المدخل:
الهند تتميز بكونها أرض الحضارات القديمة على شاطئ البحور الهندية كما هي تتميز بكونها حضنا للديانات العريقة الكائنة في العالم، وهي مليئة بكثير من اللغات والديانات والثقافات والألسن. الهند تمتلك وحيدا في أحضانها ما يمتلك العالم كله. وهي أرض ذات ثقافات مختلفة وأعياد عديدة ولغات كثيرة تعودت الحياة مع الحب والفرحة. وهذا البلد الذي يسكنه المليار ثاني أكبر دولة بعد الصين بنسبة عدد السكان. ومن الأعجب، كلنا نعيش معا رغم اختلاف اللون والثقافة والديانة والتحديات والتهديدات.
منذ أن كانت الهند بيتا للملائين من الخارج ألذين نزلوا الهند من كل أقاصي العالم وأدانيه واستوطنوه سكنا. فهي بيت المسلمين الذين أتوها من إيران والعرب وتركيا، وهي بيت الطائفة التي نزلت من أسيا الوسطى، ومزجت مع الهنود الأصليين وأصبحت جزء لها. والملخص أن الهند أرض خصبة وملتقى الأفكار والخيالات، ودائما تحامي التعايش السلمي وتعايش الإخوة والمحبة.
والرؤية الهندية في الواقع عبارة عن السلم وعدم الشدة والعصبية، كما هي رمز انتصار الحق والصدق ضد الخرافات والكذب.[1]” والهند عبارة عن أرض تعهد باحتفاظ البيئة والمناخ بأنها تعطي البيئة منزلة الاله ويؤمن بعبادتها ويمنع من قطعها واستغلالها إلا أن يكون واجبا،
وهي تتفاعل مع كل شخص مهما اختلفت ثقافته ولغته ودينه، وتحترم التنوع بل تفتخر به وتجعل شعارها ” الوحدة في التنوع” فما كانت تسبب في خلق الصراعات والجدال والاصطدام أصبحت قوة وسببا للعيش السلمي في الهند وهذا بسبب الانفتاح والقبول لكل ثقافة ودين .فخرجت الهند من منظور وطني بحت إلى وطني واسع، وتمتهن مهارات المشاركة المدنية والفعالية السياسية، والتعاطف الثقافي، واحترام التنوع، والقدرة على التوفيق والتحكيم بين الصراعات والتوصل إلى توافق في الآراء بطريقة المفاوضات والحوار والتسوية القضائية أو غيرها من الوسائل السلمية، بما في ذلك الوكالات والتنظيمات الإقليمية، ولهذه المميزات العلمية والثقافية ولكون الهند راقية في العهد القديم ولكونها ثقافة مدنية ومركزا تجاريا، هي جذبت أنظار العالم إليها والعرب ما كانوا مستثنين. وعندما نقرأ التاريخ الهندي القديم فنجد ذكر البحرين والعراق والثقافة العراقية وذكر التجارة بينهم وهذه العلاقة العريقة التي عرفت الهند وثقافتها لدى العرب كما هي عرفت العرب لدى الهنود، ومن ذلك العصر حتى اليوم ما انقطعت ولا ضعفت هذه العلاقة. وهذه العلاقة في وقت متأخر أدت إلى ترجمة الكتب الهندية المليئة بالحكم والمعرفة إلى اللغة العربية ليتعلموا منها ويستفيدوا بها كما ترجمت الكتب العربية إلى اللغة الهندية، ومع الوقت قد قويت العلاقة وازدادت الثقة بين العرب والهند حتى بدء الإسلام ووصل إلى الهند فرحبته الهند بكل طلاقة وحفاوة.
كما قال الإمام الندوي:
“فإن صلة هذه القارة باللغة العربية وحركة التأليف والتدوين عميقة وقديمة، وقد قدر الله أن تظل هذه البلاد متمسكة – عبر القرون والأجيال – بعلوم الكتاب والسنة مسايرة الركب التأليف، والإنتاج العلمي السيّار- ولم تكن عناية هذه البلاد وأبنائها مقتصرة على علوم الكتاب والسنة التي توافرت لها الدواعي القوية، من إيمان وعقيدة، وحب وعاطفة، وحاجة وضرورة، بل تحطَّت ذلك إلى اللغة العربية وآدابها، وتاريخ هذه البلاد في خدمة اللغة العربية والعناية بها، والاتصال بأئمة اللغة وأقطابها، واحتضانهم وإيوائهم قديم.[2]
معنى الهند ومشتقاتها في المعاجم والقواميس العربية:
بعد هذاالتعريف المختصر للهند وما من أهميتها التاريخية بين الهند والعرب، دعني أتحدث عن معنى الهند ومرادها في الأدب العربي بشكل عام وفي الشعر العربي بشكل خاص.
