تعريف موجز للکاشفی:
اسمه ومولده:
هو حسين بن على الملقب بكمال الدين(1) الشهير بالواعظ الكاشفي البيهقي ثم الهروي.(2)
ولد في مدينة سبزوار(3) من ناحية بيهق(4) ولم يذكر تاريخ ولادته بالضبط لكن القرائن تدل على أن هذا كان في أواسط النصف الأول من القرن التاسع الهجري، لأنه كما سنذكر سافر من نيسابور إلى مدينة مشهد في سنة 860هـ ثم منه إلى هراة (5) وقد كان الكاشفي في هذا الوقت معروفاً وكان له أصدقاء من هراة يعرفونه وقبل هذا كان يشتغل بأمر الوعظ في نيسابور، فلابد وأن يكون عمره حين ذاك بين عشرين إلى ثلاثين، فيظهر من هذا أنه ولد في سنوات بين الثلاثين إلى الأربعين من القرن التاسع.
ثناء العلماء عليه:
لقدكان الكاشفي عالماً، عارفاً، خبيراً ذا حظ في كل من علوم التفسير والحديث والفقه والتصوف والأخلاق والأدب والأعداد والنجوم، نال منزلة رفيعة بين أقرانه وفاق الكثير منهم خصوصاً في الوعظ والخطابة.
قال ميرزا عبد الله الأفندي(6) عن الكاشفي ما نصه: (الصوفي الشاعر الأديب المنشئ الفاضل العالم الفقيه المحدث المفسر المنجم الجامع لأكثر العلوم حتى علوم السحر والأعداد والنجوم وعلم أسرار الحروف والجفر وغير ذلك، وله في كل فن تأليفات).(7)
وقال غياث الدين المدعو بخواند أمير(8) عن الكاشفي ما ترجمته: (في علم النجوم والإنشاء لم يكن له نظير في عصره وفي سائر العلوم كان يدعى التساوي بأقرانه وأمثاله)(9)
ولما أنه كان ذو حظٍ وافرٍ من المعلومات في العلوم المختلفة وكان ذا قدرة واسعة على الكتابة والإنشاء فلذلك ترك خلفه آثارا كثيرة حتى أصبح من الكتاب المشهورين في اللغة الفارسية، وبجنب هذا كان ذا صوت جميل ولحن قوى جذاب فبدأ يرشد الناس ويعظهم من أوان شبابه أينما ارتحل حتى نال من القبول عند عامة الناس وخاصتهم واشتهر بالواعظ الكاشفي.
نبذة عن حياته:
عاش الكاشفي بدايات حياته منذ أن كان طفلاً صغيراً إلى أن أصبح شابّاً قويّاً في مدينة سبزوار مسقط رأسه ثم سافر منه إلى نيسابور(10) وكان مدةً هناك واشتغل أيّاماً بأمر الوعظ كما قال صاحب “رياض العارفين” ثم خرج منه إلى مشهد.(11)
بعد مكث بسيط خرج من مشهد يقصد الهراة، والباعث على ذلك كما قيل هو أن الكاشفي في شهر ذي حجة سنة ثمانمائة وستين الهجرية حين ما نزل في مشهد بجنب روضة إمام علي الرضا عليه رحمة الله رأى في المنام سعد الدين الكاشغري(12) الذي كان من كبار مشائخ الطريقة النقشبندية، أنه يدعوه إلي منزله (وكان قد توفي عند صلاة الظهر يوم الأربعاء السابعة من جمادى الآخرة في هذه السنة 860 هـ) فلما رأى هذه الرؤية بدأ يتفحص عنه فسئل الناس، هل هناك رجل يكون مقتدى في هذا البلد يسمى سعد الدين؟ فدلوه بسعد الدين المشهدي الزاهد، فحين ما حضر عنده عرف أنه غير الذي رآه في المنام فخرج من عنده يطلب الرجل فإذا بقافلة قدمت من هراة وفيها بعض من يعرفهم الكاشفي فلقيهم ودار الكلام بينهم فقالوا: من تبحث عنه كان من كبار مشائخ هراة وقبل أيام توفى ودفن هناك.
فارتحل الكاشفي من هذه البلدة نحو هراة فنزل بها وزار مقبرة سعد الدين الكاشغري وعندها تعرف الكاشفي بالشاعر والأديب المتصوف نور الدين عبد الرحمن الجامي الهروي(13) وفي خلوة أخبره عن الواقعة، فقال له الجامي: بماذا عبرت الرؤيا ؟ قال عبرت أني أموت في هراة وسأدفن بجنب الشيخ هنا، قال الجامي: ولماذا لا تعبر بأن الشيخ قد دلَّك على منزله المعنوى الذي عبارة عن نسبة (طريقة) كان فيها وحمل الواقعة بهذا النوع أحسن، فقال له الكاشفي إذاً بعد ارتحاله تكون أنت في مقامه فأرشدْنى إلي طريقته، فأشارإليه بعض الأمور،_ يراد بها رموز الطريقة ومنهجها_ وفي سنة 904هـ لما تزوج فخر الدين علي ابن الكاشفي بابنة خواجه محمد أكبر المعروف بخواجه كلان ابن الشيخ سعد الدين الكاشغري، قال الكاشفي لابنه: هذا تأويل رؤيا التي رأيتها قبل أربعين سنة.(14) ـــــــــ كأنه يريد به النسبة الظاهرية زائداً على النسبة المعنوية التى حصلت قبل هذا ــــــــ.
