+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

مشاهد روعة يوم القيامة في القرآن الكريم
د. خالد زغر يت

ملخص البحث:

     تهدف هذه الدراسة إلى تطبيق مفهوم جمالية الروعة القائم على نظريات علم الجمال على مشاهد يوم القيامة في القرآن الكريم، واتبعت منهجاً  استقرائياً، وإحصائياً في تتبع الآيات الكريمة التي صورت مشاهد يوم القيامة، ثم اعتمدت  منهجاً تحليلاً  جمالياً يستند إلى مقومات علم الجمال في تأسيس مفهوم الروعة، وتجلت في مشاهد يوم القيامة مظاهر  القيمة الجمالية للروعة التي تثير مشاعر الخوف والرهبة والهيبة بها، فتحقق أسس قيمة الروعة،وأهدافها التربوية والإرشادية في تدبّر العمل ليوم الحساب، والحث على بناء موقف إيماني منه وتمثّل روح الرسالة القرآنية في بناء العقيدة والعمل بمتطلباتها  للفوز بالحساب، وخاتمة الأعمال، و الرهبة من المصير النهائي للإنسان الذي يقوم على حساب أعمال، ويؤدي هذا التصوير إلى تبصير الإنسان بنتائج عمله، وتصوّر هيبة الموقف الذي يدفع الإنسان نفسياً ومادياً، بقصد الترهيب بنتائج سوء العمل والترغيب بمحاسنها، وهي أسس الرسالة الإلهية التي تهدف إلى تنبيه الإنسان إلى مآله،  وأسهمت الدراسة الجمالية في الكشف عن علة بلاغة تصوير المشاهد الذي يبعث التأثير في التفاعل مع النص وتمثله.

الكلمات المفتاحية: القرآن الكريم-  يوم القيامة- علم الجمال.

 مقدمة :

          تعمل هذه الدراسة على استقصاء مشاهد يوم القيامة في القرآن الكريم وتهدف إلى  تطبيق المفهوم الجمالي لقيمة الروعة، وفق أسس علم الجمال، من دون تجريد النص القرآن من خصوصية قدسيته، وعلوِّ خطابه على كل كتابة  بشرية، وهي دراسة لم يتأتَّ لنا الاطلاع على سابقةٍ لها، وقد اعتمدت على المنهج الاستقرائي والإحصائي في رصد مشاهد يوم القيام في كل المواطن التي وردت في القرآن الكريم، ثم اتبعت منهج التحليل الجمالي الذي يتأسس على نظريات علم الجمال، وقد بيَّنَت هذه الدراسة الفيض الإبداعي الخلَّاق للنص القرآني في استجابته للمناهج المستحدثة،  واستمرارية إنتاجه للإبداع الجمالي، الذي يلائم  تطوّر تفكير الإنسان وذائقته، وتكوينه النفسي المرتبط بالتطورات الحضارية الجديدة.

 خصوصيات جماليات النص القرآني

        يحمل إطلاق كلمة “كتاب” على وصف القرآن الكريم حقيقة سموِّه الخلَّاق المطلق على أشكال الكتابة و أجناسها، و إقراراً بعلو مختلف مقومات خطابه الإلهي، وتكوينه الفكري والجمالي على كل ما هو سواه، وبيّن عز وجل هذه العلوية المدهشة، بقوله: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً ) (الجن: ١)، وتحدى عز وجل البشرية صراحة أن تصوغ مثله، نافياً قدرتهم على ذلك 🙁 وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: 23، 24) ، توكيداً لسماويته التي لا تقارن بكتابة أخرى، وهذا يفترض التنبيه على أنَّ مقاربةَ الخطاب القرآني بالمعايير التقييمية الأدبية مهما بلغت أدواتها لن تكون إلَّا التماساً لعظمة بيانه، وبلاغته؛ لأنَّه كتاب محكم، وهو كتابة كما ذهب الجرجاني ” نقض لعادة الكتابة العربية شعراً ونثراً”.

        وهذا يعني أنه لا معايير تقويمية ترقى إلى التماس اختراقه للمألوف،                   فهو (قرآن عجب) أي كتابة مدهشة خارقة للعقل البشري، لكن دراسة جمالية أساليبه البيانية تبقى حاجة إلى القارئ تمهد له مبادئ أوَّلية للدخول إلى هذا العالم المدهش من الخلق الإبداعي، لاسيما أنَّه نص متداول يتأسس على مفهومات خطاب تواصلي، رسالته تحملها عبقرية اللغة العربية.

