+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

ماهية الاتصال ودوره في بناء النظم التعليمية التربوية
فاطمة الزهرة فرحات

ملخص

إن الحديث عن الاتصال يقتضي وضع اللغة وأنشطتها موضع الممارسة العلمية الهادفة، إن عدم الاعتماد على حفظ القواعد والقوانين ويسمح للمتعلمين استخدام اللغة استخداما عمليا والاهتمام بجميع مهاراتها بشكل صحيح فاللغة كل متكامل أي تشويش يمس انظمتهايمنعها من أداء دورها، في عملية الاتصال والتفاهم، وتبادل الخبرات، ومعنى ذلك أن مدخل الاتصال يهتم باستخدام اللغة وممارسة أنظمتها المختلفة وقواعدها، ووضعها موضع التطبيق الفعلي.

الكلمات الدالة: الاتصال، التواصل اللغوي، النظم التربوية، الوسائط، التعليمية المرسل، المستقبل، القناة، التدريس.

تمهيد:

تسعى الأمم وتتسارع للاهتمام بلغاتها وفق أحسن الطرق العلمية الحديثة والتي أثبتت فعالياتها. إن التطورات الحالية تجعلنا نفكر بعمق وبجدية في كل ما يتعلق بالاتصال الشفهي والكتابي واعتماد أوضاع ونصوص أصليه مع تسهيل نقل المعارف والخبرات من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، وإعطاء الأولوية للكتاب وقواعد اللغة، والسعي أكثر نحو ضمان التنسيق بين المواد[1]. وهذا كله يتحقق باعتماد المداخل التي أسفرت عنها البحوث والدراسات التي تناولت تعليم العربية وأهمها مدخل الاتصال.

وسائل الاتصال موجودة في أكثر مناحي حياة الإنسان  يتواصل الناس فيما بينهم بطرائق مختلفة، فقد تؤدي النظرات معاني لا تستطيع الكلمات أدائها، وتعني اللمسة ما يعجز الكلام عن قوله وتثير النغمة شجونا داخليا  وتؤدي الكلمات دور مهما في الافصاح عن متطلبات الفرد، وهكذا يفكر الإنسان بهويته فيصل إلى تحديد أناه[2] .

1_مفهوم التواصل:

  يعني التوال والإبلاغ والاطلاع، والكلمة الفرنسية(Communication) تدل إلى إقامة علاقة مع شخص ما أو شيء ما، وإلى فعل التبليغ، وهي عملية يتفاعل بها المرسل والمستقبل لرسائل في سياقات اجتماعية معينة.

التواصل اللساني ينحصر في عملية التواصل التي تجري بين البشر بواسطة الفعل الكلامي(الكلام).

يعرف(Ch.cooley) التواصل بأنه [هو الميكانيزم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور، فإنه يتضمن رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان …][3] .

ومن الواضح بأن اللغة وإن كانت الوسيلة المثالية للتواصل بين البشر فإنهالا تعد الوسيلة الوحيدة.

تعد عملية التواصل والتي تحمل في مجملها إشارات لغوية بين طرفي الإشارة اللغوية يمكن عدها من مشمولات وظيفة التواصل، وأبسط تعريف للاتصال يكمن في ” نقل معلومة مرسل إلى مستقبل بكيفية تشكل في حد ذاتها حدثا وتجعل من الاعلام منتوجا لهذا الحدث”.

ومن هنا يكون الاتصال البشري هو الوسيلة التي يتبادل الناس بواسطتها المعلومات والمشاعر والأخبار، ومن خلال كل هذا يعني الاتصال كل شكل من أشكال العلاقات الاجتماعية التي تتوفر فيها مساهمة واعية للأفراد أو الجماعات[4].

والتواصل نوعان:

1- الاتصال المباشر: وهو ما يرتبط حدوثه بين المرسل والمستقبل مباشرة وقد تكون الرسالة فيه منطوقة، فيستقبلها السامع سماعا وقد تكون مكتوبة فيتلقاها السامع قراءة، فيستجيب لها موافقا أو رافضا[5].

