+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

تطبيق التعليم عن بعد في المنظومة التربوية الجزائرية – واقعه، تحدياته، ونتائجه
البروفيسور فاطمة عبد الرحمن،  الدكتورة  سامية غشّير  

الملخص:

تظرا لصعوبة الظّرف الصّحي المتمثّل في جائجة كورونا الّذي أثّر سلبا على النّظام التّعليميّ في كلّ بلدان العالم منها الجزائر، نتج عنه غلق المؤسّسات، وهجرة جماعيّة لصفوف المدارس والجامعات، وللبحث عن سبل بديلة ناجعة لمواصلة التّعليم، وتفادي سنة بيضاء، وقصدَ الحفاظ على سلامة الأفراد ارتأت منظومتنا التّربوية اعتماد نظام التّعليم عن بعد؛ لتذليل الصّعوبات، ومواصلة الدّراسة، ونشر المعارف بشكل عادٍ عبر وسائط تكنولوجيّة دون تقارب وتواصل مُباشر. غير أنّ هذا الشّكل التّعليميّ اعترضته صعوبات كثيرة جدّا في تطبيقه في وطننا لأسباب متعدّدة منها الذّاتيّة، والإداريّة، والتكنولوجيّة.

وسنحاول من خلال مقالنا التطرّق إلى تشخيص واقع التّعليم عن بعد في الجزائر، ودوره الفعّال في العمليّة التّعليميّة في زمن كورونا، إضافة إلى إبراز العوائق والصّعوبات الّتي اعترضت نجاحه.

الكلمات المفتاحيّة: التّعليم عن بعد، الوسائط الإلكترونيّة، أزمة كورونا، العوائق.

مقدّمة:

أضحى التّعليم عن بعد مطلبا أساسا لتذليل الصّعوبات في العمليّة التّعليميّة التعلميّة خاصّة في ظلّ الكوارث والأزمات الّتي تُصيب العالم؛ فأزمة كورونا فرضت وألزمت انتهاج طرائق التّعليم عن بعد كبديل رئيس للحضور الإلزامي في المدارس والجامعات، وهذا الإجراء الّذي لاحظنا أنّه قد طبّق في دول العالم المتقدّمة في أوروبا وآسيا، وفي بلداننا العربيّة؛ فالوسائط التكنولوجيّة أضحت مهمّة وضروريّة جدّا للمحافظة على نسق التّعليم، والتّواصل مع الطّلبة عبر منصّات التّعليم، وفي المنتديات، ومختلف الوسائل التّعليميّة الذكيّة؛ من أجل توجيههم، ودعمهم، وتزويدهم بالدّروس، وشرحها.

       وقد اعتمدت الجزائر كباقي الدّول الأخرى هذا النّمط التّعليمي في مدارسها وجامعاتها منذ ظهور وباء كورونا شهر مارس المنصرم؛ إذ أُغلقت المدارس والجامعات، وعُوّض التّدريس المباشر بالتّعليم الإلكترونيّ (التّعليم عن بعد)، وبفضله تمكّنت الجزائر من استكمال العمليّة التّعليميّة من خلال “الاعتماد على هذا النّظام التّعليميّ ومميّزاته لضمان الاتّصال بين الأساتذة والطّلبة لاستكمال الدّروس والمحاضرات، وكذا التّأطير المتعلّق بالرّسائل الجامعيّة، كما أُعتمد عليه في مناقشات مذكّرات التخرّج.”[1]، فأهمّيته كبيرة جدّا في ضمان وتحسين واستمرار سيرورة الدّراسة والبحث، والتّواصل بين مختلف الباحثين من أساتذة وطلبة.

-إشكاليّة الدّراسة:

ما واقع التّعليم عن بعد في الجزائر؟ وما هي العوائق الّتي حالت دون نجاح التّعليم عن بعد في الجزائر؟ وكيف نشخّص أزمة التّعليم عن بعد في الجزائر؟

  • مفهوم التّعليم عن بعد: (Enseignement à distance)

إنّ التّعليم عن بعد أضحى ضرورة ملحّة جدّا فرضتها طبيعة التّحوّلات الحاصلة في العالم، الّتي أفرزت جملة من المتغيّرات؛ فالأزمات والكوارث أثّرت في جميع مناحي الحياة ومنها أزمة كورونا، فأصبح من الأصحّ والأنفع تثمين الوسائط التكنولوجيّة وتفعيلها، والعمل بها؛ فالتّعليم عن بعد ثورة في شكل ونمط الدّراسة أو نمط التّعليم، وهو تعليم يكون عبر تقنيات وبرامج تعليميّة تقدّم وتُعرض فيها دروس ومحاضرات وشروحات للطّلبة دون حضور مباشر إلى الجامعة.

