+91 98 999 407 04
aqlamalhind@gmail.com

القائمة‎

الدرس الصّرفي لدى العلامة الجزائري نور الدين عبد القادر في مدونته الرسالة الصّرفية من التعقيد إلى التيسير
د. فاطمة عبد الرحمن

الملخص:

لمّا كانت اللغة هي الوعاء الحاضِنَ لفكرة الأمة، وثقافتها، ووسيلة للتفاهم بين أبنائها وأداة للتعبير فيما بينهم، وجزءًا من هويتها، وشخصيتها كان لزاماً على أبنائها الحفاظ عليها سليمة صحيحة، وذلك من خلال ضبط قواعدها، وإيصالها إلى الأجيال الناشئة بأبسط الطرق وأيسرها، وتحبيبهم لها لا تنفيرهم منها، هذا ما نجده عند علماء الجزائر في مدوناتهم اللغوية عامة والصرفية خاصة الذين حاولوا تيسير العلوم اللغوية عامة، والصرفية خاصة لكونها من العلوم الصعبة التي يحتاج فيها طالب العلم إلى أظافر الفهم ليمسك بها القواعد حتى لا تفلت بطريقة بسيطة سهلة حفاظا على الوقت من جهة، ومن جهة أخرى تحبيب المادة له حتى ترسخ  في ذهنه، وهذا ما نجده عند نور الدين عبد القادر في مؤلفه الصرفي الرسالة الصرفية الذي بسط ويسر القواعد الصرفية وجعلها في متناول المبتدئ فمن هو العلامة الجزائري نور الدين عبد القادر؟، وما منهجه في تدريس الصرف من خلال مؤلفه الرسالة الصرفية؟، هل فعلا يسر هذه القواعد الصرفية وما هدفه من ذلك؟ وما طريقته في تدريس هذه المادة الصرفية؟

الكلمات المفتاحية :  القواعد ، اللغوية ، الصرف ، الدرس

وقبل الولوج إلى منهجه التيسيري لابد من الوقوف للحظات نستعرض أثناءها خريطة الصرف للتعرف على معانيه اللغوية والاصطلاحية، وأن نعرف ولو في سطور بالعلامة الجزائري.

خريطة علم الصرف

أولا: الخريطة اللغوية:

وردت بعدة معان منها:

الصرف لغة: هو فصل الدرهم في القيمة وجودة الفضة وبيع الذهب بالفضة….»[1]، وهو ردّ الشيء عن وجهه صرفه يَصْرِفُه صَرْفًا فانصرف وصارف نفسه عن الشيء صرفها عنه[2]

وقوله تعالى:« ثُّمَ انْصَرَفُوا»[3] أي رجعوا عن المكان الذي اجتمعوا فيه[4].

ولها عدة تعاريف حصرها المؤلف في كتابه القبس الصرفي[5].

والصرف كما عرفه العلامة نور الدين عبد القادر التغيير والتحويل، ومنه صرفُ الدَّهر بمعنى تقلُّبه لأنه دائما في تغيّر وانتقال من حالة إلى أخرى[6].

ثانيا: الخريطة الاصطلاحية:

عرف الصرف بعدة تعاريف منها علم  يبحث في اللفظ من حيث بناؤه، ووزنه، وما طرأ على هيكله من نقصان أو زيادة»[7].

عرفه نور الدين عبد القادر:«هو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة مقصودة لا تحصل إلا بها[8].

الغرض من الرسالة الصرفية:

لكل عمل غرض يسعى إلى تحقيقه وحال هذا حال ما وجد في الرسالة الصرفية ، والتي كان غرضها تعليم القواعد الصرفية للمبتدئ، لذا فقد جاءت تعليمية ، ويرجع هذا لأسباب نذكرها كالآتي:

  • واضحة في أسلوبها ومعانيها؛ إذ يسهل على الطالب الإلمام بها وأي موضوع يتعرض له إلا ويوضحه بأسلوب بسيط ميسر يفهمه كل من يقرأ الرسالة الصرفية؛ فمثلا موضوع الضمائر إذ يقول:” الضمائر جمع ضمير، وهو ما دل على مُتكَلِّم كأنا أو مُخاطِبٍ كأنتَ أو غائب كهو”[9].

