إنه لمن بواعث الفرح والحبور بأن قراء مجلة أقلام الهند سيستفيدون بآراءالأستاذ الدكتور السيد كفيل أحمد القاسمي وأفكاره وخدماته العلمية ودوره الفعال في إثراء اللغة العربية وآدابها. كان الأستاذ عميد كلية الآداب ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة عليجراه الإسلامية سابقا، كما كان مشرفا لعشرات مقالات الدكتوراه،وإنه نال جائزة التقديرية من فخامة رئيس الجمهوريةالهندية في عام 2014م عوضا واعترافا عن خدماته التدريسية والتأليفية.
السؤال: فضيلة الأستاذ لو سمحتم أخبروني عن أسرتكم الكريمةالتي نشأتم فيها؟
الجواب: أنا من ولاية أوديشا من مديرية كتك.ولدت ونشأت في قرية إسمها سنغرا في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر سنة 1951م. قد ربيت ونشأت في هذه القرية تحت رعاية والدي المحترم السيد محمد صالح. رباني والداي تربية دينية، وحصلت مبادئ العلوم في المدرسة الإسلامية الموجودة في قريتي.
السؤال: أهذه المدرسة تقع في قريتكم وما هو دورهذه المدرسة في منطقتكم النائية التي لعبتها؟
الجواب:نعم! هذه المدرسة تقع في قريتي، وهذه المدرسة بمثابة أم المدارس الإسلامية في أوديشا، وكانت مدرسة صغيرة حينما كنت تلميذا فيها ولكن صارت مدرسة كبيرة الآن، والطلاب من أقصاهإلى أقصاه يقصدونها ويتعلمون فيها. وقد حصلت المعادلة من جامعة عليجراه الإسلامية. ولعبت هذه المدرسة دورا كبيرا في إزالة البدع والخرافات وخاصة في صيانة دين الحنيف وقمع فتنة القاديانية من هذه المنطقة.
السؤال: ماهي قصة مؤسس هذه المدرسة؟
الجواب: مؤسس هذه المدرسة هو فضيلة الشيخ العلامة إسماعيل القاسمي كان أستاذا في مدرسة رسمية في سنة 1947م وكان يحصل على راتب مئة روبية هنديةآنذاك،كما كان أستاذا خاصا لملك كورا في منطقتنا ويعلمه الأردية والفارسية ويحصل على راتب مناسب منه، ولكن حينما سمعأستاذهالجليل المحدث الكبير العلامة السيد حسين أحمد المدني عن تركالناس دينهم الإسلام واعتناقهم القاديانية في مناطق أوديشا فأمر تلميذه أن يخدم الدين ويحفظ على دين القرويين فترك الأستاذ إسماعيل وظيفته الرسمية وأسس مدرسةإسلامية في قرية سنغرا.وقاوم فتنةالقادينية،وقد تاب على يده 15000 رجل الذين تركوادينهمالحنيف. ولهذهالمدرسة ولأساتذتهاالأفاضل فضل كبير علي في نشأتي وتربيتي وتثقيفي.
السؤال: متى بدأتم رحلة العلم من المدرسة إلى الجامعة؟
الجواب:في سنة 1962م قد سافرت إلى دار العلوم بديوبند لكسب العلوم الإسلامية وقد تخرجت من دار العلوم في شهر ديسمبر1966م وحصلت على شهادة الفضيلة.وقصدت إلى الجامعة الملية الإسلامية والتحقت بالثانوية العالية وقضيت هنا سنتين كاملتين سنة 1967و 1968، وبعد ذلك قد تم لي القبول في جامعة عليجراهالإسلامية وحصلت على شهادة البكالوريوس سنة 1971م، وأكملت الماجستير في نفس الجامعة سنة 1973م، وحينماأنهيت الماجستير بفضل الله ومنهالخاص أصبحت محاضرا في جامعة بنارس الهندوسية في شهر ديسمبر 1975م وفي شهر أغسطس سنة 1976م، أصبحت محاضرا في قسم اللغة العربية بجامعة عليجراه الإسلامية، وفي هذه الفترة التدريسية أكملت الدكتوراه التمهيدية سنة 1976م وشهادةالدكتورا ه 1986م هذه قصة مختصرة لرحلتي العلمية المدرسية والجامعية.
