ملخص البحث:
إن جهابذة العلماء الربانيين قد قاموا بواجباتهم لإقامة الدين ومن واجباتهم تطوير اللغة العربية ومدارسها ومؤسساتها في أنحاء العالم بأسره. ومن أمثالهم الأستاذ شيخ الفلاح عبد الله الرحماني وقد جاء من جنوب الهند الى شرق سريلانكا بقصد مهمة تدريس اللغة العربية وفنونها فتولى مهمة التدريس ثم الإدارة في جامعة الفلاح العربية ببلدة كاتانكودي، فتهدف هذه الدراسة الى تعريف حياة شيخ الفلاح وإلقاء الضوء على خدماته الجليلة في رقي جامعة الفلاح العربية، فيعتمد الباحث على “الـمنهج الوصفي التحليلي” من خلال جـمع الـمعلومات بدراسة الـمؤلفات في هذا الصدد، وإجراء الـمقابلات الشخصية، وتـحليل المعلومات. فتوصلت هذه الدراسة إلى أن شيخ الفلاح رحمه الله ينتسب إلى أسرة كريمة تعلم العلوم الشرعية عند العلماء البارزين في الهند وخدم جامعة الفلاح العربية في سريلانكا في مجالات التعليمي والإداري والاجتماعي والاقتصادي كما تضحى حياته لتنمية الجامعة وطلابها وأهالي شرق سريلانكا.
الكلمات المفتاحية
شيخ الفلاح – العلماء – اللغة العربية – جامعة الفلاح العربية – جزيرة سريلانكا
مقدمة البحث:
كان للمدارس الدينية التي تنشر المعارف الدينية واللغة العربية في أبعاد جويرة سريلانكا، تاريخ قديم طويل لأن مسلمي سريلانكا قد اهتمّوا بالتعليم الإسلامي منذ عهد قديم لحماية هويتهم الدينية والثقافية حيث أن الاستعمار في مختلف الأزمان، أثّر في حياة المسلمين وجميع مجالاتها. “قد رؤوا أن التعليم الغربي يتطور بالصورة الإنجليزية بعد ما طرد البريطانيون الهولنديين حيث حرّض البوذيين والهندوسيين على التحوّل الديني فاستعدّ المسلمون لتكريس أي شيئ لحماية أطفالهم من هذا الخطر.”[1] فعنوا بتأسيس المدارس الدينية والعربية بعناية كبيرة.
“تعتبر الباقيات الصالحات بويلور في الهند، أم المدارس العربية التي ابتدأت في عام 1274م الموافق 1857 هـ وابتدأت المدارس العربية باللغة العربية في جنوب الهند وسريلانكا. وقد مرّت المدارس العربية بمائة سنة من بدأها في المدن مهاراغاما وغالي ووليغاما الواقعة في سريلانكا.”[2] “كان علماء الذين عاشوا في تلك الأيام، خريجين في المدارس الهندية أو البهجة الإبراهيمية لغالي أو الغفورية بمهاراغاما.”[3]
وقد منّ الله تعالى على أهل كاتانكودي بشرق سريلانكا لتأسيس جامعة الفلاح العربية التي كانت منارة علمية تحمل رسالة قيمة ومسؤولية هامّة أمام شعب هذه الدولة من حيث المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية. ولها يد طولى في توجيه المجتمع إلى التعايش والسلام, كما أنها خدمت اللغة العربية حيث انتشرت بها في أرجاء جزيرة سريلانكا ونشأ أجيالٌ كثيرة في حرمها كما تعزز هذه الجامعة وحدة المسلمين وترابطهم وتعمل جسراً يعلق أطراف المجتمعات في هذه الدولة كما أنها خدمت للغة العربية وفنونها وآدابها.
وقد دفعت لنشأتها أسباب كثيرة ومن أهمّها، ندرة العلماء في سريلانكا للقيام بالواجبات الدينية. “من أهداف تأسيس جامعة الفلاح العربية إكثار العلماء.”[4] فيبدو أن شعور أهل كاتانكودي بأداء واجباتهم الدينية على ما أمر الله تعالى وأرشد رسوله صلى الله عليه وسلم كان سبباً رئيسياً لتأسيس هذه الجامعة.