إنّ التّعليم عن بعد هو التّعليم “الّذي يتمّ مع وجود مسافة بين المتعلّم والمعلّم (أو مصدر التّعليم)، ويتمّ عادة من خلال استخدام وسائل اتّصال متعدّدة، ويقدّم فيه مواد تعليميّة تمّ إعدادها وِفق مواصفات معيّنة.”[2]

      وللتّعليم عن بعد أنماط متعدّدة نذكر منها: نمط الفصول الموزّعة الّتي يتمتّع بخصائص نذكر منها: “التقاء الطّلبة والأساتذة في مكان محدّد وِفق جدول زمنيّ (مرّة كلّ أسبوع على الأقلّ) والاعتماد على تقنيات عدّة في توصيل المعرفة للدّارس.”[3]، كما نجد النّمط المستقل الّذي يتميّز هو الآخر بخصائص نذكر منها: “دراسة الطّالب بشكل مستقلّ من خلال متابعة توجيهات عن المصادر المعرفيّة الّتي يحتاج إليها، وحصول الطّالب على محتوى المقرّرات بأكثر من أسلوب (مطبوعات –أشرطة فيديو – شبكة الأنترنيت)، تنوّع أساليب التّقويم وأنماطه، حيث يستخدم التّقويم الذّاتي مع التّقويم المعتمد على محك خارجيّ، ويميل التّقويم لقياس الفاعليّة والكفاءة.”[4]، كما نجد نمط التّعليم المفتوح+ الفصل، ومن خصائصه نذكر “تقديم محتوى المقرّر بعدّة صور (مطبوعات، أشرطة فيديو). ويمكن للطّالب مُراجعة ذلك في أي وقت ، وفي أيّ مكان يختاره، سواء بشكل فرديّ أو كمجموعات، حضور الطلبة في أوقات دوريّة للالتقاء مع المُحاضر في أماكن مخصّصة بنظام الفصول الموزّعة.”[5]

    وتُطلق عليه تسميات عديدة منها: التّعليم الإلكترونيّ، والتّعليم التّفاعليّ، والتّعليم المفتوح.

2- أهمّية التّعليم عن بعد :

تكمن أهمّية التّعليم عن بعد فيما يلي:

–  الجانب النّفسيّ: التّعليم عن بعد يُسهم في تركيز الطّالب والأستاذ على الأهداف التّعليميّة الواجب تحقيقها.

–  الجانب الاقتصاديّ: توفير الموارد الماليّة، واستغلالها في تطوير وخلق طرق ابتكاريّة، إضافة إلى دعم وتشجيع البحث العلميّ.

–  الجانب الصحيّ: تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعيّ، ومنع انتقال العدوى في الأوساط التّعليميّة المختلفة خاصّة في ظلّ امتداد وباء كورونا، والإصابات العديدة، والوفيات المتعدّدة.

وقد كان لزاما على من يهتمّون بضرورة صيرورة العمليّة التعليميّة أن يتوجّهوا إلى تسطير الأهداف الآتية ومحاولة العمل بها:

–  ضرورة الاهتمام باستخدام الوسائط المتعدّدة في العمليّة التعليمية.

–  ضرورة تدريب المعلمين على إعداد وتصميم الوسائط المتعدّدة الإلكترونية، واستخدامها في التّعليم.

–  ضرورة الاهتمام بالطالب، والتأكيد على مشاركته الفعلية في العملية التّعليمية في ضوء استخدام الوسائط المتعدّدة في التّعليم.

–  ضرورة الاهتمام بتوظيف إمكانات الوسائط المتعدّدة، والاستفادة منها في إثراء الموقف التعليمي .

–  ضرورة تطويع التكنولوجيا الحديثة وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها بما يناسب الواقع التعليمي الراهن.[6]

3- أهداف التّعليم عن بعد:

تتمثل أهداف التّعليم عن بعد فيما يلي:

  • تطوير المهارات التّعليميّة للأستاذ والطّالب، وتمكينهم من التحكّم في الوسائط والوسائل التّعليميّة المتطوّرة، وفتح منافذ التكنولوجيا أمامهم.
  • تمكين الطّلبة من الحصول على الدّروس والبرامج عبر المنصات التّعليميّة دون الخروج أو الاحتكاك حفاظا على صحّتهم وسلامتهم.
  • تطوير المستوى التّعليميّ من خلال الانتقال به من صورته النّمطيّة التّقليديّة إلى صورة أكثر تطوّرا ورقيّا.
  • مقدرة هذا النّمط التّعليمي على احتواء أكبر عدد من الباحثين، مهما كان جنسهم وعمرهم، ومنصبهم، ومستواهم العلميّ.
  • تشجيع مبدأ التّعلم الذّاتي الّذي يستفيد من الوسائط التكنولوجية قصد توسيع المعرفة الإنسانيّة، وهو تعليم مستمرّ غير محدّد، يهدف من خلاله المتعلّم إلى الوصول إلى أهداف تعليميّة مرجوّة.