ثم إن الكاشفي لما رأى جو العلم واحترام العلماء في بلدة هراة، اختار هذا المكان مسكناً له ولازم الشيخ عبد الرحمن الجامي وتعرف بأبناء ملوك التيموريين ونال عند سلطان حسين بايقراء(15) السلطان الشهير راعى العلم والعلماء منزلة رفيعة وأصبح محل عناية ورعاية من قبل كل من أبو المحسن ميرزا ابن السلطان المذكور والوزير المعروف والأديب المشهور أمير على شيرنوائي(16) الذى كان يشجّع الكاشفي في أمر التأليف والتصنيف وبمساعدة هذا الرجل العظيم تمكن الكاشفي من تأليف عدد من الكتب.
ومما ثبت عن حياة الكاشفي في هراة هي قرابة الكاشفي بالشيخ عبد الرحمن الجامي لكن ثمة خلاف حول تحديد هذه العلاقة.
فقد ذهب قاضي نورالله التسترى إلى أن الكاشفي كان عديلاً للجامي (متزوجاً بأخت زوجته)(17)
وذهب رضا قليخان هدايت، أنه تزوج بابنة الجامي وكان فخر الدين على حفيداً للجامى من بنته هذه.(18)
وذهب ميرزا محمد باقر الخوانسارى إلى أن الكاشفي تزوج بأخت الجامي.(19)
ويقول على أصغر معينيان ما ترجمته: (ومن وجهة نظر هذا الفقير ما هو مقرون بحقيقة الواقع هو قول السيد الخوانسارى يعنى قد كان بين الكاشفي والجامي قرابة سببية وهى تزوجه بأخت الجامي وكان مولانا فخر الدين صفى ثمرة هذا الزواج)(20) ثم ذكر المعينيان بعض الدلائل التى تدل على هذا المدعى، نشير إليها ليصبح الأمر واضحاً لدينا:
منها أن الصفى ابن الكاشفي هوالذى كان عديلاً للجامي وقد تزوج بابنة خواجه محمد أكبر، والدليل على ذلك تصريحه في رشحات عين الحيات فقال ما ترجمته: ( قد كان لخواجه كلان ابن الرشيد لسعد الدين الكاشغرى صبيتين، فوقعت إحداهما في حبالة حضرت المخدوم الجامي وحولت الثاني إلى راقم هذه الحروف – يريد به نفسه-.(21)
ومنها أنه لم يكن للجامي إبنة أصلاً بل كان له أربعة أبناء كماصرح بذلك أيضاً فخر الدين على في الرشحات بماترجمته: (وكان لحضرت المخدوم (جامي) من هذه الصبية (بنت خواجه كلان) أربعة أبناء).(22)
ومنها أنه لو فرضنا وجود ابنة للجامي بعيد أن تكون هذه زوجة للكاشفي لأن فخر الدين على تزوج في سنة 904هـ بابنة خواجة كلان الثانية وقد ثبت أن الجامي تزوج بابنته الأولى فإذا كانت زوجة الكاشفي بنت الجامي، فالصفي حفيد للجامي والبنت الأخرى لخواجه كلان تكون خالة لأم الصفي فكيف تزوج بها؟ ولم يُذكر للجامي زوجة أخرى غير هذه حتى تكون بنت هذه الثانية زوجةً للكاشفي.
فالأشهر والأصح أن الكاشفي تزوج بأخت الجامي وقد ثبت بنص الرشحات أن الجامي كان يحبُّ الصفي كثيراً وهوالذي لقّبه بصفي وهذا بعد أن مات ابن الثانى للجامي وكان اسمه صفي الدين محمد، فحزن بموته شديداً ثم وضع اسمه لقباً لابن أخته حتى يكون تذكاراً له، ولم يكن في هذا الوقت لفخر الدين أكثر من ثلاثة عشر سنوات وهذا أيضاً يدل على وجود قرابة بين الجامي والصفي ولا يتصور أن يكون هذا بسبب كون الصفي عديلاً للجامي، كيف وهو كان صغيراً في ذاك الوقت بل الصفي أصبح عديلاً للجامي بعد وفات الجامي بست سنوات، لأن الجامى توفي سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وكان تزوّج الصفي بابنة الخواجة في سنة أربع وتسعمائة الهجريّة.
ومماثبت عن أيام الكاشفي في هراة هوأنه نال منصب الوعظ والخطابة، فكان الكاشفي في صباح يوم الجمعة يلقي درساً عند دار السيادة السلطانية، وبعد صلاة الجمعة في يومه هذا كان يعظ الناس في جامع أمير عليشير، وفي يوم الثلاثاء كان يشتغل بأمر الإرشاد في مدرسة السلطانية، وفي يوم الأربعاء كان له درس عند مقبرة خواجه أبي الوليد أحمد(23) وكذلك في آواخر حياته كان له لقاءات مع الناس ومواعظ ونصائح عند حظيرة سلطان أحمد ميرزا(24) فكان تلامذة الشيخ وعامة الناس يزدحمون في هذه المواعيد وفيهم من يحضر من اللّيلة ليكون أقرب إلي الشيخ.
