لقد كانت حاجة الدعوة الإسلامية في مكّة للمال بسيطة،ومن ثمّ لم يكن لها نظام مالي محدّد بإدارات معيّنة، وأوجه اتفاق محدّدة وتمثّلت هذه الاحتياجات في إعانة الفقراء والمحتاجين أو شراء أولئك العبيد المُستضعفين المؤمنين لإنقاذهم من عنَتِ قريش وزُعمائها . في حين كانت أحداث المحاضرة في الشّعب تزيد من التّلاحم المادي والمعنويّ بين هذا العدد القليل من المؤمنين ، وكان صاحب الرّسالة صلى الله عليه وسلم آنذاك ينفق من مال خديجة رضي الله عنها .
وكانت الآيات المكية توجه المسلمين إلى إيجاد روح التّكافل بينهم،وتردُ بذلك إشارات في قوله تعالى: ﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾﴾[الذّاريات:19].
كما وردت في مواضع أخرى من الذّكر الحكيم من الآيات المكيّة إشارات قليلة عن بداية وجوب استخدام المال ،فقال تعالى:﴿ مَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴿٣٩﴾﴾ [الرّوم:39]،وهذه إشارة إلى بداية تحريم الرّبا،ووجوب الصّدقة،والتي نزلت أحكامها مفصّلة في الآيات المدنية فيما بعد .
وتعدّ الهجرة إلى المدينة بداية نشر التنظيمات المختلفة للدّولة الجديدة،ومن ضمنها نشأت التنظيمات المالية التي يتطلّبها الوضعُ الجديد.
وهُنا قام النبي-صلى الله عليه وسلم- بعددٍ من الأعمال ذات الصّبغة الماليّة حال هجرته،فأقام سوقًا للمسلمين أذِنَ لهم أن يبيعوا ويشتروا فيه دون مقابل،فقال:”هَذَا سُوقُكم لا يَضرِبَنَّ أَحَدٌ عَلَيْكُم بِخَراج” .
وكانت”المؤاخاة” ذات صبغة مالية ، إذ تقتضي أن يشترك المتآخون في الأموال لتخفيف المعاناة عن المهاجرين ، واضطرارهم إلى ترك المال والأهل، في مكّة، كما أنّ الأحاديث النبويّة شملت العديد من المواد تتحدث عن التنظيمات المالية:كمبدأ الدِّيات، وفداء الأسرى، والاشتراك في النفقات …الخ وغيرها من التنظيمات التي تعدّ نواة النظام المالي الجديد للدّولة الإسلامية .
1- تعريف الإدارة:
قبل أن نتطرّق إلى الإدارة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،علينا أن نقف عند مصطلح الإدارة ،لأنّه يتخذ عدّة تعاريف ومفاهيم بحسب الميادين ، فيظهر دومًا الفحص المتعمّق لأدبيات الفكر الإداري عدم توافر تعريف وحيد للإدارة له صفة القبول العام،فقد تعدّدت التعاريف التي قدّمتها الكتابات الإداريّة لمفهوم الإدارة.
وليس من الضروريّ -في هذا الصّدد- الاتفاق على تعريف محدّد للإدارة، لكن من الأهميّة بمكان الاتفاق على معيار جيّد يتصف فيه التعريف بالدقّة والوضوح والشّمول والبساطة قدر الإمكان حتى يسهل علينا التعامل معه في حياتنا اليومية، لأننا نستخدم الإدارة في مختلف مناحي الحياة .
قد عرّف البعض الإدارة بأنّها:”عمليّة أداء العمل مع أو من خلال الآخرين لإنجاز الأهداف التنظيمية في ظلّ بيئة متغيرة” .
ويتشابه هذا المفهوم مع مفهوم آخر عرّف الإدارة “بأنّها عملية تنسيق أنشطة الأعمال بطريقة تؤدّي إلى إتمامها بفاعلية وكفاءة من خلال أو مع آخرين”
2- ملامح العمليّة الإداريّة:
التّوازن بين الفاعليّة والكفاءة
1- التّوازن بين الفاعليّة والكفاءة:
ينبغي للإدارة أن تجد صبغة توازنية بين الفاعلية والكفاءة في ظلّ الأهداف فالفاعلية تشير إلى درجة اقتراب الأداء أو النشاط من الهدف المطلوب، وهي أداء الأشياء الصحيحة بطريقة سليمة وفي الوقت الملائم .
2 – السّعي إلى إنجاز الأهداف:
وهي الغايات المرغوبة أو النتائج المحدّدة التي يسعى الإداريّون لتحقيقها خلال فترة زمنية معينة .