وقد أكد هذا نور الدين عبد القادر، إذ يقول:” فهذه رسالة لطيفة في مبادئ الصرف، حسنة التنسيق والترتيب مع بساطة ووضوح في التعبير، مشتملة على أهم ما يجب على التلميذ أن يعرفه من قواعد هذا الفن”[10].

ويظهر الوضوح في موضوعات أخرى مثل تعريفه للصرف لغة فاصطلاحا ، إذ يقول” الصّرف في اللغة: التغيير والتحويل، ومنه صرفُ الدّهر بمعنى تقلّبه، لأنه دائما في تغيّر وانتقال من حالة إلى أخرى”[11].

ويقول أيضا:” وفي الاصطلاح هو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة مقصودة لا تحصلُ إلا بها”[12].

  • الاختصار الشديد في تعرضه لموضوعاتها، فمثلا حين يتحدث عن فعل الأمر، يقول[13]:” هو ما دل على طلب شيء في المستقبل: كاقْرأ”.

 وفي موضوع الفعل الماضي يقول:” الفعل الماضي وهو ما دل على زمان مضَى: كقَرَأ”[14].

  • خلو الرسالة الصرفية من الخلافات والمذاهب والمسائل الخلافية.

التعريف بالعلامة الجزائري:

       هو نور الدين بن عبد القادر بن إبراهيم حميدي أصل عائلته من بلدة بوشقرون ببسكرة إحدى مدن الجنوب الجزائري، ولد سنة 1890م بحي القصبة بالجزائر العاصمة تخرج بالمدرسة الثعالبية، من أشهر أساتذته محمد بن شنب ، كانت له حلقة بالجامع الجديد ودَرَّس بمدن كثيرة منها شرشال ثم البليدة ثم الجزائر العاصمة .

ومن أعماله نذكر عمله بالإذاعة الجزائرية منتجا لبرنامج أدبي تاريخي ، وكان محررا لمجلة هنا الجزائر 1960م، من بين تلاميذه نذكر العلامة محمد شارف، والعلامة الإبراهيمي.

مؤلفاته:

* القول المأثور من كلام سيدي عبد الرحمن المجذوب.

* صفحات من تاريخ الجزائر.

* تعليق على لامية الأفعال لابن مالك.

* الآجرومية على طريقة السؤال والجواب.

* الرسالة الصرفية.

* إعراب الجمل وغيرها كثير[15].

توفي رحمه الله سنة 1981م.

– الرسالة الصرفية للعلامة نور الدين عبد القادر البسكري الجزائري: مدونة في الصرف تضمنت مايلي:

معنى الصرف في اللغة والاصطلاح

 الفعل أقسامه باعتبار الزمن

 الفعل المجرد والمزيد فيه

المتعدي و اللازم

المبني للفاعل وللمفعول.

أوزان الفعل

المصدر

اسم الفاعل

اسم المفعول

اسم المصدر

الضمائر

السالم وغير السالم

الفعل المضاعف

الفعل المهموز

المثال

الأجوف والناقص

اللفيف

الأفعال المهموزة

المعتل

المضارع المنصوب

المجزوم

نونا التوكيد

تصريف الفعل السالم مع نون التوكيد الثقيلة والخفيفة.

منهج وطريقة نور الدين عبد القادر في تعليم الصرف:

1- الشرح اللغوي للمفردات:

من أمثلة ذلك قوله: « الفعل كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بزمان فكتب يدل على معنى وهو الكتابة وعلى الزمان وهو الماضي»[16].

ويقول أيضا:« الفعل المجرد ويسمى الفعل الأصلي وهو ما كانت جميع حروفه أصلية..» [17].

ويقول أيضا:« الفعل المزيد فيه هو ما زيد فيه حرف على أصله كعلم بتضعيف أي تكرير الحرف الثاني إذ أصله عَلِم أو حرفان كتَكاتَب وأصله كَتَبَ أو ثلاثة أحرف كاستفهم وأصله فَهِم ولا يوجد فعل في ماضيه أكثر من ستة أحرف»[18].