2- الاتصال غير المباشر: وهو ما يحدث بين المرسل والمستقبل من دون أن يجمعهما مكان واحد، وقد تكون الرسالة فيه منطوقة أو مكتوبة، يستقبلها المستقبل سماعا، أو قراءة من دون تفاعل مباشر بين المرسل والمستقبل[6].

2_عملية التواصل:

إن العملية الاتصالية تعني تبادل الأفكار والمعلومات بين الأفراد في إطار حوار هادف، وأدواته هي الأنظمة المتعددة والصور المتنوعة كما تحددها السميولوجيا[7] .

  وقد وضع بعض اللسانين نماذج في عملية التواصل، من بينها نموذج  دي سوسير الذي، عالجها في أصولها البيولوجية والفيزيائية، لما جعل [ نقطة انطلاق الدائرة التواصلية في دماغ المتكلمين  تترابط فيها وقائع التصورات (Concepts) مع تمثيلاث العلامات الألسنية أو الصور السمعية المستخدمة في التعبير عنها ][8] .

  وهنا يصف كيفية التداخل الواقع بين المجال النفسي للأطراف الباث(L’emetteur) مع جانبه الفيزولوجي في المراكز الدماغية المسؤولة عن إرصاء وتوجيه عملية التخاطب اللفظي حيث [ أن تصور ما يثير في الدماغ صورة سمعية مماثلة، فالدماغ ينقل لأعضاء النطق ذبذبة ملازمة للصورة تتنقل الموجات الصوتية من فم المتحدث ( أ ) إلى إذن المتحدث ( ب)، وهذه الآلة فيزيائية بشكل صرف، ثم تستمر الدارة حتى تصل الى  المستمع ( ب ) في اتجاه معاكس] .

ومن هنا يتحول المستمع إلى باث بعد استقبال الخطاب الموجه إليه من مركز الاستقبال، لتأخذ  الصورة السمعية مسارها في الحيز النفسي والفزيولوجي المستقبل [9]والموجه لذلك. فيرسم مخطط الدارة من جديد بطريقة عكسية مقارنة بمساره الأول، ولتوضيح هذه الدارة الكلامية التي رسم لها سوسير خطاطة نظرية في تحليلية لظاهرة التخاطب أو ما أطبق عليه اسم التحاور[10] .

3- الوظيفة التواصلية للغة:

   تحديد وظيفة اللغة في التواصل في ضوء ما يلي :

توصف بأنها أداة لتحقيق الاتصال بين الأفراد والجماعات في المكان الواحد والأمكنة المختلفة، وفي الزمان وعبر مختلف العصور، تحقيق التواصل بين الماضي والحاضر، وبين الحاضر وتمهد للمسقبل، بها يحدث التفاعل بين الأفكار والآراء وبها تنتقل المعارف بين الناس، وبها تسجل الحوادث والمكتشفات، وبها يحصل التفاهم بين بني البشر، زيادة على مالـها مـن دور في كونها: وسيلة مهمة لحفظ تراث الأمم بغية نشرها والاستفادة من مزاياها وعلومها في الحاضر. أداة  ضرورية للتفكير إذ لا تفكير من دون ألفاظ، ولا ألفاظ من دون لغة، وسيلة لتوحيد أبناء الأمة الواحدة ووسيلة رئيسة لترقية التعليم[11] .

  وهي أيضا وسيلة مهمة في الاداءات الاصالية بجميع أنماطها وفي مختلف ميادينها في أرجاء المعمورة.

  إن أداة الاتصال اللغوي هي اللغة بألفاظها المكتوبة و المنطوقة، والمعاني التي تحملها الألفاظ تمثل الاستجابة، وذلك كله هو نتاج عمليات عقلية وأدائية بين طرفي عملية  الاتصال[12] .