       والدراسات الجمالية هي تدبّر لمعجزة بلاغة لغته وأساليبه، وهي العتبات الأولى لبناء التذوق الجمالي العلمي للقرآن الكريم ولاشك في أن:” كون القيم الجمالية هي المثل والمبادئ التي توجه سلوكنا الجمالي “[1] فإنَّ القرآن الكريم يتطلب هذا المنهج حيث” الجميل هو التظاهر الحسي للفكرة”[2] هذا يوحي بأن الدراسة الجمالية تسعى إلى كشف الماهية الجمالية لأبعاد الفكرة.

          في هذا السياق نجد أن القيم الجمالية تتبدى في الخطاب القرآني بصور لا تحصى، تتداخل فيما بينها لتخلق كوناً خطابياً جمالياً فريداً، لا نجده إلا في القرآن الكريم، وسنقف في دراستنا هذه عند قيمة الروعة في تصوير مشاهد يوم القيامة في القرآن الكريم التي تتجلى فيها جماليات الهيبة، والجلال مستندين إلى أسس نظرية علم الجمال المحدث، وذلك وجه ناصع لعبقرية خطاب القرآن في قبوله تطبيقات منهجية حديثة، فقد ركّز القرآن الكريم على وصف هذا اليوم، ومشاهد أحوال الكون والبشر  في براعة تصويرية تبعث الرعب والخوف إزاء هذه المظاهر التي تحوّل الوجود والكون إلى نهاياتها الأخيرة.

         وهي مشاهد تهدف إلى تدبّر أحوال غيبية، واقعة فيما يأتي، وتتبنى منهجاً وعظياً، يكشف حساباً تقييمياً لعمل البشر، وقد خصب أسلوب تصوير مشاهد هول يوم القيامة المعنوية والمادية بطرق متعددة، وتكرار صور تجمع لوحة كبيرة مرعبة لهذا اليوم، وإذا كنا سنخصص هذا البحث لدراسة هذه المشاهد، فإننا سنقف قصد التمهيد بداية حول فن المنهج القرآني في الحديث عن يوم القيامة، إضافة إلى وصفه، وتباينه.

    فقد أورد القرآن الكريم يوم القيامة بأسماء متعددة بلغت (24 )، وردت في (145 ) سورة ذكرت في ( 266 ) آية، وإذا كان هذا التنويع البلاغي لبيان عظمة هذا اليوم يتجلى بوضوح من خلال هذا القسم الكبير من الآيات المخصصة للحديث عنه، فإن لهذه الأرقام دلالات إعجازية من حيث الإعجاز، وبراعة التزامن والتعاقب في تلازم الأرقام تسهم جميعها في خلق شعور جمالي بالروعة الفنية لهذا السياق القرآني، فعلى سبيل المثال وردت  لفظة القيامة (68) مرة   في (30  ) سورة و(68 )  آية، لكن من المفيد ذكره لتدبّر معالي الحكمة الإلهية في ذلك، أنَّ هذه الكلمة وردت آخر مرة في القرآن الكريم في سورة القيامة تعميقاً لبلاغة الروعة التي تبين المنهج الإعجازي للقرآن الكريم.

     وسنتملى فيما يأتي جوانب من بهاء هذا النسيج الجمالي الذي يدل عليه  توزيع مشاهد يوم القيامة بأسماء، وأوصاف متعددة، نبينها في الجداول الإحصائية الآتية، وهي تدل بأرقامها وأعدادها على بلاغة إضافية تؤكد أنه ( قرآن عجب ).