2– الاختصار: لقد عمد نور الدين عبد القادر في كتابه الرسالة الصرفية إلى الاختصار في العديد من المسائل، وهدفه من ذلك  تيسير هذه المادة ، ومنه ما جاء في قوله :« المصدر هو ما دل على حدث دون زمان كالكتابة والقراءة وهما مصدران لكتب وقرأ بدون دلالة على الزمان»[19]، ولقد عمد العلماء إلى الاختصار في مختلف مدوناتهم لهدف أسمى وهو تبسيط المادة، وهذا ما نجده عند علماء الجزائر؛ عدة بن تونس[20]، وأطفيش[21]، والطيب  المهاجي[22]، وغيرهم كثير.

 3-الضبط: يعد الضبط مسألة مهمة في تحديد معاني الألفاظ، وتسهيل فهم الكلمات وبدون ذلك تختلط دلالات الكلمات ويكثر الوقوع في التحريف والتصحيف.

وقد استعمل نور الدين عبد القادر أنواعا من الضبط في رسالته منها:

أ-ضبط الكلمات بالشكل: لقد عمد إلى ضبطها تسهيلا على المبتدئ حتى لا يصعب عليه الأمر، ومنه قوله: «الماضي المعلوم تَرْجَمَ تَرْجَمَا تَرْجَمُوا تَرْجَمَتْ تَرْجَمَتَا تَرْجَمْن تَرْجَمْتَ تَرْجَمْتُمَا تَرْجَمْتِ تَرْجَمتُمَا تَرْجَمْتُنَّ ترجَمْت تَرْجَمْنَا»[23].

وقوله أيضا: «المضارع المجهول يُتَرْجَمُ، يُتَرْجَمَانِ، يُتَرْجَمُون، تُتَرْجَمُ، تُتَرْجَمان، يُتَرْجَمنَ تُتَرجم تُتَرْجمان يُتَرْجَمُونَ تُتَرْجَم تُتَرْجِمَانِ يُتَرْجَمْنَ تُتَرْجم تُتَرْجمان تُتَرْجمون تُتَرْجمين تُتَرْجمان تُتَرْجَمْن أُتَرْجَم تُتَرْجَم»[24].

ب-الضبط بالعبارة:

لقد عمد نور الدين عبد القادر إلى هذا في كتابه، وذلك لتوضيح المعاني وتبيانها، ومن أمثلة ذلك نذكر:

أوزان الفعل الثلاثي المجرد: إذ يقول :” وللفعل الثلاثي المجرد في الماضي المبني للمعلوم ثلاثة أوزان وهي:

فعَل بفتح العين: كَكَتب

وفعِل بكسر العين: كفهِم

وفعُل بضمّ العين كظرُفَ”[25].

ويوضح ذلك في موضوع فعل الأمر؛ إذ يقول: “فعل الأمر مأخوذٌ من الفعل المضارع المجزوم بحذفِ تاء المضارعَة الدّالة على الخطاب.

فإن كان ما بعد التاء حرف متحرك فذاك الأمر وإن كان ما بعدها حرف ساكن فتزاد همزة الوصل في أول الفعل للتّوصل بالنطق بالساكن لأن العرب لا يبدأ به”[26].

وكذلك في قوله:” وتكون همزة الوصل مضمومة إن كان مضارع هذا الفعل يفْعُل، ومكسورة إن كان مضارعهُ يفْعِل أو يفْعَل…”[27].

وما نلاحظه هنا أن نور الدين عبد القادر نهج منهج القدماء؛ فكثير منهم استعملوا هذا في كتبهم منهم الكيلاني، إذ يقول : ” نَصَرَ فِعْلٌ ماضٍ على وزن فَعَل مفتوح العين، ينْصُرُ مُضارعهُ على وزن يفْعُل بضم العين”[28].

وكذلك الحال عند علماء الجزائر، منهم الطيب المهاجي: “ومثال ذلك فرُت الماء فهو فرات-بضم الفاء- عذُب”[29].

