+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

رحلة الأتراك مع اللغة العربية
نور الدين جاندمير

مدخل:

اللغة العربية تمتاز عن غيرها من لغات العالم بما أنها تحمل أبعاد مختلفة علما وفكرا وثقافة، وإنها لغة خالدة بكونها لغة القرآن الكريم ولغة رسالة النبوية المحمدية، متمثلة في لغة العلوم والدراسات الإسلامية، وذلك أقوى باعث تُميِّز اللغة العربية من بين لغات العالم الأخرى عند المسلمين. ولله در ما جاء في القرآن الكريم عن اللغة العربية وأهميتها وقيمتها، مما يزيد في قِيمتِها وفي تَميُزها عند المسلمين على وجه الخصوص، ونرى في آيات عدة ذكرها مثلا: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} يوسف الآية ٢. و{كتاب فُصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون} فصلت، الآية ٣. وهذا ما جاء في القرآن الكريم بعدة الآيات هو في حد ذاته ثناء لها. وتعتبر اللغة العربية وسيلة هامة لنقل التراث الإسلامي وتوسيع نطاق الحضارة الإسلامية، كما أنها ظلت ولم تزل وسيلة منفردة لنقل ثرواتها وتراثها العلمي من جيل إلى جيل آخر منذ القرون، ومع مرور الزمن أصبحت اللغة العربية جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية لدى المسلمين فيما يخص تعليمهم الديني فحظيت العربية بمكانة مرموقة ومنزلة رفيعة في قلوب المسلمين.

إضافة إلى ذلك، توجد لهذه اللغة العربية مكانة هامة من بين لغات العمل في الأمم المتحدة بما أدرجت الأمم المتحدة في الدورة الثامنة والعشرين اللغة العربية ضمن لغات العمل الست كلغة رسمية، وإنها اكتسبت هوية رسمية بهذا القرار؛ إذ ينص القرار رقم ٢٨ إدخال اللغة العربية بين اللغات الرسمية، ولغات العمل التي تستخدم في الجمعية العامة وفروعها الرئيسة (decision 28 the session: 1973,40)[1].

هذا، وأنا سأتحدث عن أهمية اللغة العربية ومكانتها لدى الأتراك، وكيف بدأت علاقة الأتراك مع هذه اللغة وإسهاماتهم في ترويج اللغة العربية عبر التاريخ، كما أتناول دور المؤسسات التعليمية بشتى أنواعها في مجال تعليم وتعلم اللغة العربية.

عرض تاريخي لتركيا:

في البداية، أود أن أشير إلى “العهد ما قبل العهد العثماني”، فنرى أنه وعند قراءة تاريخ الأتراك وخاصة قراءة الفترة ما قبل العهد العثماني، هناك وجود دويلات كثيرة ومنتشرة في أنحاء الأناضول وجوارها، وكانت تتواجد في هذه الدويلات كيانات كبيرة مثل السلاجقة، ولكن لم يكن هناك اتحاد شامل بين الأتراك.

على كل، حظيت الثقافة العربية الإسلامية باهتمام كبير لدى الأتراك منذ اعتناقهم الإسلام دينا لهم، وانتشر تأثير هذه الثقافة العربية الممتزجة بالإسلام فيما بينهم بشكل جيد. وبعد اعتناقهم دين الإسلام، تولد روابط تاريخية وثقافية قوية بين الأتراك والعرب بفضل الثقافة الإسلامية المشتركة. وقد بدأت الثقافة التركية – الإسلامية تتطور في عهد القراخانيين (٩٣٢م-١٢١٢م)، حتى بدأ القراخانيون يستخدمون الحروف العربية في كتابة لغتهم بدلا من اللغة التركية، ومن هناك احتلت هذه اللغة بكونها لغة القرآن مكانة مرموقة في حياة الأتراك المسلمين،[2]

وفيما يخص تعليم اللغة العربية في مدارسهم التي هي أولى مؤسسات تعليمية عند الأتراك، والتي نسميها اليوم المدارس التقليدية. والهدف الرئيس وراء تعليم اللغة العربية في ذلك العهد كان استيعاب الكتب الدينية والمراجع الإسلامية الرئيسة[3].