الجداول الإحصائية :

شكل (1)

التسلسل

أسماء

يوم القيامة

عدد

السور

عدد

الآيات

البيان
1 يوم الدين 11 14 شكل (2)
2 اليوم الآخر 11 27 شكل (3)
3 القيامة 30 68 شكل (4)
4 الآخرة 35 70 شكل (5)
5 يوم عظيم 8 10 شكل (6)
6 الساعة 23 41 شكل (7)
7 يوم الحسرة 1 1 شكل (8)
8 يوم عقيم 1 1 شكل (9)
9 البعث 2 3 شكل (10)
10 يوم الفصل 4 6 شكل (11)
11 يوم الحساب 2 4 شكل (12)
12 يوم التلاق 1 1 شكل (13)
13 الأزفة 2 2 شكل (14)
14 التناد 1 1 شكل (15)
15 يوم الجمع 2 2 شكل (16)
16 يوم الوعيد 1 1 شكل (17)
17 الواقعة 2 2 شكل (18)
18 التغابن 1 1 شكل(19)
19 الحاقة 1 3 شكل (20)
20 القارعة 2 4 شكل (21)
21 الطامة 1 1 شكل(22)
22 الصاخة 1 1 شكل (23)
23 اليوم الموعود 1 1 شكل (24)
24 الغاشية 1 1 شكل(25)
المجموع
24 145 266 25

شكل(2)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم الدين

1 4
  15 35
  26 82
  37 20
  38 78
  51 6-12
  56 56
  70 26
  7 46
  82 15-17-18
  83 11
المجموع 11   14

 

شكل (3)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

اليوم الآخر

2 8-62-126-17-228-232-264-
  3 114
  4 38-39-59-136-162-163
  5 69
  9 18-19-29-44-45-99
  24 2
  29 36
  33 21
  58 22
  60 6
  65 2
المجموع 11 27

شكل(4)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

القيامة

2 85-113-174-212
  3 55- 77- 161- 180-  185- 194
  4 87- 109- 141- 159
  5 14- 36- 64
  6 12
  7 32- 167- 172
  10 60- 93
  11 60- 98- 99
  16 25- 27- 29- 124
  17 13- 58- 62- 97
  18 105
  19 95
  20 100- 101- 124
  21 47-
  22 9- 17 – 69
  23 16
  25 69
  28 41- 42- 61- 71- 72
  29 25
  32 25
  35 14
  39- 15- 24- 31- 47- 60- 67
  41 40
  42 45
  45 17 – 26
  46 5
  58 7
  60 3
  68 39
  75 6
المجموع 30 68

شكل (5)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الآخرة

2 94- 102-114- 130- 200- 201
  3 77- 85- 145- 148- 152- 176
  5 5- 33- 41
  6 32- 113-
  7 147- 156- 169
  8  67
  9 38
  10 64
  11 16-22- 103
  12 57- 109
  13 26- 34
  14 3- 27
  16 30- 41- 107- 109- 122
  17 7- 19- 72- 104
  20 127
  23 33
  27 5- 66
  28 77- 83
  29 20- 27- 64
  30 7- 16
  33 29
  34 1
  38 7
  39 9-26
  40 39- 43
  41 16- 31
  42 20
  53 25
  57 20
  59 3
  60 13
  68 33
  74 53
  75 21
  79 25

المجموع

35 70

شكل (6)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم عظيم

6 15
  7 59
  10 15
  19 37
  26 135-156-189
  39 13
  46 21
  82 5

المجموع

8 10

شكل(7)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الساعة

6 31-40
  7 187
  12 107
  15 85
  16 77
  18 21-36
  19 75
  20 15
  21 49
  22 1-7-55
  25 11-11
  30 12-14-55
  31 24-34
  33 63-63
  34 3
  40 46-59
  41 47-50
  42 17-18
  43 61-66-85
  45 27-32-32
  47 18
  54 1-46-46

 

79 42

المجموع

23 41

شكل (8)

اسم يوم القيامة رقم السورة رقم الآية

يوم الحسرة

19 39
المجموع 1 1

شكل(9)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم عقيم

22 55
المجموع 1 1

شكل (10)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

البعث

22 5
  30 56-56
المجموع 2 3

شكل(11)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم الفصل

37 21
  44 40
  77 13-14-38
  78 17
المجموع 4 6

شكل(12)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم الحساب

38 16-26-53

40

27

المجموع

2

4

شكل(13)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم التلاق

40 15
المجموع 1 1

شكل (14)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الأزفة

40 18
  52 57
المجموع 2 2

شكل (15)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم التناد

40 32
المجموع 1 1

شكل (16)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم الجمع

42 7
  64 9
المجموع 2 2

شكل (17)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

يوم الوعيد

50 20
المجموع 1 1

شكل (18)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الواقعة

56 1
  69 15
المجموع 2 2

شكل (19)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

التغابن

64 9
المجموع 1 1

شكل(20)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الحاقة

69 1-2-3
المجموع 1 3

شكل (21)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

القارعة

69 4
  101 1-2-3
المجموع 2 4

   

