يعد الكاتب عبد التواب يوسف رائدا من رواد أدب الأطفال في مصر، ويعتبر علما من أعلام الكتاب الحديث للطفل العربي المسلم، فهو من أخصب مؤلفي العصر الحديث إنتاجا لأدب الأطفال، فالإنتاج الأدبي للكاتب ينعكس فيه بيئته ونشأته الأولى وهذا هو ما يتجلى في الكاتب عبد التواب يوسف نفسه أيضا، فقد عاش في صباه الحياة الريفية في قرى مصر، وأخبر أحوالها وما كان يحدث حولها، وصاغها في أشكال قصص أصدق صورة، وبينها أحلى بيان وعبر عنها أحسن تعبير، من أجل ذلك ذاع صيت كتاباته في المنصة العالمية ويرجع الفضل إلى نبعها من المحلية.
كانت كتاباته حافلة بتنوع المواضيع، ومليئة بالجوانب الدينية والتاريخية، ومساهمته في إثراء ثقافة الطفل العربي بصفة خاصة، وفي تعزيز ثقافة الطفل الإسلامية في العالم الإسلامي بصفة عامة، وتمكن الكاتب عبد التواب يوسف من القيام بدور رائد مجيد مما أعجز المؤسسات التعليمية والثقافية الكبرى عن القيام به، وهو ما أرغم المنظمات العربية وجعل المؤسسات الأجنبية أن تنظر إليه كرائد من رواد أدب الطفل في العصر الراهن وتعترف بعبقريته وهيمنته في هذا المجال.
عبد التواب يوسف في مراحل حياته
فتح هذا الكاتب البارع عبد التواب يوسف عينيه في أول تشرين الأول عام 1928 بقرية ” شنرا ” بمحافظة بني سويف في مصر من أب كان معلما ، وأم أمية لا تستطيع أن تقرأ و تكتب، فنهل من مناهل شتى للعلماء والأدباء من علم وأدب وثقافة، وكان لديه رغبة عارمة وحنين طاغ في الحصول على العلم والثقافة، فالتحق ” بمدرسة الأمير فاروق الثانوية ” في مصر، وكان أستاذ اللغة الفرنسية هو الذي تعلم منه لأول مرة أسماء لم يعرفها من قبل مثل ” فولتير” و ” مونتيسكيو” و ” روسو” و “لامارتين” و ” أناتول فرانس” و ” بلزاك”، بعد التمكن من البراعة، قرأ القصائد الشعرية التراثية التي ضمها كتاب ” المنتخب من أدب العرب ” وهذا هو أول علاقة حب مع الشعر والأدب حيث تعرف على ” امرؤ القيس ” و ” عمروبن كلثوم” و ” المتنبي” و ” البحتري” وطالع ” البارودي” و”شوقي ” و ” حافظ إبراهيم” و ” حفني ناصف “، أحس في البداية أنه ليس بشاعر ولم يكن كذلك و لذلك لم يجتهد ولم يحاول المضي في هذا الميدان وإن تبقى على حبه للشعر والشعراء والدواوين وهو لا يزال غضا في مطلع الخمسينيات، وكان مسؤولا عن برنامج إذاعي عن الشاعر أبي القاسم الشابي ، كما كتب عن شعر شوقي للأطفال ستة كتب صغيرة وكذلك جمع من شعر شوقي الذي كان متشتتا ومبعثرا في الكتب المختلفة ما نشره في كتاب “ديوان شوقي للأطفال.[1]
أثر كتاب ” خيوط العنكبوت ” للمازني على عبد التواب يوسف عميق الأثر حيث فتح أمامه آفاقا واسعة عريضة الذي تبقى على حبه طوال حياته.عمل عبد التواب يوسف كمترجم في صحيفة يكتب فيها المازني وهو كان ابن الثامنة عشر فقابله وأرشده إلى أن يميل إلى قراءة أدب آخر بعد أن طالع معظم أعماله الأدبية ، فبدأ يطالع كتب ” توفيق الحكيم ” و ” طه حسين” و ” العقاد” و ” أحمد أمين” و ” أحمد حسن الزيات” إلى أن أكمل دراسته الجامعية وادخر ما طالع وخزن ما قرأ إلى أن بدأ استثماره بعد السنين الطوال، وساعده ذلك المخزون الثري من المطالعة والقراءة على اجتياز السنتين الأخيرتين بيسر وسهولة في الجامعة حيث حاز على مستوى رفيع أعلى من مستوى المواد التي كان يطالعها ويدرسها وكان متخرجا في الجامعة بتقدير أفضل وأحسن.[2]
كان عبد التواب يوسف طالبا نبيلا وألمعيا في الجامعة، وأساتذة الجامعة هم في الحقيقة مربيون وهم الذين يصقلون المؤهلات الخفية، ولذلك لا ينساهم عبد التواب بل يتذكر بعضا من أساتذته في الجامعة كما ذكر الدكتور” راشد البراوي” وكذلك الدكتور ” وهب مسيحة “، كان يختلف فكريا معهما ولكن يحترم آراءهما، وكان ميالا إلى من يقرأ لهم الأدب أكثر بكثير ممن يتعلم منهم في الجامعة، وقد أراد أن يتخرج في قسم العلوم السياسية التابع لكلية التجارة، وذلك يتفق مع طبيعته ومزاجه الثقافي ونداء حاجته له ككاتب ، وقد تجلى ذلك واضحا جليا على أعماله الأدبية وانعكس على مآثره العلمية، فقد تحلى بالمنهج العلمي في الحيازة على المعلومات، وزود نفسه بنفسه مما فتح أمامه الأبواب الواسعة والآفاق العريضة للعلم والمعرفة والثقافة كما تزود إنتاجه الأدبية بالتنوع والاختلاف مع أعماله الأدبية بالقصص السياسية والاقتصادية والقومية.
تلألأ وتألق على سماء الأدب والعلم، وسطع شعاعه في العالم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، في جانب آخر كان متمسكا بجذوره تمتد إلى القرية التي خرج منها، وعض عليها بالنواجذ مفتخرا بجميع الأحداث التي كونت وجدانه، وصقلت خياله، وأثرت فكره، وهو يعتز بريفيته مجاهرا بها حين ينكرها الآخرون ويجهدونها ويعلنون الانفصال عنها علنيا، فكانت جوهر ثقته بنفسه وأصل اعتزازه بها.[3]
بدأ عبد التواب يوسف الكتابة للأطفال بدلا من كتابة الصحافة للكبار بعد أن أكمل الماجستير عام 1953 م تحت الإشراف على د. بطرس غالي ، فكتب للإذاعة في برنامج ” بابا شارو ” و ” أبلة فضيلة ” و ” عمو حسن” و ” أبلة روحية” و ” أبلة فادية” وغيرهم من عشرات المسلسلات العربية للأطفال، اعترف عبد التواب يوسف وقرر أن طفولته هي التي خلقت منه كاتبا للأطفال لأنه صانها وحافظ عليها بداخله وأدام الطفل في داخله حيا يقظا يرجع إليه ويراجعه ويستلهم منه الكثير من أعماله.[4]
كان عطوفا ورحيما مع المهمشين الفقراء بالريف من أهله، ولذا تتجلى أسمى المشاعر الإنسانية وأروعها بينهم على الرغم من فقرهم وابتهاجهم به وبذيوع صيته على الرغم من عدم تمكنهم من الفهم مما يقول، فبذل الكاتب الجهود الجبارة في مساعدتهم كل المساعدة عن طريق عمله السياسي، وسعى أن ينصرهم في إنشاء كوبري وتأسيس مدرسة ابتدائية وبناء المساجد وإقامة إعدادية.
كان عبد التواب يوسف بصيرا بالأحداث والتجارب وشاهد عيان على التحولات السياسية والاجتماعية، أظهرها في كتاباته ومقالاته حتى أصبحت هي ملفات لها ووثائق، وقام بطواف المساجد، وشهد المتاحف، وشارك في المحاضرات، وزار الآثار.[5]
ذاق عبد التواب يوسف جرعة كأس الحزن لفقد أبيه بعد أن تخرج في الجامعة بعدة أشهر، وجاءت المسؤولية عن ثلاث يتيمات على عاتقه وأم لا تعلم الطريق إلى الشارع ، فقد تحمل المسؤولية عن النفقات لها، بدأ يستعد للماجستير تحت الإشراف د. بطرس غالي بعد أن أكمل دراسته في العلوم السياسية . هنا برزت نقطة الانطلاق، حيثما علم بزميل يسبقه بالسنين الطوال في التخرج فيه، فحانت منه الالتفاتة وقتئذ إلى الكتابة للصحافة ومال إلى الكتابة للكبار لكي يكتب للصغار والإذاعة، وجذبه إلى هذا الفن وهو الأستاذ ” صالح جودت ” و قدمه ” لبابا شارو” وبدأ يطالع عن الأطفال ويقرأ عن الإذاعة ، بذل جميع المجهودات أن يتقن فهما، ويحسن جودة عالية ويجيد حرفة العمل الصوتي.
عاش عبد التواب يوسف حياة وفية للفقراء والمهمشين الذين هو نفسه منهم والبسطاء الذين ينحدر أصله منهم، وينتمي إليهم وهذه هي العوامل الحقيقية في أحشاء قلبه وأعماق نفسه التي تركت بصمات قوية على طول حياته، ويتمحور محور اهتمامه وانتمائه السياسي حول قضية العدالة الاجتماعية، وكان اشتراكيا وإن لم يظهر هذا الانتماء في رواياته لأن الساسة كانوا يستغلون مضمونها أسوأ استغلال وفقدت رواياته مضمونها وقيمتها لسوء استغلالها، وكان راغبا في العدالة التي تسود وتنعكس وتعم وتحتل أولية في كتاباته على الرغم من توافقه مع الفروق الفردية بين البشر واختلاف مؤهلاتهم ومواهبهم فيما بينهم مما يجعل أن يحصل الموهوب على ريع موهبته أمرا فلا بد أن لا يتم بلا استغلال، ولذلك كان مؤمنا بهذه الأصول والقوانين أن الفقراء يستحقون كل الاستحقاق أن يعيشوا حياة كريمة شريفة، ولهم كل الحق أن يفكروا لأنفسهم وأهليهم بلا وصاية، وكان له رغبة شديدة أن توفر الفرصة السانحة للفقراء والبسطاء والمهمشين للاستفادة من الانجازات العلمية والتقدم المعرفي بما يصغر مشاكلهم ويقلل معاناتهم. وكان هو عربيا في تفكيره، قوميا في منطلقاته، وكان انتماءه إلى العروبة شرف له يعادل انتماءه للأهرامات، وصاغ ذلك كله في قصصه التي كتبها للأطفال.[6]
عبد التواب يوسف في ضوء محاور كتبه.