هِنْدٌ بالكسر : اسمٌ للمِائَةِ من الإِبل خاصَّةً كهُنَيْدَةَ بالتصغير قال جَرِيرٌ : أَعْطُوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ … مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولاَ سَرَفُ وقال أَبو عُبَيْدَة : هي اسمٌ لكلّ مائةٍ من الإِبل وغيرِهَا وأَنشدَ لِسَلَمةَ ابنِ الخُرْشُبِ الأَنمارِيّ : ” ونَصْرُ بنُ دُهْمَانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَهَاوتِسْعِينَ عَاماً ثُمَّ قُوِّمَ فَانْصَاتَا [3]وأَنشده الزمخشريُّ وخَمسين عاماً . وقال : أَرادَ مِائَةَ سنةٍ وهو مجازٌ أَو اسم لِمَا فَوْقَها ودُونَها أَو للمِائتَيْنِ ونصُّ عبارةِ المُحكمِ : وقيل هي اسمٌ للمائةِ ولما دُوَيْنَها ولما فُوَيْقَها وقيل : هي المائتانِ حكاه ابنُ جِنِّي عن الزِّيَادِيّ قال : ولم أَسمعه من غيرِه قال : والهُنَيْدَة : مائةُ سَنَةٍ والهِنْدُ : مائِتانِ حُكِيَ عن ثَعْلَبٍ ومثلُه في الأَساس وفي التهذيبِ هُنَيْدَةُ : مائةٌ من الإِبل مَعْرِفَةٌ لا تَنْصَرشف ولا تَدْخُلها الأَلف واللام ولا تُجْمَع ولا واحدَ لها مِن جِنْسا قال أَبو وَجْزَةَ : فِيهمْ جِيَادٌ وأَخْطَارٌ مُؤَبَّلَةٌ … مِنْ هِنْدَ وَأَزْيَادٌ عَلَى الهِنَدِ هِنْد بالكسر : اسمُ امرَأَةٍ يُصْرَف ولا يُصْرَف إن شِئتَ جَمَعْتَه جمع التكسير فقلت هُنُودٌ وإِن شئت جمعته جمع السلامة فقلت هِنْدَات كذا في الصحاح وقال ابنُ سيدَه أَهْنُدٌ وأَهْنَادٌ وهُنُودٌ وأِنشد سِيبويهِ لجريرٍ : أَخالِدَ قَدْ عَلِقْتُكَ بَعْدَ هِنْدٍ … فَشَيَّبَنِي الخَوَالِدُ والهُنُودُ[4] وهِنْد أَيضًا اسم رَجُل قال : إِنّي لِمَنْ أَنْكَرَنِي ابْنُ اليَثْرَبي … قَتَلْتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ الجَمَلِي وفي التهذيب : وهِنْد من أَسماءِ الرجال والنساءِ . وبنو هِنْدٍ : بَطْنٌ من بَكْرِ بن وائلٍ . والهِنْدُ بالكسر : جِيلٌ معروف قاله ابن سِيدَه وقال غيره : وهِنْد : اسمُ بلادٍ والنِّسْبَةُ هِنْدِيٌّ هُنُودٌ كزِنْجِيٍّ وزُنُوجٍ وقولُ عَدِيّ ابن الرِّقاع : رُبَّ نَارٍ بِتُّ أَرْمُقُهَا … تَقْضِمُ الهِنْدِيَّ والغَارَا إِنما عَنَى العُودَ الطَّيِّبَ الذي مِن بلادِ الهِنْد يُجمع أَيضاص على الأَهَانِيد قال رؤبة : أَهْدَى إِلَى السِّنْدِ لُهَاماً حَاشِدَا … حَتَّى اسْتَبَاح السِّنْد والأَهَانِدَا والهَنَادِك بالكاف في آخره رِجَالُ الهِنْدِ وبه فَسّر محمدُ بن حبيب قولَ كُثَيِّر : ومُقْرَبَةُ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأَنَّهَا … طَمَاطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنَادِكُ قال ابن جِنّي : فظاهرُ هذا القَولِ منه يَقْتَضِي أَن تكون الكافُ زائِدَةً قال : ويقال رجلٌ هِنْدِيّ وهِنْدِكِيٌّ قال : ولو قيل إِن الكَافَ أَصْلٌ وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكِيٌّ أَصْلاَنِ بمنزلةِ سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لكان قَوْلاً قوِيًّا كذا في اللسان والسَّيْفُ الهُنْدُوَانِيُّ بالكسر ويُضَمُّ إِتباعاً للدّالِ قاله الزمخشريُّ مَنْسُوبٌ إِليهم وكذلك المُهَنَّد وهو المطبوع من حَدِيد الهِنْدِ . وفي التهذيب : والأَصل في التَّهْنِيد عَمَلُ الهِنْدِ يقال : سيف مُهَنَّدٌ وهِنْدِيّ وهُنْدُوَانِيٌّ إِذا عُمِل ببلاد الهِند عن ابن الأَعرابيّ : هَنَّدَ تَهنِيداً عن ابن الأَعرابيّ : هَنَّدَ تَهنِيداً إِذا قَصَّرَ في الأَمْرِ وهَنَدَ وهَنَّدَ إِذا صَاحَ صِياحَ البُومَةِ عن أَبي عَمرٍو عنه أَيضاً : هَنَّدَ الرجلُ إِذا شَتَمَ إِنْسَاناً شَتْماً قَبيحاً وهَنَّدَ إِذا شُتِمَ فَاحْتَملَه وأَمْسَكَ عن شَتْمِ الشَّاتِمِ كلّ ذلك عن أَبي عمرٍو . هَنَّدَ السَّيْفَ : شَحَذَه والتَّهْنِيدُ : التَّشْحِيذ قال :
” كُلّ حُسَامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ
” يَقْضِبُ عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ
” سالِفَةَ الهَامَةِ واللَّدِيدِ وقال الأَزهريّ : والأَصل في التَّهنيدِ عَمَلُ الهِنْدِ . يقال : حَمَلَ عليه فما هَنَّدَ أَي ما كَذَّبَ أَو ما هَنَّدَ عن شَيئ : ما كَذَّب ولا تَأَخَّرَ . وهَنَّدَتْه المَرْأَةُ : أَوْرَثْتَهُ عِشْقاً بالمُلاطَفَةِ والمُغَازَلة قال : “يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّمَا وهَنَّدَتْني فلانةُ أَي تَيْمَتْنِي بالمغازَلة وقال ابنُ دُرَيْد : هَنَّدْتُ الرَّجُلَ تَهنيداً إِذا لا يَنْتَه ولاطَفْتَه وقال ابنُ المُسْتَنِير : هَنَّدَتْ فُلانَةُ بقلْبِه إِذا ذَهَبَتْ به. وهُنْدُوَانُ بالضَّم : نَهْرٌ بِخوزِسْتَانَ بينها وبين أَرَّجَانَ عليه وِلاَيَةٌ تُنْسَب إِليه كبيرةٌ . هُنْدُوَانُ : ودَرِ هُنْدُوَانَ بفتح الدال وكسرِ الراءِ وهو علامَةُ الإِضافة عند الفُرْسبن معناه بابُ هُنْدُوَانَ أَي باب الهُنُود وقال ابنُ الأَثير في الأَنساب : وإِنما سُمِّيَتْ به لأَنه يَنزِل فيها الغِلْمَانُ والجَوَارِي المَجْلُوبَةُ مِن الهِند للبَيْعِ وهو اسم مَحَلَّة بِبَلْخَ قدِيمة منها الإِمام الفاضل أَبو جَعْفَرٍ محمد بن عبد الله بن محمد ابن عُمر الهُنْدُوَانِيُّ الفَقِيه الحَنَفِيّ يقال له أَبو حنيفةَ الصغيرُ لكثْرَةِ فِقْهِه روي عن محمد بن عُقَيْل البَلْخِيّ وأُستاذِه أَبي بكر محمد ابن أبي سَعيدٍ الفقيه وعليه تَفَقَّه وعنه أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن صالم بن محمّد البُخَارِيّ وأَبو عبد الله طاهر ابن محمد بالحدادِيّ مات ببُخَارَا سنة 362 وهِنْدَ بكسر الهاءِ وسكون النون وفتح الدال والميم : نَهْرٌ بِسِجِسْتَانَ يَزعمون أَنه يَنْصَبُّ إِليه مياهُ أَلْف نَهْرٍ فلا تَظْهَرُ فيه الزِّيادَةُ ويَنْشَقُّ منه أَلْفُ نَهْرٍ فلا يَظْهَرُ فيه النُّقْصَانُ قال الإِصطخريّ : أَعظمُ أَنهارِ سِجِسْتَانَ نَهْرُ هِنْدَمنْدَ مَخرَجه مِن ظَهْرِ الغَورِ حتى يَنْصَبّ على ظَهْر رُخَّج وبلد الداورِ حتى يَنتهي إِلى بُسْت ويمْتَدّ منها إِلى ناحية سِجِسْتان ثم يَقَع في بُحَيْرَةِ زَرَه الفاضِلُ مِنه وإِذا انتهَى إِلى مَرْحَلَةٍ مِن سِجِستانَ تَشَعَّبَتْ منه مَقَاسِمُ الماءِ.