آخر مانذكر عن حياة الكاشفي هو أنه قد كان له بعض الرحلات والأسفار تارة إلى خراسان وتارة إلى هند، فذهابه إلى سبزوار ومناقشة أهلها معه مشهور ومذكور في الكتب التى ذكرت حياة الكاشفي(25) وأماسفره إلى الهند فقد ذكر مؤلف كتاب تاريخ أدبيات أفغانستان أن الكاشفي في أواخر حياته سافر مرة إلى هند.(26)
شيوخه ومؤلفاته:
وأما عن أوان تحصيل المؤلف وشيوخه فليس لدينا معلومات مثبتة وكل ما لدينا أن والد المؤلف كان من الفقهاء ومحدثي عصره حتى أنه كان يؤذن رواية الحديث، فظاهر أن الكاشفي درس عند أبيه وقد أجاز له رواية الحديث أيضاً كما وجد بخط الكاشفى في إجازة منه لبض معاصريه هذه العبارة (أنا أرويها عن والدي)(27)
ولاشك أنه في التصوف استفاد من مرشده عبد الرحمن الجامي، فكان مريداً وتلميذاً له وعن طريقه دخل التصوف، وخير شاهد على هذا ابنه فخر الدين صفى الذى أشار في موضع على هذه الاستفادة بما ترجمته: (والد راقم هذه الحروف عليه الرحمة كان يلازم حضرت المخدوم (الجامي) كثيراً وبإشارة والتفات منه تشرف بشغل الباطنى لهذه الطائفة العالية)(28)
وفي موضع آخر عند ترجمة الجامي صرح بهذه الاستفادة فقال ما ترجمته: (والد هذا الفقير عليه الرحمة كان يقول: (في يوم من الأيام كنت أنظر وأتأمل في معنى آية ﴿ وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ﴾ (يس: 37) وعندى بعض التفاسير ففجأة خطر ببالي أنه يمكن أن يحمل هذه الآية بحسب التأويل على هذا المعنى: بأن يراد بالنهار نور الوجود وبالليل ظلمة العدم، يعنى كلما ارتفع عنهم نور الوجود بقوا في ظلمة العدم، بعد خطور هذا المعنى نويت أن أقترح هذه الصورة على حضرت المخدوم (جامي) فبعد يوم أخذت احرام الملازمة فحضرت عنده، فإذاجلست قال: يأتيكم زمن عند مطالعة التفاسير أن يخاطر لكم في بعض الآيات القرآنية معنًى يناسب مشرب هذه الطائفة الذى وجدتموه في كتب القوم، فبينوه، فبدأت بشرح ذلك المقدمات فحسنها هو).(29)
وأماعن مؤلّفات الكاشفي فهي كثيرة نذكرمنها مايلى:
1_ جواهر التفسير لتحفة الأمير (فارسي) كتبه لأمير عليشير وأراد أن يجعله في أربع مجلدات، فأكمل الجزء الأول منه في890 هـ من أول سورة الفاتحة إلى آية 84 من سورة النساء في مجلد ضخم، وهومخطوطٌ ويقع في 1222 صفحات، ولم يوفق الكاشفي لتكميل باقى المجلدات.
2- جامع الستين (عربي) في تفسير سورة يوسف، في ستين فصلا.
3- مختصر الجواهر (فارسي) وهو خلاصة لجواهر التفسير.
4- تفسير مواهب علية (المواهب العلية) (فارسي) المشهور بتفسير الحسيني، فرغ منه في شوال 899 هـ ألفه باسم عليشير نوائي وهو الكتاب الذي نحن بصدده.
5- روضة الشهداء (فارسي) فرغ منه في 908 هـ ألفه باسم ميرزا مرشد الدين عبد الله حفيد سلطان حسين بايقراء من ابنته وهو أشهر كتاب فارسي كتب في واقعة كربلا.
6- زواهر الأنوار في شرح المثنوى (فارسي).
7- لباب معنوى (اللباب المعنوى) في انتخاب المثنوى.
8- لب لباب المثنوى وهو انتخاب آخر من المثنوى، فرغ منه في 875 هـ .
9- أخلاق المحسنين المعروف بأخلاق محسنى (فارسي) وهو من كتبه المشهورة في الأخلاق فرغ منه في 900 هـ باسم أبي المحسن ميرزا.
10- مخزن الإنشاء، فرغ منه في 907 هـ.
11- صحيفه شاهي (فارسى) وهو كتاب آخر في الإنشاء فرغ منه في 907 هـ.
12- أنوار سهيلى (الأنوار السهيلية) (فارسي) هومختصر من كليلة ودمنة ألفه باسم شيخ أحمد سهيلى الذى كان من أدباء حكومة سلطان حسين بايقراء.
13- أسرار قاسمى (الأسرار القاسمية) في السحر والطلسمات والكيمياء (فارسي) فرغ منه في 907 هـ واختصره ابنه فخر الدين صفي.
14- لوائح القمر، فرغ منه في 878 هـ ألفه باسم شمس الدين محمد، وهو في أحكام القمر ومنازله.
15- ميامن المشترى، وهوفي أحكام المشترى.
16- سواطع المريخ، وهو في أحكام المريخ.
17- لوامع الشمس، وهو في أحكام الشمس.
18- مناهج الزهرة، وهوفي أحكام الزهرة.
19- منائح عطارد، وهو في أحكام عطارد.
20- مواهب الزحل، فرغ منه في 910 هـ وهو في أحكام الزحل.
21- مرصد الأنسى (المرصد الأنسى) في استخراج اسماء الحسنى.
22- رسالة العلوية (الرسالة العلوية) الفه باسم الشيخ نصير الدين عبيد الله النقشبندى.
23- تحفة العلية (التحفة العلية) في أسرار الحروف.
24- رسالة في علم الأعداد .
25- بدائع الأفكار في صنائع الأشعار، وهو في بيان أقسام صناعات الشعرية والبديع.
26- رسالة في الأوراد والأدعية.
27- رساله حاتمية (الرسالة الحاتمية) وهو في ما يتعلق بحاتم الطائي، فرغ منه في 891 هـ.
28- رسالة العلية (الرسالة العلية) في أحاديث النبوية، فيه أربعين حديث.
29- اختيارات النجوم.
30- فيض النوال في بيان الزوال.
31- مفاتيح الكنوز، وهو في الكيمياء فيه عشرين رسالة من الحكماء.
32- ميامن الإحتساب في قواعد الإحتساب.
33- آيينه سكندرى، في الحساب.
34- مرآت الصفا في صفات المصطفي.
35- فتوت نامه سلطاني.
36- تحفة الصلاة، وهو في الأدعية اليومية، فرغ منه في 899 هـ
37- مالا بد منه في المذهب.