المحورالأول : الديني
قد انتهج عبد التواب يوسف منهجا جديدا في كتابته للطفل، وسعى كل السعي أن يطبقه في عدة محاور، نحن نتحدث عنها هنا بالإيجاز لكي تتضح هذه التجليات في ضوء كتابته.
يتحدث هذا المحور الديني عن الإسلام والثقافة الإسلامية، ويستهل عبد التواب يوسف بالقرآن الكريم حيث جعله مصدرا أساسيا لمسلسل إذاعي في ثلاثين حلقة ، ثم اتجه إلى ثلاثين كتابا وكان عنوانه ” من قصص القرآن الكريم عن الطير والحيوان ” ثم تقدم بالمكتبة القرآنية وتكلم فيها حول كتاب الله، وتحدث كيف نزل القرآن ؟ وكيف حفظه الله ؟ وكيف هزم الشيطان ؟ فصاغ كل هذا في صورة قصص وحكايات بأسلوب سهل ويسر، ثم تبع بعد ذلك سلسلة كتب عن الأحاديث الشريفة في ثلاثين قصة، يدور خمس عشرة قصة منها حول الحيوانات التي جاء ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة وخمس عشرة قصة تدور في عالم البشر”[7] وكان مثار اهتمامه هو العقيدة في كتاباته وبذل ما في وسعه أن يشرح بعض جوانبها في كتاب “الله جل جلاله” كما ركز عناية كاملة على السيرة النبوية وبذل من جهده واهتمامه، فطلع كتاب له “حياة محمد في عشرين قصة” ويتكلم فيها عن فيل أبرهة، وبئر بدر، والبراق، وكتاب “محمد صلى الله عليه وسلم” يلقى الضوء على حياته، وجاء بخمسة عشر كتابا وكان عنوانه “محمد خير البشر” وكتاب طفولة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقدم بخمسة عشر كتابا عن فرسان الإسلام، وعنى بسيرة إبراهيم عليه السلام، وكان مشاركا في كتابة قصص الأنبياء للأبناء في سبعة وعشرين كتابا، وصدر له خمسة وعشرون كتابا في العبادات. وكان يقوم بكتابة قصة إسلامية شهرية منذ أكثر من ثلاثين عاما في مجلة الفردوس، وكان يحمل عبد التواب يوسف الروح الدينية في كافة أعماله الأدبية، وكان الطابع الديني بارزا في جميع نواحيها وكافة جوانبها.[8]
المحور الثاني: الوطني
يعالج هذا المحور إبداع عبد التواب يوسف في ميدان أدب الأطفال فيما يتعلق بالوطن فهو ” يحاول أ ن يبصر فيه الأطفال بحضارتهم القديمة والوسيطة، ويناشدهم من خلاله ضرورة مضاعفة الجهد والعمل، لأنهم في منافسة كبيرة مع أبناء عالمهم المعاصر” ويتجلى هذا المحور جليا في كتاب “معاركنا الكبرى ” وهذا هو يتعلق بالمعارك التي نشبت للدفاع عن الإسلام والعروبة، وكذلك أيضا ” أم حنان” و “الربان الجريء” و “استبسال 6 أكتوبر” وغيرها، وكل هذه الكتب تتمحور حول حب الوطن والأهل والافتخار بالعروبة والعمل الدؤوب لأجلها، وانعكس ذلك جليا في مسلسل ” صلاح الدين الأيوبي” في ثلاثين حلقة إذاعية، وكذلك أيضا في ” الجنرال عبدالستار البطل الجبار”.[9]
المحور الثالث: تعريف الأطفال بالأدب العالمي
يتحدث هذا المحور عن تبصير الأطفال بالآداب العالمية للأطفال واطلاعهم عليها، وذلك بطريق الترجمة وتعبير الأعمال القصصية لكبار الكتاب وكتب الذين حازوا على الجوائز في بلادهم مثل جائزة هانز كريستيان أندرسون في أدب الأطفال وهي الجائزة تماثل تقريبا جائزة نوبل وغيرها ، فقد خلص عبد التواب يوسف هذه الأعمال الأدبية الكبيرة في قالب سلسلة القصص ” هؤلاء الكتاب العظام وقصصهم الجملية ” وغيرها.