وقال أَبو بَكْرٍ الخَوَارَزْمِيّ : غَدَوْنَا شَطَّ نَهْرِ الهِنْدَ مَنْدِ … سُكَارَى آخِذِي بِالدَّسْتَبَنْدِ إِلى آخره وفي النامُوس : هذا النهرُ مِثَالُ البَحْرِ العَلَم عند أَهلِ العِرْفَان . هَنَّادُ بن السَّرِيّ مُصْعبٍ التّميميّ أَبو السَّرِيّ الكُوفِيّ كحَمَّادٍ مُحَدِّثٌ ثِقَةٌ مِن العاشرة مات سنة ثلاث وأَربعين ومائتين عن إِحدى وتسعين وقَرِيبه هَنَّادُ بنُ السَّرِيّ بن يَحْيَى بن السَّرِيّ ثِقَةٌ من الثانيةَ عَشرَةَ . هَنَّادَة بهاءٍ من أَعلامِهِنَّ قال أَعْرَابِيُّ : غَرَّكَ مِنْ هَنَّادَةَ التَّهْنِيدُ … مَوْعُودُها والبَاطِلُ المَوْعُودُ ودَيْرُه هِنْدَ : بِدِمَشْقَ . ودَيْرُ هِنْدَ مَوْضِعَانِ بالحِيرَةِ ولأَحَدِ هذه المواضِع عَنَى جَرِيرٌ بقوله : لَمَّا مَرَرْتُ بِدَيْرِ الهِنْدِ أَرَّقَني … صَوْتُ الدَّجَاجِ وضَرْبٌ بِالنَّوَاقِيسِ ويروَى : لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ . ومما يستدرك عليه : لَقِيَ هِنْدَ الأَحَامِسِ إِذا مَاتَ . نَقلَه ابنُ سيده . ومن أَسمائهم هِنْدِيٌّ ومُهَنَّدٌ . وبنو هَنَّادٍ بَطْنٌ مِن العَرَب . الهَنَادِيّ بَطْنٌ آخَرُ يَنْزِلُون البَحَيْرَةَ من مِصْرَ يقال لواحِدِهِم هِنْدَاوِيّ . والهُنَيْدَة بالتصغير : حِصْنٌ بناه سُلَيمانُ عليه السلامُ واسمٌ للمائةِ السَّنَةِ وتقدّم شاهِدُه . وهِنْدٌ للمائتين منها قاله الزمخشريُّ . وهُنَيْدَةُ بن خالدٍ الخُزَاعِيّ مُحَدِّث . وهِنْدُ بن أَبي هَالَةَ رَبِيبُ النبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ.[5]
فالهند ومشتقاتها كما تري تستخدم لأداء معاني مختلفة ولكن في معظم الأوقات تستخدم للهند أو الأشياء التي تتعلق بالهند.
الهند لدى العرب:
هند هو اسم علم مؤنث عربي، كان لقباً لكريمات العرب على اسم دولة الهند البعيدة والحافلة بالعجائب، أو هي السيدة الثمينة التي تعادل مئة من الإبل. وقد ينسبون إليها فيسمون: هندي، هندية. كما يسمون: هندة، وهُنَيدة. وهو اسم عريق في القدم مثل هند بنت الخُسّ من أهل الدهاء، ولها أخبار كثيرة.[6] وفي الثقافة تعود جذور هذا الاسم إلى قدماء العرب مرتبطا ببلاد الهند القديمة الكبرى (الهند+بنغلاديش+ باكستان+أفغانستان ) يُنسب الاسم لها على دولة الهند القديمة كحضارة بعيدة وحافلة بالخيال والعجائب، اكتسبت معانٍ ارتبطت بالقوة والنفوذ في الحضارة العربية “.[7]وقد اتخذ اسما عند نساء أعيان قدماء العرب، وقد ينسبون إليها فيسمون: هندي، هندية. ويأتي في مقام آخر بمعنى السيف، وفي الفارسية يأتي بمعنى الفتاة القوية الصبورة ذات التأثير والجاذبية، وممن عرفوا بهذا الاسم في عهد الإسلام هند بنت عتبة. وهي زوجة أبي سفيان بن حرب القرشي.
