بحسن حظي، في فندق السفير عرفت الأديبة الدكتورة فتحية فرارجي (معروفة لا تحتاج إلى العبارات الوصفية) فأهدت إلي هدية جميلة قد اخترعتها حديثا وسمتها باسم أنيق “شدو لارين”، أعجبنى الاسم كما أعجتني قراءتها، واستفدت منها ما كان إلينا من أحب الفوائد.
أشكر المؤلفة أولا على كتابة الرواية الجميلة واعطائي الفرصة لقراءتها .
كان “لارين” اسم أحد البطلات في الرواية مع أن معناها في المعاجم اللغة العربية “مفتاح الكعبة”. لو كانت الأديبة راجعت إلى المعاجم العربية لقلت لها: إن”لارين”، استعارة للقضايا التي يحوم حولها أكثر الشباب، لأنها رواية معجبة تحمل في طيها القضايا المهمة للإنسانية وخاصة للشباب، وفي شخصيات الرواية جاذبية خاصة لاستدعاء القارئ إلى النظر في شؤون حياتهم مثلا: لارين بنت موهوبة للشعر والأدب فتكتب مشاعرها بالكلمات التي ترقق لها الوجدان وترفرف أجنحتها فتصل إلى أعماق القلوب، لكنها بنت فتعرضت للاتهامات كما هو الحال في المجتمعات. وفي البداية: “روح كمان ملتبسة بجريمة إبداع مشاعرها فى الكتابة.
إن الأديبة ذكية جدا وماهرة لتشويق القارئ مثلا أنها بدأت الرواية بلحظة انفجار بجانب عبارات أدبية قد تدهشك وقد تجذبك إلى متابعة القراءة ما بعدها، انظر:
“دخل الحجرة وقرأ من آخر صفحة في مذكراتها الشخصية : للعشق والحب معجزات، وفي انتظار تلبية النداء واللقاء حكايات، لكنها حكايات كلها همس”.
يا نهار أصفر، يانهار أزرق، البنت خلاص فجرت.. من ورائنا، من غير علمنا، ياليالي؟ أنتِ ياليالي ؟ ، إنت ياست هاااانم ؟ ، بنادي عليكِ تعالي بسرعة .
ليالي: ياستار يارب.. خير يارب ؟
عجيب : اقرئي واعرفي بنتك بتعمل وبتفكر فين؟
ليالي: روح؟ قمر البيت؟ نسمتنا الصبورة؟ الذكاء النباهة؟ طيب اهدأ نفهم لمن كتبت كلام العشق والحب؟ لكن أنا عرفاها، عاقله ومحافظة على نفسها.. ومذكرتها الشخصية هى حرة تكتب فيها وتكلم الورق، حرام نكبت البنت ونحاصرها دائمًا ياعجيب، حقيقي حرام تكبتها وتفتش في أوراقها وأدواتها الشخصية ؟ الإحساس بالثقة والأمان مهم.
عجيب : ياهانم فكري وتابعي بنتك ، ودوري على الحكايات والقصص وافهمي .
نام البيت ونام الجميع ولم تنم الأم ليالي .. لتقرأ كل مايسبق الصفحة الأخيرة في المذكرات.
بهذه المقدمة النارية تبدأ الرواية و تعبر الكاتبة هذه اللحظة هي النقطة المركزية التي توسطت في حرف النون بلغة جذابة تظنها شعرا أنظر:
“وصارت تلك اللحظة هي تلك النقطة المركزية، التي توسَطَتْ حرف النون، نقطة لها نفوذ، نقطة لها قوة، اندفعت بذاتها وكأنها حجارة أُلقيت في بحيرة ساكنة، فَخَّلَقت من حول تلك النقطة دوائر أكثر اتساعاً، لم تحملها إلى الأعماق، بل ولّدت فيها فضاءاتٍ بعيدة، وكأن كل حرف عين في الجبل كبيوت نيوزيلاندا، تكسو الخضرة أبوابها المستديرة، وعيون المياه التي على يمينها ويسارها.
ويعلو وجهها ضحكاتٌ رقيقاتٌ، مثل نسمات الفجر الطائر بين العنادل والكراوين.
إنها لوحة بألوان البينولي، إنها ليست الأسطورة اليونانية، شدو من العناديل والكراوين من أباطرة الحُب المنسي وسط أخاطب الجحود.
وتجمعُ حولها أباطرةَ الحُب ليسمعوا وينشدوا، وديمومة تغزل مشاعرها بين الانتظار وحلم الحُب، وتغزل لوحات من الأشجار التي لم تخترها الطيور لتُغَرد عليها، بينما أشجار مجاورة لا يقف عليها طير واحد؟.. مع أن تلك الأشجار الأخرى كثيفة الأوراق وجميلة الملمح، لكن قلبَ العصافير الذي يختار أشجاراً يبني عليها أعشاشًا، وبداخلها كائنات صغيرة صفراء تخرج من أشكال بيضاوية، لا تملك نفس صوت العصافير كنبض الحُب في أوّل شهيقٍ وزفير “.
وتنقسم الرواية الى أربعة فصول هي :”انه المايستروالالكتروني إنه الحلم الافتراضي .بصمة القلب.جذوع حورية الماضي.تشكا دارالسلام.
وكل فصل له لون أحيانا رومانسي وقد يكون واقعيا و قد يكون روحانيا. وبكل الحال رواية “شدو لارين “رواية عذبة وعمل أدبي رائع.
*طالب بالجامعة العارفية، الهند
Leave a Reply