وكذا لما ظهرت المدارس الدينية في أرجاء سريلانكا وتعلم الصغار فيها حيث لجؤوا إليها من قرى مختلفة لتلقي العلوم الدينية، فكر علماء كاتانكودي في إنشاء مدرسة في مدينتهم. “أما المدرسة الأولى التي أنشئت في شرق سريلانكا فهي الكلية الشرقية في عطالاشيناي عام 1954م. وبالتالي، أنشئت جامعة الفلاح العربية في اليوم الخامس من شهر يناير لعام 1955م. فقد تأسست جامعة الفلاح العربية بمساعي هؤلاء العلماء الراغبين في المجال التعليمي.”[5]
وقد غلبت عليهم غيرتهم الدينية وهويتهم الإسلامية حيث أدّتهم لتأسيسها. “مدينة كاتانكودي هي مدينة مسلمة مشتهرة مستقلة يعيش فيها المسلمون فقط شرقها بحر وغربها نهر وفي شمالها وجنوبها يعيش الهندوسيون. ومازال العلماء فيها يذهبون إلى جنوب الهند من العصور القديمة إبان وجود بعض المدارس في سريلانكا ومنها البهجة الإبراهيمية في غالي ومدرسة الباري في وليغاما والكلية القاسمية في بوتالام. فقد اشتدت الرغبة والعناية لدى علماء كاتانكودي وأشرافها وعامتها حيث سعوا لتأسيس الجامعة باسم “مدرسة الفلاح” في اليوم الخامس من شهر يناير لعام 1955م في مسجد محي الدين تيكة”[6]
مازالت جامعة الفلاح العربية تستهدف إلى نشر دين الإسلام على في آفاق الأرض وحمل رسالته التي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولتحقيق هذا الهدف، تقوم بتدريس الطلاب تعاليم الإسلام وأفكاره وتوجيهاته على ضوء الكتاب والسنة ومناهج أئمة المسلمين السابقين. وخصوصاً هذه الجامعة تحتوي على العلوم النقلية التي ظهرت بالوحي من التفسير والحديث والفقه والعقيدة والتاريخ وغيرها كما تحتوي بعض العلوم العقلية مثل علم المنطق والتصوف فاستطاعت الجامعة أن تنشأ أجيالاً عديدة يخدمون في ميدان الدعوة إلى الله تعالى ونشر دينه.
يمكن مما دُرس في تاريخ تطور جامعة الفلاح العربية، أن تقسم أيام الجامعة إلى ثلاثة مراحل؛ المرحلة الأولى يعني المرحلة التمهيدية وهي تشمل الأيام قبل تكفل شيخ الفلاح عبد الله الرحماني رحمه الله منصب المدير. والمرحلة الثانية، أيامه رحمه الله التي تعتبر عهداً ذهبياً في تاريخ الجامعة. ثم الأيام الراهنة التي تسير فيها وذلك تبدأ من وفاته.
أهداف البحث:
تسعى هذه الدراسة لتحقيق الأهداف التالية:
- التعرف على جامعة الفلاح العربية بمدينة كاتانكودي.
- التعريف بـحياة شيخ الفلاح
- السعي لإظهار دور شيخ الفلاح عبد الله الرحماني في تطوير جامعة الفلاح العربية
منهج البحث:
إن طبيعة هذا البحث تقتضي من الباحث أن يستخدم المنهج الوصفي والمنهج التحليلي لإنجاز هذه الدراسة ولوصولها إلى النتائج المطلوبة كما يقوم بالاستقراء وبالطريقة المكتبية لجمع المعلومات الأكاديمية والثقافية.
المناقشة والنتائج
المبحث الأول: نبذة عن شيخ الفلاح عبد الله الرحماني رحمه الله
ولادة شيخ الفلاح ونسبه
“ينتسب شيخ الفلاح رحمه الله إلى أسرة الشيخ كوجا علوي من كوشن بولاية كيرالا في الهند. ولد في اليوم الواحد والعشرين من شهر مارس لعام 1932م في مدينة أدرام بدنم الواقعة في منطقة تانجاوور بولاية تاميلنادو التي تشتهر للدين والأخلاق الأدبية والتجارة منذ القديم والتي تعتبر مدينة يعيش فيها المسلمون أغلبيةً. ومعظم المسلمين فيها يتبعون المذهب الشافعي والتي تقع فيها مدرستان عربيتان مشهورتان المدرسة الرحمانية والمدرسة الصلاحية، اللتان تخدمان في نشر التعاليم الإسلامية واللغة العربية في الهند. واما جدّ شيخ الفلاح رحمه الله، فهو العلامة شيخ عبد القادر الصوفي الذي ألّف الكتب المشهورة مهمات المتعلمين وأحسن المواعظ ومجموعة القواعد.”[7]
أسرته
“أبو شيخ الفلاح رحمهما الله العلامة الحاج كي.كي. أبوبكر الذي كان أستاذاً في الكلية الغفورية بماهاراغاما ثم ذهب إلى الكلية الشرقية بعطالاشيناي لكي يخدم أستاذاً فيها وذلك عام 1956م حيث قضى فيها مدة خمس سنوات أستاذاً ومديراً. وكان شيخ الفلاح رحمه الله قد عمل فيها أستاذاً مساعداً في عهده, ثم ذهب إلى بلدته ومكث فيها ووافته المنية عام 1985م رحمه الله. وكان عالماً راسخاً وكان أهل بلدته يدعونه بحر العلوم وكان زاهداً متورعاً ومتقياً وأميناً.”[8]
كان شيخ الفلاح ابن امرأة متدينة عفيفة. “والدة شيخ الفلاح رحمهما الله نفيسة أماه كانت امرأة كريمة زاهدة متورعة وقد كانت حنونة على زوجها وأولادها حيث ربّتهم على التعاليم الدينية والأخلاق الكريمة وكانت متشددة ومتمسكة بالأمور الدينية. وكانت فيها قصة مشهورة. فقد اجتمع الرجال والنساء في الطريق ليشاهدوا فيلاً حينما بلغهم أنه يجيئ إلى بلدتهم. وأرادت أم شيخ الفلاح رحمها الله أيضاً أن تشاهده, فقامت في حاشية الطريق, فلما بلغها أن سائقه يـجلس عليه، فغادرت المكان ودخلت بيتها لكي لا ترى رجلاً أجنبياً. فبعد هذه الحادثة، يقول أهل البلدة مثلاً لمن لا يشاهد حادثة تماماً “كما رأت نفيسة أماه الفيل”.[9]
مجال تعلمه وتعليمه
“تعلّم شيخ الفلاح رحمه الله العلوم الشرعية في المدرسة الرحمانية بأدرام بدنم وحصل على شهادة المولوي فيها ثم أراد أن يذهب إلى جامعة الباقيات الصالحات بويلور في الهند لمواصلة التعليم العالي. فاستأذن والده العلامة أبي بكر ولكنه رفض ذهابه وعينه أستاذاً في المدرسة الصلاحية, وأحبّ أعضاء إدارتها أن يعيّن شيخ الفلاح رحمه الله أستاذاً وكان أبوه آنذاك مديرها وهو أيضاً أحب أن يكون هناك ابنه أستاذاً.”[10]
زواج شيخ الفلاح وأولاده
“تزوج الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله السيدة فجرية بنت نور محمد مركار في أدرام بدنم وذلك في اليوم الثاني من شهر سبتمبر لعام 1960م وله أولاد وهم محمد رحمة الله ومحمد مصطفى ومحمد بركة الله, أما ابنه الكبير محمد رحمة الله فتعلّم في جامعة الفلاح العربية العلوم الشرعية وتخرج فيها مولوياً عام 1991م وعُين مديراً في الكلية النهجة الإسلامية في اليوم الخامس من شهر يونيو لعام 1994م”[11] ومما يجدر بالذكر، أنه تولى منصب مدير جامعة الفلاح منذ وفاة والده وذلك لما طلب منه أعضاء هيئة الجامعة وأساتذتها.