وابن عربي، إذ يقول:”

كفتحِ عيْنٍ في مُضِيّ كُسِرَا

                 كخَافَ مَسَّ ورَضِيَ وكَبِرَا[30]

ج-الضبط بالوزن الصرفي: من أنواع الضبط المستعملة عند العلامة الجزائري نور الدين عبد القادر في الرسالة الصرفية الضبط بالوزن الصرفي فقد عمد إليه في ضبطه للمفردة، ومن أمثلة ذلك نذكر: جاء في مسألة الماضي المبدوء بالتاء قوله :” وإذا كان الماضي مبْدُوءاً بالتاء وكان ثلاثياً مزيداً أو رباعياً مزيداً فحرف المضارعة وما قبل آخر المضارع مفتوحان، وذلك في تفعَّلَ وتفَاعَلَ وهما من مزيد الثلاثي، وفي تفَعْلَلَ وهو من مزيد الرباعي…”[31]، وهذا ما نجده في المدونات الصرفية الجزائرية، ومثال ذلك ما جاء به العلامة الجزائري في منظومته ،إذ يقول:

“في اللفظ، والتقدير فيه مُخْتلفْ

                        يَفْعُلنَ للإناثِ وزْنٌ منتصِفْ”

وفِي الذكُور وزْنهُ يفْعُونا

                       والأصْلُ قبْلَ الحذْف يفْعَلُونا”[32]

وقد اعتمد الضبط بالوزن في شرح منظومته، إذ يقول: نحو جاهَدَ، وسبّحَ وأرْسلَ بوزن أَفْعلَ”[33].

وما يمكننا قوله هو أن نور الدين عبد القادر قد نهجَ نَهْج العلماء في مسألة الضبط، وقد تأثر بعلماء الجزائر وعلماء من غير الجزائر؛ فمثلا :التفتازاني، وبحرق وغيرهم كثير؛ فقد ركز التفتازاني على مسألة الضبط بالوزن الصرفي في قوله:”فأمّا ترَيِنَّ، أصْلهُ ترْأيين على وزن تفْعلين حذفت الهمزة”[34].

وكذلك نجد بحرق قد اهتم بالضبط بالوزن؛ إذ يقول:”صيغة الأمر من أفعل وهو كل رباعي بزيادة همزة القطع على وزن أفْعَلَ بهمزة قطع مع كسر عينه كقولك أكْرِمْ زيْدًا، وأعْلِمْ عَمْرًا”[35].

وقول آخر:” كـ(مِفْعلٍ) وكـمِفْعالٍ و(مِفْعلةٍ) من الثلاثي صُغْ اسم ما بِهِ عُمِلا.

4-كثرة التمثيل: لقد اعتمد نور الدين عبد القادر طريقة الإكثار من الأمثلة ففي المسألة الواحدة كان يذكر عدة أمثلة، ومنه ماجاء في قوله: « وقد يشاركهما أيضا فَعل بفتح العين فيكون ذلك الفعلُ مُثَلَّثا وذلك مثل زهِد في الشيء وزَهَدَ زُهْدًا تَرَكَه وعَثِرُ الماشي وعثِر وعَثُر عِثَارًا وكَدِر الماء وكدُر وكدَر كُدُورة وكُدْرة ضِدُّ صَفا وسَفِل وسفُل وسفَل ضد علا ورفِق به ورفُق رَفَق رفقًا إذا عامله بِلُطْف وإحسان»[36].

ومن أمثلة ذلك نذكر أيضا ما جاء في تصريف الفعل المهموز اللام، إذ يقول:” المضارع المجهول: يُقرأ، يُقرآن، يُقرؤون، تُقرأ، تُقرآن، يُقرآن، وتُقرأ ،تُقرآن، تقرؤون، تُقرئين، تُقرآن، أقرأ نُقرأ”[37].

ومن أمثلة ذلك أيضا قوله: “استفعل بزيادة همزة الوصل والسين والتاء قبل فاء الفعل ومن معاني هذا الوزن الطلب والسؤال نحو: اسْتَكْتَبْتُ زيداً طلَبْتُ منه أن يكتب ولوجود الشيء على صفة نحو: استحسن الشيء: وَجَده حسناً واستعظم الأمر: وجَده عظيماً وللتحول من حالة إلى أخرى نحو: اسْتَحْجرَ الطِّين أي صار حجَرًا، وللتكلف نحو اسْتَجْرَأ  أي تكلّف الجُرْأَة ؛ وهي الشجاعة والإقدام على المهالك[38].

 وللمطاوعة نحو: أراحه فاستراح ، وقد يكون بمعنى فعِلَ المجرد ، نحو: استقرّ بمعنى قرّ أي ثبت”[39].