وبهذه الخصائص قد أصبحت الهند من عوامل التأثير في الثقافات الأخرى ولذا هي أصبحت جديرة بالذكر في النصوص والقصص القديمة ومما يملأنا فخرا واعتزازا هي العجائب التي استطاعت أن تجد إعجاب العرب رغم غرورهم وافتخارهم بالتراث العربي الغالي. ويرى ذلك في أدب الرحلات العربية والقصائد والمقالات والكتب وفي الحوار اليومي العربي عبر القرون، وهي التي تزينت بها المكتبات والمعاهد العربية وخصت الحكومات العربية جالية لنقل العلوم والترجمة كما أصبحت هذه الإبداعات منهلا عذبا وماء الفرات لعطشة العلم وعشقة المعرفة. ولا يزال هذا الاهتمام ينعكس في مجل الدراسة والبحوث والتحقيق.
وهذه المقالة تسلط الضوء على أبرز ملامح هذا التأثير عبر القرون. أما الحديث عن الهند ذو شجون فقد شغلت الهند وثقافتها العرب وآدابهم منذ زمن غابر حتى أصبحت الكلمات المشتقة من الهند متناولة ومتداولة بين العرب حتى هم سموهم بناتهم بـــــــ “هندا أو هندواي” وهم أيضا يحبون تسمية الكتب الحكمية بالهند أو الكلمات الأخرى من الهند انتسابا إلى العلوم والمعرفة الهندية وإلى الأمثال والمحاورات والقيم والعادات التي تنقل الصفات المحمودة في قرائها وتؤفر المواد الغذائية لنشاط الذهن وفرح القلب. والجدير بالذكر أن أذكر اختلاف الرأي عن تسمية العرب لبناتهم بـــــــ هندا من حيث بعض المؤرخين مثل عبد الحليم الندوي يرى أن لها لا علاقة ببلد الهند بينما يقول الآخرون إن هي نفس الهند التي لها احترام لدى العرب منذ القديم فيقول الأديب الأريب خليل جبران في شعر له بعنوان “هند” لماذا جعل هذا الاسم علما لعرائس الشعر عند العرب.
يا هندك لم يخطئ أبو ك حين دعاك هندا
سماك باسم كاد يد ركه التقادم فاستجدا
دعيت بنات العرب من قدم ومجدن مجدا
ما الهند إلا روضة كانت لأرقى الخلق مهدا
وطن الرؤى أبد الأبيد ومعهد الأنوار عهدا
فإنه ذكر بغاية الوضوح ما معنى الهند ولما ذا يسمي العرب لبناتهم بـــــــ هندا وهو المجد والحسن. وكثيرا ما نرى ذكر الهند في الأشعار العربية بشكل إيجابي مثلا لبيان صفة السيف الصارم والنفحات الرائعة والملبوسات الممتازة فالهند لهم كالعلامة للامتياز والبراعة والدقة. سوف أذكر بعض الأمثلة في هذا الصدد. فمثلا يطلق العرب المهند على السيف المطبوع من حديد الهندكما وضح الأزهري صاحب قاموس الصحاح: والأصل في التهنيد عمل الهند يقال سيف مهند وسيف هندي وهندواني إذا عمل ببلاد الهند وأحكم عمله والمهند السيف المطبوع من حديد الهند ونرى في قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير يصف الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
إن الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
فبهذا التأثر نجد في أشعار العرب استخدام كثير من مستوردات الهند مثل الهندي والمهند والمسك والعود وما إلى ذلك، وإليكم نموذجًا واحدًا للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
وقد ورد عدة أشعار في السيف الهندي في العصر الجاهلي الأخير وفي عصر صدر الإسلام كما نرى في شعر المهلهل:
هزموا العداة بكل اسمر مارن مهند مثل الغدير اليماني
ويقول الأعشى:
في فتية كسيف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفي وينتعل
أصابه هندواني فأقصده أو ذابل من رماح الخط معتدل
ذكر اسم هند كثيرا في الشعر العربي في العصر الأدبي الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي إلى الحديث، ومن أهم القصائد وأشهرها قصيدة بشار بن برد تحت عنوان “طال في هند عتابي: [8]
طال في هنْدٍ عِتَابي :: واشتياقي وطلابي
واخْتلاَفي كُلَّ يوْمٍ :: بمواعيد كذاب
كلما جئت لوعدٍ :: كان ممسى في تباب
أخْلَفتْ حين أُريدتْ :: مثْل إِخْلاَف السَّراب
لاَمَنِي فيها يزيدٌ :: وجَفَا دُون صحابي
قُلْتُ للاَّئمِ فيها :: غصَّ منها بالشراب!