زاد السعيد النفيسي في كتابه “تاريخ نظم ونثر”كتاباً آخر للكاشفي بعنوان: منهاج الولاية في شرح خطب نهج البلاغة (30) وزاد إسماعيل باشا في هديّة العارفين كتاباً له بعنوان: النقاوة في آداب التلاوة (31) وفي تاريخ أدبيات أفغانستان ذكر للكاشفي تأليفاً آخر بعنوان: مجموعة الغزليات والرباعيات، وقال المؤلف عنه أنه محفوظ ألآن في متحف كابول.(32) أيضاً أحمد المنزوى كتب أن للكاشفي كتاباً آخر يسمى بيوسف وزليخا، وقال: “لعله خلاصة من تفاسيره”.(33) – ولعله يريد به تفسيره جامع الستين الذى كتبه في تفسير سورة يوسف- .
وفاته:
وأما القول عن وفاة الكاشفي، ففيه أربعة آراء:
لقد ورد في كشف الظنون عند ذكر تفسير “المواهب العلية” أن وفات الكاشفي كان في سنة تسعمائة الهجرية (34) وفي طبقات المفسرين للأدنة وى ذكر أن وفاته حدث في سنة ثلاث وتسعمائة الهجرية (35) وفي كشف الظنون أيضاً عند ذكر جواهر التفسير (للكاشفي) ذكر أن وفاته وقع في سنة ست وتسعمائة الهجرية.(36)
لكن القول الصحيح المعتمد الذي اتفق عليه أغلب المصادر وله أكثر من شاهد هو ما أورده إسماعيل باشا البغدادى في هدية العارفين (37) وخواند أمير في تاريخه (38) وغيرهما، أن الكاشفي توفي سنة عشر وتسعمائة 910 الهجرية.
ومما يدل على هذا الأخير هو ما أشار إليه النائيني في مقدمة تفسير المواهب العلية من أن الكاشفي أورد في أول الباب العاشر من كتاب روضة الشهداء أنه مضى من شهادة الإمام حسين إلى تاريخ تأليف هذا الكتاب قريباً من سبع وأربعين وثمانمائة (39) فليكن كتابة هذا الكتاب في سنة 908 هـ أوقريباً منه لأننا نعرف أن شهادة الإمام حسين كان في سنة 61 من الهجرة، والكاشفي صرح بأنه مضى من يوم شهادته إلى تأليف هذا الكتاب 847 سنوات، فإذا جمعنا هذا وذاك 908=61+847 ينتج ماقلناه.
وبعد هذا الكتاب ألف كُتباً آخر مثل: مواهب الزحل في سنة910 هـ فعاش الكاشفي طويلاً ورزقه الله بركةً في عمره فترك ورائه عدداً كبيراً من المؤلفات باللغتين العربية والفارسية.(40)
عقيدة الكاشفي:
واما القول عن عقیدة الكاشفي فخلاصة الكلام فيه أنه كان أشعرياً ماتريدياً في العقيدة، حنفيا المذهب في الفقه ونقشبنديا المسلك في الطريقة، وكان لديه بعض نزعات شيعية منتجاً من الصلة القوية بين التشيع والتصوف، هذا وفي المقام آراء وتفاصيل لا مجال لذكرها في هذه العجالة لعلنا نفصلها في مقالة مستقلة مع الالتزام بالمنهج العلمي المطلوب إن شاء الله تعالى:
التعريف الموجز بتفسير الكاشفي:
لقد ألف الكاشفي كما أشرنا إليه سابقاً قريباً من أربعين كتاباً ورسالة أربع منها في التفسير أعني جواهر التفسير، جامع الستين (تفسير سورة يوسف) مختصر الجواهر، المواهب العلية، وهذا الأخير هو أشهر تفاسيره بل أشهر كتبه على الإطلاق وبجنب هذا هو من أشهر التفاسير المؤلفة باللغة الفارسية في عصره إلى زمن طويل، ولقد كان ذو مكانة خاصة بين ناطقي هذه اللغة طوال القرون في بلاد خراسان وإيران وبعض بلاد ماوراء النهر حتى بين غير ناطقي هذه اللغة ممن كان لهم علاقة بالفارسية مثل شبه القارة الهندية وتركيا حتى بين مسلمي الصين وما زال هذا التفسير مشهوراً ومعروفاً في عديد من البلاد مثل أفغانستان وطاجيكستان وإيران وهو مشهور بتفسير الحسيني نسبة إلى مؤلفه الذي كان اسمه حسين بن علي الكاشفي، ومما يدل على هذه الشهرة العظيمة وجود النسخ الكثيرة المخطوطة من هذا التفسير بحيث لا تجد مكتبة تحتوي المخطوطات في هذه البلاد إلا وللتفسير وجود بارز فيها على سبيل المثال يوجد في مكتبة گنج بخش التابع لمركز التحقيقات الفارسية بإسلام آباد أكثرمن 160نسخة مخطوطة.(41)
والدليل الآخر أننا نجد هذا التفسير منذ مايقارب قرنين من الزمن مطبوعة قد طبع مرات كثيرة وفي مطابع مختلفة فلننظر في الهند فقط لأول مرة طبع في سنة 1247هـ في كلكتا، ثم طبع في سنة 1268هـ في مطبعة محمدية ببمباى، ثم طبع في سنة 1271هـ في مطعبة بندر معمورة ببمباى، ثم طبع في سنة 1290هـ في مطبعة تاي نول كشور بلكهنو، ثم طبع في سنة 1291هـ في منشي نول كشور بلكهنو، ثم طبع في سنة 1295هـ في مطبعة حيدري ببمباى، ثم في سنة 1305هـ في مطبعة منشي نول كشور مرة أخرى، ثم في سنة 1312هـ في مطبعة محمدي مرة أخرى، ثم في سنة 1313هـ في مطبعة منشي نول كشور لمرة الثالثة،ثم في سنة 1320هـ في مطبعة كريمي ببمباي، ثم في سنة 1324هـ في مطبعة فيض لكنو، ثم في سنة 1357هـ في مطبعة محمدي لمرة الثالثة. (42)
وهكذا تسلسل الطبائع في الهند وفي إيران وفي أفغانستان لمرات عديدة كثيرة جداً، حتى أننا نجد مؤلفوا الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم يرون أن أول تفسير طبع باللغة الفارسية هو تفسير”المواهب العلية”.(43)
إن هذا التفسیر تفسير موجز تجنب المؤلف فيه الخوض في مباحث اللغوية والكلامية الصعبة والمعضلات العلمية التي لا يفهمها إلا خاصة الناس لكن هذا الإيجاز لم يمنع المؤلف من أن يذكر ما كان ذكره واجباً ويفصل الكلام عند الضرورة.