5-عزو  الأقوال: ما نلاحظه أن العلامة الجزائري أمين في نقله للمادة ، وتوثيقها ، وذلك بإرجاع القول لقائله، إذ يقول: « وقَال الزَّوْزَني في شرح المعلقات: « ولا ثالِث لهما فيما سمعنا»[40].

6- إنهاء المسألة بأسئلة: ومن منهج نور الدين عبد القادر في تبسيط المسألة أنه كان يذيلها بأسئلة، ومثاله ما جاء في الفعل المزيد منه ؛ فقد عرف به مع التمثيل ثم ذكر وزنه وفي آخر هذا ذكر الأسئلة  وهي:

إلى كم ينقسم الفعل باعتبار حروفه؟

ماهو الفعل المجرد؟

هل يكون في بعض الأحيان في الفعل حرف واحد أو حرفان اذكروا مثالا لذلك؟

لماذا نحكم أن دَحْرَجَ بمعنى قلب الشيء وأداره على نفسه وهو كَرْكَبَ في الكلام الدارج

فعل مجرد؟

ما هو الفعل المزيد وكم من حرف يزاد فيه؟

ماهو وزن كَتَبَ وسَمِعَ وحَسُنَ ولماذا؟

ماهي فاء الفعل وعينه ولامه؟

ما تُسمى التاء والراءُ والجيم والميم من تَرْجَمَ؟[41]

ومما ورد في كتابه أيضا في أوزان الفعل الثلاثي المجرد، فقد طرح في آخر التعريف بهم مجموعة من الأسئلة كالآتي:

ما هي أوزان الفعل المجرد المبني للمعلوم في الماضي

 أذكروا مثالاً لكل وزن؟

ما هو مضارع فعَلَ وفعِل وفعُل؟

ما هي حروف الحلق؟

ما قياس مضارع فعَل إذا كانت عينه ولامه حرف حلق؟

واذكروا بعض الأفعال من باب فعُل تشاركُ فعِل وأيضا بعض الأفعال من باب فعَلَ نشارك فعِل وفعُل؟

ما يلاحظ أن استعمال هذه الطريقة يجعل الطالب يحب المادة الصرفية لكونه يتشارك مع الأستاذ في تعلمها ؛ فطرح السؤال والإجابة عنه يعد تأكيد للفهم ورسوخ للمادة الصرفية لدى المبتدئ.

7-اعتماده الجداول في التعرض للموضوعات الصرفية:

لقد عمد نور الدين عبد القادر إلى فكرة الجداول وأراها مهمة لطالب يتمرن على معرفة المادة الصرفية، لذا نجده يلجأ إليها في العديد من المسائل الصرفية منها:

الفعل الرباعي المجرد المعلوم[42]

الجدول الأول :

الماضي المضارع الأمر
فعْللَ يُفَعْلِل فَعْلِلْ

الجدول الثاني: [43]

الفعل المعلوم المصدر اسم الفاعل اسم المفعول
فَعَّلَ تَفْعِيلاً مُفَعِّلٌ مُفَعَّلٌ
فَاعلَ فِعَالاً ومُفاعلة مُفَاعِلٌ مُفَاعَل
أَفْعلَ إِفْعالاً مُفْعِلٌ مُفْعَلٌ
تَفَعَّلَ تَفَعُلاً مُتَفَعِّلٌ مُتَفَعَّلٌ
تَفَاعلَ تَفَاعُلاً مُتَفَاعِلٌ مُتَفَاعَلٌ
إنْفَعَلَ إنْفِعالاً مُنْفَعِلٌ مُنْفَعَلٌ
إفْتَعَلَ إفْتِعَالاً مُفْتَعِلٌّ مُفْتَعَلٌ
إفْعَلَّ إفْعِلالاً مُفْعِلٌّ مُفْعَلٌّ
إفْعَوْعلَ إفعيعالا مُفْعَوْعِلٌ مُفْعَوْعَلٌ
إفْعَوّلَ إفْعِوالاً مُفْعَوِّلاً مُفْعَوَّلٌ
إفْعَوَلَّ إفْعِوَالاً مُفْعَوِّلٌ مُفْعَوَّلٌ
إفْعَوَلَّ إفْعِوَالاً مُفْعَوِلٌ مُفْعَوَلٌ
إفْعَنْلَلَ إفْعِنْلالاً مُفْعَنْلِلٌ مُفْعَنْلَلٌ
إفْعِنْلاء مُفْعَنْلٍ مُفْعَنْلَى