واشتهرت المدارس في التاريخ باسم المدارس النظامية[4] فانتشرت هذه المدارس بين الأتراك وخاصة في المناطق التي حكمها السلاجقة، وأدت هذه المدارس دورا مهما في تعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وفقا لعقيدة أهل السنة، ومن هذا المنطلق، بدأ يتعزز تواجد اللغة العربية لدى الأتراك، واحتفظت اللغة العربية بأهميتها حتى سقوط حكم السلاجقة، ثم استعادت اللغة العربية مكانتها وأهميتها بعد قيام الدولة العثمانية.

اللغة العربية في عهد العثماني:

كان تعليم اللغة العربية من الوسائل اللازمة والكفيلة باستمرار النظام الإداري الذي ورثه العثمانيون من الأتراك السلجوقيين[5]. وكانت الدولة العثمانية جعلت الدراسة في اللغة العربية في مدارسها التي تقع ضمن نطاق أراضيها الأساسية، وكانت كل الدراسات العلمية والأدبية واللغوية والفقهية والإسلامية تجري في اللغة العربية.[6] ومن هذا المنطلق نرى أن أهمية اللغة العربية استمرت عند العثمانيين بدون انقطاع. والعهد العثماني يتجاوز قرونا من الزمن، والعثمانيون كانوا يحكمون على منطقة واسعة اشتملت الأقوام والشعوب والجنسيات المختلفة، حيث كان ينضوي معظم أقطار الوطن العربي في إطار الدولة العثمانية ويمتد سلطان الدولة العثمانية المتمركزة في أسطنبول على البلقان والأناضول وما إلى ذلك، ومن هنا يستعصي عليّ استعراض هذا العهد بجوانب وأبعاد متنوعة، وعلى القدر المستطاع سأركز على جانب تعليم اللغة العربية والتركيز سيكون على ذكر المدارس التي تهتم بتعليم هذه اللغة في ذلك العهد، وبجانب ذكر أوضاع تعليم اللغة العربية، أريد أن أقدم نبذة عن الأعلام البارزين تركي الأصل الذين ألفوا الكتب باللغة العربية في شتى العلوم مع ذكر أسماء مؤلفاتهم.

فيما يجب معرفة بأن العهد العثماني يمتد على القرون، بدأ هذا العهد يظهر في صفحات التاريخ في عام ١٢٩٩م، حتى امتد إلى عام ١٩٢٣م بإلغاء الخلافة الإسلامية وذلك تقريبا ستة مئة سنة، وعندما تكون الفترة الزمنية ممتدة وطويلة بهذا الحد، فلابد أن تكون هناك أنشطة متعددة ومتنوعة لكن موضوع البحث يركز على اللغة العربية. فأود أن أبدا بذكر موجز عن تاريخ تعليم اللغة العربية ثم أنتقل من هذا الذكر إلى عرض بعض الأعلام الأتراك البارزين الذين ألفوا الكتب باللغة العربية في هذا العهد.

ويمكن تقسيم تعليم اللغة العربية في هذا العهد إلى فترتين أو إلى مرحلتين؛ الأولى: مرحلة المدارس التقليدية ١٢٩٩-١٧٧٣، والثانية: مرحلة المدارس الرسمية ١٧٧٣م-١٩٢٣م. [7]

المرحلة الأولى: مرحلة المدارس التقليدية (١٢٩٩م-١٧٧٣م)