السؤال: من هم من الأساتذة الكرام من المدارس والجامعات تأثرتم منهم كثيرا؟
الجواب: من الأساتذة المحبوبين الأستاذ والمفسر نعيم رحمه الله، والمحدث الكبير العلامة نصير أحمد خان وقد أصبح فيما بعد شيخ الحديث في دار العلوم بديوبند، والمحدث الأستاذ فخر الدين رحمه الله تعالى،والعلامة إبراهيم البلياوي، والأستاذ الأديب أنظر شاه الكشميري، كما استفدت خاصة من العلامة الأديب الألمعي وحيد الزمان الكيرانوي، كما تأثرت من الأستاذ المخلص عبد الحليم الندوي والأستاذالسيد محمد إجتباء الندوي، وحافظ غلام مصطفى.
السؤال: ما هي الكتب المفضلة لدى فضيلتكم؟
الجواب: استفدت من مجموعة قصصية لكامل الكيلاني قرأتها مرارا، كما قرأت “عبرات” و”نظرات” لمصطفى المنفلوطيو”دمعة وابتسامة” و”الأجنحة المتكسرة” لجبران خليل جبران، كما طالعت “كليلة ودمنة” لعبد الله بن المقفع أكثر من مرة.
السؤال: ما هو إختصاصكم من باب العلم والأدب؟
الجواب: إختصاصي أنا هو الأدب الحديث.
السؤال: من هو أفضل أديب من أدباءالعصر الحديث؟
الجواب: ذهب النقاد مذهبهم ويقولون طه حسين، أما بالنسبة أنا فهو الأستاذ المنفلوطي، والأديب المهجري جبران خليل جبران، بأنهما عبرا عن أحاسيسهم وانطباعاتهم الذاتية في كتاباتهما كما ذكرا مشاعر الناس في مؤلفاتهما.
السؤال: من هو أفضل أديب لدى فضيلتكم من العصر القديم؟
الجواب: أسلوب ابن المقفع رائع جدا، أما من حيث الفن والموضوع والأسلوب فالجاحظ عبقري من العصر العباسي، أسلوبه جذاب، لديه موضوعات مختلفة، وإنه جمع بين الجد والهزل وكما جمع بين الضدين، فكتب “رسالة في مدح الكتاب” و”رسالة في ذم الكتاب” و”كتابالحيوان” بمثابة دائرة المعارف عن الإنسان والمجتمع والعلوم والفنون، فكتاباته مليئة بالعلوم والمعارف. أفضلّه على الكُتّاب الآخرين وأقرأ كتبه كثيرا واستفدت منه خلال التدريس. يقول ابن العميد عنه: “كتب الجاحظ تعلم العقل أولا والأدب ثانيا”.