لاَ تُطَاعُ الدَّهْرَ فيما ::قد عناني بقراب
ليتَ من لامَ محبَّا :: ورماه باعتياب
أرهقت هندٌ حياتي :: ما لهنْدٍ منْ مَتَاب
ناله الله بسقمٍ :: شاغلٍ أو بعذاب
حبلتني بمناها :: ورقاها فالخلاب
كيف لا تأوي لشخصٍ :: هائم القلب مصاب
دنفٍ في حبِّ هنْدٍ :: ذي شكاة ٍ وانتحاب
دخل الْحُبُّ لهنْدٍ :: قَلْبَهُ منْ كُلِّ باب
ليت لي قوساً ونبلاً :: حين ترْبا حُبَابي
فأُصيبُ الْقلْبَ منْها :: بمحدَّاتٍ صياب
من سهام الحب إني :: أشتهيها للحباب
ولقد تامت فؤادي :: بصدودٍ واجتناب
يَوْمَ قَامَتْ تَتَهَادَى :: بَيْنَ إِتْبٍ وَسِخَاب
أمْلَحُ النَّاس جَميعاً :: سافراً أو في نقاب
كَمُلَتْ في الْعَيْنِ حُسْناً :: وجمالاً في الثياب
اذكري ليلة َ نلهو :: في رعودٍ وسحاب
وَحَدِيثاً نَصْطَفِيه :: في عفافٍ وتصابي
وَرَسُولاً بَاتَ يَسْرِي :: في هواكم بالكتابِ
يُنْذِرُ الْعَاشِقَ حَتَّى :: نصبوا حدَّ الحرابِ
من عدوٍّ نتقيه :: وبني عمٍّ غضابِ
طَرَقَتْ حُبِّي بهَمٍّ :: كَادَ يُنْسِيني مَآبِي
وَاسْتَرَادَتْني عَلَى الْهَوْ :: لِ بطَاعُون الشَّبَاب
يوْمَ قَالَتْ تَحْذَرُ الْعَيْـ :: ن على ذات الحجاب
كن غراباً حين تأتي :: بَيْنَنَا أوْ كَغُرَاب
حَذَرَ الْعَيْنِ فَإنَّا :: لم نكن أهل معاب
فَتَحَضَّرْتُ بنَفْسِي :: نَحْوَهَا دُونَ الْقِرَاب
فَالْتَقَيْنَا بِحَديثٍ :: مِنْ شَكَاة ٍ وَعتَاب
منطقٌ منها ومني :: غير تحقيق سباب
قلتُ لما برحت بي :: لم يكن هذا احتسابي
حَيْثُ أرْجُوكُمْ فَسُمْتُمْ :: زوركم سوط عذاب
ليتني قبل هواكم ::كُنْتُ في بطْن التُّراب
فبكت “هندٌ”وقالت :: حبِّ لا تنكر خطابي
غلظة ٌ بعد التلاقي :: بعْدها لِينُ جواب
وهذا نموذج لذكر الهند في الأشعار العربية وحياة العرب اليومية. أما الأدباء الهنود الذين قرضوا الشعر العربي في أسلوب رائع فهو كثيرون، فقد أكتفي بذكر المشاهير منهم على سبيل المثال. فمنهم: هارون بن موسى الملتاني، الشاعر الهندي الأول الذي قرض الشعر في اللغة العربية ويقول الجاحظ عنه: «إن هارون الملتاني الملقب بالشاعر الملتاني كان من الشعراء المطبوعين المولدين»[9]، كان هارون بن موسى من كبار أدباء الهند وشعرائها الأولين بالرغم من ذلك لم يهتم الكاتبون بشعره وحياته الأدبية، ولكن ذكر المؤرخ المعروف المسعودي بعض أبياته عن الفيل ونقدم ههنا بعضًا منها:
مشيت إليه رادعًا متمهلا
وقد وصلوا خرطومه بحسام
فقلت لنفسي: إنه الفيل ضاربًا
بأبيض من ماء الحديد هزام
فإن تنكئي عنه فعذرك واضح
لدى كل منخوب الفؤاد عبام
وعند شجاع القوم أكلف فاحم
كظلمة ليل جللت بقتام
فناهشته حتى لصقت بصدره
فلما هوى لازقت أي لزام
وعذت بقرنيه أريد لبانه
وذلك عادات كل محام
فجال وهجيراه صوت مخضرم
وأبت بقرني يذبل وشمام
ومنه مسعود بن سلمان اللاهوري وهوالذي أرسله السلطان محمود الغزنوي في سنة 416 ه. وهو الشاعر الهندي له براعة كاملة في قرض اللغة الفارسية والعربية.[10]
ومنه أبو العطاء السندي وهو شاعر القرن الثاني الهجري وهو من أقدم الشعراء العربية في القارة الهندية. واسمه أفلح بن يسار وهو من مخضرمي الدولتين، وهو أول شاعر هندي مدح بني أمية وبني هاشم،)، وله مقطوعات شعرية رائعة في ديوان الحماسة لأبي تمام. ومن بعض أشعاره:
ذكرتك والخطي يخطر بيننا
وقد نهلت مني المثقفة السمر
فوالله ما أدري وإني لصادق
أداء عراني من حبابك أم سحر
فإن كان سحرًا فاعذريني على الهوى
وإن كان داء غيره فلك العذر[11]
ومنه القاضي عبدالمقتدر الكندي الدهلوي:
هو ولد في تهانيسر في 703 هـــــ وإنه وجد جوا علميا حوله منذ فتح عينيه وإنه برع في العلم والأدب والفن خاصة في مجال الشعر وقصيدته اللامية الشهيرة باسم اللامية العندية تعد من إحدى اللاميات الثلاث وأخراهن هي: لامية العرب للشنفرى ولامية العجم للطغرائي. قصيدة المقتدر تتميز بروعتها وحسنها وجمالها وإنه تابع فيها الشعراء العرب في العصر الجاهلي مثل إمرئ القيس وبدء قصيدته بذكر الأطلال ووصف الديار. فهو يقول:
يا سائق الظعن في الأسحار والأصل
سلم على دار سلمى وابك ثم سل
ومنه السيد غلام علي آزاد البلكرامي:
وهو ولد في 1116 هج في بلغرام وهو شاعر موهوب وله امتياز في الشعر العربي ولم يصل أحد من الشعراء الهنود منزلته وإنه قرض الشعر في الموضوعات المختلفة وله كتب عربية في الشعر والأدب العربي. ولقد حاول آزاد إدخال الأفكار والأساليب الهندية والفارسية في الشعر العربي، كما حاول الابتكار والتجديد في فنون الشعر البديع حتى تجد في بعض الأحيان في أبياته تعبيرات هندية وتشبيهات محلية. هناك بعض أشعاره:
نضت هندية يوم علينا
من الأجفان سيف الامتنان
أغث يا ربنا غوث البرايا
لقد المتيم هنداوي
ومنهم الشيخ حبيب الرحمن العثماني،وإنه ولد في ديوبند حوالي 1275 هج،وهو كان واسعة الاطلاع وله إلمام باللغة العربية والأدب العربي والتاريخ الإسلامي ووهب الله له دقة النظر ووسعة الخيال وعمق الفكر كان الشيخ حبيب الرحمن العثماني أديباً بارعاً قوي الأسلوب ويُعَدُّ من أكثر علماء الدار قدرةً على نظم الشعر باللغة العربية بأسلوب ممتاز بالسهولة والسلاسة والفصاحة والبراعة والروعة والأصالة اللغوية التي يمتاز بها فحول الشعراء في العصر الجاهلي، وله ديوان مطبوع باسم «معين اللبيب فى جمع قصائد الحبيب» وقصيدة أخلاقية مناجية ومجموع قصائد ومراثي وقطعات تاريخ الوفاة.ومن بعض أبياته:
ألا ما للدوائر لا تزال
وما للنازلات لها انهال
تذكرت الزمان زمان لهو
وعشيا ناعما فيه الوصال
وأيام لنا غرا طوالا
لها فى الدهر آثار وقال
بدأ الإسلام فى الدنيا غريبا
وليس له حواء أو محال
أضعنا الدين لما أن بطرنا
وغرتنا الأماني والمحال[12]
فمن أولئك الشعراء العلامة عبدالحي الحسني (1869-1923م) الذي ذاع صيته في العالم الإسلامي بفضل كتابه «نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر». وله قصيدة في مدح فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
خير البرية رأسهم ورئيسهم
ابن الكرام أخو الندى والسؤدد
نور الهدى، غوث الورى، غيث الندى،
غرض المنى متمسك المستنجد
كهف الأرامل عون قلب خائف
مولى البرية ملجأ المسترفد
ومنهم الشيخ أنور شاه الكشميري (1875-1933م) وله شهرة واسعة في مجال الحديث وأصوله وفهمه وله أيضا مهارة متميزة في الأدب العربي، وكان يحفظ من قصائد الشعراء العرب ما يزيد على خمسين ألف بيت، وأسلوبه في الشعر أسلوب فحول الشعراء في العصر الجاهلي والإسلامي. وأشعاره ملئية بالحكم والأخلاق الحسنة والصفات المحمودة.