وبجنب هذا له مكانته الأدبية في اللغة الفارسية حيث أن الكاشفي كان أديباً مشهوراً وقد أودع قدرته الأدبية في تفسيره هذا، فهو تفسير موجز، مفيد، سهل، سلِس متحلى بحلية الفصاحة والبلاغة الأدبية، وهذا كان سبب شهرته الواسعة بين الناس.
وقد ترك هذا التفسير أثراً كبيراً على بعض من جاء بعده من المؤلفين فتأثروا بمنهج الكاشفي ونثره القوي الرائع ولقد أشار إلى هذا الموضوع محمد رضا جلالي النائيني في مقدمته لهذا التفسير وذكر من المؤلفين في التفسير باللغة الفارسية علي بن الحسن الزواري صاحب تفسير “ترجمة الخواص” ومولافتح الله الكاشاني مؤلف تفسير”منهج الصادقين”.(44)
أقول: هذين الذين ذكرهما النائيني هما من علماء الشيعة وقد إختارا في المسائل العقيدة والفقهية منهجاً غير منهج الكاشفي وهذا ما صرح به النائيني أيضاً، لكن يوجد هناك من هو من أهل السنة والجماعة وكتب التفسير باللغة العربية وهو متأثر من الكاشفي كثيراً مثل إسماعيل صفي البروسوي (م 1137هـ) صاحب تفسير “روح البيان” فقد نهج نفس منهج الكاشفي حيث زين تفسيره بأشعار الفارسية والعربية وبأقوال العلماء والمتصوفين والقصص الماضيّة وكذلك فسر كثيراً من الآيات تفسيراً إشارياً حتى أنه جعل تفسير الكاشفي من مراجعه مثلاً عند قوله تعالى ﴿ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴾ (الرحمن: 12) يقول ما نصه: (قال الكاشفي: وعصف گياهی است که از او دانه جدا ميشود) يعنى أن العصف هو عشب يقطع عنه الحب) (45)
وكذلك عند قوله تعالى ﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ (الفجر: 26- 27) يقول ما نصه: (وقال الكاشفي: اي نفس آرام گرفته به ذكر من كه شاكر بودی در نعمت وصبر نمودى درمحنت) (46) يعني أيتها النفس المطمئنة الشاكرة على النعماء الصابرة على البلاء.
حيث أن الكلام يدور حول تعريف هذا التفسير أرى من المناسب أن أشير إلى النكات التالية بإيجاز:
- سبب تأليف هذا التفسير.
- تاريـخ بدايته واختـتامه.
- طريقة المؤلف في التفسير والنقل.
لقد أشرنا سابقاً أن الكاشفي حينما قدم إلى هراة تعرف بالشيخ الجامي الهروي ثم بعد ما سلط علی الحكم السلطان حسين بايقراء من أبناء التيموريين نال الكاشفي عن طريق مرشده عبد الرحمن الجامي منزلة رفيعة عند الحكام خصوصاً منهم أمير عليشير نوائي فكان محل عناية ورعاية منه وبالمقابل كان الكاشفي يمدحه ويكتب الكتب باسمه وباسم الآخرين من الحكام فمن ذلك الكتب الذي كان الباعث لتأليفه هذا الأمير المذكور هو هذا التفسير والأصل فيه كما قال الكاشفي في مقدمة هذا التفسير أن أمير علي شير طلب من الكاشفي أن يكتب تفسيراً للقرآن الكريم باللغة الفارسية فبدأ الكاشفي بتأليفه وسماه “جواهر التفسير لتحفة الأمير” وأراد أن يجعله في أربع مجلدات ضخمة ثم بعد أن كتب المجلد الأول رأى أن المجلدات الأخرى تأخد الوقت الطويل حتى تنتهي فعزم أن يكتب تفسيراً موجزاً ليستفيد منه الأمير موقتاً حتى يسود الكاشفي تفسيره الكبير فكتب هذا التفسير وسماه بـ”مواهب علية” (بدون أل التعريف في الكلمتين كما هو مستعمل في اللغة الفارسية) تيمناً باسم الأمير الذي كان اسمه عليشير نوائي.(47)
ثم فيما بعد أشتهر التفسير باسم كاتبه (حسين الواعظ) بـ”تفسير الحسينى” بعد هذا بدأ بكتابة المجلد الثاني من “جواهر التفسير” لكن أعجلته المنية فتوفي ولم يكتب منه إلا قليلاً.