السؤال: من هو الشاعر العبقري من منظوركم الخاص؟
الجواب: لا غرو فيه أن امرؤ القيس شاعر عبقري من حيث اللغة والأسلوب أمابالنسبة لي فأنا أعتقد بأن عمرو بن كلثوم أفضل الشعراء من العصر الجاهلي بأن لديه حماسة وغيرة وقد عبرها في معلقته الخاصة يقول:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولاتبقي خمور الإنـدرينـا
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجـــــدين
ألا لا يجهلن أحد علينـا فنجهل فوق جهل الجاهليـــن
أما ما يتعلق بالعصر العباسي لا شك فيه أن المتنبي أشعر الشعراء في العصر العباسي وكان شاعر البلاط، ولكن الشاعر المفضل من منظوري الخص هو أبو العلاء المعري شاعرالفخر والحماسة يقول:
ألا في سبيل المجد ما أنـا فاعـل
عفـــاف وإقـــدام وحـزم ونائـل
وإنـــي وإن كـنت الأخير زمانـــه
لآت بمــا لــم تستطعـــه الأوائـل
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيـا
تجاهلــت حتـــى قيــل أني جاهـل
فواعجبا! كم يدعي الفضــل نـاقـص
وواسفـا!كم يظهـر النقـص فـاضــل
السؤال: كنتم أستاذا مواظبا ومقبولا ولكم خبرة جيدة في مجال التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة عليجراه الإسلامية، فكيف يمكن للمعلم أن يجعل نفسه أستاذا مقبولا؟ ما رأيكم في هذاالخصوص؟
الجواب: شكرا جزيلا، الحمد لله على ذلك. في هذاالخصوص يجب على الباحث أو الأستاذ أن يطالع قبل التدريس من كل ناحية. في هذه الأيام معظم الأساتذة يعلّم بدون المطالعة والدراسة من قبل، فهم يضيعون أوقات الطلاب. كما يلزم على المعلم أن يعلم الموضوع الذي له مهارة فيه. كما يجب عليه أن يتساءل طلابه خلال تدريسه وتعليمه ويفتح المجال للسؤال، أعتقد أن هذا نهج مقبول للتدريس والتعليم.
السؤال: ماهي مؤلفاتكم المطبوعة؟
الجواب (1) أسواق العرب (2) المقريزي حياته وأعماله (3) كتاب المقفل الكبير (الجزء الثالث)
السؤال: ماهي المشروعات العلمية التي لم يتم طبعها إلى الآن؟
الجواب: (1) بحوث ومقالات –العربية (2) بحوث ومقالات –الأردية (3) مختصر تاريخ الأدب العربي (العصر العباسي) من قبل المجلس الوطني لنشر اللغة الأردية.
السؤال: ماهي المشروعات العلمية التي تم النشر تحت إشراف فضيلتكم؟
الجواب: هي المشروعات العلمية من قبل المجلس الأعلى للجامعات الهندية(U.G.C.) دلهي الجديدة وبمساعدته الخاصة قد تمت هذه المشروعات وطبعت ونشرت. فقد أشرفت على هذه البحوث العلمية وهي مفيدة للغاية: (1) إقبال الشاعر الإسلامي الفيلسوف: إعداد: الدكتور شبير أحمد الصديقي (2) سلوة الأحزان في أشعار النسوان لأوحد الدين أحمد البلغرامي، تحقيق: الدكتور جمشيد أحمد الندوي (4) فهرس أطروحات الدكتوراه وإم فل المقدمة في أقسام اللغة العربية وآدابها بالجامعات الهندية(ستة أجزاء): إعداد: الدكتور جمشيد أحمد الندوي، والدكتور شبير أحمد الصديقي (5)الهند بعد الإستقلال في الشعر العربي الحديث: مجموعة شاملة للقصائد والمنظومات العربية الحديثة حول الهند العظيمة إعداد: الدكتور شبير أحمد الصديقي.
السؤال الأخير: أي نصيحة أو مشورة للطلاب والباحثين:
الجواب: أعتقد أن معظم الطلاب يركزون عنايتهم البالغة على الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبعكسها. حسنا هذا لكسب القوت ولنيل الوظيفة. ولكن أقول لهم بكل صدق وأمانة أن العلم والأدب الحقيقي ليس في الترجمة، وإن الأدب والعلم دفين في دفتي الكتب الأدبيةالعلمية والدينية للإمام ابن تيمية وابن قيم والغزالي والجاحظ وابن العميد والأصفهاني وغيرهم الكثير فاقرؤها حينما سنحت لكم الفرصة.
الملاحظة:شكرا جزيلا لك الأستاذ الفاضل على إتاحة الفرصة للحوار لمجلة أقلام الهند.
Leave a Reply