زود عبد التواب يوسف الأطفال بتلك الأعمال العالمية الذين يتابعونها ووضعهم على درب يهدي بهم ما يصدر في الدنيا من أدب أدبية جيدة على سماء الأدب، كما استهل بكتابة هذه الأعمال وترجم لحياة مؤليفيها في سلسلة تحكي تاريخ شجرة أدب الأطفال دوليا، تمثلت البذور” وهي بذور أدب الأطفال” في الحقيقة في جامعي الحكايات الشعبية كما اتضحت في “الإخوان جرايم في ألمانيا” و” شارل بيرو في فرنسا” وكذلك الكتاب الثاني “الجذور” الذي يتحدث عن كتب الكبار التي أغرم بها الأطفال مثل جليفر، روبنسون كروزو وألف ليلة وليلة.[10]
المحور الرابع: التربوي
يتمحور هذا المحور حول الغزائر والحوائج والميول للأطفال، وضمت وزارة التربية والتعليم بعض أعماله القصصية للأطفال في المقررات الدراسية للمدارس مثل قصة “خيال الحقل” و “حياة محمد”، وتشهد رواياته “خيال الحقل” و”الربان الجريء” و”أم حنان” و “الشجرة المنتصرة” على قدراته الإبداعية وبراعته النادرة العملاقة، كأول من كتب روايات طويلة لأطفال العرب، وطبعت جميعها أكثر من مرة وحازت على النجاح الكبير والصيت على المشهد الأدبي.[11]
المحور الخامس: التعليمي
اهتم عبد التواب يوسف في هذا المحور بكتابة الكتب ذات الطابع التعليمي والثقافي والتربوي، وعالج فيها الأشكال الفنية في الكتابة تلفت عناية الطفل وتجذب اهتمامه بأشد غاية، بالإضافة إلى طرافة عناوينها وموضوعاتها مثل “سلسلة الألوان” التي يعرف الطفل فيها الألوان والأشكال، ويكون خبيرا بأنها جزء من علم الفيزياء وفرع من الضوئيات، وبعد ذلك يتحدث عن كل لون في كتاب، ويتعرض كل كتاب للون كما في الطبيعة والحياة.[12]
وإذا نلقي النظرة العابرة على تجربة عبد التواب يوسف وأسلوبه فسنشهد أنه أبدع لنفسه أسلوبا جديدا في الكتابة للطفل، فقد ابتكر أسلوب الكتابة بطريقة غير مطروقة، ولم يسلك مسلك الأشكال التقليدية ولم ينهل من منهل ممهد بل ابتكر فنا بنفسه لم يسبقه إليه أحد، هو يكتب للأطفال كأنه يتكلم معهم ويتحدث إليهم ويقدم نفسه بينهم يتكلم ويخاطب ويتصور حوارا بينه وبينهم، وربما كان إدراكه الفني هو الذي ساقه إلى هذا الأسلوب الجذاب الأخاذة الذي كان مختلفا تماما كثيرا عمن سبقوه في أدب الأطفال.
يكتب كما يتكلم ويتحدث، ويختلف مع الطفل أثناء الحوار أو التكلم الذي يضعه على الورق أو يوافق معه أو يخاصم أو ينكر أو يرضى ويقبل، وهذا الأمر الذي يرغم الطفل على أن يشارك معه في التفكير والرأي فيما يطالع ويقرأ، فهو إذا ليس قاصا يقص ويحكي فقط بل إنما ” حكاواتي” يأخذ في الاعتبار أن القارئ أو السامع قد لا يقبل بشئ أو قد لا يرضى ، فيعلن عدم الرضا علنا وينشره جليا أو يتفق مع شيئ ويقبله ويؤيده بدون أن يتعرف على هذا الأسلوب والمنهج الذي تفرد به، وربما يكون سبب انفراده به في هذا الأسلوب والمنهج أنه بدأ السفر في الدرب مع الأطفال في الإذاعة بطريق الميكروفون ، واطلع على هذا الأسلوب والمنهج الجديد في هذا الفن الذي هو نتيجة الفكر في الإبداع والابتكار، وهو ثمرة وسيلة عصرية وتأثربها أشد التأثير وأعجب بها إعجابا شديدا، وقد أتقن في هذا الفن وأجاده كأنه يتكلم مع الطفل خلال الكتابة ويدور الحوار بينه وبينهم، فوفر ذلك إتقان الحديث والكلام واللغة معا، وكذلك أيضا الكتابة للأطفال كما تعود كتاب الحكايات ، غير الأول يستخدم اللغة الدارجة ” شفاهية” وقاموسها كبير وواسع عن الطفل، أما الثاني فهو الذي يرفع القلم ويكتب به في غرفة مقفلة ويضع كلماته بلغة أخرى ” فصحى” شتان بينهما.