أما عن تاريخ بدء كتابة هذا التفسير فهو كما صرح به الكاشفي في مقدمته كان في غرة الشهر المحرم من عام 897هـ (بمدينة هرات) وانتهى منه في اليوم الثاني من شهر الشوال عام 899هـ وهذا ما صرح به المؤلف أيضاً في خاتمة الكتاب مع أبيات شعر أنشدها ابنه الصفي في تاريخ إتمام التفسير.(48)
طريقة المؤلف في تفسير الآيات:
ومما يساعدنا لمعرفة تفسير الكاشفي ومنهجه هو معرفة طريقته في كتابة هذا التفسير وهو أنه يذكر جزءً من نص الآية القرآنية فيترجمه بالفارسية فإن كان يحتاج إلى التفسير وشيئ من التفصيل يأتي به وإلا ينتقل من هذا الجزء إلى الجزء الآخر وهذا في الغالب وقد يأتي بالآية ويترجمها فقط ثم يفسرها ويذكر الأراء الفقهية أوالتصوفية بعد إتمام الآية أويذكر سبب نزول الآية قبلها ثم يترجمها أو يفسرها.
إنه ينقل اقوال العلماء والفقهاء والعرفاء إما بذكر مؤلفاتهم فقط بقوله: وفي الكشاف أوبقوله: قال صاحب الحقائق، أوبذكر أسمائهم مثل قوله: قال الإمام القشيرى أو السلمي، وبالخصوص ينقل عن خواجه عبد الله الأنصاري الذي يذكره باسم شيخ الإسلام أومرشد الطريقة أقواله كثيراً، فهو إذا نقل عن الآخرين قولاً واحداً أو قولين فأكثر، يرى أنه يوافق هذا القول لأنه قليلاً ما يخالف القول أو يشير إلى ما هو الأصح منه أو يذكر قول الجمهور فيه، ففي هذه المواضع يبدو أن الراجح عنده هذا الثاني .
وكثيراً ما يزين نثره بأشعار من الشعراء المشهورين في اللغة الفارسية مثل المولوي والعطار وغيرهما أو غير المشهورين منهم أو بأشعار أنشدها هو بنفسه لكن لا لإثبات فصاحة الآيات كما فعل المفسرون الآخرون الذين كتبوا باللغة العربية، بل هذا الذي جاء به الكاشفي يكون غالباً للوعظ والإرشاد عند آيات الوعد والوعيد وبنفس الطريقة يذكر أقوال العرفاء والمتصوفين ويوصفهم بأهل الطريقة والحقيقة.
وصلی الله علی سیدنا محمد وعلی آله وصحبه أجمعین
الهوامش والمصادر
1 ولقب أيضاَ بمعين الدين كما ذكره سعيد نفيسي في تاريخ نظم ونثر صـ 245 لكن الأشهر كمال الدين
2 إعتمدت في ترجمة الكاشفي على المراجع التالية:
مجالس النفائس، لأمير نظام الدين عليشير نوائى، ترجمة فخرى الهروى وحكيم شاه محمد القزوينى (فارسي) صـ 93 و268 ط: گلشن _ إيران 1363 هـ الطبعة الأولى، ورشحات عين الحيات ( فارسي) لفخر الدين على بن حسين الكاشفى، مقدمة المصحح 1/ 66-67 و70-74 متن الكتاب 1/ 252-254 و279 ط: إنتشارات بنياد نيكو كارى نوريانى _ طهران 2536 شاهنشاهى، وتاريخ حبيب السير (فارسي) لغياث الدين بن همام الدين الحسينى الشهير بخواند أمير 4/ 345 ط: كتابفروشى خيام _ إيران 1353 هـ ش، وطبقات المفسرين، للأدنروى 1/361 ط: مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة، وكشف الظنون 1/ 37 و368 و446 و613 و926 و2/ 1638 و1648 و1896 و1916، وهدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادى 1/ 316-317 ط: وكالة المعارف _ استانبول 1951م، وإيضاح المكنون، له أيضاً 1/ 76 و2/ 416 و674 ط: وكالة المعارف _ استانبول 1945م، ومعجم الؤلفين لعمر رضا كحالة 4/ 34 ط: مطبعة الشرقي _ دمشق 1377 هـ، وتاريخ إدبيات أفغانستان (فارسي) لأحمد علي كهزاد وديگران صـ 225-229، وتفسير المواهب العلية (فارسي) مقدمة سيد محمد رضا جلالى نائيني صـ 7-13 ط: كتابفروشى وچابخانه إقبال _ طهران 1317 هـ، ورسالة مزارات هرات (فارسي) الحصة الثانية، لمولانا عبيد الله بن أبوسعيد الهروى صـ 115-116، وكذا تعليقات هذه الرسالة لفكرى السلجوقى صـ 48 ط: كابول 1967م، والتفاسير باللغة الفارسية واتجاهاتها، للدكتور فضل الهادى وزين 1/ 139-141،
3 هي في الأصل كانت قرية من قرى بيهق بل من أهم قراها ثم تغلب هذا الاسم على بيهق ونواحيها فهي الآن بلدة كبيرة بين مشهد وطهران واقعة في جنوب جبال أندقان وطبس، تطلق على البيهق السابق، انظر: لغت نامه دهخدا لعلي أكبر مادة (سبزوار) 28/ 236 ومادة (بيهق) 11/ 635 ط: سيروس _ تهران 1336هـ.
4 ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين … وكانت قصبتها أولاً خُسرُو جرد ثم صارت سابزوار والعامة تقول سبزوار. معجم البلدان لياقوت الحموي 1/804 ط: مطبعة الأسدي _ تهران 1965م.
5 بلدة كبيرة وشهيرة من كبار بلاد خراسان السابق وهي الآن من أكبر ولايات أفغانستان، الواقع على جنوب الغربية للبلد.
6 هو عبد الله بن عيسى من مشاهير علماء الإمامية، صاحب كتاب “رياض العلماء” أصله من اصفهان ثم اختار التبريز مسكناً له، توفي حوالي سنة 1130 هـ في تبريز.
7 رياض العلماء وحياض الفضلاء لعبد الله الأفندي 2/185 ط: مطبعة الخيام، قم _ ايران 1404هـ.