شكل (22)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الطامة

79 34
المجموع 1 1

شكل (23)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الصاخة

80 33
المجموع 1 1

شكل (24)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

اليوم الموعود

85 2
المجموع 1 1

شكل (25)

اسم يوم القيامة

رقم السورة

رقم الآية

الغاشية

88 1
المجموع 1 1

جمالية الروعة في مشاهد يوم القيامة

         الروعة قيمة جمالية تكتسب فرادة خاصة في الأسلوب القرآني، فهي من حيث المعنى الجمالي: (جمال مفرط يدهش، ويخيف فيبدو متجاوزاً للحدود مع احتفاظه بالإمتاع الموسوم بالهيبة والجلال متصل بالرهبة والقلق)[3]، إنه أسلوب خطابي يبيّن فاعليته النفسية لدى الإنسان ليحقق غايته حيث ( يثير الإعجاب العميق ويبلغ حد الإدهاش والإخافة ويوحي بالنبل والسمو) [4]، وهو أسلوب جمالي ينهجه الخطاب القرآني، ليبني مفهومات مقتضى الحال، وإثارة المتلقي ليحقق تواصلاً بين النص القرآني و الإنسان من خلال بناء قواعد التأثير و تكوين الفعالية النفسية للإنسان حتى يتسنى له التفاعل المجدي مع غاية الخطاب، وهي التنبيه، والتحذير، والتذكير، بالعواقب التي تلحق بفعله ساعة نهايته المحتومة.

      و في هذا السياق تبدو الآيات التي تصوّر هول مشاهد يوم القيامة من أكثر الصور نصاعة وتبليغاً في بناء جمالية روعة الخطاب، لننظر الآيات الكريمة التي  تصور عظمة هذا المشهد: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )،(الحج: ١،٢ )،  ترسم هذه الآيات مشهد حال الخوف و الهلع التي  تتلبس الإنسان  في هذه الساعة الرهيبة  وهول ما يصاب به الإنسان، فتكوّن هذه الآيات مشهداً جليلاً يصل إلى أقصى حالات الرعب الذي تجسده الآيات نفسياً و جسدياً، فيمزج الأسلوب القرآني في هذه الحال بين الجليل والروعة في تصوير جمالي مهيب، إذ يصوّر قيام الساعة لحظة بزلزلة عظيمة، يدرك الإنسان رهبتها من خلال الانتقال من  المحسوس إلى اللامحسوس، ومن المدرك إلى غير المدرك، فالإنسان يدرك أن الزلزال شيء فظيع، مخيف لمعرفته ببعض صوره المعجزة، لكنه لا يعرف عظمة الساعة التي هي قائمة بذهنه غيباً إنما الوصف القرآن يصورها له، و هكذا يدفعه الخطاب القرآني إلى الانتقال بتفكيره من المحسوس إلى التخيل، إذ الساعة هي زلزال عظيم، تجعل الأمّ المرضعة التي لا شيء يجعلها تترك رضيعها، إلا عظمة هذه الساعة، وهذا ما يجعل الإنسان عبر روعة الخطاب يشطّ في خياله، ليدرك الهول المنتظر من خلال مقابلة صورية بين المحسوس والمتخيل.

      إنَّ الخطاب القرآني يبرز لنا حالاً نفسية، لا تتحقق في الحياة البشرية، إذ لا تذهل المرأة عن رضيعها وتنساه[5] في أي هول حياتي، ويتابع الخطاب القرآني كشف روعة هذه الساعة، حيث الناس يفقدون مقدراتهم العقلية، والجسدية، فيصبحون سكارى وهم لم يكونوا كذلك، و لا يفقد صلاته الروحية و الغريزية مع أهله إلا في حالات نادرة  كما في الآية الكريمة:

فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ )، ( عبس: ٣٣ – ٤٢)

