الملخص:
يهدف نص المداخلة كما يوحي بذلك عنوانها إلى أهمية الترجمة العلمية وتعاظم دورها، نتيجة للانفجار المعرفي الكبير الذي شمل جميع مناحي الحياة، غير أن حركة الترجمة في الأقطار العربية تعيش تعثرا كبيرا ، وإذا كان هذا هو وضع الترجمة عموما في الثقافة العربية، فإن وضع ترجمة المصنفات اللسانية ليس أحسن حالا، على الرغم من إدراك العرب أهمية اللسانيات في القرن العشرين، حيث استطاعت أن تدخل تغييرات جذرية على التاريخ اللغوي القديم.
كما تعد اللسانيات بمثابة نافذة مفتوحة على العالم الغربي من خلالها نطلع على إبداعاته، وإضافاته العلمية أو المعرفية، وكذا حاجة الدرس العربي لهذا العلم للدخول إلى عتبة المعرفة المعاصرة ومستلزماتها، فقد حظي بالعديد من الترجمات؛ لذلك فقد كان تركيزنا في هذه الدراسة على معالجة قضية ملفتة للانتباه تمثلت في قراءة في مقدمة كتاب محاضرات في علم اللسان العام لمؤلفه فاردينان دي سوسير وترجمة يوئيل يوسف عزيز. وذلك من خلال الوقوف عند عدة تساؤلات منها: ما يعود إلى المترجم نفسه الذي يفترض فيه أن يكون ملماً باللغتين المنقول منها والمنقول إليها من جهة، وبالمحتوى العلمي الذي هو بصدد ترجمته من جهة أخرى، ومع اشتداد هذه الحاجة المعرفية، أصبحت ترجمة المؤلفات اللسانية الغربية الحديثة إلى اللغة العربية ضرورة إنسانية ملحة في التواصل بين اللغات وتعزيز ثروتها المعرفية.
وانطلاقا من هذا الدور المعرفي سنسعى في هذا المقال إلى عرض جملة من الإشكالات التي ستقف من خلالها عند المترجم، وهل أصبح يراعي في عمله نوعية القارئ وأن يضع نصب عينيه الإجابة على التساؤلات الآتية: لمن أترجم ؟ وماذا أكتب؟ وهل سيأتي من هذا العمل إدراك للسانيات وفهمها فهما صحيحا أم العكس؟ وإن كان غير ذلك فما هي سبل تداركه؟.
الكلمات المفتاحية: اللسانيات، فارديناند دي سوسير، المؤلفات اللسانية الحديثة، الترجمة ، علم اللغة.
مقدمة :
تمكنت اللسانيات من إدخال تغييرات جذرية على التاريخ اللغوي القديم، واستطاع الدرس اللساني الخروج من المعيارية إلى مجال الوصف، بفضل جهود ( دي سوسير Ferdinand de Saussure) وإدخالها إلى عالم التكنولوجيا الحديثة، فاللسانيات فرضت وجودها على كل ميادين المعرفة الإنسانية، وهكذا تمكنت من إعادة هيكلة ومنهجة العلوم الإنسانية الحديثة، فقد أدرك اللسانيون العرب المحدثون أهمية هذا العلم وضرورة الإلمام بأسبابه والإحاطة بنتائجه بغية تقويم العمل اللغوي العربي القديم، ولهذا لم يتوانوا في التعريف به والقيام بترجمة أهم مؤلفاته ونتيجة لهذا الوضع، ظهرت حركة ترجمة حثيثة منذ الستينيات، وقد واجهت تراكما اصطلاحيا كان المشكل الأول الذي واجه اللسانيون العرب. والذي شغل بال الباحثين في كيفية تعريبه. كما أن الاختلاف والتباين في إطار ترجمة عدد يسير من المصطلحات التي تشكل العمود الفقري للسانيات، والتي انبنت عليها جل المدارس والاتجاهات اللسانية الحديثة يعود إلى أسباب عديدة ومتنوعة، منها ما يعود إلى المترجم نفسه الذي يفترض فيه أن يكون ملماً باللغتين المنقول منها والمنقول إليها من جهة، وبالمحتوى العلمي الذي هو بصدد ترجمته من جهة أخرى، أو إلى انعدام هياكل ومؤسسات نظامية تسهر على توحيد المصطلحات ونشرها في العالم العربي، باعتبار المصطلحات مفاتيح العلوم على حد تعبير الخوارزمي، ومع اشتداد هذه الحاجة المعرفية، أصبحت ترجمة المصطلحات اللسانية ومواكبة اشتقاقاتها الحديثة ضرورة إنسانية ملحة في التواصل بين اللغات وتعزيز ثروتها المعرفية.
