العربية والفارسية، لكن كان هناك فرق كبير بين لهجات المسلم والهندوس، وهذا ما أدى إلى توليد الأدب الدوبهاشي (الأدب باللغتين).
ثم إن هذه اللغة قد أثرت ثقافيا في معاملات الناطقين باللغة البنغالية بشكل كبير، فكما أن كل حضارات بشرية في كل زمن من الأزمنة تتبادل الأفكار والخواطر والكلمات والتعبير كذلك نرى أن أهل بنغال قد تأثروا بشكل ضخم باللغة العربية ثقافيا كما نرى شفافا في أسماء الألبسة والأطعمة، والكلمات السياسية والثقافية وشؤون المعيشة والإدارة على وجه كامل، فنصل إلى نتيجة واضحة فيما لا شك فيه بأن اللغة العربية قد أثرت على اللغة البنغالية بحد كبير على المسلمين وكذلك على الهندوس بيد أنه قليل لغويا أوثقافيا.
تأثير اللغة العربية على اللغة البنغالية:
إننا بمجرد النظر إلى اللغة البنغالية نرى أنها تأثرت باللغة العربية من جهات شتى، ونواحي مختلفة، وفيما يلي، نقوم بتسليط الضوء على هذه الأثرات اللغوية لفظيا ومعنويا واصطلاحيا وصوتيا وشكليا.
التأثير لفظا ومعنى:
لقد قمنا بالتحليل الدقيق بين اللغتين في سبيل تحقيق هذا الجانب اللغوي، فوجدنا أن هناك عددا من الألفاظ البنغالية متشابهة بالألفاظ العربية لفظا ومعنى، فالبعض يختلف والبعض يشترك لفظا ومعنى.
إن عددا كبيرا من الكلمات العربية تستخدم في اللغة البنغالية في نفس المدلولات: مثلا: قلم، دليل، دنيا، بيان، انظار، جواب، حساب، تاريخ، خادم، باطل، وما إليها من الكلمات، نجد كذلك عددا من الكلمات العربية مستخدمة في اللغة البنغالية في غير معانيها العربية إذ تغيرت مدلولاتها إلى مدلولات أخرى، وهي مثل: كلمة “ملائم” معناها في العربية “مناسب” إذ تستخدم في اللغة البنغالية بمعنى “لائم“، وكلمة “ذات” معناها بالعربية “صاحب” إذ أنها تستخدم في اللغة البنغالية بمعنى “نسب“.
كذلك نجد أن بعضا من الكلمات تستخدم بمعنى خاص بينما تحمل اللغة العربية معنى عاما وهي على سبيل المثال: كلمة “انتقال” تستخدم في البنغالية بمعنى “الموت” بينما لا يدل هذا المعنى إلا إذا أضيف معها “إلى رحمة الله” وكذلك كلمة “بيان” و“بقية” في اللغة البنغالية بمعنى الخطابة والقرض، ثم إن بعضا من الألفاظ مختصة بكونها مستخدمة في كلام الفقهاء والقضاة حتى لا تستخدمها العامة من الناس مثلا كلمة “واجب” و“نفل” و“عبادة” وكذلك غيرها من الكلمات، هكذا عدد من المتشابهات اللفظية موجودة في اللغة البنغالية مثل كلمة “لوقصان” في البنغالية و“نقصان” في العربية بمعنى واحد، وكلمة “القوبضة” في اللغة البنغالية أما في اللغة العربية فهي “قبضة” وكذلك صابون في اللغة العربية وصابان في اللغة البنغالية، فيتجلى بكل صراحة بأن هناك تأثير كبير على اللغة البنغالية بكل جوانبها اللفظية.
التأثير صوتيا(Phonological)
إن هذا التأثير الصوتي مكشوف على وجه كامل بالنظر إلى الفرق الواضح البين بين الناطقين المسلمين والهندوسيين باللغة البنغالية، وقد قامت الدكتوراه عافية دل ببيان هذه الفروق الجلية في كتابها المسمى بـ” التراثان للغة البنغالية“، تقول بأن الهندوسيين يتلفّظون في حروف “ز” و “ج” بحرف “ج” أما إن البنغالين فإنهم ينطقون بالتفرقة بين حرفين “ز” و “ج“، على سبيل مثال في كلمات: عزيز وزمان وما إليها17.