4-تقنيات التّعليم عن بعد:

من تقنيات التّعليم نجد التلقين المباشر الّذي تعتمده العملية التعليمية في كلّ أطوراها، وهناك التلقين غير مباشر والّذي يعتمد على الوسائط الإلكترونية، وفي كلتا الحالّتين “تعتبر تقنيات التعليم ركنا أساسيا من أركان العملية التعليمية. وجزء لا يتجزأ من النظام التعليمي الشامل ، مما يدفع المؤسسات التعليمية إلى الأخذ بها لتحقيق أهدافها في ضوء التحديات الّتي يواجهها العالم نتيجة للتغير السريع الّذي طرأ في ثورة المعلومات والاتصالات[7]

وتعدّ تقنيات التعليم مفهوما جديدا في العملية التعليمية لم يتعدَ عمره نصف القرن ويرجع الفضل في ظهور وتطوّر هذا المفهوم إلى حركة التعليم المبرمج الّتي ظهرت قي الستينات من القرن العشرين”[8]

يعتمد التّعليم على تقنيات عديدة منها:

-ممّا لا شكّ فيه أنّ التّعليم عن بعد يعتمد على تقنيات عديدة تُواكب التطوّر التكنولوجيّ من برامج متطوّرة مثل Opale، وPower، إضافة إلى برامج الفيديو، والتّسجيلات الصّوتيّة والأقراص المُدمجة؛ فبرنامج Opale؛ يعتمد هذا البرنامج على طريقة تصميم درس وِفق برامج متطوّرة إذ يشتمل الدّرس في بنائِه المنهجيّ على (نظام الدّخول، نظام التعلّم، نظام الخروج)، ووضع العناصر الأساسية المتمثّلة في: المكتسبات القبليّة، الكفاءات المستهدفة، الأهداف العامّة.

أمّا برنامج Power فهو يعتمد على العروض التّقديميّة؛ إذ يقوم الأستاذ بعرض الدّروس عبر شرائح، ويعتمد فيه على الألوان ،والخلفيات، والخطوط، ومن مزاياها أنّها تُساعد على “تقديم عروض مبتكرة ،وجذّابة بالصّوت، والصّورة تُثير دافعيّة الطّلبة نحو التعلّم، كما تُسهم الصّور في توضيح كثير من الأمور وإطفاء نوعا من الحيويّة والتّشويق على المادة التّعليميّة، واستخدام بعض من المؤثّرات الصّوتيّة المناسبة المرافقة لعرائض الشّرائح ممّا يُثير جوّا مشوّقا يُشجّع الطّلبة على المُشاركة الفاعلة.”[9]

أمّا الفيديو (vidéo) فيعدّ من أبرز المصادر التّعليميّة الّتي يستند إليها الأستاذ في مسيرته التّعليميّة من أجل الارتقاء بدرسه، وتزويده بآليات جديدة؛ فالفيديو يسهّل عمليّة سير الدّرس من خلال تبيين مضمون الدّرس، فشرح الأستاذ لدرسه عبر شرائح بصريّة يسهّل ترسيخ المعلومة في ذهن الطّلبة أكثر من كونها مكتوبة أو منطوقة، إضافة إلى استيعاب مضمونها، وأهدافها، وكفاءاتها، ومن مزايا الفيديو نجد: “عرض مثيرات متنوّعة في طبيعتها (صوت، صورة، موسيقى، ألوان…)

– مرونة التّعليم من خلال اختبار مكان وزمان العرض.

– مراعاة الفروق الفرديّة بين الطّلبة من خلال إمكانيّة تعلّم كلّ طالب حسب سرعته وقدراته.