8 هو غياث الدين بن همام الدين المشهور خواند مير (وهذه الكلمة ضبطت بثلاثة أوجه، خواندمير، خواندأمير، وخوندمير) كان من علماء المشهورين في عصر التيموريين ومن مقربى سلطان حسين بايقراء و وزيره المشهور عليشيرنوائى، ولد في هراة بين سنتى 880 و881 هـ تعلم العلم من جده ميرخواند صاحب كتاب “روضة الصفا” أولاً ثم من علماء دولة التيموريين حتى أصبح من المشهورين في العلوم المروجة خصوصاً في علم التاريخ والأدب، توفي سنة 941 هـ في گواليور، الهند ثم دفن في دهلى، بجوار شيخ نظام الدين اوليا. انظر: رجال كتاب حبيب السير، مقدمة الكتاب.
9 تاريخ حبيب السير (فارسي) 4/345.
10 اسم بلدة مشهورة في خراسان وأصلها (نه شاپور) بمعنى بلدة شا بور لأن معنى (نه) بالفارسية القديمة البلدة، لغت نا مه دهخدا:41/ 495.
11 اسم بلدة في إيران كانت تسمى قديماً سناباد وهي كانت قرية من توابع طوس وفي سنة 202 هـ حين توفي على بن موسى الرضا رحمه الله ودفن في هذه القرية سميت القرية باسم مشهد، فأصبحت محل عناية من قبل الناس وتوسعت حتى تغلبت على طوس ونواحيها فتركت الطوس مكانتها لمشهد ونزل أهل الطوس بها، وهي الآن مركز لخراسان ا لجديد. لغت نامه دهخدا مادة (مشهد) 45/ 228-229.
12 هوسعد الدين الكاشغرى من أكابر خلفاء خواجه نظام الدين خاموش كان في أوائل حياته مشغولاًَ بتحصيل العلوم وبالدرس والتدريس ثم اختار التصوف ولازم الشيخ ا لمذكور وبأمر منه سافر إلي هراة وتعرف بمشائخها مثل: سيد قاسم التبريزى، ومولا نا أبويزيد پورانی، وشيخ زين الدين خوافي، وشيخ بهاء الدين عمر، توفي يوم الأربعاء السابع من جمادى الآخرة سنة 860 هـ ودفن في هراة. انظر: رشحات عين الحيات لفخر الدين علي 1/ 205-232 ط: بنياد نيكو كارى نورياني _ تهران 2536ش.
13 هو نور الدين أو عماد الدين أبو البركات عبد الرحمن بن نظام الدين محمد الجامي، من كبار العلماء والمتصوفين في القرن التاسع الهجري، من مؤلفته: أشعة اللمعات في شرح لمعات العراقي، وفوائد الضيائية شرح كافية ابن حاجب، ولد في ثلاث وعشرين من شعبان سنة 817 هـ في خرجرد من قصبات جام في خرا سان، وتوفي –رحمه الله تعالى- في ثمانية عشر من محرم الحرام سنة 898 هـ في هراة ودفن هناك.
انظر ترجمة الجامي في: تاريخ حبيب السير (فارسي) 4/ 337. ورشحات عين الحياة (فارسي) 1/… والشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية لطاشكبرى زاده صـ 159 ط: دار الكتاب العربي _ بيروت.
14 انظر: رشحات عين الحيات (فارسي) 1/252-254.
15 هو سلطان حسين ميرزا بايقراء بن غياث الدين منصور بن ميرزا بايقراء، تولد سنة 842 هـ في هراة، وفي سنة 861 أقام ثورة حتى تصرف نسا وباورد وجرجان في سنة 862 وجعل استرآباد عاصمة لحكومته وكان يتبع في ذاك الوقت إمارة سلطان أبو سعيد وحينما قتل السلطان المذكور في سنة 873 من يد أوزون حسن رأى حسين ميرزا الميدان خالياً فهاجم خراسان وفتح هراة في سنة 875 فحكم على البلاد 37 عاماً وكان محباً للعلم والعلماء فلذلك تعتبر سنوات حكمه فترة خصبة لازدهار العلم والأدب في خراسان وفارس وماوراء النهر، توفي في سنة 911 هـ.
16 هومير نظام الدين عليشير بن مير غياث الدين گجکنه المعروف بالأمير على شير نوائي وزير سلطان حسين بايقراء من اشهر رجال القرن التاسع، ولد سنة 844هـ في هراة، وكان عالما أديبا شاعرا ينشد الشعر باللغتين الفارسية والتركية وكان يشجع الأخرين على العلم فكان لجهوده أثرا كبيرا في ازدهار العلم والأدب في عصر سلطان حسين بايقراء، توفي – رحمه الله – في هراة يوم الأحد احدى عشر من جمادى الآخرة سنة 906 ودفن هناك.
انظرترجمته في: تاريخ حبيب السير (فارسي) 4/ 253 ومابعدها، وتاريخ نظم ونثر در ايران ودر زبان فارسي صـ 289- 291.
17 مجالس المؤمنين للتستري 1/ 114 ط: تهران _ چابخانه اسلامية.
18 رياض العارفين لرضا قليخان هدايت صـ 154 و389 ط: تهران _ مطبعة زهرة 1344هـ.
19 روضات الجنات للخانساري صـ 255 ط: تهران _ الطبعة الثانية 1367هـ.
20 رشحات عين الحيات (مقدمة المصحح ) لعلي أصغر معينيان صـ 71 ط: بنياد نيكو كاري _ تهران 2536ش.
21 رشحات عين الحيات 1/ 282.
22 المرجع السابق 1/283.
23 هو أحمد بن أبى رجاء عبد الله بن أيوب بن حنيفى ا لهروى، كان من كبار علماء عصره وصاحباً لإمام احمد بن حنبل وأستاذاً للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى والإمام دارانى السمر قندى صاحب السنن، أصله من قرية آزادان وهي واقعة في الشمال الغربى لهراة، توفي – رحمه الله تعالى- سنة 232 هـ في هراة ودفن في قريته. رسالة مزارات هرات، حصه أول صـ 13.