4– شبكة التواصل اللغوي ( التربوية )

  إن عملية الاتصال التربوي من المهمات الأولى للتعليم في الأساس لدورها المهم  ولكن هذه العملية لكي لا تكون مشوشة يجب أن تصاحبها مجموعة من العوامل الموضحة والمسهلة للتواصل، إن ربط كل من اللغة العربية والنظريات التربوية، والكتابة الفنية، واستغلال الوسائط في الفعل التعليمي يتطلب توظيف شبكات الاتصال التي تربط الأفراد أو الجماعات الداخلة في العلاقة الاجتماعية، وعقد أنماط الاتصال المبنية على تأثير متبادل بين بنية الشبكات والبنيات الاجتماعية، وهذا في إطار اعتماد التخطيط الذي يكون عن طريق حصر أغراض الاتصال التربوي:

أ- الاخبار، أو التعبير عن المشاعر والعواطف، التأثير في الآخرين أو التخيل أو الاستجابة لتوقعات الآخرين.

ب- تحديد الأهداف التي تستجيب لتلك الحاجات مع توفير الوسائل اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.

ج- تنفيذ الخطة الموضوعية لتلبية أغراض المتعلمين.

دـ- تقييم النتائج لتقويم مسار التنفيذ[13] .

5- التواصل اللغوي:

أ- مفهومه: وهو استخدام اللغة وممارسة أنظمتها وقواعدها ووضعها موضع الاستعمال، وعدم الاكتفاء، بحفظ قواعدها بعيدة عن الممارسة الفعلية في الحياة ومواقفها.

  وهذا يعني أن على المدرس إتاحة الفرصة للمتعلمين لاستخدام اللغة بكل أشكالها، وعليه أن يبحث عن مواقف يستخدم فيها المتعلمون اللغة في غرفة الدراسة مشابهة لتلك المواقف التي تواجههم في حياتهم اليومية وضع عملية الاتصال موضع التجربة، ويمكننا أن نلمس بأن التواصل اللغوي يؤكد اجتماعية مكتسبة مما يقتضي إعطاء الاستماع والكلام قدرا أكبر من الاهتمام بوصفهما المهارتين الأكثر استعمالا في الاتصال اللغوي[14].

هناك نوعان للاتصال اللغوي هما :

1- الاتصال الأساسي: هو الذي يخضع لقواعد وأصول تتحكم في سلوك المرسل والمستقبل وطبيعة اللغة المستخدمة في التوصيل بمعنى آخر هو الاتصال الذي يجري في سياق الانقباض ويتخذ هذا النوع من الاتصال الاتجاهات الآتية :

1-الاتصال التعليمي من أعلى إلى أسفل: الذي يحدث بين المعلم والمتعلمين في أثناء الدرس، وتحكمه معايير محددة يجب أن تراعي من المدارس والطالب وهو يجمع بين طرفين.

2-الاتصال التعليمي من أسفل إلى أعلى:الذي يحصل بين الطلاب مرسلين، ومعلمهم مستقبلا وذلك عندما يوجهون استفساراتهم حول موضوع، أو فقرة، أو عندما يجيبون عن أسئلة مدرسهم، وله معايير محددة يجب مراعاتها من الطلبة والمدرس ويقع غالبا دخل حجر التدريس.

3_الاتصال التعليمي الأفقي: وهو ما يحدث بين طرفين متساوين في المرتبة، ومنه ما يحدث بين الطلبة أنفسهم عندما يعقب أحدهم على الإجابة زميل له، ومنه الطور الذي يجري بين الطلبة حول قضية ما .

2- الاتصال اللغوي غير الرسمي: وهو ذلك الاتصال الذي يحصل في سياقات غير رسمية ولا يكون أساسيا ويحدث في الغالب بين:

– المعلم مع زملائه من المعلمين.

– المعلم والطلبة خارج إطار الدراسة.

– المعلم وأولياء أمورهم الطلبة خارج الإطار المدرسي[15].