        تصوّر هذه الآيات روعة أهوال مشهد يوم القيامة بدءاً من اللحظة الأولى التي تتجلى بصيحة تصخ الآذان حتى تكاد تصمها (أي يفر منهم  ويهرب لهول الحدث من أحبابه، من أخيه وأمه وأبيه، و زوجه وأولاده لاشتغاله بنفسه )[6]

       يبني هذا السياق القرآني هذا المشهد بتفاصيل دقيقة موحية بالحقائق النفسية والغرائزية [7]( فقد ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه ورتّبهم في الحنو والشفقة، فبدأ بالأقل وختم بالأكثر، لأنَّ الإنسان أشد شفقة على بنيه من كل ما تقدّم ذكره )،  حيث إنَّ هذه الحالات التي يتحول إليها الإنسان من مشارك عاطفي وجداني في الرابطة الأسرية إلى متحلل منها، منشغل بنفسه فقط، و لا تحدث إلا في تلك اللحظة التي يتخيل فعلها، لأنه لم يفعلها في حياته الطبيعية، لنلاحظ هنا جمالية الروعة في بناء المشهد وفق الأسس التالية :

جلال المقابلة

أ – يقابل القرآن الكريم بين صورة حسية مدركة وصورة متخيلة لا مدركة.

ب – يقابل بين حالة محدودة منتهية هي الزلزال المألوف، وحال لا منتهية وهي تبديل أقوى الغرائز والصلات.

ج – يقابل بين قوة بناء العلاقات الأسرية و تلاشيها المذهل.

د – يقابل بين حال المؤمن المسرور والكافر المرعوب.

هـ – يقابل بين حالتين مدمجتين في حالة واحدة لبناء علاقة بين الذاكرة /الماضي/ والمتخيل/ القادم / عبر ذكر الرضاعة، وهي حال تالية للولادة، والسكر وهي حال سابقة للموت.

جلال الصورة والمادة

يقابل السياق القرآني في هذه الآيات بين جلال الصورة والمادة وفق عضوية فريدة تتمثل :

أ – الصورة : المشهد النفسي والمادي ليوم القيامة.

ب – المادة :  فكرة الحساب والمعاني التي ينطوي عليها فيقابل ذلك التركيب الخطابي :

1 – فتصبح الصورة : اللفظ

2 – جلال صورة اللفظ تقابل جلال صورة الحال :

         يحوّل الخطاب القرآني ببراعة أسلوبه القيمة الجمالية إلى قيمة                      جليلة ( حيث الأفكار والفعال هي وحدها التي تتصف بالجلال، أما الأشياء المرئية فلا تصبح جليلة إلا عن طريق التمثيل والإيحاء، حينما تولِّد في النفس انفعالاً خلقياً معنياً في حين أن الجمال ينتمي إلى الأشياء المرئية وحدها ولا يمكن نسبته إلى الحقائق إلا عن طريق المجاز ) [8]، وهذا يعني أن الخطاب القرآني يبين سلسلة تحولات جمالية لخلق الانسجام الذي يتطلبه الموقف،  فإذا كانت صور ( الشمس، النجوم،  الجبال، الوحوش، البحار، الجحيم، الجنة , الزلزال) هي ذات قيمة جمالية مفرطة أي تحقق قيمة الروعة فإن النسق القرآني يضاعف قيمة الروعة فيذكر الرائع المهيب ويقرنه بزواله إمعاناً في تعميق الدهشة والرهبة، يقول تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)( التكوير: ١ – ١٣)،  تحقق هذه الآيات ذروة بلاغة الروعة في الأسلوب القرآني، فهي تجسّد حالاً كونية فريدة من التغيير والتحول المرعبين، وكما ذكر المسفرون[9] أنها بيان لأهوال القيامة وما يكون فيها من الشدائد والكوارث وما يعتري الكون من مظاهر التغيير والتخيير، حيث تلف الشمس ويمحى ضوءها (فيلف ويذهب انبساطه في الأفاق ويزال أثره ) [10] وتتساقط النجوم من أماكنها وتبعثر، وتحرك الجبال، فتسير في الهواء حتى تصير كالهباء، كما يرغب عن النوق الحوامل التي كان يتمسك بها الإنسان ويصارع أخاه طمعاً في امتلاكها كونها من كرائم ملك العرب وأموالهم، كما تذهل فزعاً الوحوش التي جمعت من أوكارها، حتى البحار الباردة تتأجج سعيراً ملتهباً، فيقرن الإنسان بقرينه، فتسأل في هذه اللحظة الرهيبة الطفلة التي دفنت تقريعاً ولوماً لوائدها عن ذنب قتلها[11] .