كانت اللغة العربية لغة التدريس في هذه الفترة في المدارس العثمانية، وبما أنها تمثل آلة مهمة تساعد في فهم العلوم الإسلامية واستيعاب الكتب والمصادر الإسلامية من علوم الحديث والتفسير والفقه وما إلى ذلك من العلوم الأخرى ذات الصلة، ومن المعلوم أن فهم هذه العلوم يتوقف على تعليم القواعد اللغوية بشكل جيد، لذا كان التركيز في تعليم اللغة العربية آنذاك يتمحور حول تعليم القواعد اللغوية من نحو وصرف بشكل خاص، والهدف من هذا التعليم هو تنمية المهارات اللغوية والقراءة والفهم والكتابة عندالطلاب، وحفظ بعض من كتب الصرف والنحو عن ظهر القلب، وكان تعليم القواعد ضروريا لإجادة اللغة العربية عند الطلاب. أما الكتب التي كانت تدرس في هذا المدارس آنذاك في علم الصرف، (الأمثلة المختلفة، والأمثلة المطردة)، هي بناء الأفعال، المقصود، تصريف العزي/ تصريف الزنجاني/ المختصر لعز الدين الزنجاني، ومراح الأرواح لأحمد بن علي بن مسعود، الشافية لجمال الدين عثمان بن عمر، وشرح الشافية لفخر الدين أحمد بن حسن الجاربردي، شرح العزي، شرح السيد الشريف الجرجاني، الصافية شرح الشافية ليوسف بن عبد الملك. وفي علم النحو: العوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني، العوامل الجديدة لإمام البِركوي، الأنموذج لمحمود بن عمر الزمخشري، حدائق الدقائق في شرح رسالة علامة الحقائق، الديباجي، محمد بن سعد، الإظهار هو شرح مفصل لكتاب العوامل الجديدة لإمام البِركوي، نتائج الافكار شرح كتاب الاظهار للشيخ مصطفى بن حمزة العدوي، الكافية لابن الحاجب، شرح الجامي/ الفوائد الضيائية لعبد الرحمن بن أحمد ملا جامي، مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري، المصباح في النحو لناصر الدين المطرزي النحوي، ألفية ابن مالك لابن مالك النحوي، أما في البلاغة: المفتاح ليُوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكَّاكي، المختصر المعاني لسعد الدين التفتازاني، المطوَّل على التلخيص لسعد الدين التفتازاني.[8]

المرحلة الثانية: مرحلة المدارس الرسمية (١٧٧٣م-١٩٢٣م)

تم تأسيس المدارس الرسمية لأول مرة في العهد العثماني في هذه المرحلة وإدارة هذه المدارس كانت تابعة لوزارة التربية حيث كانت الدراسة تجري فيها على المنهج القديم، ولكن ما يلفت الأنظار في هذا الاتجاه هو أنه مهما كان مستوى تدريس اللغة العربية في هذه المرحلة إلا أنه ولأجل تعزيز اللغة التركية العثمانية ولفهم العلوم الإسلامية، كان تعليم اللغة العربية يتمحور حول علم النحو والصرف واللغة كمواد مساندة لتعليم اللغة التركية العثمانية، وهذا يشير إلى أن الدافع في تعليم اللغة العربية بهذه المرحلة يختلف من المراحل السابقة، وعلى هذا المنوال استمرت الدراسة في هذه المرحلة وفي هذه المدارس إلى أن تركت الحرب العالمية الأولى أوزارها عند الأتراك في عام ١٩٢٣، وهذا العام ١٩٢٣ هو ميلاد آخر في تاريخ الأتراك بعد إلغاء الخلافة الإسلامية، وأنشئت دولة جديدة على أوزار الخلافة وهي ذي السمات مختلفة تماما عن سابقها وتبنى قيادة الأتراك بقيام هذه الدولة الجديدة نظاما سياسيا جديدا في إدارة الدولة. وطبعا أخذت جهات وأنظمة الدولة حظها ونصيبها من هذا الانقلاب الجذري وعلى رأسها التعليم والتربية أيضا. وبدأ بهذا الانقلاب الإداري والسياسي دور جديد للتعليم والتدريس في جمهورية تركيا.