ج- عناصر التواصل اللغوي: يتكون الاتصال اللغوي من عناصر تتكامل بينها لتحقيق أهداف الاتصال وهذه العناصر هي:

1- المرسل ( Destinateur ): وهو مصدر الخطاب المقدم إذ يعتبر ركنا حيويا في الدارة التواصلية اللفظية، وهو الباعث الأول على إنشاء خطاب يوجه إلى المرسل إليه في شكل رسالة .

وقد تداول اللسانيون هذا الحامل في قوالب اصطلاحية متباينة مثل: الناقل، المخاطب المتحدت، الباث [16].

شروط المرسل: ويشترط فيه مايلي :

أ- أن يكون له معرفة تامة بموضوع الرسالة التي يريد توصيلها وكل ما يتصل بها.

ب- أن يكون ذا خبرة وتجربة تؤهله لصوغ الرسالة وكيفية توصيلها إلى المستقبل.

ج- أن يكون قادرا على إثارة دافعية المستقبل نحو تلقي الرسالة، وتفاعله معها طوال عملية الاتصال.

د-أن يكون اتجاهه نحو موضوع الرسالة والمستقبل إيجابي، وأن يكون مؤمنا بها مندفعا لها راغبا في نقلها إلى الآخرين، قادرا على إشراكهم وإقناعهم بمحتواها.

هـ- أن يكون عارفا بطرائق التوصيل المختلفة .

و- أن يراعي استجابة المستقبل ويكيف طريقه التوصيل حسب طبيعة وحاجة وقدرة المتلقي والسياق الذي يجري فيه الاتصال .

ز- أن يحسن اختيار الزمان والمكان المناسبين لعملية الاتصال.

ح- أن يكون ذا مظهر مقبول ونفس منشرحة، وأن يمتلك جاذبية في التوصيل.

ط- أن يتمتع بمثالية عالية في القيم الأخلاقية.

ي – أن يتمتع بحيوية عالية ونشاط مستمر طوال عملية الاتصال.

ك – أن يحسن البدء والسرد والتلقي والرد والغلق وأن يكون واضح الصوت تسليم اللغة[17].

2- المرسل إليه (Destinataire): ويقابل المرسل داخل الدارة التواصلية اللفظية أثناء التخاطب وقد أطلق عليه مجازا المصطلح الفيزيائي: (المستقبل Le récepteur ) ويقوم المرسل إليه لعملية التفكيك Décodage لكل أجزاء الرسالة سواء أكانت كلمة أم جملة، أم نصا ….

شروط المرسل إليه: وقبل ذلك ينبغي التعريج على عوامل نجاح الرسالة وهي:

أ- الخبرات السابقة للمستقبل وصلتها بمحتوى الرسالة.

ب- وضوح الرموز التي صممت بها الرسالة.

ج- تمكن المستقبل من إدراك العلاقة بين الخبرة الجديدة والخبرات السابقة لديه.

د- ملائمة الزمان والمكان الذي يجري فيه الارسال والاستقبال وطبيعة المستقبلين وسياق الإرسال.

حيث يشترط في المرسل إليه ما يلي:

1- أن يكون قارئا جيدا.

2- أن يكون مستمعا جيدا.

3- أن يكون ماهرا في استقبال الرموز غير اللفظية المصاحبة للرسالة اللفظية.

4- أن يكون راغبا في موضوع الرسالة[18] .

  • الرسالة Message:

هي الجانب الملموس في العملية التخاطبية حيث تتجسد عندها أفكار المرسل في صور سمعية لما يكون التخاطب شفهيا، وتبدو علامات خطية عندما تكون الرسالة مكتوبة.

  وقد وردت في قاموس اللسانيات بمعناها العام أنها: ” وحدة الإشارات المتعلقة بقواعد وتركيبات محدودة ( مضبوطة ) يبعثها جهاز البث (الارسال) إلى جهاز الاستقبال عن طريق قناة حيث تستعمل كوسيلة مادية الاتصال[19] .