أهمية الترجمة المتخصصة:
الترجمة: هي نسق معرفي وفكري وفعل إبداعي ونشاط لغوي مركب ومعقد، بل وضرورة حضارية وموقف إيديولوجي .ولها أهمية قصوى في نقل التراث الفكري بين الأمم ،ولها أثر في نمو المعرفة الإنسانية عبر التاريخ . وعليه: هل فعل الترجمة ميسر لكل من يتقن اللغتين – المترجم منها والمترجم إليها – أم إنه فعلا يقتضي الإحاطة بعدة سياقات، مما يجعل الترجمة لا تخلو من عدة صعوبات وإشكالات. وفي هذا الصدد قال الجاحظ: “لا بد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة في وزن علمه في نفس المعرفة، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها حتى يكون فيهما سواء وغاية (…) ، وكلما كان الباب من العلم أعسر وأضيق والعلماء به أقل كان أشد على المترجم وأجدر أن يخطئ فيه، ولن تجد البتة مترجما يفي بواحد من هؤلاء من العلماء ” (الجاحظ 2003)
تؤدي الترجمة دورا فاعلا في البناء الثقافي للأمم وفي تجديد قدرات العقل والانفتاح على حركة الثقافة العالمية، فهي محور مهم تساهم في نشاط الفكر وتجديده للّغة المترجَم إليها، وتلعب دورا كبيرا في التواصل بين الحضارات ومن ثم أضحى التعاطي لتعلم اللغات شرط من شروط اقتحام الثقافات الأخرى بجهود المترجمين ثم نقل شيء من حضارة الغرب إلينا ونقل حضارتنا إليهم ومن ذلك المؤلفات التي أصدرها أصحابها باللغات الأجنبية، فشريحة كبيرة من المثقفين العرب لاسيما اللسانيين منهم تأثروا بأفكار اللغوي – فاردينان دي سوسير Ferdinand de Saussure– الذي يعد “الشخصية الرئيسية في تغيير مواقف القرن التاسع عشر لمواقف القرن العشرين على نحو مهم هو اللغوي السويسري فرديناند دي سوسير، الذي عرف أولاً في المجتمع العلمي من خلال مساهمة مهمة في علم اللغة الهند وأوربي المقارن، بعد دراسته في ليبزج مع أعضاء مدرسة القواعديين الجدد” . (روبتر 1997)
فقد أصبح من التقليدي أن نعتبر فردينان دي سوسير Ferdinand de Saussure “أبو” اللسانيات، فبفضله كسبت الدراسة اللسانية مرتبة العلوم .(قوفيك 1974)وفي هذا الصدد قال عنه ميشال إريفيه( Michel Arrivé):” إن فرديناندوسوسير Ferdinand de Saussure (1857- 1913) هو بالتأكيد أكثر اللغويين شهرة في العالم كله، والسبب في ذلك ؛ لقد أسهم إسهاما حاسما في تطور اللسانيات وعدد آخر من العلوم الإنسانية” (إريفيه 2009). وقد ظهر دو سوسير ضمن “مناخ معرفي محكوم بالنسيج المعرفي الذي كان سائداً طيلة هذا القرن [التاسع عشر] حيث كان يسود جل المعارف والعلوم منزعان بهما تحددت فلسفة المناهج المعرفية كلية: فأما أولهما، فهو منزع الوعي بأثر التاريخ وفعله في صيرورة الإنسان، وأما ثانيهما فمنزع البحث عن القوانين المتحكمة في كل الظواهر: الطبيعية منها والاجتماعية (المسدي 1994)” .