بعض الأعلام البارزين الأتراك في العهد العثماني:

لقد حفل العصر العثماني على امتداده، واتساع أراضيه، واختلاف الأجناس البشرية التي انضوت تحت حكم الدولة العثمانية وهيمنتها، بكمٍ هائل من المؤلفات بأيدي العلماء والكتاب الذين اختلفت أجناسهم وألوانهم.[9]

وفي العهد العثماني، نرى أن هناك عددا هائلا جداً من الأتراك الذين برعوا في شتى العلوم وألفوا الكتب باللغة العربية خاصة في مجالات العلوم الإسلامية واللغة العربية أيضا، ولكن لايسعنا هذا المقال لأقوم بعرض بعض منهم مع ذكر مؤلفاتهم لكي يتسنى لي أن اختصر القول على القدر المستطاع.

ومن أهم المؤلفات في مجال الأدب: منتخب الأفكار في مدح الخنكيار(معطوفا للسلطان سليمان القانوني) لمحمد بن أحمد بن محمد بن جنتمير المتوفى في سنة (١١٠٢ه- ١٦٩١م)، ديوان شعر ومعظمه في الرسائل والألغاز لمحمد أفندي الكريمي المتوفى في منتصف القرن الحادي عشر، مجموعة مؤلفات منها: مقامة فتح قندية، والرسالة القلمية، ورسائل في الحقيقة والمجاز لعبد الباقي بن محمد بن مصطفى المتوفى في سنة (١١٢٥ه-١٧١٣م)[10]

في مجال علوم اللغة: كتاب تلخيص النحو لحسام الدين بن عبد الله الرومي وهو أحد كتاب السلطان مراد الثالث،عبد الله بن محمد بن ولي الحنفي، وله أزهر الشروح على تصريف العزي، ومحمد سليم بن حسين بن عبد الحليم أفندي، وله موارد البصائر لفرائد الضرائر وهو في الضرورة الشعرية، وشيخ الإسلام محمد أسعد بن علي أفندي، وله إطباق الأطباق وهو مجموعة من الاقوال المأثورة، وبهجة اللغات وهو معجم عربي فارسي تركي، وله مجموعة رسائل فلسفية، محمد راغب باشا والي مصر، له سفينة الراغب ودفينة الطالب وهو مختارات أدبية، ومنتخبات، ورسالة العروض وغيرها.

في مجال علوم القرآن الكريم: محمد بن مصلح الدين مصطفى القوجوي محيي الدين شيخ زاده، وله حاشية على شرح البيضاوي، وشرح الشاطبية. ومصلح الدين مصطفى بن شعبان السروري، وله تفسير سورة يوسف، وحاشية على البيضاوي، شرح الأمثلة المختلفة، وشرح المصباح، وشرح مراح الأرواح.[11] وما إلى ذلك.

جدير بالذكر أن اللغة العربية هي كمظلة تحتمي وتستظل تحت ظلها الشعوب والأقوام المسلمة عبر العالم رغم جنسياتهم وثقافاتهم ولغاتهم مع إخوانهم العرب، ولكنهم يسعون جاهدين لتعليم وتعلم هذه اللغة من شرق الأرض إلي غربها ومن جنوب الأرض إلى شمالها، وقد نرى أن مكتباتهم مفعمة بأفضل الكتب والمؤلفات باللغة العربية من أيدي العرب وغير العرب من المسلمين وحتى من غير المسلمين، ومنهم الأتراك كبقية إخوانهم المسلمين الذين بذلوا مجهودات جبارة طوال تاريخهم في هذا السبيل لأجل حماية وصيانة هذه اللغة، حتى أنهم حملوا تراثًا ثقافيًا غنيًا بأرقى أذواق اللغة إلى يومنا هذا، ولم يزل يواصل الشعب التربي الجهود الجادة لهذا الغرض النبيل.