نموذج من أشعاره عند انتصار الأتراك ضد اليونانين:
أَوَ مـا تـرى لـمـا عَدَتْ عـن طـورهـــــــا:: غدَّارةُ الـيـونـان والـبِرِطـانـــــــــــي
حتى غدوا لا يؤمـنـون لربّهـــــــــــــم :: وتـنصّلـوا مـن خلقةِ الإنســـــــــــــان
فـازداد شـرٌّ فـي الـبسـيـطة مـنهـــــــمُ:: مـا كـان يحكـي مـنذ «جَنكِزْخــــــــــان»
أوَ مـا تـرقـرقَ عـيـنُهـم أو قـلـبُهـــــم:: مـن رحـمة الصـبـيـان والنســــــــــوان[13]
ومنهم عبدالحميد بن عبدالكريم الفراهي الذي اشتهر فيما بعد باسم حميد الدين الفراهي، وهو قد قام بعدة أمور حكومية وغير حكومية وإنه أيضا عين معلما بجامعة علي جراه. وله تصانيف كثيرة خاصة تصانيفه العربية والكتب والمقالات التي تتعلق بفهم القرآن وتفسيره وله ذوق أدبي خاص وإنه أيضا أعرب قلقه وكتب حول الموضوع الساخن في وقته في اللغة العربية واعترف العرب بفصاحته العربية.
وهناك نجوم لامعة أخرى تلمع في الأدب العربي ولا تستطيع هذه المقالة أن تحيط بهم ولا أقصد هذا. وما يهمني هو الهند وذكره في الشعر العربي من القديم إلى الحديث. وبمشيئة الله تعالى، هذه العلاقة الأثرية القائمة من القرون الماضية باقية ولا تزال تبقى و هي تنمي وتتطور في الأيام الآتية، ولعبت المعاهد الدينية والمساجد والمعابد ولا تزال تلعب دورا ملحوظا في نشر اللغة العربية بين الجيل الجديد.
هوامش المقال:
[1] Swami Krishnananda. “The Mundaka Upanishad:Third Mundaka, First Khanda
[2] https://www.madarisweb.com/ar/articles/3424
[3] https://www.maajim.com/dictionary/الهند/صحاح في اللغة
[4] https://www.maajim.com/dictionary/هند/لسان العرب
[5] https://www.maajim.com/dictionary/هند/تاج العروس
[6] قاموس المعاني
[7] https://www.yasmina.comدلالات معاني الأسماء
[8] http://konouz.com/ar/
[9] عبدالحي الحسني، نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، ط دائرة المعارف، جامعة عثمانية حيدرآباد، الهند.
[10] غلام علي آزاد البلكرامي، سبحة المرجان في آثار هندستان، ط، دائرة المعارف، جامعة عثمانية حيدرآباد، الهند.
[11] عبدالحي اللكنوي، الثقافة الإسلامية في الهند، ط، مجلس التحقيقات والنشر لكنو، الهند.
[12] معين اللبيب فى جمع قصائد الحبيب ص/ 62 – 63 . المكتبة الإعزازية فى ديو بند.
[13] http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=1407
المصادر والمراجع:
- Swami Krishnananda. “The Mundaka Upanishad:Third Mundaka, First Khanda
- https://www.madarisweb.com/ar/articles/3424
- https://www.maajim.com/dictionary/الهند/صحاح في اللغة
- https://www.maajim.com/dictionary/هند/لسان العرب
- https://www.maajim.com/dictionary/هند/تاج العروس
- قاموس المعاني
- https://www.yasmina.comدلالات معاني الأسماء
- http://konouz.com/ar/
- http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=1407 .
- عبدالحي الحسني، نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، ط دائرة المعارف، جامعة عثمانية حيدرآباد، الهند.
- عبدالحي اللكنوي، الثقافة الإسلامية في الهند، ط، مجلس التحقيقات والنشر لكنو، الهند.
- معين اللبيب فى جمع قصائد الحبيب ص/ 62 – 63 . المكتبة الإعزازية فى ديو بند.
- Swami Krishnananda. “The Mundaka Upanishad:Third Mundaka, First Khanda
- https://www.madarisweb.com/ar/articles/3424
- https://www.maajim.com/dictionary/الهند/صحاح في اللغة
- https://www.maajim.com/dictionary/هند/لسان العرب
- https://www.maajim.com/dictionary/هند/تاج العروس
- قاموس المعاني
- https://www.yasmina.comدلالات معاني الأسماء
- http://konouz.com/ar/
- http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=1407 .
- عبدالحي الحسني، نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، ط دائرة المعارف، جامعة عثمانية حيدرآباد، الهند.
- عبدالحي اللكنوي، الثقافة الإسلامية في الهند، ط، مجلس التحقيقات والنشر لكنو، الهند.
- معين اللبيب فى جمع قصائد الحبيب ص/ 62 – 63 . المكتبة الإعزازية فى ديو بند
*الباحث في الدكتوراة، مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي.
Leave a Reply