شروطها:

أ- حسن الإخراج بمعنى أن تصاغ صياغة لغوية تجعلها على أحسن حال.

ب- خلوها من الأخطاء والتكرار غير المسوغ.

ج- أن لا تكون طويلة مملة تؤدي إلى نفور المستقبل.

د- أن تلائم قدرات المستقبل، وتتصل بحاجاته النفسية أو الوظيفية وتشبع تلك الحاجات .

هـ – أن تكون واضحة تتسم بالدقة المعرفية وصحة المحتوى.

و – أن تلائم الزمن والمكان وذات صلة وثيقة بأهداف عملية الاتصال.

ز- أن تتضمن الحجج المنطقية والأدلة العقلية التي تؤكد مصداقيتها.

      وهناك من حدد معايير الرسالة الجيدة في: ( الصحة، والوضوح، والاختصار، وتأدية الغرض )[20].

4- قناة الاتصال(Channel) : ” تتطلب قناة فيزيائية وتواصل فيزيولوجي بين المرسل والمرسل إليه يسمح لهما بإقامة اتصال والحفاظ عليه” وذلك قصد التأكد من سلامة الممر الذي تنتقل عبره الرسالة المتبادلة بين المرسل والمرسل إليه[21] .

شروطها: قناة الاتصال اللغوي هي اللغة المكتوبة أو المنطوقة، ومن الشروط التي يجب توافرها في لغة الاتصال (قناة الاتصال) ما يأتي:

أ- أن ترتبط بمحتوى الرسالة.

ب- أن تلائم قدرات المتعلمين وتحصيلهم اللغوي.

ج- أن يكون أسلوب العرض ملائما وكذلك سرعته.

د- أن تستجيب لمتطلبات الحاسة التي تتعامل معها.

هـ – أن تلائم عدد المستقبلين وتشترك الجميع في تلقي الرسالة[22] .

5- التغذية الراجعة: التغذية الراجعة في الاتصال اللغوي هي عملية رصد التعبيرات اللغوية وغير اللغوية التي يصدرها المستقبل عند تلقيه الرسالة، والحكم على تأثير الرسالة  ومدى فعالية اللغة في توصيل المحتوى .

  تعد التغذية الراجعة من عناصر الاتصال المهمة، إن التعبير، أورد الفعل الذي يبديه المستقبل يمثل رسالة جديدة مصدرها المستقبل ومرسلها الأصلي (المرسل الأول)، وقد تتخذ التغذية الراجعة أشكالا عديدة منها:

أ- الرغبة في التعامل مع الموقف من خلال التعليق والاستفسار.

ب- ظهور علامات التقبل أو الرفض، ويشترط فيها أن تكون متبادلة بين المرسل والمستقبل ويشترط تكيف الرسالة في صوتها[23] .

6– بيئة الاتصال:

هي من  العناصر المؤثرة والمهمة في عملية الاتصال اللغوي من خلال ما تتضمنه بيئة الاتصال من متغيرات ومشوشات تؤثر في عملية الاتصال، وقد تكون هذه المتغيرات نفسية أو ميكانيكية كالأصوات والضجيج الذي تحدثه عوامل خارجية أو عوامل الإنارة أو التهوية أو البرودة أو الحرارة مثل هذه العوامل تشكل بيئة الاتصال و تؤثر فيه نتائجه[24].

 الشكل الآتي يمثل عناصر عملية الإتصال اللغوي:[25]

 7- مهارات التواصل اللغوي:

بما أن عملية الاتصال عملية دائرية مستمرة لاتسير باتجاه واحد فإن المرسل والمستقبل فيها يتبادلان الأدوا، وتأسيس على ما تقدم فإن المرسل يجب أن يكون مستقبلا جيدا، ومرسلا جيدا، والشكل الآتي يوضح تكامل مهارات الاتصال اللغوي بشكل جيد:                                            

شكل يوضح مهارات الارسال والاستقبال في الاتصال اللغوي

  وفي ضوء ما تقدم فإن عملية الاتصال عملية تكاملية يجب أن تتوافر فيها جميع المهارات اللازمة للإرسال وجميع المهارات اللازمة للاستقبال وتلك المهارات هي:

مهارات الكلام ـ مهارات الكتابة ـ مهارات الاستماع ـ مهارات القراءة[26] .