العهد الجمهورية التركية (١٩٢٣م-..):

نبذة تاريخية سريعة عن هذا العهد: بعد الحرب العالمي الأولى أنشئت أو بقول أصح أُعلنت الجمهورية التركية في عام١٩٢٣وهذا التاريخ أكيد هو صفحة جديدة للأتراك في صفحات تاريخهم الممتدة على القرون وعلى امتداد الأراضي من شتى أنحاء العالم، هذا الكيان الجديد له سمات مميزة تميزها مما سبقته من العهود، وخاصة في نظام الحكم وإدارة الدولة وسياسة التي تبنها رجال الدولة وميول قيادتها نحو مستقبل متوجه تماما إلى أوروبا بكل أبعادها،وآمالهم في توجيه الشعب كذلك إلى هذا المستقبل الجديد. لكن كما هو موضوع المقال التركيز هنا سيكون على اللغة العربية ومسارها التاريخي في هذا العهد إلى يومنا هذا.عندما ننظر إلى مسار اللغة العربية الذياتخذته من تأسيس الجمهورية إلى اليوم نرى مسارها هذا يختلف لما سبقته من العهود،

المؤسسات التعليمية المعنية بتعليم اللغة العربية:

وفيما يخص دور المؤسسات التعليمية في تعزيز اللغة العربية على أرض تركيا، نجد تنوعا بارزاً في تواجد المؤسسات التعليمية التي تهتم بتعليم اللغة العربية، وذلك ابتداء من مرحلة الثانويات للائمة والخطباء، وكليات الإلهيات في الجامعات المختلفة، وأقسام اللغة العربية في كليات الآداب، وشعبة الترجمة اللغة العربية، والمراكز الخاصة لتعليم اللغة العربية، وحتى المدارس التقليدية التي كانت لفترة من الزمن في عهد الجمهورية التركية معطلة بسبب الضغوط السياسية.

وفي عام ١٩٢٣، صدر قانون خاص لتوحيد التعليم الذي جمع ووحد جميع المؤسسات التعليمية والتربية تحت رعاية وزارة التربية الوطنية، وبهذا القانون أُلغيت أنشطة المدراس التقليدية بأكملها. والغرض الرئيس في هذه الحملة هو تطوير التعليم على المستوى الابتدائي. أما الفترة ما بين ١٩٣٠و١٩٥٠ هي بمثابة فترة ركود للغة العربية في تركيا، ولكن في أعقاب الخمسينيات، بدأت مدراس الأئمة والخطباء تنتشر في البلاد، حتى بدأ تدريس اللغة العربية في هذه المدارس لكمادة مساندة لتعليم العلوم الإسلامية، ثم بدأ تدريسها في مرحلة التعليم العالي بكليات الإلهيات، وأعقبت هذه الكليات أقسام اللغة العربية وآدابها التابعة لمختلف الجامعات في تعليم اللغة العربية. ونرى أنه وبمرور الوقت، تعددت وتنوعت المؤسسات التعليمية في الجمهورية التركية التي تعتني بتعليم اللغة العربية عناية خاصة.

ومن هذه المؤسسات: ثانويات الائمة والخطباء: هناك نوعان من ثانويات الأئمة والخطباء: ثانويات الأناضول للأئمة والخطباء وثانويات الأئمة والخطباء الاعتيادية. وحسب إحصائيات العام الدراسي ٢٠١٩-٢٠٢٠ عدد الطلاب في هذه الثانويات كان ٦١٠٠٠٠ طالبا وطالبة وعدد المدارس هو ١٦٥١ ومدة الدراسة فيها هي أربع سنوات وعدد حصص اللغة العربية ٥ حصص لكل سنة دراسية في ثانويات الأناضول للأئمة والخطباء، أما لثانويات الأئمة والخطباء العادية فهناك ٤ حصص لكل سنة دراسية. كما سبق ذكرها من قبل أن تعليم اللغة العربية في هذه الثانويات مساند لفهم العلوم الإسلامية فقط وليس لأجل اللغة العربية.