كان يقول عبد التواب يوسف دائما أن الكتابة للأطفال لم يخترها بل هي التي اختارته، وليس هذا اللعب بالكلمات والألفاظ ولكنها حقيقة ناصعة لم يستطع أحد أن ينكره، و ما خطر بباله أن يكتب للأطفال في صباه على الرغم من قراءته مئات قصص الأطفال بل كان يحمل في طياته تطلعات سياسية وأدبية مما أرغمته أن يدرس العلوم السياسية في الجامعة، وهذه الدراسة والقراءة في الجامعة لا تمنح لصاحبها أكثر من منهج وأسلوب ودرب سار عليه في حياته، كما ساقه التعليم والتثقيف النفسي إلى مطالعة مئات من الأعمال الأدبية والكتب العلمية والقصصية، وكانت هي البداية ولكنها ساقته إلى مالا يمكن أن يخطر على قلب أحد، فلم يكن يفكر ويتخيل أنه حين يكتب للأطفال ستهديه هذه الكتابة إلى أمريكا اللاتينية وكولومبيا لكي يحصل على جائزة “المجلس العالمي لكتب الأطفال” وكذلك منحت له الأعمال الأدبية فرصة سانحة للسفر إلى الصين والفلبين شرقا إلى أوروبا وكاليفورنيا غربا وإلى كل أنحاء العالم العربي والفضل يرجع إلى الموهبة والرأي معا، إنه الإخلاص الكامل مهد الطريق لقضيتي الأدب والطفولة معا.[13]
الجوائز والأوسمة:
طلع عبد التواب يوسف على سماء الأدب في أرض مصر، واتسعت أشعته في كافة أرجاء الوطن العربي ووصل دويه العلمي والأدبي إلى العالم الغربي، واحتل مكانا مرموقا ليس فقط في الوطن العربي بل نال شهرة واسعة بين العالم الغربي حتى استقبلته كل دولة بحفاوة بالغة أينما حل ونزل واحترم أدبه كل شخص أينما وصل وارتحل وأخذته الدنيا بعين الاعتبار، حتى حاز هذا الأديب العملاق على الجوائز والأوسمة تقديرا لأعماله الأدبية وإشادة بمآثره العلمية في مجال أدب الأطفال.
يعتبر عبد التواب يوسف واحدا من أبرز المعنيين بكتابة أدب الأطفال في الوطن العربي، وكان صاحب أرقام قياسية في إنتاجه الأدبي، وكانت حياته زاخرة بالأعمال الإبداعية والقصص العظيمة التي سدت فجوة كبيرة وثغرة عميقة في المجال الأدبي للأطفال وأثرت المكتبة العربية بأعماله الضخمة الكبيرة، ونالت شهرة بالغة في العالم الغربي أيضا وأخذت بعين الاعتبار في نظر الكتاب والباحثين، ووقرت في قلوب القراء والسامعين أيضا وحصلت على مكان في أحشاء قلوبهم. مكنته موهبته العملاقة والقدرة النادرة الفذة من تقديم هذا الإنتاج الغزير المتميز في أدب الأطفال، ويشهد هذا الإنتاج الأدبي العملاق على براعته وقدرته وإبداعيته في هذا المجال.
اتضح مما سبق ومما ذكر من أعماله الأدبية وإنجازاته العلمية بقدر من الإيجاز أن هذا الكاتب البارع عبد التواب يوسف كتب الكثير من القصص والمسرحيات فضلا عن الدراسات التي تهتم بأدب الأطفال بما في ذلك مقالات دوريات وأعمال المؤتمرات التي تعني بقضايا الأطفال وتعالج مشاكلهم وتنمي ثقافتهم وتنفخ فيهم روح الدين والعلم والمعرفة والفكر الصحيح النير السليم وتهديهم إلى الحرية فكرا وعلما ومعرفة وتنير لهم نبراس القيادة والسيادة العالمية. فكان عطاءه الفكري وإنتاجه الأدبي ممتلئا بالتنوع وظهر في أشكال متعددة مختلفة، فكانت كتبه تحتوي على تسع مئة وواحد وخمسين كتاب التي تمثل أكثر الأشكال، بينما بلغت مقالات الدوريات مئتين وتسع وأربعين التي احتلت المرتبة الثانية في مجمل أعماله، وكذلك حصلت أعمال المؤتمرات له المرتبة الثالثة لأنها بلغت ستة وستين من إجمالي إنتاجه في جميع أعماله.[14]
عبد التواب يوسف رائد الأدب الأطفال:
لو نلقي نظرة عابرة على أعماله الأدبية وإنجازاته العلمية فنلاحظ أن العطاء الفكري للكاتب الكبير عبد التواب يوسف ممتد لأكثر من أربعين عاما ( 1962-2005) فقد ظهر أول كتاب له حينما كان هو ابن أربع وثلاثين، وهذا الكتاب ترجمه عن اللغة الإنجليزية بعنوانه ” الحذاء الأحمر مسرحية من ثلاثة فصول”، وهذا الكتاب ألفه كاتب الأطفال العالمي “هانز كريستيان أندرسون”. أما أول مؤلفاته على سماء الأدب وهو كان ابن أربعين وهو كتاب” خيال المآته” حيث أدخلته وزارة التربية والتعليم تحت الكتاب المقرر للصف السادس في المدارس الابتدائية. الجدير بالذكر هنا أن عام 1985م شهد أعلى إنتاجية له من الكتب القصصية والأعمال