“وابنه الآخر محمد مصطفى، أصابه مرضٌ من أيام طويلة فمات عليه. وابنه الثالث محمد بركة الله قد حفظ القرآن الكريم في جامعة مدينة العلم المنعقدة في المسجد الكبير بكولومبو ثم التحق بجامعة الفلاح العربية وتخرج فيها مولوياً عام 2000م وعُين أستاذاً فيها.”[12]
عبادته الخالصة لله تعالى
كان شيخ الفلاح رحمه الله مخلصاً وراغباً في العبادات وكان ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً. ويتهجد في الساعة الثالثة ليلاً ولو نام متأخراً. وكان يصلي النوافل في السيارة عند السفر. “وفي البداية، كان طلاب الجامعة يصلون في مسجد محي الدين تيكة وذهب شيخ الفلاح رحمه الله معهم مبكراً. وفي بعض الأحيان، قد يؤذّن بصوت مطرب.”[13]
العلاقات مع السياسيين السريلانكيين
لم يكن شيخ الفلاح رحمه الله سياسياً وولم يشارك في شؤون السياسة باتاً ولكن كانت له علاقات مع السياسيين المسلمين ومنهم الحاج يم.يج. محمد, والحاج باقر ماكار, والطبيب يم.سي.يم.خليل, والدكتور بديع الدين محمود, والحاج ي.يج. ماكان مركار, والحاج ي.سي.يس. حميد, والحاج يم.يج.يم. أشرف وكانوا يحترمونه كل الاحترام وساعدوه لنماء الجامعة. وفي الأيام الأخيرة الدكتور حزب الله[14] قوّى علاقاته مع شيخ الفلاح حيث يحبه حباًّ شديداً ويزوره في كثير من الأحيان ويشاور معه عن شؤون البلدة والجامعة فكان يساعده للحصول على التأشيرة بأسهل الطرق.
نشاطات شيخ الفلاح في مجال الدعوة
“كان منهج جماعة التبليغ منهجه الدعوي حيث كان يخرج فيها سنوياً كما كان له دور هامّ في نشر أعمال الجماعة في كاتانكودي حيث جرت المشورة الأولى لأعمال الجماعة الأسبوعية فيها تحت رئاسته في مسجد محي الدين تيكة وذلك في اليوم الحادي عشر لشهر إبريل لعام 1976م.”[15]
هكذا جرت عدة من البرامج الدعوية التابعة لجماعة التبليغ ومن أهمها؛ لرؤساء كاتانكودي ولعلماءها ولمدرسي المدارس الحكومية عام 1978م وإعداد جماعة من الخريجين في الجامعة كل سنة وإتاحة الفرصة لطلاب للمشاركة في برامج “جمعرات” وإرسالهم في الجماعات اليومية التي تخرج يوم الخميس من الجامعة وإكرام الجماعات التي تجيئ من داخل الدولة وخارجها.
وفاته
وافته المنية في اليوم الثالث عشر من شهر أكتوبر لعام 2016م بعدما أتمّ حوالي ستين سنةً في خدمة الجامعة ودفن في كاتانكودي حيث شارك في وداعه إلى رحمة ربه آلاف من أرجاء سريلانكا من طلابه وأصدقاءه ومحبيه ومريديه والرؤساء السياسيين. غفر الله له ولوالديه.