أما كليات الالهيات: تستغرق الدراسة في هذه الكليات أربع سنوات، ويمكن تقسيم هذه الكليات إلى فرعين؛ الأول: يستهدف تغطية احتياج الكادر الإداري والتربوي الذي يتواجد في المؤسسات الدينية الرسمية، ويقوم هذا الفرع من الالهيات بتدريب الطلاب لإعداد الباحثين في مجال العلوم الإسلامية، أما الفرع الثاني فإنه يتولى تدريب معلمين على تدريس مواد الدين والأخلاق الإلزامية للمدارس على المستوى المتوسط والثانوي.[12]

وبعد دراسة عدد الحصص، نرى أن عدد الحصص للفرع الأول من الإلهيات تبدأ بـ٩ حصص في السنة الأولى و٤ حصص للسنة الثانية وحصتان للسنة الثالثة والرابعة أما للفرع الثاني من الإلهيات، فنجد تدريس اللغة العربية فقط في السنة الألى.

أقسام اللغة العربية وآدابها: توجد ٧ جامعات تركية حكومية تشمل أقساما خاصة باللغة العربية وآدابها، وتقع هذه الجامعات في المناطق المختلفة بتركيا، وتستغرق المدة الدراسية فيها أربع سنوات، وأحيانا تكون هذه المدة سنة أكثر من السنوات الأربعة وهي سنة تمهيدية أوتحضيرية للطلاب المسجلين الجدد على حسب مستواهم في اللغة العربية وحصيلتهم اللغوية، ويتوافر برنامج اللغة العربية في هذه الجامعات على مرحلتي البكالوريوس والماجيستير.

شعبة الترجمة للغة العربية: توجد في تركيا شُعب في الجامعات المختلفة سواء كانت حكومية منها أو أهلية، تتوافر فيها مادة الترجمة، ويتم التركيز في هذه الشعب على تمكين الطلاب من إجادة الترجمة، بينما يتمحور المقرر الدراسي وفقا لهذا الغرض حول منح الطلاب هذه المهارة، بما تعتني هذه الجامعات بمادة الترجمة عناية خاصة، وترتكز الدراسات فيها على تمكين الطلاب من تحقيق المهارة في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة التركية وبالعكس، وتستغرق مدة الدراسة فيها أربع سنوات، بينما توجد في بعض منها مرحلة الماجيستير فقط. ويبلغ عدد هذه الجامعات ٩جامعة.

كليات التربية للمعلمين: تعليم اللغة العربية هي سائدة في هذه الشعب كما أنه في أقسام اللغة العربية وآدابها، وتتمحور الدراسات حول تعليم اللغة العربية لكن ما يميز هذه الشعب من أقسام اللغة العربية وآدابها هو التركيز والعناية حول تدريب الطلاب على مهنة التعليم بجانب تعليمهم اللغة العربية، وتدرس في هذه الأقسام مواد أخرى أيضا. مما يميزها عن غيرها من المؤسسات التعليمية.

الخلاصة: بدأ اهتمام الأتراك بتعليم وتعلم اللغة العربية منذ اعتناقهم الإسلام دينا، وازداد هذا الاهتمام مع مرور الوقت بدون انقطاع، حيث حظيت اللغة التركية نصيبها من اللغة العربية بما أثرت اللغة العربية فيها كثيرا، كما أثرت الثقافة العربية الإسلامية في الثقافة التركية في كافة جوانب حياتهم، حتى أصبحت الثقافة التركية منصهرة تحت الثقافة العربية الإسلامية. وبذل الأتراك مجهودات كبيرة لصالح نشر اللغة العربية خلال القرون، ولا يزال يسعى أهل الهمة والغيرة منهم لترويج لغة الضاد، هذا السعي المتواصل خير دليل على أن اللغة العربية لها مستقبل زاهر في أرض تركيا.