التأثير شكليا(Morphological)
إن إضافة البادئة واللاحقة العربية في بعض من الألفاظ البنغالية تظهر وتثبت صراحة جانب التأثير، على سبيل المثال: إضافة “كم” أي قليل قبل بعض من الألفاظ البنغالية ك“عقل” و“بخت“، ثم إن إضافة “ي” النسبية لاحقة أيضا موجودة في اللغة البنغالية مثلا: بنغلاديشي وبيهاري وباهاري للساكنين في هذه الأماكن الخاصة18، وفي هذا الصدد نجد أن كثيرا من الأشعار البنغالية تتشابه مع الأشعار العربية في الأوزان والبحور، حيث استخدم عدد من الشعراء هذه البحور الخليلية في أشعارهم البنغالية مثل قاضي نظر الإسلام أول شاعر بنغالي الّذي قرض الغزل على منوال الغزل العربي والأردي والفارسي19، وكذلك قام الشاعر المشهور ستيندرانات دتّا بقرض أشعاره البنغالية على هذا المنوال.
تأثير اللغة العربية على ثقافة الناطقين باللغة البنغالية
إن اللغة العربية لم تتخلف في سبيل تأثيرها على ثقافة الناطقين بها أيضا، بل إنّها تركت في ثقافة البنغاليين أثرا لا يمحى وتراثا لا يقلع من ثقافة البنغاليين ومعاملاتهم اليومية، حيث نجد هذه الأثرات في كل المحاور والجهات من بينها الأعلام والأسماء والأطعمة والأثاث والترحيب والتهاني وغيرها من الجهات المختلفة.
التأثير على الأعلام والأسماء:
إن تسمية الأولاد أمر ذو شأن عند المسلمين، لذا نرى أن المسلمين في هذه المنطقة يسمون أولادهم بالكلمات العربية، حيث نرى تأثير اللغة العربية في جميع وجوه الأسماء من بينها: التسمية بالكنى كما في أبي الكلام آزاد وأبي هريرة، والتسمية باللاحقات العربية مثل عالم وحسين، وكذلك أسماء تستهل بالكلمات العربية مثل “عبد“، ثم نرى أن عددا كبيرا من البنغاليين يسمون أولادهم بأسماء الأنبياء والصحابيين المعروفين وهذه كلها متولدة التأثيرات العربية على اللغة البنغالية، ثم إن الكلمات العربية غير مقتصرة على الأسماء والألقاب فقط بل نرى هكذا أسماء الأماكن والمدن ذات كلمة عربية أصلية، على سبيل المثال: مدينة مرشدآباد، وإسلام بور، وألف نغر، هكذا نرى عددا من الأسماء المستخدمة في السوابق أو اللواحق.
التأثير على أسماء الأطعمة:
إنّ عددا كبيرا من كلمات الأطعمة دخيلة في اللغة البنغالية وثقافتها من اللغة العربية، منها كلمة “حلوة” مستخدمة لنوع حلو يعد بالرز المسحوق، وكلمة “فيرني” وهو أيضا رز مسحوق يطبخ مع اللبن الحليب والسكر، حيث نجد أن الخوارزمي قد تهيأه للمرتضى عند قدومه، وكذلك كلمة “كباب” المطلقة على اللحم المشوي مقلوبا على النار، هكذا كثير من الأطعمة المستحدثة ما زالت تستخدم في الثقافة البنغالية وهم عنها غافلون.
التأثير على أثاث البيت:
إن كثيرا من الكلمات المستخدمة في البيوت للأثاث أيضا ذات أصيلة عربية، كما أن كلمة “قالين” أصلها “القالي” في العربية تطلق لنوع من الفراش، أصل هذه الكلمة ترجع إلى مدينة عربية في المملكة الإسلامية، وإليها نسب أبو علي القالي.
التأثير على الكلمات الترحيبية وعبارات التهاني:
أثناء التكلم مع أهل اللغة البنغالية نجد أنهم يستخدمون كثيرا من الكلمات والجمل والتراكيب العربية بين الحوار آنا فآنا، يسلم البادئ أولا بالكلمات العربية بقولهم “السلام عليكم” وكذلك “وعليكم السلام” من الجانب الآخر، و “في أمان الله” و “سبحان الله” و“ماشاء الله” و“نعوذ بالله” و “يرحمك الله” و“شب براءة” و“ليلة القدر” هكذا نجد عددا من الاستخدامات البنغالية حيث لا يبالي الناطقون البنغاليون هل هي بنغالية أم عربية.
التأثير على عبارات القرابة:
هذا ما نحن نرى جليا في الثقافة البنغالية، وبالأخص ما بين المسلمين، هناك عدد من الكلمات العربية دخيلة في هذا الصدد من بينها “أمّا” مبدلة من “أم” كلمة عربية، وكذلك “أبّا” مبدلة من “الأب” مطلقة بها للأب، ثمّ إن كلمتي “خاله” و“خالو” لأخت الأم وزوجه دخليلتان من اللغة العربية.