8– عوائق التواصل اللغوي: ويكمن تحديدها في مجموعة من النقاط :

  • اللغة:

اللغة هي أداة التواصل في جميع مجالات الحياة إلا أن إهمالها وعدم الاهتمام بها و بتطويرها جعلها لا تستجيب للتغيرات المرافقة للوسائل التقنية الحديثة إنتاجا واستعمالا، كما أن عدم استعمال الصحيح أولا فى وسائل الاعلام أدى إلى تكوين خاطئ في لغة الطفل والمتعلم  وهذا يعد عائقا في عملية التواصل[27] .

  • النظرية التربوية:

إن عدم اعتماد النظريات التربوية المناسبة والابتعاد عن تبني أشكال اتصالية عصرية تعمل على الاستفادة من آراء المتعلم في عملية الاتصال كسلسلة من المحاولات الاتصالية الرامية إلى تجاوز عمليات الترويض والتلقين والنظام التقليدي الصارم، وكذا عدم تبني أشكال اتصالية قائمة على إشراك المتعلم بكفايته ومهارته في بناء الممارسة التربوية يعتبر من أهم الأسباب التي تعيق البناء التواصلي في المنظومة التربوية بين فئات المؤسسة التربوية، كما أن شبكات الاتصال التربوي تغيب فيها:

  • بيداغوجيا الطريقة، التبسيط والتحليل والحفظ والتخزين والاسترجاع.

-غياب كل هذه العناصر أدى إلى إعاقة عملية التواصل التربوي[28].

ج- الكتابة:

يعد الخط فنا من الفنون المساعدة في العمل التواصلي التعليمي التربوي، وهو شق مهم في عملية الاتصال وتتعدد استعمالاته فالخط الجميل يستعمل في الأغراض التزينية، وهذا ليس هو الهدف العام، بل الهدف  الاساسي هو حسن الاتصال به دون تشويش وعدم العناية الفائقة بالكتابة الوظيفية منع الإنســان من اكتساب مهـارة الإملاء والخط فقلل تواصله المدون، إضافة إلى إهمال الدقة والسرعة[29]. وعدم توفر السلامة والوضوح في الكتابة.

9- استغلال الوسائط:

إن تمكن المتعلم من مواكبة واستغلال الوسائط التعليمية يسهل له وبشكل كبير تواصله اللغوي، تعد الوسائط التعليمية الحديثة مصدرا يوفر المعلومات التعليمية التي يبتغيها المتعلم، بل يقترح عليه الدروس التي يرغب في تدريسها ودراستها، ويتيح المجال البحثي في كل المجالات، وتقدم لك المعلومات التعليمية في أبسط العبارات، وبصور موضحة، تسهل العمل التعليمي  وبهذا أصبحت الآلة أداة تربوية حديثة تنافس المعلم عن طريق ما يسمى بالتعليم عن بعد او التعليم بالكمبيوتر لكن ضعف استغلال هذه الوسائط جعلنا نكتشف أنفسنا  أننا أمام عائق توظيفها لا عائق اختراعها وبالتالي فوت علينا فرصا كثيرة فاستغلال هذه الوسائط في عملية التواصل لابد له من تكوين يتمشى مع الوسائط المتوفرة وهذا هو الامر الذي يغيب علينا في نظمنا التعليمية من المدرسة وصولا الي الجامعة[30] .

إضافة إلى العوائق السابقة هناك عوامل أخرى مؤثرة في عملية الاتصال اللغوي منها:

  • عدم قدرة المرسل متحدثا أو كاتبا على تحديد أهداف الاتصال أو على صوغ الرسالة اللغوية بشكل يستجيب لأهداف الاتصال أو على ترتيب المعلومات والمفاهيم التي يريد توصيلها.
  • عدم قدرة المرسل على استقراء رد الفعل الصادر من المستقبل، وتكيف الأداء في ضوئه.