تصريف الأفعال: لجأ نور الدين عبد القادر إلى هذا لتسهيل عملية الفهم على المبتدئ لكون أن الجانب التطبيقي يزيد في توضيح القواعد الصرفية ويحدد المعنى بدقة ووضوح ،وقد اعتمد عدة طرق في ذلك منها طريقة الجداول وطريقة عرض تصريف الأفعال دون الاعتماد على الجدول؛أي نثرا وأمثلته كثيرة سنحصرها في قسمين هما:

  • اعتماد الجداول: لقد اعتمد نور الدين عبد القادر الجداول في موضوع تصريف قال يقُول وهو أجوفُ واويُّ ، وقد وضح في الجدول أوزان المزيد من قال يقولُ كالآتي:[44]

                          أوزان المزيد من قال يقول

الماضي المضارع الأمر المصدر
فَعَّلَ/ قوَّلَ يُقوِّلُ قَوِّل تقْوِيلاً
فَاعلَ/قَاولَ يُقَاوِلُ قَاوِلْ مُقَاولةٌ
أَفْعَلَ/ أقَالَ يُقِيلُ أَقِلْ إِقالة
تَفَعَّلَ/ تقوَّلَ يتقول تَقَوَّلَ تَقَوُّلاَ
تَفَاعلَ/ تقاوَلَ يتَقَاوَلُ تَقَاوَلْ تَقَاوُلاً
انْفَعَلَ/انْقَالَ ينقال إنْقل إنقيالا
إفْتَعَلَ/ إقْتَالَ يقْتَالُ إقْتَلْ إقْتِيالاً
استفْعَلَ/ استقالَ يسْتَقِيلُ استقلْ اسْتقالة

 الطريقة الثالثة تصريف الفعل السالم مع نون التوكيد الثقيلة دون اعتماد الجداول وذلك كالآتي:[45]

تصريف الفعل السالم مع نون التوكيد الثقيلة:

المضارع:

يَفْعلْنَّ، يفْعَلانِّ، يفْعَلُنَّ، تَفْعَلَنَّ

تَفْعَلانِّ، يَفْعَلْنانِّ، تَفْعَلَنَّ، تَفْعلانِّ

تَفْعَلُنَّ، تَفْعَلْنَّ، تَفْعَلانِّ، تَفْعَلْنانِّ

أفْعَلَنَّ، تَفْعَلَنَّ

الأمر:

إفْعَلَنَّ، إفْعلانِّ، إفْعَلُنَّ، إفْعَلِنَّ

إفْعَلانِّ، إفْعَلْنانِّ

ما نلاحظه هو أن نور الدين عبد القادر قد اختلف عن بقية العلماء في اعتماده الجداول في عدة موضوعات صرفية عكسهم، فقد اعتمدوا الطريقة الثانية له؛ أي عرض المسائل نثرا دون الجدول، وهذا ما نجده في مدونة ابن عربي الصرفية[46].

وأيضا وجد عند العلماء القدماء في كتبهم، نذكر منهم الزنجاني ،وقد ذكر هذا الدكتور يعقوب خالد في رسالته[47]موضحا لنا ما جاء في قوله حول مسألة تصريف الأفعال؛ يقول الزنجاني:” وفي الأمر قِ فيصير على حرف واحد ويلزمه الهاء في الوقف نحو: قِهْ، قِيَا، قُو، قِي، قِيَا، قِينَ”[48].

8- القاعدة مع التمثيل: ما هو متعارف عليه عند المعلمين والمتعلمين لمادة الصرف هو أن الأمثلة التطبيقية هي التي توضح وترسخ الفكرة، وهذا ما ركز عليه العلامة الجزائري نور الدين عبد القادر ؛ إذ كان يتعرض للقاعدة في موضوع معين ، ويمثل بأمثلة كثيرة ليوضح ويسهل عملية فهم القواعد الصرفية، ومن أمثلة ذلك مايلي:

اسم الفاعل: يبدأ العلامة بذكر التعريف ثم القاعدة، ثم التمثيل؛ إذ يقول:”هو ما دل على من وقع منه الفعل ويُبنى من الثلاثي على وزن فاعل، نحو: كاتب وضارب، ومن الثلاثي المزيد فيه والرباعي المجرد والمزيد فيه من المضارع المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر: كمُعلم من يُعلمُ ومُسْتخرج من يستخرج، ومُتدحرج من يتدحْرجُ”[49].