نبذة عن ترجمات كتاب ” علم اللغة العام ” cours de linguistique générale “:
لم ينشر دي سوسير كتابه بنفسه، وإنما كان عبارة عن أمالي دونها تلاميذته الذين حضروا دروسه، وبادر اثنان منهم إلى نشرها بعد موته بين طيتي كتاب سموه: دروس في اللسانيات العامة cours de linguistique générale “، الذي يعد ثمرة المحاضرات التي كان قد ألقاها في جامعة جنيف من عام 1907 إلى عام 1911 تخللتها فترات انقطاع في الدروس جمعها اثنان من طلبته بعد وفاته هما شلرل بالي Charles Bally وكلود سيِشيهاي Claude Sechehay، وقاما بنشره سنة 1916، ولم يتأخر الفكر العالمي عن الاهتمام به، فقد ظهرت ترجمته إلى اليابانية سنة 1928، وإلى الألمانية سنة 1931، وإلى الروسية سنة 1933، وظهرت ترجمته إلى الإسبانية سنة 1945، ولم يقرأه أهل الإنجليزية بها إلا سنة 1959، ثم نقل إلى الإيطالية سنة 1967 (المسدي 1994) . “
تُرجم كتاب سوسير إلى لغات كثيرة، وأُقيمت حوله دراسات متنوعة في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا وأستراليا… وكان نصيب الكتاب في العربية حتى ساعة كتابة هذه السطور خمس ترجمات” (إريفيه 2009).إن أفضل مثال يمكن أن ندعم به هذا الرأي أن كتاب دو سوسير السالف الذكر تمت ترجمته إلى العربية خمس مرات، تحمل كل ترجمة عنواناً يختلف عن باقي الترجمات؛ فهناك الترجمة التونسية التي قام بها كل من صالح القرمادي ومحمد عجينة ومحمد الشاوش وصدرت سنة 1985 بعنوان “دروس في الألسنية العامة” عن الدار العربية للكتاب، ثم الترجمة السورية التي أنجزها كل من يوسف غازي ومجيد نصر سنة 1986 بعنوان “محاضرات في الألسنية العامة” عن المؤسسة الجزائرية للطباعة، وهناك الترجمة المصرية التي أنجزها أحمد نعيم الكراعين سنة 1985، بعنوان “فصول في علم اللغة العام” عن دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية، تلتها الترجمة العراقية من إنجاز يوئيل يوسف عزيز سنة 1985، بعنوان “علم اللغة العام” عن دار آفاق عربية. أما الترجمة الأخيرة، فهي مغربية، أنجزها عبد القادر القنيني سنة 1987، بعنوان “محاضرات في علم اللسان العام” عن دار إفريقيا الشرق بالدار البيضاء . (المسدي 1994)
وقد كان لكتاب سوسير لما جاء فيه من أثر كبير في اللسانيات العامة، حيث غير وجهة الدراسات اللسانية وأعطاها صبغة علمية، إذ أصبح قادراً على “أن يضاهي التخصصات العلمية في معارف مختلفة لكونه أخضع حقله للنزعة الوضعية، فبات أنموذجاً للعلوم الإنسانية لكي تخرج من دائرة الدرس الضيق إلى دائرة العلم الفسيح. فبعدما استفادت من مرجعيات علمية مختلفة، تحولت هي الأخرى إلى مرجعية فكرية بدأت تستمد منها بعض العلوم جهازها المفاهيمي ومعجمها الاصطلاحي” (يوسف 2000)
لقد استطاعت اللسانيات أن تدخل تغييرات جذرية على التاريخ اللغوي القديم، وتمكن الدرس اللساني من الخروج من المعيارية إلى مجال الوصف، فـ ” إن أكثر ما أثر في الدراسات اللغوية من فكر سوسير الذي تضمنته الدروس هو انتقاله في دراسة اللغة من المنهج التاريخي التطوري إلى المنهج الوصفي الذي اعتمدته العلوم الحديثة مُنْهِيةً النظرة التاريخية التي سيطرت على دراسات العلوم الإنسانية ردحا غير قليل من الزمن” (إريفيه 2009) فكتاب دو سوسير يعد بمثابة النقلة النوعية التي خلصت اللسانيات من تأثير القرنين الثامن عشر والتاسع عشر اللذين تميز فيهما البحث اللساني بسيطرة المنهجين التاريخي والمقارن ليلبسها ثوباً جديداً، هو ثوب الدراسة العلمية، حيث قام بتزويدها بمجموعة من المصطلحات التي جعلتها تتجه نحو الدراسة الوصفية.
بفضل جهود دو سوسير “فاللسانيات فرضت وجودها على كل ميادين المعرفة الإنسانية، لأنها تبحث في أصولية آلية الإنتاج العلمي التي تعزز بها كل العلوم: اللغة. وهكذا تمكنت اللسانيات من إعادة هيكلة ومنهجة العلوم الإنسانية الحديثة، وجعلتها سهلة التناول، كما جعلت المثقف يجدد نفسه باستمرار” . (حناش 1980)
الدراسة التطبيقية:
يعد الكتاب – قيد الدراسة – للعالم الألسني السويسري، فاردينان دي سوسير Ferdinand de Saussure، المولود في عام 1857م والمتوفى سنة 1913، وقد حاول من خلاله تقديم مادة هذا العلم بدقة وعلمية، وامتازت محاضراته المكونة لهذا الكتاب بتنظير عميق، سعى من خلالها إلى وضع أسس التحليل اللغوي.
يتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول وملحق، وعدد صفحاته 277 صفحة من الحجم المتوسط، وهو من ترجمة يوئيل يوسف عزيز، ومراجعة مالك يوسف المطلبي.
استهل المترجم مقدمته بالحديث عن العالم اللغوي فردينان دي سوسير (1857- 1913) كأشهر لغوي في العصر الحديث، في سيرة موجزة منوها إلى انحداره من أسرة مشهورة بالعلم والأدب، وأن منزلته العلمية لا تعتمد على النشر بل على المدرسة اللغوية التي أسسها وأنه لم يكتب بنفسه إلا كتابا واحدا حين كان في الحادية والعشرين من عمره سماه:Mimoire Sur le system primitif de voyelles dans les langues indo- européenne ( مذكّرة بحث قدَمه للحركات في الألسنة الهندية الأوروبية) ، نشر في باريس 1878، ولكن أشهر وأهم كتاب يحمل اسمه هو Cours de linguistique générale. كتاب علم اللغة العام وهو مجموعة من المحاضرات، جمعها اثنان من طلابه هما شارل بالي وألبرت سيشهاي، مؤكدا أن الطبعة الأولى ظهرت عام 1916، والطبعة الثانية سنة 1922.
تناول المؤلف في المقدمة قضايا مهمة تتعلق باللسانيات، قائلا: ” لقد شيد دي سوسور علم اللغة الحديث، وإن كان أكثر ما يرد ذكره هو في تأكيد دراسة علم اللغة دراسة سنكرونية( تزامنية )، وفي تمييزه بين اللغة (Langue) والكلام (parole) وقد أصبحت مدرسة دي سوسور تعرف فيما بعد بالمدرسة التركيبية( أو البنيوية)” (سوسير 1975)، وقد أشاد المترجم بأفكار دي سوسير حيث يرى أن مساهمته تشمل أسلوبا فكريا بأكمله، وإطارا كاملا من الاهتمامات والقيم.
تعريف دي سوسير: ولد بجنيف بسويسرا في 17 نوفمبر 1857 ،فقد انحدر من عائلة فرنسية ،تلقى تعليمه الابتدائي بجنيف ثم انتقل إلى برلين لمزاولة دراسته لمدة سنتين( 1876- 1879) يدرس اللسانيات التاريخية والمقارنة ، تولى منصب مدير الدراسات بالمدرسة التطبيقية في المدرسة العليا بباريس ما بين ( 1880- 1881) ،ثم رجع إلى مسقط رأسه ودرس بجامعة جنيف ودرّس بجامعة >جنيف إلى أن وافته المنية سنة 1913 نتيجة سرطان أصابه في حلقه ،فدي سوسير يعد أب اللسانيات الحديثة ومؤسس المنهج الآني ،” فبفضله أصبحت دراسة اللغة تتم وفق منهج علمي وصفي آني يتوخى الشمول والدقة وعدم التناقض” (بوقرة 2003)، وأول منظر في كل من البنوية (structuralisme ) والسيميولوجية sémiologie . له كتاب بعنوان: ” دروس في اللسانيات العامة” (Générale Cours de Linguistique).
أسهم دي سويسر إسهاما كبيرا في النظرية اللسانية ومناهج بحثها ،وواصلتلاميذته المسيرة، فجمعوا المحاضرات التي كان يلقيها على طلبته في جامعة جنيف ما بين 1906- 1911 وهما (شارل بارليcharlesbally ) 1865 – 1947، و (آلبارتسيشهايsechehayealbert) 1870- 1946.ومنهم من أرجع هذا الامتداد إلى كل من هنري فاري وروبارتكوديل ،فهؤلاء أسسوا لهذه المدرسة وبنوها انطلاقا من أسس وقواعد (دي سويسر).