المبحث الثاني: شيخ الفلاح وجامعة الفلاح العربية
“كان الشيخ أبوبكر الأدرمي مديراً في الكلية الشرقية بعطالاشيناي، بعد أن كان أستاذا في الكلية الغفورية بمهاراغاما ودعا ابنه الأستاذ شيخ الفلاح عبد الله الرحماني الأدرمي رحمه الله أستاذا للكلية الشرقية. ولكن الأستاذ عبد الله الرحماني لم يستطع أن يمكث فيها لمدة طويلة بسبب مشكلة التأشيرة واستعدّ لمغادرة سريلانكا. وفي ذلك الوقت، الحاج محمود لبي من كاتانكودي، لاقى الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله في كولومبو وتعرّف بأحواله. فدعاه إلى جامعة الفلاح ليكون أستاذاً فيها حيث وعده بترتيب التأشيرة له. فرتّبها كما وعد بمساعدة الوزير الدكتور بديع الدين محمود. وهذا السيد الحاج محمود لبي رحمه الله هو الذي قد سعى لكي يأتي بشيخ الفلاح رحمه الله إلى الجامعة حيث عيّنه مديراً.”[16]
“جاء شيخ الفلاح رحمه الله إلى جامعة الفلاح في اليوم الثالث عشر من شهر أكتوبر لعام 1959م. وقد عُيِّن مديرها بعد أن عمل نائب المدير لمدة سنة واحدة. وتطورت الجامعة بمساعيه المشكورة وخدماته الخالصة. ومما يجدر بالذكر أن جميع المولويين الفلاحيين قد تخرجوا عنده.”[17]“فأول من تخرج في الجامعة، اثنان من الدفعة الأولى وهما المولوي آدام لبي والمولوي المرحوم محمد حنيفة كما ازدهرت الجامعة بعد قدومه في جميع المجالات حيث نظّم أمورها. وفي تلك الأيام، كان الطعام يوزع للطلاب مجاناً.”[18]
ساهم الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله مساهمة ضخمة في تنمية الجامعة في جميع الأمور من تطوير اقتصادها ورفع المستوى التعليمي وإنشاء الموارد المادية فشاع صيتها إلى آفاق العالم. ومن أهمّ نشاطاته لتقوية اقتصاد الجامعة “تنفيذه من الإسراتيجيات مايُسمى بفِتِ أرِسِ[19]لجمع التبرعات كما كانت توجد في بلدته في الهند حيث يعطي قصديراً أو علبة لكل بيت لكي يلقي أهلها الأرز فيه. وكان ينفذها عن طريق إلقاء المحاضرات في المساجد. وكذا يذهب إلى الحقول في مواسيم الحصاد لكي يجمع الأرز من أصحابها عن نفس الطريق كما جمع التبرعات عند الهنديين الذين استقروا في كولومبو للتجارة ومما يجدر بالذكر، أنه لا يجد أجراً على أعمال جمع التبرعات.”[20]وكان هو يذهب إلى البيوت لجمع التبرعات ويذهب معه المولوي آدم لبي والأستاذ الصغير وغيرهما من الطلاب.
“ويرسل الطلاب إلى البيوت مرتين في كل شهر ويجمع الأرز ويأخذ ما يحتاج للطعام والباقي يباع. وكان أيضاً أهالي القرى المجاورة لكاتانكدي من فالاموناي وكانكايانوداي، أهدوا أشجار جوز الهند التي وُجدت في بيوتهم حيث عيّنوها باسم مدرسة الفلاح العربية وكانوا يعطون للجامعة كل ما سقطت من تلك الأشجار ولا يأخذون شيئاً منها لأنفسهم احتياطاً على أمانة الجامعة. لما هبّت العاصفة عام 1977م حيث دمّرت هذه الأشجار فانقطعت الإيرادات بها. ولكن الأستاذ شيخ الفلاح لم يترك المجاهدة. قد ذهب إلى كولومبو وقد جمع من محلات البقالة ما احتاجت الجامعة وكذا كان الأستاذ ومعه سائر الأساتذة وأعضاء الإدارة يذهبون إلى حقول الأرز ويشاركون في الضيافات التي يجريها أصحاب الحقول ويخطب فيها الأستاذ ثم يجمعون الزكاة منهم لطلاب الجامعة. ويستعملون ما وردت منها لمصاريف الجامعة. هكذا تطورت الجامعة.”[21]
“كان شيخ الفلاح يقوم بجميع شؤون الجامعة من التدريس وإعداد الطعام للطلاب وتنظيم دورات المياه وبيوت الخلاء”[22]حتى “يهتمّ بإعداد الطعام اللذيذ للطلاب ويكرمهم.”[23] لما ازداد عدد الطلاب فيها والخريجين منها، اعتنى ببناء عمارة كبيرة كافية لجميع الطلاب حيث “تم توسيع الجامعة في المباني الراهنة عام 1971م في عهد شيخ الفلاح.”[24]فلبناء هذه العمارة، حرّض الطلاب في الأعمال البنائية فكان معظم الأعمال من طرف الطلاب. فكان شيخ الفلاح يرشدهم في الأعمال حيث شارك معهم كأنه هو أيضاً كعاملٍ.