ما نلاحظه هو أن نور الدين عبد القادر قد تأثر بمن سبقه من العلماء في هذا، نذكر منهم ابن عصفور، إذ يقول: “ما جاء على وزن فَعَلَ من ذوات الواو فمضارعها يكون على وزن يفْعُل بضم العين، نحو: قالَ يقُولُ”[50]، وأيضا ابن مالك يقول: “ذا الواوِ فاءً أو الياء عينًا أو كأتى كذاَ المضاعفُ لازماً كحنَّ طلاَ”[51].

في خاتمة هذا المقال نقول إن لعلماء الجزائر الدور الفعال في تيسير تعليم العلوم اللغوية عامة والصرفية خاصة، فلهم طريقة بسيطة تجعل المبتدئ يفهم المادة الصرفية وترسخ في ذهنه وتقربه منها ولا تنفره، وهذا ما لمحناه في شخص العلامة الجزائري  نور الدين عبد القادر ونحن نتصفح مدونته الصرفية، فقد أفلح في تقديم الدرس الصرفي بطريقة بسيطة واضحة في رسالة موجهة للمبتدئ بالدرجة الأولى من يقرأ ما جاء فيها يفهم دون الاعتماد على الأستاذ أو المعلم.

الهوامش والإحالات:

[1]  العين الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار الهلال، مادة صرف

[2]  القبس الصرفي أو حل الإشكال من لامية الأفعال لابن مالك إعداد الأستاذ الحسين مرداس السباعي، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ط1، 1425ه – 2004مص 9.

[3]  سورة التوبة، الآية :127

[4]  القبس الصرفي، ص9.

[5]  نفسه ص 10.

[6]  الرسالة الصرفية للمكاتب العربية، تصنيف نور الدين عبد القادر البسكري الجزائري بعناية محمد شايب شريف، دار ابن حزم، 1431ه، 2010م،ط 1، بيروت، لبنان، ص 17.

[7]  معجم المصطلحات النحوية والصرفية لمحمد سمير  نجيب اللبدي ص 125، والقبس الصرفي، ص 10

[8]  الرسالة الصرفية، ص 17.

[9]  الرسالة الصرفية للمكاتب العربية ، تصنيف نور الدين عبد القادر البسكري الجزائري، بعنابة محمد شايب شريف ،دار ابن حزم، ط1، 1431هـ/2010م، بيروت، لبنان.

[10]  نفسه، ص15.

[11]  نفسه، ص17.

[12]  نفسه، ص17.

[13]  نفسه، ص19.

[14]  نفسه، ص19.

[15]  بتصرف يراجع الرسالة الصرفية، ص 7-8.

[16]  الرسالة الصرفية، ص 19.

[17]  نفسه، ص21.

[18]  نفسه ، ص 22

[19]  نفسه، ص 43.

[20]  فك العقال عن تصرف الأفعال.

[21]  الكافي في التصريف.

[22]  مبادئ الصرف.

[23]  الرسالة الصرفية ، ص 55.

[24] نفسه ، ص 55.

[25] نفسه ، ص27.

[26]  نفسه ، ص38.

[27]  بتصرف، يراجع الرسالة الصرفية لنور الدين عبد القادر، ص38.

[28]  شرح التصريف العزي لأبي الحسن علي بن هشام الكيلاني، طبع بمطبعة المنار تونس، سنة 1370هـ-1951م، ص3.

[29]  مخطوط مبادئ الصرف للطيب المهاجي، ص38.

[30]  تصريف الفعل لأبي بكر بن العربي التجيني المضاوي الوهراني (ت1994م)، دراسة تحليلية في ضوء التراث الصرفي العربي، ماجستير في اللغة العربية، إعداد خالد يعقوب، إشراف د/المختار بوعناني، جامعة وهران، 2007، ص 71 .

[31]  بتصرف، يراجع الرسالة الصرفية لنور الدين عبد القادر،ص45.