التأثير على عبارات التجارة والمقياس:
نرى في هذا الصدد أيضا عددا من الكلمات العربية، من بينها في التجارة: كلمة “دام” بمعنى القيمة مأخوذة من كلمة “درهم“، وكلمة “كيرانت” المطلقة للأوراق المالية أيضا مأخوذة من كلمة “قيراط” وكذلك كلمات أمثال “قاعدة” و“قانون” و “أصل” و“دلال” و“خليفة” و“قصاب” مأخوذة من اللغة العربية الّتي تستخدم في الثقافة البنغالية بشكل كبير، وإن كلمات المقاييس البنغالية الكثيرة أيضا مأخوذة من اللغة البنغالية وهي “وقت” و“وزن” و“تاريخ” و“مدة” وغيرها من الكلمات الأخرى.
نتائج البحث:
بعد الخوض الدقيق في هذا البحث قمنا باستخراج عدد من المعارف والمعلومات وهي كما تلي:
-
إن علاقة اللغة العربية مع اللغة البنغالية ضاربة جذورها عميقا في التاريخ.
-
إن اللغة العربية وصلت في هذه المنطقة بطرق ثلاثة رئيسية وهي التجارة ثم وفود الصوفيين ثم قدوم الحكام المسلمين من سلالات الأتراك والمغول والأفغان
-
إن اللغة العربية أثرت على اللغة البنغالية وثقافتها بحد كبير.
-
إن الأدب البنغالي المسلم والثقافة البنغالية تأثرت بشكل ملحوظ وأنتجت إلى استحداث لغة “دوبهاشي“.
-
إن الناطقين باللغة البنغالية تأثروا بالثقافة الإسلامية بغض النظر عن الدين واللون والعرق بصورة ديموقراطية.
-
ولو أن اللغة العربية لعبت دورها الهام في ازدهار الثقافة البنغالية ولغتها بعدد من المستجدات لكن اللغة العربية ما حلت محلا رسميا نطقا لانتشار الفارسية محلها.
-
إن اللغة العربية قد انتشرت وأثرت بشكل كبير على لسان المسلمين وثقافتهم ولو أنها وصلت على الهندوسيين بشكل ملحوظ.
-
إن اللغة العربية أثرت على لسان الناطقين باللغة البنغالية وثقافتهم ولكنهم لا يدركون هذا التأثير والتأثر.
الخاتمة
إن اللغة العربية بكونها لغة عالمية في ذلك الحين، لعبت دورها الريادي في تأثير عدد من اللغات والثقافات، وإنّها كانت كاللغة الإنجليزية المستخدمة اليوم، إذ كانت هي المرجعيّة الشرعية المعرفية للإنسانية عامة، حتّى إنّ المسلمين لمّا أقاموا الحكومة في منطقة البنغال تأثرت بها اللغة البنغالية بشكل كبير، وقد تشرّف عدد كبير من السكان بنور الإسلام، فبدأوا يخلطون اللغة العربية باللغة البنغالية وبذلك تأثرت اللغة البنغالية والناطقون بها لغويا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.
المصادر والمراجع:
أحمد، زبيد. الآداب العربية في شبه القارة الهندية. بغداد .
أحمد، صلاح الدين. (2004). Bangladesh Past and Present.
أشرف، سيد علي. (1960). Muslim Traditions in Bengali Literature. داكا: المؤسسة الإسلامية في بنغلاديش.
الأستاذ إي كي إم نذير أحمد. (1999م). دخول اإلسالم في بنغالديش. داكا: بنغلاديش إسلامك سننر.
الأيوبي، محمد طارق،. (2005م-2006م). الشاعر الثائر قاضي نذر الإسلام. المجمع العلمي الهندي ، المجلد الخامس والعشرون (العدد المزدوج 1-2).
البروفيسور الكريم، عبد. (2013م). تاريخ البنغال (العصر السلطاني). دهاكا: إدارة نشر الأدب الوطني.
الحق، محمد إنعام. (1975). A HISTORY OF SUFISM IN BENGL. داكا: Asiatic Society of Banglades.
الحق، محمد إنعام. (1957). Muslim Bengali Literature. كراجي: مطبعة باكستان.
الدكتور أحمد، أشفاق. (2003م). مساهمة الهند في النثر العربي خلال القرن العشرين (الإصدار الطبعة الأولى ). دهلي الجديدة: ترانست هاؤس.
الدكتور خان، مفخر حسين. (1997). تاريخ تبليغ القرآن الكريم و مائة عام على ترجمته باللغة البنغالية. داكا: بنغله أكاديمي.
الدكتور وافي، علي عبد الواحد. (أبريل 2004م). علم اللغة (الإصدار الطبعة التاسعة ). نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع .
الرحمن، محمد فضل. (2001م). الإسلام في منطقة البنغال وبنغلاديش الحالية. المجلة العربية ، المجلد السادس، ص:5.
العبودي، محمد بن نعمان. (1993م). مقال في بلاد البنغال. الرياض: مطابع الفرزدق التجارية.
الكريم عبد. (1962). Impact of Islam in East Pakistan.
المنان، قاضي عبد. (1966). The Emergence and Development of Dobhasi Literature in Bengal upto 1855. داكا: بنغلا أكاديمي.
الندوي أبو الحسن على الحسني. (2011م). المسلمون في الهند. لكهناؤ، كاكوري آفسيت: المجمع الإسلامي العلمي.
حرب، محمد طلعت. (سنة الطباعة غير مذكورة). تاريخ دول العرب والإسلام (المجلد ج:1).
خان، مولانا محمد أكرم. (1965م). مسلم بنغر شماجك إتيهاش. داكا: آزاد إند فبليكيشن لميتد.
دل عافية. (1991). Two Traditions of Bengali Language. كامبردج، المملكة المتحدة : المجمع الإسلامي.
دل، عافية. (1972). The Hindu and Muslim Dialects of Bengali. جامعة ستانفورد، المجمع الإسلامي.
سونيتي كمار شتارجي. The origin and development of the Bengali Language (المجلدات 1,2,3).
صديق، الدكتور محمد يوسف. (1989م). الفتح الإسلامي. صوت الأمة ، المجلد 21 (العدد الثاني ).
صديق، الدكتور محمد يوسف. (1987م). لصلات المبكرة بين العرب والبنغال. مجلة نشرة الجامعة السلفية ، المجلد 19 (9).
مجموعة من المؤلفين بالتعاون مع مجمع الفقه. (2015م). الثقافة العربية في الهند (الإصدار الطبعة الأولى ). المملكة العربية السعودية، الرياض: دار وجوه للنشر والتوزيع.
هلالي، شيخ غلام مقصود ومحمد إنعام الحق. (1967). Perso Arabic elements in Bengali.
1 اللغة العربية وقضية التنمية في باكستان، ص: 123-142
2 د. عبده عبد العزيز قليلة، “مقالات في التربية واللغة والبلاغة“
3 البروفيسر الكريم، عبد: تاريخ البنغال (العصر السلطاني)، إدارة نشر الأدب الوطني، دهاكا، فبراير 2013م، ص: 17
4 الحق، محمد إنعام، A History of Sufism in Bengal، دهاكا، Asiatic Society of Bangladesh، 1975، ص 144-145
5 مجموعة من المؤلفين بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي، الثقافة العربية في الهند، دار وجوه للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الرياض، الطبعة الأولى، 2015م.ص:259-262
6 الكريم، عبد، “Impact of Islam in East Pakistan”، قام بالتحقيق: سجاد حسين، 1962، ص 30-54
7 أحمد، صلاح الدين(2004)، “Bangladesh Past and Present”، ص: 59
8 صديق،الدكتورمحمد يوسف، الصلات المبكرة بين العرب والبنغال، مجلة نشرة الجامعة السلفية, المجلد19/9,سبتمبر 1987م، المطبعة السلفية، بنارس
9 نفس المصدر
10 (إنعام، Muslim Bengali Literature، 1957، صفحة 35،40)
11 (علي، 1960، الصفحات 26-28)
12 شاترجي، سنيتي كمار، 1934، The Origin and Development of Bengali Language، لندن.
13 هلالي، شيخ غلام مقصود ومحمد إنعام الحق، 1967، Perso Arabic elements in Bengali.
14 . د محمد فضل الرحمن، “الإسلام في منطقة البنغال و بنغالديش الحالية“، المجمة العربية، القسم العربي، جامعة داكا، المجمد السادس، 2001 ، ص 5.
15 شودهوري، منير، The Language problem in Pakistan،
16 دل، عافية، The Hindu and Muslim Dialects of Bengali، جامعة ستانفورد، 1972،
17 دل، عافية، Two Traditions of Bengali Language، كامبردج، المملكة المتحدة، المجمع الإسلامي، 1991، ص: 46-47
18 هلالي، شيخ غلام مقصود ومحمد إنعام الحق، 1967، Perso Arabic elements in Bengali.
19 الأيوبي، محمد طارق، الموضوع: الشاعر الثائر قاضي نذر الإسلام، مجلة المجمع العلمي الهندي، بجامعة عليكره الإسلامية بالهند، 2005-2006م، العدد المزدوج 1-2 ، المجلد الخامس والعشرون، ص:195ـ
Leave a Reply