وقد ساهم في عام 1971م في إنشاء شعبة تحفيظ القرآن الكريم. “كانت عادة إمامة العلماء والحفاظ من كايالبدنم بجنوب الهند يصلون بالناس صلاة التراويح في مسجد السلام ببدكالو ومنهم متوابا عالم شاه ونوح عالم شاه وأحمد عالم شاه وغيرهم. وكانوا يؤثرون أهل كاتانكودي لكي ينشؤوا شعبة لتحفيظ القرآن الكريم في الجامعة.”[25]
“وهؤلاء الحفاظ والعلماء من كايالبدنم الذين جاؤوا في التجارة، كانوا يأمّون الناس في مسجد السلام ببدكالو حيث أكملوا القرآن كاملاً وكانت عادة أهل كاتانكودي أداء صلاة التراويح فيه. فلما مستهم الحاجة، ذهبوا إلى أوطانهم.”[26]“وكذا العالم زين العابدين من ييراوور، أبو رئيس الوزراء السابق نصير أحمد، قد نحج في سعيه لتكوين ابنه نصير أحمد حافظاً حيث وجد فرصة لإمامة الناس مع هؤلاء العلماء والحفاظ الكبار. وهذا نبّه الآخرين بأن الصغار أيضاً يمكن لهم تحفيظ القرآن الكريم حفظا صدراً وإمامة الكبار. وهذه الأوضاع تسببت لإنشاء شعبة تحفيظ القرآن الكريم تابعة لجامعة الفلاح العربية.”[27]
“كانت الجامعة مناسبة لإنشاء شعبة تحفيظ القرآن الكريم فأهل كاتانكودي، طلبوا من الأستاذ شيخ الفلاح أن أعلن عن إنشاءها فأعلن الأستاذ الكريم فتأسست في حياته. وفي عام 1971، أنشئت شعبة تحفيظ القرآن الكريم, الحمد لله الآن كثرت المدارس لتحفيظ القرآن الكريم في جميع أرجاء سريلانكا بسبب هذه الجامعة.”[28]“وتكفلها الحافظ حج محمد الذي حفظ القرآن عند العالم المولوي حسن في مدينة سامانتوراي، مع مواصلة دراسته الشرعية في قسم الشريعة التابع للجامعة.”[29]
كانت عادته رحمه الله، أن يكمل شؤون الجامعة بالطلاب حيث يربيهم ويوجههم كأب حنون وصديق مخلص. يصف الأستاذ المعين “التحقت بالجامعة في سني السابع عشر وذلك في سنة 1963م وكان شيخ الفلاح فيها. وكنت أميناً ومساعداً له حيث آتيه بالدراجة إلى كل مكان. وكفّلني أن أكتب الحساب وكنت صاحب سرّه.”[30]
قد حقّق الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله هذا التطور، حيث عمل بالتنسيق بسائر العلماء البارزين في كاتانكودي فمنهم العالم الحاج عبد الغفور أبو الأستاذ أمين والعالم الكريم مصطفى المشهور بكبّل عالم[31]. “التحق كبّل عالم الذي تخرج في المدرسة النورية في الهند، بالجامعة أستاذاً حيث ساعد شيخ الفلاح وكان هو عالماً فقيهاً كبيراً وكذا كان العالم الحاج عبد الغفور سكرتيراً لإدارة الجامعة في ذا الوقت. فهذا التحالف، من شيخ الفلاح وهو مدير شابّ والعالم مصطفى كبّل عالم وهو عالم ذو خبرة مثقفة والحاج العالم عبد الغفور وهو سكرتير ماهر، فقد أدى الجامعة إلى نهضة عظيمة.”[32]
بعد فترة هذا التحالف، تكوّن جمّ كبير من طلابه لكي يعمل معه في تطرير الجامعة حيث فتح لهم الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله أبواباً في الجامعة وأتاح لهم فرصاً في التدريس والشؤون الإدارية ووظائف المكتب كما عيّن المولوي عليار الفلاحي أستاذاً أولاً من خريجي الجامعة حيث سُمِّي بالأستاذ الصغير. ثم عين المولوي آدم لبي الفلاحي أستاذاً ثانياً حيث سُمِّي بالأستاذ المعين وكذا عين البعض أساتذة. فهذه الخطوات المميزة التي اتبعها شيخ الفلاح رحمه الله، جعلت جامعة الفلاح العربية منارةً علمية أنجزت بإنجازاتٍ رائعة في مسيرة تاريخها في عهده الذهبي.
جمع التبرعات
لم يكن الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله بمجرد عامل أو مدرس بل كان يحمل مسؤوليته على عاتقه أشدّ من الآخرين حيث ضحى حياته لنموها وازدهارها. وقد شارك مباشرة في جمع التبرعات لبناء عمارات الجامعة وسدّ تكاليفها اليومية حيث ذهب إلى أهل كاتانكودي والقرى والمدن في سريلانكا وسائر دول العالم ويذهب معه الأستاذ الصغير والمولوي عبد القادر الفلاحي وغيرهم من طلاب الجامعة.
“تجدر إسهاماته بالذكر والتقدير، في إنشاء الإيرادات الثابتة للجامعة وجمع التبرعات المتوالية حيث تمّ شراء الدكانين في كولومبو وبنبلافديا… في البداية، كانت الجامعة في مبنى صغير ليست فيه التسهيلات الكافية من الخلاء والحمام والمهجع والمطعم فهو دكان مرمّم برؤساء البلدة وأعضاء الإدارة حيث سكن فيه الأستاذ شيخ الفلاح فذهب إلى الأماكن المختلفة ولقي كثيراً من الناس لكي ينشأ التسهيلات شيئاً فشيئاً. وقد شارك في جمع التبرعات الشهرية والسنوية كما ذهب إلى ماليزيا وبروناي وكذا شارك في الجمع الرمضاني في كولومبو حيث يمشي إلى البيوت والدكاكين في الحرّ الشديد وهو صائم, وكان يذهب إلى المدن بيروولاي وسينافورد ودركادون وكان أشرافها أصدقاءه فرحبوه ومن ذهب معه ترحيباً كريماً حيث استطاع جمع المعونات الكثيرة للجامعة.”[33] فدوره في هذا المنوال أكبر لم يكن أحد في سريلانكا مثله.