      وهكذا تنكشف صحف أعمال البشر في ساعة مرعبة، لا ينفع فيها الندم حيث السماء التي تمثل في الحياة الدنيا صورة روعة هائلة تزال، و تنزع من مكانها، كما ينزع الجلد عن الشاة، فتضرم النار للكافر، وتقرب الجنة من المؤمنين ويبنى هذا المشهد الرهيب عبر الخطاب القرآني بآية كبرى للروعة التي تتمظهر في ثنائية تحولية تنتج صورة أجل وأروع :

الشمس كورت
النجوم انكدرت
الجبال سيرت
الوحوش حشرت
البحار سجرت
السماء كشطت
الجحيم سعرت
الجنة أزلفت

        نلاحظ أنَّ الروعة تمادت في مضاعفتها عبر بناء مشهد الزوال الرهيب للشيء الرائع، مما حولها إلى مشهد  جليل يتحول من مرئي إلى فعل رهيب، إذا رحنا نتمثل عبر سياق الآيات الفعل الجليل لهذه الألفاظ الرائعة، و تحولت في مخيلتنا لتصبح ألفاظاً جليلة بذاتها، تؤدي معنى جليلاً كما أنها تصور مشهداً صورياً جليلاً بذاته يحقق غاية جليلة لذاته، إنها حالة خارقة من جمال إبداع الروعة التي تشكل سمات الخطاب القرآني فهذه التحولات المتتالية تبدأ من نقطة ارتكاز تشكل المنبع، و تشع بكل اتجاه، إنّ الألفاظ الواردة في الآيات التي تدل على الروعة تشكل نسيجاً عميقاً لبنية الخطاب القرآني من خلال توزعها على مساحة آياته الكريمة.

  اللفظ عدده التحول عدده النسبة
  الشمس 30 كورت 3 30/3
  النجوم 13 انكدرت 1 13/1
  الجبال 39 سيرت 6 39/6
  الوحوش 1 حشرت 43 1/43
  البحار 41 سجرت 3 41/3
  السماء 310 كشطت 1 310/1
  الجحيم 26 سعرت 19 26/19
  الجنة 138 أزلفت 10 138/10
المجموع 8 598 8 86 598/86= 6,953488372096

         إن ألفاظ الروعة تحقق في السياق القرآني لحمة نسيجية جمالية، تقوم على درجة قصوى من التلاؤم بين المادة والصورة في التصوير المشهدي من جانب، ومن آخر في التصوير التعبيري الخلاق للنظم القرآني كما يقول الجرجاني: ( إنَّ مزية نظم الكلام ليست حيث نسمع بالآذان بل حيث تُنظر بالقلب ونستعين بالفكرة )[12]  وتلك هي مزايا التشكيل الجمالي لخطاب الروعة في القرآن الكريم الذي يحرك الأحاسيس بجلال خطابه، ويلفت القلوب بخشوع فريد.

أسس القيمة الجمالية للروعة

        تبنى القيمة الجمالية للروعة على أساس واقعي يتألف من سلسلة تحولية نتبينها على النحو الآتي :

من الحسية إلى التخيلية

         إن تكن غاية الخطاب القرآني مراعاة أحوال الإنسان والوصول إلى عقله عبر تشكيله الجمالي، فإنه لا يبقى الحسية حاضرة مجردة تدل فيما تدل على تناسب عكسي بينها، وبين الثقافة حيث تقل الحسية في المجتمعات المتقدمة ثقافياً وتستفحل في المجتمعات الأمية)[13]؛ لأنَّ الخطاب القرآني، وإن يعطِ الأولوية للعامة حيث كانوا في زمن نزوله أصحاب ثقافة حسية فإنه -أي الخطاب القرآني – يتخذ من الحسية عتبة جمالية أولية، لا تفتأ تتحول إلى متخيل كما سبق وأسلفنا، فالآيات الكريمة تدفع الإنسان لتخيل صور حسية خارقة لمداركه، فهي ذات أساس واقعي حسيّ من حيث تصور أشكالاً تدرك صورها الأولية بالحواس الخمس غير أنها تحتاج إلى تخيل قوي لإدارك كنهها الكلي، فالمرضعة تدرك بالحواس لكن انذهالها، لا يدرك إلا  بالمخيلة، كذلك الشمس والبحر و الجبال والنجوم تدرك بالحواس، لكن تكور الشمس                    و انسجار البحر وتسيُّر الجبال و انكدار النجوم، وإن كان يدرك بالحواس كأصل فعله لكن عظمة فعله في هذه الأشياء ذات سمة للروعة والجلال  والهيبة ولا تدرك إلا  بالتخيل، فلا يمكنه إدراك هذا الفعل إلا بالتخيل لنلاحظ الآيات الكريمة معاً : (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ) ( القيامة: ٦ -12)

