يا زهْرَ أيْلُوْلٍ عليكَ القلبُ أزهى اصْفراراً
و عليَّ الرُّوْحُ دائماً تشارينْ
كانتْ يديْ تَرقُّ حيْنَ تلْمسُ العطورَ في أيلولَ
للأشجارِ في عينيْ اخضرارٌ مِنْ أنينْ
أيلولُ زهْرُهُ زفير حسْرةٍ ..ما أمرَّ أن يُمسي
الجمال مِنْ تَوَرُّدِ الزَّفيْرِ في أعيُنِ الحزينْ
يازهْرَ أيْلُوْلٍ تَفَتَّحْ ما على الجميلِ عيبٌ أنْ
يكونَ ابْنَ الخريفِ أجملُ الجمالِ بسْمةُ الحزينْ
أمِّي تُرَبِّيْكَ على جدرانِ دارِنا تَرَاكَ غُرَّةً شقراءَ
مِنْ شَعْرِ بناتِها ..أراكَ في عيونها غَمْزَ الحنينْ
يا زهْرَ أيْلُوْلٍ تَحِسُّ بي؟ إذا ناديْتُ همْساً
يا ابْنَ أُمِّي ..أمْ تخالُني شقيقَ الياسمينْ
إذ زهْرُ أيلولٍ بُعيدَ العصْرِ طيباً تَنَفَّسَ
فتُوقد التَّنُّوْرَ أُمِّي ..خبْزُها غدا نجوماً كُنّسَ
كنّا قريباً مِنْ يديها نتوّلى بجمره التَّأَبْلسَ
بمنتهى حنوِّها للخبزِ ترسمُ ابْتسامةً لَطيفهْ
وفوقها تَقْطِيْبةٌ للضِّحْكِ كانتِ الوصيفهْ
نَفُرُّ خوْفَ سخْطِها إلى فضا برِّيَّةٍ نظيفةْ
نجْنيْ خزامى لاح في أوراقه عيونها الشفيفة
فما أحيلى نموّه في غير وقته مجاكراً خريفهْ
نهدي لها قليلَه حتى بخدِّها نُرَضِّيْ غمْزةً شريفهْ
يا بيتها يبقى شمالاً أينما كانَ اتجاهُ العينِ خشيةَ الجراحْ
له بنى الرُّوحَ بيوتاً إن يغبْ عنْ عيوني مثل شحرورٍ يضجّ القلبُ بالصُّداحْ
كنتُ أُشاجرَ الزَّرايرَ بُعيدَ الفجْرِ حتّى أوقظَ الشَّمسَ عليها بالصِّياحْ
كنتُ أنا وما شقيّاً ذلكَ الطّفلُ الذي خَطَّ على الجدارْ:
:لو دولةٌ ملكتُ يوماً لأقمتُ وجهَ أمَّي علماً لها
وضحكها نشيداً وطنياً هدْبها أبسل حرّاس الدِّيارْ
وذلكَ الطفلُ الذي يُبلِّل الأغصانَ بالحليبِ
علَّ باكراً يَسْمنُ في أوراقِها الاخضرارْ
يظنُّ لو لاذتْ عصافير بها بسرعةٍ تكبرُ أرياشُ الصّغارْ
يا زهْرَ أيْلُوْلٍ ذوتْ أمطارْنا من سبعِ
أعوامٍ فكيفَ لم تزلْ على اخضرارْ
روحي لديْ أبعد تشرين وما آذارُ منذ لمْ أمتْ قد حلَّ لي بدارْ
دعني صغيراً في الحقول أصطلي
بظلِ توْتةٍ فخاخاً للفَراشِ والدَّبابير شديدة الاحمرارْ
و راكضاً وراء ظلِّ غيمةٍ لأسقطَ الأمطارَ
بالنُّقَّيف منها وإنْ على رأسي تساقطَ الحصى بنارْ
وما على طفلٍ جناحٌ أنْ يخالَ النَّجْمَ تفَّاحاً فيرميه طويلاً بالحجارْ
وذلك الطفلُ الذي يُقطِّفُ الأزهارَ منها للأغاني يصنعُ الإزارْ
يُخيطُ منها للأماني الثَّوبَ والأزْرارَ ظنّ نفسَه للعْطرِ جارْ
والحقُّ في أيلولَ ما قطفتُ زهرةً كنتُ
أغنِّي: يا زهْر أيلول نُحبُّ أنْ نبقى صغارْ
Leave a Reply