الأدبية حيث ظهر اثنان وسبعين كتابا على أفق الأدب، وذلك فقط بسبب تفرغه للكتابة واعتزاله الوظيفة الحكومية. ولا ننسى أن نذكر هنا أن الكاتب هو الناجح في عطاءه الفكري ولكن ليس معنى ذلك أنه لم يواجه المشاكل في مواكبته العلمية وكذلك لم يمش على وتيرة بل امتاز إنتاجه الفكري بالتذبذب الواضح خلال هذه الأعوام بين الارتفاع والانخفاض. ولا يمكن الاستغناء عن الذكر هنا أن عبد التواب يوسف حاول أن يغطي قطاعات المعرفة البشرية كلها إلا أنه ركز عنايته على أربعة مجالات أساسية ألا وهي مجال الآداب والديانات والجغرافيا وكذلك الفنون، ولذا حاز مجال الآداب على المرتبة الأولى في أعماله، واندرجت القصص للأطفال في مجال الآداب.[15] ونال مجال الديانات مرتبة ثانية في أعماله، ويرجع الفضل إلى نشأته وترعرعه في بيئة دينية ، فكان أبوه من رجال التعليم والتربية فكان يتعلم الأدب والدين في ظلاله الوارفة وعنايته البالغة، ومن أجل ذلك كان لديه مكتبة تمتلأ بالكتب الدينية، وكذك كان هو عضوا في جمعيات دينية فضلاعن نجاح قصصه الدينية في الإذاعة، ومن أهم كتبه في هذا المجال هو سلسلة محمد خير البشر صلى الله عليه وسلم التي تحتوي على واحد وعشرين قصة تتناول مراحل الحياة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم وتكشف الستار عن جوانب عظمته، ولذلك يحتوي مجال الآداب والديانات في أعماله على ثلاثة أرباع من الإنتاج الكلي مما يؤكد أنها هي الصبغة الغالبة على عطاءه الفكري وإنتاجه الأدبي.[16]
لم يكن عبد التواب يوسف يغمض عيناه عن الجغرافيا والتاريخ في كتبه، وركز عنايته على هاتين المجالين لأنه يريد أن يزود الأطفال بعلم التاريخ والجغرافيا وينمي ثقافتهم ومدارك عقولهم ويوسع آفاق العلم والمعرفة لكي يطلعوا على ما قام به الأبطال والرجال في مختلف المجالات، ولذلك حصل مجال التاريخ والجغرافيا في كتبه على المرتبة الثالثة بما في ذلك كتب التراجم للأعلام والمشاهير وكتب الرحلات. ولا بد لنا أن نذكر هنا أن مجال الآداب حظي بأعلى إنتاجية خلال الفترات كلها ما عدا فترة الثمانينيات حظا وافرا، حيث حاز مجال الآداب على المرتبة الثانية تاليا لمجال الديانات، وكان كل العطاء الفكري والإنتاج الذي قام به عبد التواب يوسف في فترة الستينيات يتعلق بمجال الآداب، وفي هذه الفترة، ظهر مجال التاريخ والجغرافيا بأربعة كتب ومجال الديانات بثلاثة كتب ولكن في مجال العلوم الاجتماعية والتطبيقية برز فقط بكتاب واحد لكل منهما.
كان عبد التواب يوسف كاتبا قديرا يمتلك قدرة هائلة من أدواته فكرا وإبداعا، لغة وأسلوبا، وكان يدرك تأثيرا عميقا من عطاءه الفكري وإنتاجه الأدبي على الأطفال، ويؤمن بأنه يساعد ويشارك في تثقيف الأطفال وفي تعليمهم وتربيتهم على المثل والقيم والأخلاق آمن بها وقام بالعمل من أجلها طيلة حياته.
لقد امتاز هذا الكاتب بعطاءه الفكري وإنتاجه الأدبي بأسلوب رصين متين وسهل بسيط عند مخاطبة الأطفال، هو ينتخب مفردته ببراعة ودقة وتفحص ليكون لهم ثروة لغوية عظيمة، ولذلك أنه لم يعتن بالمضمون فقط بل ركز العناية على العناصر الفنية في جميع أعماله الأدبية التي ستكون كنزا ثمينا للنشء الجديد. وكان له ميزة خاصة في خطابه التعليمي والتربوي للأطفال، لقد حوت قصصه جل القيم التعليمية والتربوية سواء كانت الأخلاقية والاجتماعية أو الوجدانية والسلوكية والمعرفية في المجالات المختلفة التي جمعت في أحضانها الكونية والدينية والعلمية أو الخيالية والبيئية والأسرية.
لقد أحس الكاتب عبد التواب يوسف خلال الكتابة بأهمية القيم والمثل في حياة الطفل وأدرك بأن هذه هي ضرورة للتعليم والتربية، لأن لها دور بارز ملموس في ثنايا أعماله الأدبية وبالأخص القصصية. وشدد قائلا على هذا في كتابه ( حول أدب الأطفال وكتبهم) ” القيم الدينية والأخلاقية تعتبر المحور الأساسي لجيمع ما أقدمه للأطفال في جميع المجالات العلمية والثقافية والفنية، وأنا لا أجذب الطفل من أذنه بعنف إلى مجالات التربية والأخلاق، بل اعتمد على القصص التي قد تكون حقيقية مستمدة من التجربة الذاتية أو مما قرأت أو سمعت”.