إنجازاته اللغوية:
لقد غيّر الدراسة اللغوية القديمة إلى دراسة علمية دقيقة، فأعطى لها طابعا خاصا حين قرب اللسانيات من العلوم الدقيقة، فأصبحت اللغة تحلل عبر تجارب وملاحظات وتدرس كهدف في حد ذاتها، وينظر إليها كمنظومة من الأدلة المتواضع عليها لتأدية غرض معين وهو التبليغ. فكان له الفضل الكبير في جعل اللسانيات تعتمد على الدراسة العلمية والموضوعية لتفسير اللسان البشري. حيث أصبحت المدارس والمنظومات اللسانية تصف الأحداث اللسانية وتحللها كما هي في الواقع؛ أي الابتعاد عن الدراسة التاريخية والاهتمام بالدراسة الآنية التي سهلت لهم تعرف على اللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية مكونة من أصغر وحدة وهي الصوت، ووضع قواعد شاملة يمكن الارتكاز عليها في تفسير وتحليل أية لغة خاصة في مجال النحو والصرف والدلالة وهو المنهج المعتمد للدراسة.
ومن جملة المميزات التي أقرها (دي سويسر) عند وصفه للسان بصفته موضوع اللسانيات، أنه بني على نظام مخصوص ؛أي أنه، منظم تنظيما باطنيا محكما وعلى العالم اللساني أن يكتشف أسرار هذه البنية.
الصعوبات التي اعترضت المترجم وأهم الآليات التي اعتمدها:
أشار المترجم إلى أن الصعوبة في ترجمة دي سوسور تكمن في المصطلحات اللغوية الكثيرة. من خلال قوله: “فمازال علم اللغة حديث العهد في العربية؛ لم يتبلور كثير من مصطلحاته التي دخلت العربية” (سوسير 1975). بعدها وضح أهم الآليات التي اعتمدها، إذ قال عنها:” رأيت ان أثبت المصطلح بالإنكليزية جنبا إلى جنب مع الكلمة العربية، وقد فضلت المصطلح الإنكليزي على الفرنسي الأصلي، لأن هذا العلم قد تطور كثيرا في البلدان الناطقة بالإنكليزية وأصبحت مصطلحاته الإنكليزية هي الشائعة بين المثقفين- لا سيما في الوطن العربي” . (سوسير 1975)
كما وضح المترجم طريقة الحواشي التي استخدمها في الكتاب والتي تظهر كالآتي:
-( سوسور) وهي التي وردت في مذكراته.
-(بالي) وهي التي ذكرها طالب سوسور.
-(باسكن) هي الملاحظات التي أبداها مترجم هذا الكتاب إلى الإنكليزية.
-( المترجم) ملاحظات المترجم يوئيل يوسف عزيز.
-(المراجع) وهي ملاحظات المراجع مالك المطلبي.
خاتمة:
رغم اختصار مقدمة المترجم إلا أنه تمكن من عرض موجز لأهم المحطات العلمية والسيرة الذاتية لفاردينان دي سوسور، مع الإشارة إلى أهم الصعوبات التي اعترضته والآليات التي اعتمدها، غير أننا سجلنا من خلال دراستنا للمقدمة أنه أهمل الحديث عن الفصول وما تتضمنه من مباحث، حتى وإن كان المترجم قد صرح بأن العمل لا يخلو من العيوب والله من وراء القصد والله أعلم.
قائمة المصادر و المراجع
- أحمد يوسف. “اللسانيات وواقع اللغة العربية” الندوة الدولية حول مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية. الجزائر، المجلس الأعلى للغة العربية، 6-8 نوفمبر, 2000.
- الجاحظ. الحيوان. بيروت – لبنان: دار إحياء التراث العربي، 2003.
- ر.ه- روبتر. موجز تاريخ علم اللغة(في الغرب). ترجمة أحمد عوض. الكويت: المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، 1997.
- عبد السلام المسدي. ما وراء اللغة (بحث في الخلفيات المعرفية). تونس: مؤسسة عبد الكريم عبد الله لنشر و التوزيع، 1994.
- فاردينان دي سوسير. علم اللغة العام. ترجمة يوئيل يوسف عزيز. بغداد: دار الأفاق العربية، 1975.
- كاترين فوك ،وبيار لي قوفيك. مبادئ في قضايا اللسانيات المعاصرة. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 1974.
- محمد حناش. البينوية في اللسانيات. الدار البيضاء: دار الرشاد الحديثة، 1980.
- ميشال إريفيه. البحث عن فاردينان دوسةسير. ترجمة محمد خير محمود البقاعي. بيروت: دار الكتاب الجديد المتحدة، 2009.
- نعمان بوقرة. المدارس اللسانية المعاصرة. القاهرة: مكتبة الآداب، 2003.
*أستاذة محاضرة بجامعة الشلف/ الجزائر
Leave a Reply