      إنَّ الإنسان بطبعه مجبول على الطمع بالملذات والاستغراق بالحلم بعيداً، حيث ترد الآيات الكريمة على استهزائه بالبعث، فترسم له المشهد الرهيب الذي سيلاقيه، إذ يزوغ بصره خشيةً ورهبةً وتتلاشى مظاهر الكون الجليلة، فيذهب ضوء القمر ويظلم، هكذا تتصاعد الروعة في الخطاب القرآني وتبلغ ذروتها في رسم مشهد لحدث مستقبلي، حيث تجمع الشمس والقمر مما يبعث في النفس إزاء تخيل هذا المشهد المريع الرهبة العظيمة، فيتساءل عن وسيلة النجاة التي طالما ذُكِّر بها.

من التفصيل إلى البناء

        تبنى مشاهد يوم القيام في القرآن الكريم على جمالية تفاصيل الأحداث والأحوال وتجمع أعناق المتضادات ( الجنة – الجحيم –  الجبال – البحار- النجوم – السماء) وهي مكونات لا تجمعها إلا الطبيعة بما تنطوي على تنافر، وتحارب، ومثلما تبنى وتتكون الطبيعة الخلابة من تفاصيل متناقضة متضادة، تجمع بينها سنتها في التأليف العظيم للكون.

      والخطاب القرآني يجمع بين هذه التعددية والتفاصيل لتأليف البناء العضوي الذي يجمعها بأسلوب فريد، يجعل منها نصاً خطابياً متشابكاً بعضوية رائعة، فالجبال تصير سراباً، والشمس تكور، والسماء تكشط، والبحار تسجر، حتى إننا نجد البناء يتم في الصورة الواحدة، وفعلها المضاد فالبحار نقيض السَّجرِ، والجبال نقيض التسيير أو السراب كما الشمس نقيض التكوير مما يحقق انسجاماً فريداً للتعددية التي تشكل مفهوم البناء الجمالي.

من جمال اللون إلى روعته

          يظهر اللون في الآيات الكريمة التي تصور مشهد يوم القيامة خلفية لونية تعبـر بدلالة اللون عن حالات المشهد وأحداثه، فهي تجمع ألوان الشمس  والقمر والبحر والجبال والجنة والجحيم، وكلها ألوان ذات دلالة جمالية لكن الأسلوب القرآني الذي يمزج في لغة تعبيره بين مختلف الحالات ليبني لوحة المشهد، فإنه يحول  هذا اللون من التعبير إلى تعبير الروعة الموسوم بالرهبة والخوف والجلال حيث اللون الأصفر ( الضوئي ) يتحول إلى ظلمة في                   تكور الشمس أو خسوف القمر(فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)  )  (القيامة: ٧ -٩ )

 كذلك في انكدار النجوم، و انسجار البحر وتسيير الجبال، أي يتحول اللون إلى نقيضه في الدلالة التعبيرية قصد بناء التناغم والانسجام بين أدوات التعبير القرآني الصوري الذي يشكل بها النسيج الجمالي في الخطاب القرآني.

       إنَّ أسلوب الروعة في تصوير مشهد يوم القيامة في القرآن الكريم يتفجر باطِّراد إلى إبداعات خلاقة، ترقى أعلى مستوى الإدراك الإنساني، لأنها  تتسامى باستمرار أبدي، يؤكد إعجاز القرآن وقدرة أسلوبه على الكشف عن كنوزه الجمالية التي لا تنضب،  وهذا يؤكد  أنَّ النص القرآني مفتوح من الأزل إلى الأبد على إبداع اكتشاف جمالياته الممتلكة فرادة عظيمة في التوليد المستمر لبلاغة لا تحد،  ولا تعاير بنظرية محددة، لأنه أبدي، فهو الكتاب بالإطلاق، وهل يمكن لشيء أن يحد هذا الإطلاق.