– إمكانيّة تخزين عدد كبير من الوسائل التّعليميّة المتنوّعة (شرائح، شفافيات، صور، خرائط، رسوم) على فيديو، كاسيت واحد، وهذا يختصر استخدام العديد من الأجهزة في حال عدم توفّرها.”[10]

فالتّعليم عن بعد يتطلّب حضور هذه التقنية بقوّة أكثر من تقديم المحاضرات فقط فللشّرح عبر الصّوت والصّورة أهمّية بالغة في توضيح المعلومات، وإيصال الأفكار، وتحبيب الطّلبة في اعتماد هذه التّقنيّة المتطوّرة، كما تؤدّي الأنترنيت دورا كبيرا في إكساب الطّلبة الخبرات والمهارات المختلفة، من خلال إيحاد الحلول للمشكلات المعرفيّة خاصّة في ظلّ انقطاع التّعليم المباشر بين الطّالب والأستاذ، وقد يستعين الأستاذ بعرض ” توضيحات وصور بوسائط تكنولوجيّة مثل أجهزة العرض والأنشطة السّمعيّة والبصريّة… كلّ هذه تعمل كمنشطات للفكر، وكميّسرات لاكتساب وتكوين مهارات عمليّة ومهارات فكريّة مثل التّخطيط والتّصميم واتّخاذ القرار… إنّ حلّ المشكلات وما يتضمّنه من مهارات عقلية متقدّمة هو جوهر العمليّة التكنولوجيّة بمعناها الواسع.”[11]

     ومن مزايا الأنترنيت أيضا:  ترقيّة مهارات الباحثين، والمساهمة في تحسين استجابتهم مع ما يُعطى لهم من معلومات ومعارف، وسرعة تدفق المعارف وعدم حصرها في الزّمان والمكان، الوصول إلى شتى المعارف والمعلومات في أسرع وقت وبأقلّ جهد وتكلفة، الاتّصال بمختلف المواقع العالميّة والمنصّات، والمكتبات الإلكترونية، والمنتديات المختلفة، التواصل الإنسانيّ مع أشخاص وباحثين من دول مختلفة من العالم، فالأنترنيت سهّلت أمام الأشخاص تكملة ومتابعة بحوثهم ودراستهم، دون تنقلّهم المباشر إلى قاعات التّدريس، خاصة عند الفئات التي تُعاني من إعاقات مختلفة، وأيضا الأشخاص المرتبطين بمهن معيّنة.

5- الخطّة المفترضة للتّعليم عن بعد:

– التّعليم الذّاتي للطّالب، والّذي يكون نتيجة منطقية لوجود حافز العلم، والاعتماد فيه على نفسه بشكل كافٍ.

–  المتابعة الضّرورية لمواكبة الدّروس.

–  الكفاءة في الاعتماد على المواقع لطلب العلم ،والّتي لا يمكن أن تكون دون العلم بآليات الوسيلة المتّبعة.

– التفاعل بين المعلم والمتعلم عبر تقييم الدرس ثم إثراء النّقاش عبر الأسئلة والأجوبة

6– النتائج المفترضة للتعليم عن بعد:

–  اعتماد الطالب على نفسه في تحصيل المعرفة، وشعوره  الحقيقي بضرورة اكتساب قدر منها.

–  الاتصال العلمي بين المتعلمين في سياق المرتبة العلمية الواحدة، وتبادل المعارف وخلق تواصل معرفي حقيقيّ.

–  تعزيز المعرفة عبر تبادل وجهات النظر المعرفية المختلفة، والمدعومة بالتّواصل الدائم والمباشر.

–  سهولة الاتّصال بالمعلم في كل الأوقات المناسبة لتلقي العلم وطرح الإشكالات العلمية المختلفة .

–  تعدّد طرق التدريس المتفاوتة حسب المعلّمين بين المرئية / المسموعة، وبين المسموعة والمكتوبة كبديل عن الحضور المباشر.

–  الحصول على المعلومات في أي وقت دون التّقيد بزمن معيّن يلتزم به الطالب للحضور الفعليّ، إذا ما كانت المعلومات مكتوبة أو مرئية مسموعة مسجّلة.

–  سهولة وتعدّد طرق تقييم المتعلّم.

–  الاستفادة من الوقت، وسرعة وصول المعلومات، وإمكانية سرعة الاستفادة منها.

–  توفير الوقت للمعلم من خلال استغلاله في تحصيل المعرفة وتطوير الكفاءات.