– فشل المستقبل في الإصغاء وتدوين الملاحظات أو في ترجمة الرسالة وتحليلها وتقويمها[31].

10– التواصل التعليمي التربوي:

أصبح الهدف التربوي هو توخي العقول المنظمة وفق تعليم منسجم قائم على تشغيل كافة قدرات المتعلم وقيمه الوجدانية والسلوكية كما أصبح الاتصال التربوي يأخذ أشكالا متنوعة بالتركيز على المرسل أو على القناة أو على المستقبل، أو على العلاقات المتبادلة في إطار شبكة عامة باعتبارها تمثل مجموع العلاقات الاجتماعية بين المربـي والمتعلمين لتحقيق، أهداف تربوية داخل بنية مؤسسية متضمنة لخاصيات معرفية ووجدانية، وهذه الخاصيات تحصل عندما يكون فعل التواصل بين مدرس وتلاميذ وذلك بتوفير العناصر التالية:

– الأطراف الفاعلة في التواصل، مربي، تلاميذ، وسائل التواصل.

– السياق الذي يتم فيه التواصل.

– الهدف من التواصل.

– سيرورة التفاعلات بين المدرس وتلاميذه.

– وجود أفعال لفظية: سؤال، جواب،  وصف، حكي …

– وجود أفعال غير لفظية: إشارة، تحية وقوف، جلوس، أيقونة صورة ،….

وبالتالي فإن الاتصال التربوي في معناه العام يعني كل أشكال ومظاهر العلاقة التواصلية بين مدرس ومتعلم، بهدف تبادل ونقل الخبرات والمعارف والتجارب في المواقف، مثلما يهدف إلى التأثير على سلوك المتلقي، ولكي تكون هذه العملية ذات نفع وحقيقي يجب أن تكون ضمن الشروط الخاصة بعملية التواصل في جانبها العلمي أو المادي كي تصل الرسالة للمتلقين سليمة[32].

11_ وسائل الاتصال التربوي:

وهي التقنيات والمحتويات المختلفة والتي يتحكم فيها غالبا الحاسوب وهي عددية ومنها:

أ – المعلم: يجب أن يتوفر المعلم على مهارات تدريس ومهارات لم يمتلكها مدرس آخر،كامتلاكه لاستخدام الحاسوب، وتقنيات التبليغ الفعالة.

ب- عوامل اجتماعية: ان معرفة المعلم بالظروف الاجتماعية التي ينتمي اليها الطلاب هي إشارة علي نجاحهفي عمله التربوي.

ج- أدوات عقلية لحل المشكلات: وهي عرض تعليم يدرس الطلبة كيفية التفكير في ضوء أدوات العرض أي صنع[33]. البرامج التعليمية التي تحاكي تفكير الخبير بشكل رمزي بحيث يتلاءم بشكل خاص مع الطريقة التي يمكن من خلالها الطلبة من معالجة الافكار ووضع الحلول بطريقة ذهنية عبر تقنيات ومعلوما ت يضعها الخبير ويفهمها الطالب علي سبيل المثال: تقنية السيروبان أو مايعرف بالحساب الذهني.

د-عملية التدريس:

يدخل الفكر التربوي بعشرات من المحاولات المتعلقة بتحديد مفهوم التدريس، ويسند كل منها إلى رؤية فلسفية أو نظرية أو خبرات معينة لتحديد هذا المفهوم. التعليم هو عملية تواصل بين المعلم والمتعلم، ويعني الانتقال من حالة عقلية إلى حالة عقلية أخرى، حيث يتم نمو المتعلم بين لحظة وأخرى نتيجة تفاعله مع مجموعة من الحوادث تعليمية التي تؤثر فيه، فهو بحد ذاته نشاط وعلاقات إنسانية متبادلة بين المدرس والطالب تحدث داخل الصف من خلال طرح الآراء ووجهات النظر، وبالتالي الوصول للأهداف المطلوبة لإنجاح عملية التعلم.