 خاتمة:

          تدل هذه الدراسات أنَّ التصوير القرآني لمشاهد يوم القيام يستجيب للنظريات البحثية والجمالية المستحدثة، وذلك نابع من كون القرآن الكريم كتاب فوق الزمان و المكان،وأن تطبيق الدراسة الجمالية القائمة على أسس علم الجمال، تسهم في بناء جمالية التواصل مع رسالة القرآن، و تكشف عن تجسيد قيمة الروعة الجمالية في مشاهد يوم القيامة،  وتحقق الجانب الانفعالي والنفسي لأهداف الوصف القرآني لهذه المشاهد في المتلقي،فتبعث في نفسها تصورات هول المشاهد وهيبتها و رعبها، وهي المؤسسات الكبرى لقيمة الروعة الجمالية وفق علم الجمال، وتثير هذه الأحاسيس التبصر بنهاية البشرية والحساب، فتحض على بناء موقف إيماني يتجسد بالتيقن من الحساب، والعمل والاستعداد له بتمثل أركان الإيمان، وتجسيدها في الفعل، وتلك قيم دعوية، تربوية، إشاردية،  من صميم الرسالة الإلهية.

هوامش المقال:

[1]–  د. أحمد محمود خليل: في النقد الجمالي، ص: 40.

[2] – هيغل: فكرة الجمال، ترجمة :جورج طرابيشي، فكرة الجمال، ص 26 – 33.

[3] –   د، عبد الكريم اليافي : دراسات فنية في الأدب العربي،ص: 31- 40.

[4] –  المرجع السابق : ص:40 .

[5] – محمد بن علي بن محمد الشوكاني: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير،ج: 3،ص:623.

[6] –  إسماعيل بن كثير  تفسير القرآن العظيم،ج:4، ص429.

[7]-  محمد علي الصابوني : صفوة التفاسير،ج:3،ص 521.

 [8] –  جورج سانتيانا : الإحساس بالجمال،ترجمة مجمد مصطفى بدوي، ص: 225.

[9]  – صفوة التفاسير، مرجع سابق، ص: 524.

[10]  –  البيضاوي : تفسير البيضاوي، تحقيق: عبد القادر العشا حسونة، ج :1،  ص: 456.

[11]  – صفوة التفاسير،  ص :524.

[12]  –  عبد القاهر الجرجاني : دلائل الإعجاز،  ص:51.

[13] –  جورج غور فيتش : الأطر الاجتماعية للمعرفة، تر:  خليل أحمد خليل،ص:36.

المصادر و المراجع

1- القرآن الكريم

2- البيضاوي: تفسير البيضاوي، تح: عبد القادر العشا حسونة،  دار الفكر بيروت، 1996.

3 الجرجاني، عبد القاهر : دلائل الإعجاز، منشورات جامعة البعث، حمص، 1989.

4- خليل، د. أحمد محمود: في النقد الجمالي، دار الفكر دمشق، دار الفكر المعاصر، بيروت، 1996.

5- سانتيانا، جورج: الإحساس بالجمال، تر: مجمد مصطفى بدوي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، د.ت.

6- الشوكاني، محمد بن علي بن محمد : فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، دار الفكر، بيروت، د.ت.

7- الصابوني، محمد علي : صفوة التفاسير، دار القلم حلب ودار النمير، دمشق،1994 .

8- غور فيتش، جورج : الأطر الاجتماعي للمعرفة،تر: خليل أحمد خليل، المؤسسة الاجتماعية الجامعية للنشر والدراسات، بيروت، 1981.

9- ابن كثير، إسماعيل تفسير القرآن العظيم، طبعة جديدة مصححة، دار الخير، بيروت، دمشق 1996.

10- هيغل:فكرة الجمال، ر:جورج طرابيشي،ط2،دار الطليعة، بيروت، 1978 .

11-  اليافي، عبد الكريم : دراسات فنية في الأدب العربي، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، 1996.

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of