التعامل مع الأساتذة
من أسرار نحاجه في ترقية الجامعة إلى القمة، تواصله مع الأساتذة. كان يكرمهم وكانوا يكرمونه. يقول في بعض الأحيان إن واحداً إذا أكرمنا فيظهر أنه رجل كريم وليس معناه أننا المستحقون بالإكرام ففلسفته أن الكرماء يكرمون الآخرين. فهذه المعاملة المحمودة ساعدته على نهضة الجامعة. “قد خدم العالم المرحوم يم.ي.يم. زين العابدين البهجي من أكوراناي والعالم يس. يم. محمد مصطفى المشتهر بكبّل عالم من كاتانكودي والعالم شاه الحميد من موتور أساتذة فيها. وفي عهدهم قد خدم العالم الكبير الحاج عبد الغفور من بلدتنا أستاذاً أيضاً. فأدى شيخ الفلاح الكريم جامعة الفلاح إلى سبيل النجاح ولعب دوره بسلامة حيث لا يخالف واحداً منهم في أي حالٍ.”[34]
تعامله مع الطلبة
لا يخفى على كل طالب درس عنده حبه على الطلاب وشفقته ورحمته عمّت الجميع حيث لا يميز بينهم ولا يفضل واحدا على الآخر في جميع أعماله وكان يعاملهم كأب ودود ومدرس ناجح مؤثر عليهم. “ويهتمّ شيخ الفلاح بالطلاب الضعفاء بعد صلاة المغرب حيث يدرّسهم المواد الصعبة عليهم. وكذا يجري الاختبار الأسبوعي حيث يرغب الطلاب ويحثهم على البحث والدراسة تحت الموضوعات المختلفة ويدرّبهم على كيفية الصلاة في جميع هيئاتها وصفاتها. ويهتمّ بشؤون الطلاب حيث يكفل تكاليف المساكين منهم.”[35] وكذا “كان يهتمّ بجميع شؤون الطلبة حتى يلاحظ نماء شَعرهم وثيابهم وأعمالهم حيث لا يسمح إكثار الشعر ويأمر الزي المدرسي أبداً ويتشدد عند الأخطاء ولايميز بينهم في العقوبات. يذهب مساءً إلى شاطئ البحر مع الأستاذ المعين في الدراجة لكي يستريح ثم يرجع لصلاة المغرب.”[36]
منهجه التدريسي
“بعد أن ذهب الشيخ زين الدين عن الجامعة، كان شيخ الفلاح مديراً لها حيث قام هو الوحيد، بتدريس جميع المواد لجميع الطلاب لفترة معينة. واستعمل الطلاب الكبار لتدريس بعض المواد للطلاب الصغار.إذا استعدّ للذهاب إلى بلدته، استناب الشيخ العالم محمد مصطفى المشهور بكَفَّل عالم في منصبه.”[37]“وكان يدرس علم الصرف وعلم النحو على وجه أحسن حيث يتبع ثلاث خطوات في تفهيم الطلاب من التعرف بالكلمات واشتقاقها ثم توضيح ماهية علامة إعرابها ثم محلّه. وكانت فلسفته أنه إذا فهم الطالب الكتب الصعبة ودرسها، يسهل له فهم سائر الكتب اليسيرة.”[38]ولكن اتبع بعض التقنيات في تدريسه من إتاحة الفرص للدارسين في عملية التعلم والتعليم حيث يقرؤون الكتب ويكتبون على السبورة بدلاً عنه ورواية القصص وإنشاد القصائد. “كان شيخ الفلاح يدرس جميع المواد منفرداً من الصرف والنحو والفقه والتفسير. كان من أسلوب تدريسه، أنه يوضح الطلاب كيفية فهم التفسير والحديث حيث يحثّهم على التعلم الذاتي. ويتبع شيخ الفلاح إنشاد القصائد التي تحتوي على القواعد النحوية مثلا:
قَوْلُ قَسَمْ آرَمْبَتِّلْ إنّ وَامْ ۞ عِلْمُ ظَنَّ نَدُوِنِلَ أنّ وَامْ[39]
“وكان يعطي بعض الأسئلة كل يوم الخميس ويأمر أن يعرض أجوبتها صباح يوم السبت فيغضب إذا لم يكمل الواجبات غضباً شديداً. وكذا يحلل الكلمات عند التدريس ويخبر التراكيب النحوية ويلخص ما درّس في النهاية .جميع الفنون العربية بما في ذلك علم البلاغة وعلم المنطق قد عُرِّفت بشيخ الفلاح في تاريخ الجامعة”[40]
“مارس شيخ الفلاح في التدريس ليلاً ونهاراً. ويراقب الطلاب حينما يطالعون دروسهم بعد المغرب. وكان يدعو صفّاً ويطرح لهم بعض الأسئلة.”[41]“وفي بعض الأحيان، إذا رأى الطلاب غير مشغولين، يدرّبهم ويعطيهم بعض التمرينات في إنشاء الجمل.”[42]
تقديراً لأعماله القيمة وخدماته الفاضلة، تمّ تكريمه رحمه الله في حفلة التخريج المنعقدة في اليوم الخامس من شهر يوليو لعام 1974م وتشريفه بتسمية اسم”شيخ الفلاح” فيها. ليس هذا فحسب بل، قد احترمته المدارس العربية في سريلانكا احتراماً كريماً حيث دعته ضيفاً هامّاً لحفلاتها.