[32]  تصريف الفعل لابن عربي ،  ص59-60. ، والشيخ أبو بكر العربي التجيني المضاوي الوهراني، حياته وآثاره، تأليف قدور إبراهيم عمار المهاجي، 2002، ص58

[33]  نفسه، ص41.

[34]  شرح التصريف العزي لسعد الدين التفتازاني، طبعة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، شعبان  1344ه، ص18.

[35]  شرح بحرق اليمني(الكبير)، دار رحاب للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، ص129.

 [36]  الرسالة الصرفية لنور الدين عبد القادر، ص 62.

[37]  نفسه، ص77.

[38]  القائل هو ابن مالك في مسألة الأوزان القياسية لاسم الآلة، يراجع القبس الصرفي أو حل الإشكال من لامية الأفعال لابن مالك، إعداد الحسين مراد بن السباعي، 1425هـ-2004م، ط1، دار الكلم الطيب دمشق، بيروت، ص77.

[39]  الرسالة الصرفية لنور الدين عبد القادر، ص33-34.

[40] نفسه، ص31.

[41] نفسه ، ص 23.

[42]  نفسه ، ص 41

[43]  نفسه، ص47.

[44]  نفسه ، ص89.

[45]  نفسه، ص116.

[46] الشيخ أبوبكر بن العربي التجيني المضاوي الوهراني، حياته وآثاره، تأليف د/قدور إبراهيم عمار المهاجي ص55-60جويلية 2002 وهران.

[47]   تصريف الفعل لأبي بكر بن العربي التجيني المضاوي الوهراني(ت1994م)،دراسة تحليلية في ضوء التراث الصرفي العربي ، ماجستير في اللغة العربية، إشراف الدكتور المختار بوعناني،إعداد خالد يعقوب2007، جامعة وهران، ص88.

[48] التصريف العزي للزنجاني(ضمن مجموعة الصرف)، مكتبة صبيح، القاهرة، ص40 ،وتصريف الفعل، ص88.

[49]  الرسالة الصرفية، ص44.

[50]  الممتع في التصريف لابن عصفور، تحقيق: د. فخر الدين قباوة، ط2، دار العلم العربي، حلب، 1393هـ، ص290.

[51]  لامية الأفعال (ضمن المجموع الكامل للمتون)، ص427، المكتبة الالكترونية.

قائمة المصادر والمراجع المعتمدة:

  • التصريف العربي للزنجاني(ضمن مجموعة الصرف)، مكتبة صبيح، القاهرة.
  • تصريف الفعل لأبي بكر بن العربي التجيني المضاوي الوهراني (ت1994م)، دراسة تحليلية في ضوء التراث الصرفي العربي، ماجستير في اللغة العربية، إعداد خالد يعقوب، إشراف د/المختار بوعناني، جامعة وهران، 2007.
  • الرسالة الصرفية للمكاتب العربية، تصنيف نور الدين عبد القادر البسكري الجزائري، بعناية محمد شايب شريف دار ابن حزم، ط1، 1431هـ/2010م، بيروت، لبنان.
  • شرح التصريف العربي لأبي الحسن علي بن هشام الكيلاني، طبع بمطبعة المنار تونس، سنة 1370هـ-1951م.
  • شرح التصريف العزي لسعد الدين التفتازاني، طبعة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، شعبان 1344ه.
  • شرح بحرق اليمني(الكبير)، دار رحاب للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر.
  • الشيخ أبو بكر العربي التجيني المضاوي الوهراني، حياته وآثاره، تأليف قدور إبراهيم عمار المهاجي، 2002
  • العين الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار الهلال.
  • القبس الصرفي أو حل الإشكال من لامية الأفعال لابن مالك إعداد الأستاذ الحسين مرداس السباعي، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ط1، 1425ه – 2004م.
  • لامية الأفعال (ضمن المجموع الكامل للمتون) المكتبة الالكترونية.
  • معجم المصطلحات النحوية والصرفية لمحمد سمير نجيب اللبدي، مؤسسة الرسالة، قصر الكتاب، دار الثقافة الجزائر.
  • الممتع في التصريف لابن عصفور، تحقيق: د. فخر الدين قباوة، ط2، دار العلم العربي، حلب، 1393هـ.
  • قسم اللغة العربية، جامعة الشلف(الجزائر)

Leave a Reply

avatar
  Subscribe  
Notify of