إنّ مهمة المدرس لا تقتصر على التلقين فقط. بل تمتد إلى أكثر من ذلك، فعلم النفس وعلوم التربية يعدان من الأسس التي تستند إليها العملية التعليمية من خلال تزويد المتعلم بالخبرات التي تساهم في تكوين شخصيته، وتهدف إلى تغيير مرغوب في سلوكه[34].

هوامش البحث:

[1] -د.صالح بلعيد ، ( م ، س ) ، ص 29.

[2] -د.صالح بلعيد ، دروس في اللسانيات التطبيقية ، ط4 ، 2009م ، دار هومة ، ص 42.

[3]– المرجع نفسه، ص 42 ـ 43.

[4] – المرجع نفسه، ص 42 ـ 43.

[5] -د.محسن علي عملية، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها، ط1، 2008 م ، دار المناهج ، ص 69 .

[6] -د.محسن علي عملية، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها، ص69.

[7]– أ. الطاهر بومربر ، التواصل اللساني والشعرية ( مقارنة تحليلية لنظرية رومان جاكبسون )، ط1 ، 2007 م ، الدار العربية للعلوم ، منشورات الاختلاف، ص 17 .

[8]-المرجع نفسه، ص17.

[9] – أ. الطاهر بومزبر ، ( م ، س ) ، ص 48 .

[10]– أ. الطاهر بومزبر ، ( م ، س ) ، ص 48 .

[11] -د.محسن علي عطية ، الكافي في أساليب تدريس اللغة العربية ، ط1 ، 2006 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ـ الأردن ، ص 163.

[12] -د.محسن علي عملية ( مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها) ، ط1 ، 2008 م ، دار المناهج ، ص 69 .

[13] -د.صالح بلعيد ، ( م ، س ) ، ص 53 .

[14] -د.محسن علي عطية، الكافي في أساليب تدريس اللغة العربية ، ص 167 .

[15] -د.محسن علي عملية ( مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها ،  ص 80 – 81.

[16] – أ. الطاهر بومزبر ، ( م ، س ) ، ص24 .

[17] – د. محسن علي عطية ، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها ، ص 72 ـ 73 .

[18] – د. محسن علي عطية ، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها ، ص 72 ـ 73 .

[19] – أ. الطاهر بومزبر ، ( م ، س ) ،ص 27 .

[20] – د. محسن علي عطية ،( م ، س ) ، ص 73 ـ 74 .

[21] – أ. الطاهر بومزبر ، ( م ، س ) ، ص33.

[22] – د. محسن علي عطية ، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها ، ( م ،س )  ، ص 75 – 76 .

[23]– المرجع نفسه ، ص 77 – 78 .

[24]– المرجع نفسه ، ص 77 – 78 .

[25] – د. محسن علي عطية، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها ،ص 71 .

[26]– المرجع نفسه، ص 79.

[27] -د.صالح بلعيد ، ( م ، س ) ، ص 50- 51 – 52 .

[28]– د.صالح بلعيد ، ( م ، س ) ، ص 50- 51 – 52 .

[29] -د.صالح بلعيد، ( م ، س ) ، ص 50- 51 – 52 .

[30] -د.صالح بلعيد، ( م ، س ) ، ص 52 – 53.

[31] – د. محسن علي عطية، مهارات الإتصال اللغوي وتعليمها ، ص 79 – 80 .

[32] -د.صالح بلعيد ، ( م ، س ) ، ص 48 – 49 .

[33]– المرجع نفسه، ص 49 .

[34]-سمير محمد كبريت، منهاج المعلم والإدارة التربوية .ص36.

*قسم اللغة العربية ،كلية الآداب والفنون،جامعة حسيبة بن بوعلي- الشلف، الجزائر

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of