مساهماته في بناء الحياة السلامية في شرق سريلانكا
قام شيخ الفلاح بالأعمال السلامية في دولة سريلانكا عموماً وساهم مساهمات عديدة لبناء السلام والتعايش بين أهالي منطقة بدكالو من المسلمين والتاميليين خصوصاً حيث كان عالماً نموذجياً لأن قوله لم يخالف فعله ولم يخالف أحدًا في حياته كما كان راغباً أشدّ الرغبة في الأعمال السلامية حيث يحثّ الآخرين فيها من العلماء والرؤساء. وكذا يشارك شيخ الفلاح في المؤتمرات والندوات السلامية بكل نشاط وجدّ. إن لم يستطع للمشاركة، يرسل الممثلين له. ومن نماذجه، أنه لم يشارك في هذه الأعمال القيمة فحسب بل يرغب تلاميذه للمشاركة. وكان لايتكلم مع الآخرين بعنف ولا عنوة بل يتحدث معهم بلطف ووقارة ووصداقة. يرى شيخ الفلاح الإنسانية في جميع الأمور حيث لا يظلم ولا يجور غير المسلمين فيدلّ عليه ما قام بأعمال الصلح مع الناس الذين عاشوا في الأماكن الحدودية, وهذه الخطوات منعت عدة من المشاكل والأحوال الضارّة.
“ومن محاسينه، أنه كان يكرم سائر الأديان الأخرى وأحبارها ورهبانها وأهلها وليست لديه سياسة باتا في أعماله إلا بناء السلام والصلح كما أخلص نياته فيها. كان شيخ الفلاح يزور علماء سائر الأديان الذين عاشوا في بدكالو وماجاورها. لأن مشاركة آلاف من غير المسلمين في دفنه، تدلّ على ذلك لما نهضت المشاكل الإرهابية، يلاقي رؤساء المجتمع التاميلي مراراً حيث يشارك في جميع المفاوضات معهم وفي عام 1990 حينما حاصر الإرهابيون مدينة كاتانكودي، ذهب إلى مكتبهم وتكلم معهم لدفعها فخلّصوها حيث قالوا إنهم تركوا محاصرتهم لأجل طلب شيخ الفلاح رحمه الله.”[43]
“خصوصاً، أعطانا قيادة قيمة في الأوضاع الشديدة التي نشأت بالجنود الهندية وفي مناسبات الحرب والكوارث حيث يناسق معنا بالخدمات وكان من أبرز الشخصيات الذين شاركونا بكل اهتمام في إصلاح الاختلافات الدينية التي نشئت في بلدتنا”[44]
قد أنشد أحد طلابه شعراً عن خدماته السلامية بقوله؛
لما شاعت الحرب اللعينة ۞ أنشط تائهاً بهمّ عميق[45]
لما عظمت المخالفات بين المسلمين والتاميليين في منطقة بدكالو، أنشأ مجلس الأديان للسلام عام 1995م بعلماء الديانات من الإسلام والهندوسية والمسيحية وساهم فيه شيخ الفلاح عضواً تأسيسياً وأرشده لازدهاره وتسبب لالتحاق الرؤساء المسلمين به وتقديم مساعداتهم له. وكذا إذا جاء الضباط الجدد إلى كاتانكودي، يزورونه ويشاورونه في شؤون المسلمين”[46] فلهذه الخدمات السلامية، تلقى التقديرات المختلفة من جهات مهمة في سريلانكا ومن أهمها؛ “ساماشري” وتاج العلماء” وتيسامانيا” ونور السلام”.
خلاصة البحث
توصلت هذه الدراسة إلى:
- أن شيخ الفلاح رحمه الله ينتسب شيخ الفلاح رحمه الله إلى أسرة كريمة ذات وقارة في ولاية تاميلنادو كما العلوم الشرعية في المدرسة الرحمانية بأدرام بدنم في منطقة تانشاوور وحصل على شهادة المولوي.
- كان شيخ الفلاح رحمه الله مخلصاً وراغباً في العبادات، لم يكن سياسياً وولم يشارك في شؤون السياسة باتاً ولكن كانت له علاقات مع السياسيين المسلمين.
- كان منهج جماعة التبليغ منهجه الدعوي حيث كان يخرج فيها سنوياً كما تضحى حياته في لجامعة الفلاح العربية وعمل أستاذا ومديرا فيها.
- ساهم الأستاذ شيخ الفلاح رحمه الله مساهمة ضخمة في تنمية الجامعة في جميع الأمور من تطوير اقتصادها ورفع المستوى التعليمي وإنشاء الموارد المادية فشاع صيتها إلى آفاق العالم. وكان يكرم المدرسين وكانوا يكرمونه كما لا يخفى على كل طالب درس عنده حبه على الطلاب وشفقته ورحمته عمّت الجميع حيث لا يميز بينهم ولا يفضل واحدا على الآخر في جميع أعماله وكان يعاملهم كأب ودود ومدرس ناجح مؤثر عليهم.