عبد التواب يوسف مربيا للنشء الجديد:
كان دائما عبد التواب يوسف في الحفلات والمؤتمرات والندوات يحث التربويين على أن ينفخوا في الأطفال روح القراءة والمطالعة وأن يشجعوهم عليها لعظيم فوائدها على تعليم وتربية و تنشئة الأطفال. فمن أبرز القيم والمثل التربوية اهتم به عبد التواب يوسف كثيرا في بعض القصص والمقالات هي التخطيط في العطلات لقضاء الوقت في أمور مهمة، ذكر الأستاذ عبد التواب يوسف في هذا الصدد “عندما بدأت الإجازة الصيفية كانت هناك أحلام ومشروعات، قال أحمد : سألعب كرة القدم، وقالت حنان: عندي برنامج عظيم في الإجازة، أما سامي فكانت عنده خطة أخرى غريبة وعجيبة، وقوله: ولم يتوقف عن لعب كرة القدم ولكنه قسم وقته بينها وبين القراءة”. ودائما كان يحث الأطفال على التساؤل عن المعني الذي لا يعرفوه لأن السؤال يفتح باب العلم والمعرفة، ولذلك اهتم بهذه القيمة في قصته. شاهد عبد التواب يوسف العالم الخارجي وتعرف على تنوع الأدب في أشكاله المختلفة وأبعاده المتعددة، ولذلك كان له رغبة شديدة على أن يتعرف الأطفال على المفاهيم الجديدة لكي يتحلوا بالأفكار المختلفة والنظريات التي كانت تسود وتعم في الآداب العالمية.
نادى عبدالتواب يوسف المهتمين بأمور الأطفال وأولياءهم بأن يستخدموا جميع الوسائل في التعليم والتربية مع الرعاية بلعب الأطفال في تربيتهم، وهذه الوسائل تضم فيها الكتاب والمجلة والإذاعة والسينما والمسرح والتليفيزيون. وأشار إلى أن تعليم قصص الأنبياء والصحابة وكذلك تدريس العلماء في الصباه وفي مرحلة نعومة الأظفار هو يكون الرحا في حياة الأطفال تدور حولهم أعمالهم ولكي يتعلموا من هؤلاء الأبطال والرجال القيم والمثل والمبادئ التي تساعد في تكوين شخصياتهم.[17] يقول عبد التواب يوسف عن تربية نفسه” أبي كان شيخا أزهريا وكانت لديه ثقافة دينية كبيرة، وكان داعية يدرس العلوم الدينية لكنني درست في التعليم العام فأصبحت نموذجا آخر للتربية، وقد تأثرت بالوالد في طفولتي وقد ركز معي في المسائل والتربية الدينية لكنني أضفت اهتماما آخر إلى جانب الاهتمام بالدين هو المسائل المدنية”.
كان يسعى عبد التواب يوسف أن يستدعي التراث العربي والإسلامي وتوظيفه في مجمل أعماله وإنتاجاته خصوصا الاهتمام بالقصص القرآنية والتركيز عليها إذ قام بالتشكيل هذا الموروث مثابة ومصدرا يشتمل على الكثير مما يسهم في إشعال مجامير الأطفال وتحفيز مخليتهم إلى جانب احتواء القصص على ما يرسخ القيم الإنسانية فيهم، يقول هذا الكاتب الكبير في أحد لقاءاته “أسعى إلى تحقيق هدفين تربوين هما جذب مخيلة الطفل للتعايش مع القصة وسبر أغوار التربوية، وتحبيب الطفل في القراءة من خلال توظيف عنصري التشويق والرمز”.
قال الأستاذ إبراهيم نويري الأميري في شأن عبد التواب يوسف وهو كان يتحدث عنه حول أدب الأطفال والمأثورات الشعبية ” فهو بلا شك، من القلائل في وطننا العربي ممن أسسوا وقعدوا النظرية العلمية الصحيحة في مجال أدب الأطفال، وقدموا إبداعات وأعمالا ستبقى غذاء تربويا ونفسيا له أثره النافع في التكوين الثقافي والبناء التربوي لأطفالنا على مدى الموجات المتعاقبة لأجيالنا القادمة”. فاستلهم الكاتب عبد التواب يوسف موضوعاته من القرآن الكريم وجعله محورا أساسيا لكتاباته لكي يربي الجيل القادم على الأصول والمبادئ القرآنية والأخلاق والقيم الإنسانية كما نهل من مناهل الحديث النبوي الشريف وحاول أن يصوغ كتاباته بصبغة نبوية من رسالات وأصول ومبادئ وحياة عطرة من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك اقتبس من مشكاة التاريخ في كتاباته وجعله مثابة له لكي يخبر الأطفال عن هذا المصدر المشرق، واستقى كذلك من سير الأعلام وكشف النقاب عن بطولاتهم ورجوليتهم ومآثرهم، ولا يمكن أن يغمض عيناه عن البيئة ومجالات الحياة الحديثية لأن هذا العالم أصبح قرية في ظل العولمة وتحول أكثر علما وفنا وثقافة، واهتم الكاتب أيضا بتاريخ مصر لأنها هي مسقط رأسه وكانت هي مهبط الحضارات والثقافات وهي شهدت التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأدبية على المشهد العالمي، واستوحى أفكاره من المأثورات الشعبية ومنحها أهمية كبيرة في كتاباته وهو يتحدث عن مخاطرها” أن هذا المجال( الموروث الشعبي) مجال محفوف بالمخاطر نظرا لما يشوب هذا الموروث من خرافات وأساطير ونقائص أخرى قد يكون لها أثرها السلبي السيئ على تكوين البناء العقلي لأطفالنا ومستقبلهم العلمي”.