قامت فكرة التّعليم عن بعد كنتيجة منطقية لما وصل إليه العالم من تطوّر تكنولوجي سمح بتقصير المسافات بين المعلّمين والمتعلّمين، غير أن الفكرة في حدّ ذاتها سبقها موجة التّرويج لهذا النوع من التّعليم، فنتج عنه ظهور خطّ قائم بذاته يتمظهر من خلال المنصات التعليمية عن بعد، والتّسجيل عبر خطوطها بصفات متعدّدة تشمل المعلم والمتعلم، وتشمل صيغات عديدة للدخول منها صيغات الضيوف، وبرزت هذه الطّريقة أكثر مع أزمة الكورونا الّتي قد فرضت الحاجة إلى التعليم عن بعد كبديل اضطراري يخفف العواقب المحتملة لتوقف التعليم عبر قطاعاته المختلفة، فكان التعليم عن بعد بديلا للتعليم الحضوري في محاولة التعويض والمواكبة، لكن هذه الطّريقة قد تواجه تحدّيات كبيرة قد لا تؤتي نتائجها العلمية والعملية المضمونة؛ لأنّ أساس العلم يقوم على المواجهة الفعلية والحقيقيّة الّتي يستلزم فيها اجتماع المعلم والمتعلم في صعيد علمي واحد، يفهم المعلم منه أنه المقدّم للدّرس ويفهم منه المتعلّم أنّه المقصود بهذا الدرس في زمان ومكان موحّدين، وعبر قناة تواصلية محدّدة.

خاتمة:

للتّعليم عن بعد دور بارز في تحقيق التواصل والتّقارب المعرفيّ والعلميّ بين الأساتذة والطّلبة، وتكمن أهمّيته كونه البديل الأمثل والأنجع في الارتقاء بمستوى التّعليم والباحثين والطّلبة من خلال الاعتماد على تقنيات وأنماط ووسائل تعليميّة حديثة تُواكب التطوّر التكنولوجيّ الحاصل في دول العالم الغربيّ.

للتّعليم عن بعد أهميّة كبيرة جدّا؛ فهو يعدّ التّعليم البديل والتّفاعليّ الّذي يكتسب أهمّيته من خلال الأدوار الفاعلة الّتي ترتقي بالتّعليم، فصارت الحاجة الماسّة إليه خاصّة في ظلّ الوضع الصّحيّ الّذي يشهده العالم، والّذي أثّر على النّظام التّعليميّ.

فالواجب على القائمين على المنظومة التربوية في الجزائر ضرورة تفعيل هذا النمط التّعليميّ، واستحداث تقنيات تكنولوجية جديدة؛ لتسهيل عمليّة التواصل العلميّ الجاد بين الأستاذ والطّالب، وفتح قنوات معرفيّة أخرى تُسهّل عمليّة اكتساب المعلومة بطريقة أسهل وأسرع من أجل تحسين جودة التّعليم، وتنميّة البحث العلميّ، وضرورة الاعتماد على هذا النّمط التّعليميّ دائما، وليس في الظّروف الصّحيّة فقط.

الهوامش

[1]–  مامي هاجر- درامشيّة  سارة، اعتماد الجامعة الجزائريّة على التّعليم الإلكترونيّ عن بعد كآليّة  لضمان سيرورة التّعليم الجامعيّ في ظلّ أزمة كورونا، مجلّة  آفاق لعلم الاجتماع. مجلة دوريّة محكّمة تصدر عن قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بجامعة البليدة 2، جويلية 2020، العدد 1، المجلّد 10، ص6.

[2]– يوسف سيّد محمود، رؤى جديدة لتطوير التّعليم الجامعي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر، ط1، 2009 ص89.

[3]– ينظر،المصدر نفسه، ص89، 89.

[4]– ينظريوسف سيّد محمود، رؤى جديدة لتطوير التّعليم الجامعي،ص90، 91.

[5]– ينظر: المصدر نفسه، ص91.

[6]– حسين حسن موسى، استخدام الوسائط المتعددة في البحث العلمي، دار الكتاب الحديث، القاهرة، دط ، 2008، ص 09.

[7]– حسين حسن موسى، استخدام الوسائط المتعددة في البحث العلمي، ص13.

[8]– عبد الحافظ محمد سلامة- سعد عبد الرحمن، مدخل إلى تقنيات التعليم، دار الخريجي للنشر والتوزبع، السعودية ، 2002م، ص 15.

[9]– فوزي فايز اشتيوه، تكنولوجيا  التّعليم (النّظرية والممارسة)، دار صفاء للنّشر والتّوزيع، عمان، الأردن، ط1، 2010 ، ص271

[10]– فوزي فايز اشتيوه، تكنولوجيا التّعليم، ص222.

[11]– وليم عبيد، التّعليم والتعلّم في سياق ثقافة الجودة، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، الأردن، ط1، 2009، ص233.

*جامعة حسيبة بن بوعلي – الشّلف ، الجزائر

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of