- كان يدرس علم الصرف وعلم النحو على وجه أحسن حيث يتبع ثلاث خطوات في تفهيم الطلاب من التعرف بالكلمات واشتقاقها ثم توضيح ماهية علامة إعرابها ثم محلّه.
- قام شيخ الفلاح بالأعمال السلامية في دولة سريلانكا عموماً وساهم مساهمات عديدة لبناء السلام والتعايش بين أهالي منطقة بدكالو من المسلمين والتاميليين خصوصاً.
هوامش المقال:
[1]عزيز ي.يم.ي.، الإسلام في سريلانكا، (اللغة التاميلية)، المعدل بالدكتور يم.يس.يم. أنس، كولومبو: بيت كوماران للكتب، طبعة مراجعة، (2007م)، ص. 103
[2]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.16
[3]المولوي آدم لبي الفلاحي، الخريج الأول في جامعة الفلاح العربية والمدرس المتقاعد، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[4]المصدر نفسه
[5]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.16
[6]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[7]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح(باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.19
[8]المصدر نفسه ص.17
[9]المصدر نفسه ص.19
[10]المصدر السابق ص.18
[11]المصدر السابق ص.20
[12]المصدر السابق ص.21
[13]محمد نشمل، المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة الشرق، سريلانكا، المقابلة الشخصية، 10/04/2019م
[14]هو أهم الشخصيات البارزين في سريلانكا حيث أسهم بإسهامات ضخمة في تطوير المجتمع الإسلامي كما تولى من المنصب الكثيرة من الوزير ووالي شرق سريلانكا وكذا هو عضو رابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية.
[15]الحاج عبد الطريم ي.يل.، شيخ الفلاح في خدمة دعوة التبليغ، تاريخ شيخ الفلاح(باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.33
[16]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[17]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.17
[18]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[19]يعني: الأرز الذي يقبضه الشخص بيده
[20]المولوي آدم لبي الفلاحي، الخريج الأول في جامعة الفلاح العربية، والمدرس المتقاعد، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[21]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[22]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[23]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[24]المصدر نفسه
[25]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[26]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[27]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[28]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[29]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[30]المصدر نفسه
[31]معناه في العربية عالم السفينة. سمي بذلك لأنه أول من سافر إلى الهند بالسفينة للدراسة.
[32]المصدر نفسه
[33]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح(باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.24-25
[34]المصدر السابق ص.22
[35]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[36]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح(باللغة التاميلية)،كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.23
[37]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[38]الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
[39]المولوي آدم لبي الفلاحي، الخريج الأول في جامعة الفلاح العربية، والمدرس المتقاعد، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[40]الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[41]المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)،كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.22
[42]الأستاذ زين الدين المدني الفلاحي، رئيس مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
[43]محمد نشمل الفلاحي، المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة الشرق، سريلانكا، المقابلة الشخصية، 10/04/2019م
[44]الدكتور حزب الله يم.يل.ي.يم.، كلمة التكريم، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)،كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.11
[45]المولوي إقبال يم.يج.يم.، شيخ الفلاح (الأشعار)، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)،كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)، ص.49
[46]محمد خليل، رئيس هيئة التجار بدكلو وعضو هيئة إدارة جامعة الفلاح العربية، سريلانكا، المقابلة الشخصية، 20/11/2017م
المصادر والمراجع
- الحاج عبد الكريم ي.يل.، شيخ الفلاح في خدمة دعوة التبليغ، تاريخ شيخ الفلاح (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)
- الدكتور حزب الله يم.يل.ي.يم.، كلمة التكريم، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)
- عزيز ي.يم.ي.، الإسلام في سريلانكا، (اللغة التاميلية)، المعدل بالدكتور يم.يس.يم. أنس، كولومبو: بيت كوماران للكتب، طبعة مراجعة، (2007م)
- المولوي إقبال يم.يج.يم.، شيخ الفلاح (الأشعار)، تاريخ شيخ الفلاح، (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)
- المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح (باللغة التاميلية)، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)
- المولوي بخاري الفلاحي يم.يج.يم.، تاريخ شيخ الفلاح، كاتانكودي: مجلس الفلاحيين، (2016م)
الأشخاص الذين قابلهم الباحث:
- الأستاذ الصغير محمد عليار الفلاحي، نائب المدير ونائب رئيس الإدارة في جامعة الفلاح العربية، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
- الأستاذ المعين آدم لبي الفلاحي، مدير مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 17/04/2019م
- الأستاذ زين الدين المدني الفلاحي، رئيس مدرسة سبيل الرشاد بكاتانكودي، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
- محمد خليل، رئيس هيئة التجار بدكلو وعضو هيئة إدارة جامعة الفلاح العربية، سريلانكا، المقابلة الشخصية، 20/11/2017م
- محمد نشمل، المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة الشرق، سريلانكا، المقابلة الشخصية، 10/04/2019م
- المولوي آدم لبي الفلاحي، الخريج الأول في جامعة الفلاح العربية والمدرس المتقاعد، المقابلة الشخصية، 16/04/2019م
*محاضر أكادمي ملحق بقسم اللغة العربية ، الجامعة الشرقية ، سريلانكا
البريد الإلكتروني: thalibm@esn.ac.lk
Leave a Reply