تحدث الكاتب عبد التواب يوسف عن التطور التكنولوجي وأثره على الأطفال وثقافتهم في كتابه “أطفالنا وعصر العلم والمعرفة”، ووصل إلى قضية الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني وأشار إلى الصراع يدور بين هذين الكتابين في السنوات القادمة، قد أدرك أن الرقي والتطور المذهل في مجال الإلكترونيات والكمبيوتر يجعلنا أمام عالم جديد وعصرحديث يسعى أن ينشأ ثورة مذهلة في هذين المجالين لكي تستند القراءة إلى الشاشات الصغيرة وإلى الأذنين، وبهذا الطريق تنعدم المكتبات العملاقة الضخمة.[18]
كان عبد التواب يوسف يريد دائما أن ينفخ في الأطفال روح العقيدة الصالحة الشافية وأن يحبب القرآن كتابة الهداية والرحمة والرسالة العالمية للإنسانية جمعاء، وأن يقدم لهم الحياة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهم وأسوة لكي يهتدوا بها ويقتبسوا النور من مشكاتها، فكتب هذا الكاتب كتاب “حياة محمد في عشرين قصة” فقد قام بعرض السيرة النبوية بأسلوب فريد وطريقة جذابة أخاذة وذلك على ألسنة المخلوقات من الحيوان والجماد والنبات لكي يحكي قصة أبرهة للأطفال حينما ساقه أبرهة إلى مكة لهدم الكعبة المشرفة فيها، قصها على لسان الفيل، ولكي يحكي معركة أحد، أجراها على لسان جبل، حتى إذا أراد أن يتكلم عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فسردها على لسان الراية. ومن غير ريب أن تجسيد الحياة في الجمادات يرسخ ويعمق أثر القصة على الأطفال لأن الحوار الإنساني على لسان من غير صنفه سواء كان حيوانا أم نباتا أم طيرا أم جمادا يسهم ويثير الوعي الجمالي لدى الطفل لأن هذه الصفات الإنسانية على لسان الآخر تتفق مع طبيعة الأطفال وتتحاور مع أشياء العالم ، والتعامل مع أشياء الطبيعة تتحول لهم كائنات يحبها الأطفال ويودوا أن يعرفوا كل شيئ عنها.[19]
خاض عبد التواب يوسف في غمار تنوع الأدب استوحاه من مصادر متعددة وصاغه بصبغة دينية أو استلهم من مصادر دينية ولكن عرضه بأسلوب فريد وطريق جذاب حتى سحر الأطفال وجذبهم إليه، وكان هدفه إلى تنمية ثقافة الطفل وترسيخ الخيال وتوسيع القدرات الهائلة وإبراز الطاقات المكنونة فيهم على بصيرة.
هوامش المقال:
[1] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، 116.
[2] المصدر نفسه، 117.
[3] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف ، ص 115.
[4] المصدر نفسه، ص 119.
[5] المصدر نفسه، ص 116.
[6] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، ص 119.
[7] شفاء بنت عبد الله حامد، قصص عبد التواب الدينية للأطفال، ص 56.
[8] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، ص 122.
[9] حسن، عبد الشافي، عبد التواب يوسف وأدب الطفل العربي، ص 79.
[10] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، ص123.
[11]123. المصدر نفسه ، ص
[12] المصدر نفسه، ص 124.
[13] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، ص 125.
[14] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف ص 146.
[15] غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف، ص 177.
[16] المصدر نفسه ، ص 157.
[17] يوسف، عبد التواب، طفل ما قبل المدرسة، أدبه الشفاهي والمكتوب، ص 55.
[18] شفاء بنت عبد الله حامد ، قصص عبد التواب يوسف الدينية للأطفال، ص 69.
[19] شفاء بنت عبد الله حامد، قصص عبد التواب يوسف الدينية للأطفال، ص 42.
المصادر والمراجع :
- يوسف، عبد التواب، طفل ما قبل المدرسة أدبه الشفاهي والمكتوب، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى: الربيع الأول 1419 الهجري، يونيو 1998م.
- شفاء بنت عبد الله الحييد، قصص عبد التواب يوسف الدينية للأطفال، وزارة التعليم العالي، المملكة العربية السعودية، 1428 الهجري.
- غانم، مها إبراهيم، أدب الأطفال عند عبد التواب يوسف ، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى، محرم 1430 الهجري، يناير 2009م.
- حسن، عبد الشافي، عبد التواب يوسف وأدب الطفل العربي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 1993م.
*الباحث في الدكتوراه، بمركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لعل نهرو، نيو دلهي، الهند
Leave a Reply