هوامش المقال: 

[1] د. محمد على، أحمد حسن: اسم المقال: “اللغة العربية في الجامعات التركية بين الواقع والمأمول” فياللغة العربية في تركيا، ص: ٢٤٤، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [2]صوتشين، محمد حقي: اسم المقال:”تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم”، فياللغة العربية في تركيا، ص: ١٨، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [3]صوتشين، محمد حقي: اسم المقال:”تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” فياللغة العربية في تركيا، ص: ١٨، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [4]دمير، رمضان: اسم المقال”تاريخ كليات الإلهيات بتركيا، وتطور مناهج تعليم اللغة العربية بها” في اللغة العربية في تركيا، ص: ١٨٦،الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [5]صوتشين، محمد حقي: اسم المقال”تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” فياللغة العربية في تركيا، ص:١٨، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [6]عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال” اللغة العربية في ظل الدولة العثمانية” فياللغة العربية في تركيا، ص: ١٠١، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [7]صوتشين، محمد حقي: اسم المقال “تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” فياللغة العربية في تركيا، ص: ١٨، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [8]جان، بتول: اسم الرسالة ” تعليم اللغة العربية في المدارس العثمانية من عهد السلطان محمد الفاتح إلى فترة التنظيمات العثمانية”، ص: ١٧٧،….٢٣٥، جامعة غازي، آنقرة،

[9]عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “اللغة العربية في ظل الدولة العثمانية” في اللغة العربية في تركيا، ص: ١٠٢، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

[10]عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “اللغة العربية في ظل الدولة العثمانية” في اللغة العربية في تركيا، ص: ١٠٢، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

[11]عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال”التبادل الثقافي بين العرب والأتراك” في اللغة العربية في تركيا، ص ٨٥، الناشر:مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

 [12]صوتشين، محمد حقي: اسم المقال”تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” فياللغة العربية في تركيا، ص:٢٤، الناشر:مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

المصادر والمراجع:

١. د. محمد على، أحمد حسن: اسم المقال: “اللغة العربية في الجامعات التركية بين الواقع والمأمول” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١. د. محمد على، أحمد حسن: اسم المقال: “اللغة العربية في الجامعات التركية بين الواقع والمأمول” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٣. صوتشين، محمد حقي: اسم المقال: “تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم”، في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٤. صوتشين، محمد حقي: اسم المقال: “تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٥. دمير، رمضان: اسم المقال “تاريخ كليات الإلهيات بتركيا، وتطور مناهج تعليم اللغة العربية بها” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٦. صوتشين، محمد حقي: اسم المقال “تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٧. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال” اللغة العربية في ظل الدولة العثمانية” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٨. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “اللغة العربية في ظل الدولة العثمانية” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

٩. صوتشين، محمد حقي: اسم المقال “تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١٠. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “اللغة العربية في ظل الدولة العثمانية” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١١. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “التبادل الثقافي بين العرب والأتراك” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١٢. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “التبادل الثقافي بين العرب والأتراك” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١٣. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “التبادل الثقافي بين العرب والأتراك” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١٤. عبد اللطيف، عيد فتحي: اسم المقال “التبادل الثقافي بين العرب والأتراك” في اللغة العربية في تركيا، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بالرياض، ت: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

١٥. غوك شاي، أورخان: اسم المقال “كاتب شلبي” في موقع الموسوعة الإسلامية لوقف الديانة التركي، المجلد ٢٥. https://islamansiklopedisi.org.tr/katib-celebi

١٦. ياووز، يوسوف شوقي: اسم المقال “طاشكبري زاده” في موقع الموسوعة الإسلامية لوقف الديانة التركي، المجلد ٤٠ (https://islamansiklopedisi.org.tr/taskoprizade-ahmed-efendi)

١٧. أكغوندوز، أحمد: اسم المقال “أبو السعود أفندي” في موقع الموسوعة الإسلامية لوقف الديانة التركي، المجلد ١٠https://islamansiklopedisi.org.tr/ebussuud-efendi

١٨. صوتشين، محمد حقي: تدريس اللغة العربية في تركيا: بالأمس واليوم في “اللغة العربية في تركيا”، الناشر: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي، الرياض، سنة الطباعة: ١٤٣٨ه-٢٠١٦م

*الباحث في قسم اللغة العربية، الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي، الهند

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of