24 كتب عن هذه الحظيرة فكري سلجوقي، ما نصه: (معروف بلطافة الهواء وعذوبت الماء ورفعت العمارة وفسحت الساحة، قدوة المتأخرين مولانا شمس الدين محمد، يكون مدرساً فيها.) انظر: رسالة مزارت الهراة، الحصة الثانية، صـ 190. وقد كتب في الحاشية أنه لم يبق لهذه الحظيرة أثربعد.
25 انظر: مقدمة كتاب الرسالة العلية في الأحاديث النبوية (تصحيح دكترجلال الدين محدث) وكتاب رياض العلماء2/ 192- 185 وغيرهما عند ترجمة الكاشفي.
26 تاريخ أدبيات أفغانستان، صـ 226.
27 انظر: رشحات عين الحيات (مقدمة المصحح) صـ 67 ، وأن هذا الخط المكتوب في شعبان 872 هـ كان فوق غلاف الصحيفة الرضوية، ثم محمد رمضاني صوره في آخر كتاب روضة الشهداء طبع طهران، ( من حاشية مقدمة الكتاب).
28 رشحات عين الحيات 1/ 252.
29 رشحات عين الحيات 1/ 279.
30 تاريخ نظم ونثر درايران ودرزبان فارسى صـ247.
31 هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي 1/ 317 ط: ط: وكالة المعارف _ استانبول 1951م،
32 تاريخ أدبيات أفغانستان صـ226.
33 انظر: فهرسواره كتابهاي فارسى 1/499 ط: أنجمن آثار ومفاخر فرهنگی _ تهران 1374هـ الطبعة الأولى.
34 كشف الظنون 1/ 446.
35 طبقات المفسرين صـ 361.
36 كشف الظنون 1/ 613.
37 هدية العارفين 1/ 316.
38 تاريخ حبيب السير 4/ 345.
39 روضة الشهداء للكاشفي صـ 223 ط: مطبعة محمدية _ بمبئ 1360هـ.
40 وانظر في ترجمة الكاشفي أيضاً:
معجم المفسرين، لعادل نويهض 1/ 157 ط: مؤسسة نويهض الثقافية الطبعة الثانية 1406 هـ ق، وتاريخ نظم ونثر در إيران ودرزبان فارسى (فارسي) لسعيد نفيسي صـ 245-248 ط: كتابخانه فروغى _ طهران 1344 هـ ، وتاريخ أدبيات در إيران (فارسي) لدكتور ذبيح الله صفا 4/ 523-526 ط: مطبعة رامين إنتشارات فردوس _ طهران 1372 هـ ش، ومجالس المؤمنين لقاضي نورالله التسترى 1/ 547-548 ط: چابخانه اسلامية- طهران1375 هـ، ورياض العلماء لمير زا عبدالله الأفندى الإصفهانى 2/ 185-192 ط: مطبعة الخيام _ قم 1401 هـ ق بتحقيق السيد أحمد الحسينى، وروضات الجنات لميرزا محمد باقر الموسوى الخوانسارى 3/ 229-231 ط: مكتبة إسماعيليان _ قم 1391 هـ ق، وأعيان الشيعة، لسيد محسن الأمين العاملى 27/ 50-60 ط: مطبعة الإتقان دمشق 1367 هـ، ومفسران شيعة (فارسي) لدكتور محمد الشفيعى صـ 127-131 ط: إنتشارات دانشگاه پهلوى _ إيران 1369 هـ، والرسالة العلية في الأحاديث النبوية ، مقدمة الدكتور سيد جلال الدين محدث، ط: بنگاه ترجمه ونشر كتاب _ طهران 1344 هـ والكنى والألقاب، لشيخ عباس القمى 3/ 90-91 ط: المطبعة الحيدرية _ النجف 1376 هـ ونيل السائرين في طبقات المفسرين، لمولانا محمد طاهر الپنجپيرى صـ 257 ط: دار القرآن مركز إشاعة التوحيد والسنة _ بنجبير باكستان، وريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب (فارسي) لمحمد على المدرس 5/ 29 ط: إنتشارات الخيام – طهران 1369 هـ، ولغت نامه دهخدا (فارسي) لعلى أكبر دهخدا 39/ 190 (مادة الكاشفي) ط: سيروس – طهران 1336 هـ .
41 انظر: فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه كنج بخش (تحت عنوان تفسيرحسيني ومواهب علية) ط: مركز تحقيقات فارسي ايران وباكستان 2000، لكن بعض هذه النسخ كاملة تشمل المجلدين من التفسير وبعضها تحتوي مجلداً واحداً وبعض الآخر تحتوي أجزاءً من التفسير.
42 انظر: فهرست كتابهاي جابى فارسي (الكتب المطبوعة بلغة الفارسية) 1/ صـ 1528- 1529 ط: طهران 1337هـ .
43 الببليوغرافيا العالمية لترجمات القرآن الكريم صـ 18 من المقدمة العربية.
44 انظر: تفسير “المواهب العلية ” مقدمة المصحح صـ 95-97.
45 روح البيان 9/292
46 روح البيان 10/ 432.
47 انظر: مقدمة تفسير “المواهب العلية”
48 انظر: خاتمة الكتاب من المؤلف، وانظر إن شئت مقدمة تفسير “المواهب العلية” من محمد رضا جلالي صـ 79. ولقد أخطأ في هذا الموضوع ميرزا عبدالله الأفندي القائل بأن فراغ الكاشفي من تفسيره هذا كان في سنة 909هـ (رياض العلماء 2/190)
Leave a Reply