2- العمل في ظلّ بيئة متغيّرة:
تعمل التنظيمات داخل بيئة محيطة بها، فلا توجد من فراغ،وإنما تنشأ في البيئة التي تعمل بها، وتمدّها هذه البيئة بالموارد اللازمة لأداء نشاطها ، وتضع عليها في الوقت ذاته عددًا من القيود ينبغي التكيف معَهَا والعمل في ظِلِّها .
وبيئة التنظيمات الإدارية، تتمثّل في كافّة القوى أو المتغيرات أو الكيانات التي تقع خارجها ويحتمل أن تؤثر في أدائها بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
ويلاحظ أن متغيّرات البيئة التي تعمل في ظلّها الإدارة تتّسم بأنّها غير مستقّرة بمعنى أنها دائمة التغيّر أو الحركية،ومعقّدة في الوقت ذاته،وهو ما يطلق عليه في أدبيّات الفكر التنظيمي بعدم التأكّد البيئي،والذي يشير إلى درجة التغيّر والتعقّد في البيئة التي تعمل بها تلك الإدارة .
3- البحث عن التفوّق:
وهو يبحث في الخصائص الإداريّة الواجب توافرها في المدير الذي يمكن أن يقود المنظمة نحو التفوق .
• خصائص المدير المتفوّق:*
4- العمل مع ومن خلال الآخرين:
الإدارة عملية اجتماعية تتعلق بتنسيق جهود العاملين، فالمدير مُطالب بإنجاز الهداف العامّة، وبالتالي هناك ضرورة لترتيب الطموحات الشخصية والمصالح المتعارضة للأفراد العاملين بصورة تتّفق وتحقيق الأهداف الإدارية التي من أجلها تمّ التعاون فيما بينهم .
5- المستويات التنظيمية للإدارة:
تتباين الأنشطة والمهام التي يقوم بها المُديرون داخل الإدارات وكذا المسؤوليات التي يتحمّلونها تبعا لاختلاف مستوياتهم التنظيمية ويمكن التفرقة بين ثلاثة مستويات تنظيمية للإدارة.
1- الإدارة العليا:
وتسمى أيضا الإدارة الإستراتيجية ،باعتبار أنّ هذا المستوى يتولّى أساسًا صياغة الخطط الشاملة التي تعكس احتياجات الإدارة في الأجل الطويل،لذا فإن مُديري الإدارات العليا غالباً ما يُولون اهتمامًا أكبر بالبيئة الخارجيّة وظُروفها ،كالظّروف الاقتصادية والسياسيّة ،والمستوى التّقني…الخ .
وفيما يلي أهمّ الأنشطة الأساسية لمديري الإدارة العليا بالمنظمات:
1- وضع الأهداف التنظيمية التي تسعى الإدارة لتحقيقها.
2- تخطيط استراتيجيات مختلفة التي ستتّبِعها الإدارة.
3- وضع السّياسات التي سيتم تنفيذُها.
4- التأكّد من الأداء الكُلِّي الذي يسير وفْقًا للخطط الموضوعة.
5- اتخاذ القرارات طويلة الأجل.
2- الإدارة الوسطى:
تتمثل المهام الأساسيّة لمن يشتغلون الإدارة الوسطى بالمنظمات في ترجمة الأهداف التنظيمية والخطط الموضوعة بواسطة الإدارة العليا إلى أنشطة ومهام محدّدة لإنجازها،لذا غالباً ما ينصب اهتمام هذا المستوى على أقسام العمل داخل المنظمة،وعلى نتائج الأداء وما تمّ إنجازه ، وهي تتطلّب اتخاذ القرارات قصيرة الأجل والمتعلّقة بالعمليات التنفيذية، وتسمّى أيضا “بالإدارة الميدانية” .
ومن أمثلة مسؤولي الإدارة الوسطى:مُديري الأقسام،مدير الإنتاج،مدير التّسويق،مدير الموارد البشرية،مدير التّمويل،مدير الحسابات،…الخ، فيغلب عليهم الطّابع الجماعي ليتمكّنوا من إنجاز الأهداف المطلوبة في الوقت المحدّد.
3- الإدارة الدّنيا:
يتولّى مسؤولو الإدارة الدُّنيا المهام الإشرافية الأوليّة داخل الأقسام المختلفة بالإدارات .
وتتمثل مُهِمَّتهم في الإشراف والتّعامل المباشر وتوجيه الأفراد العاملين المنفِّذين.
4- العلاقة بين المستويات الثلاث الإدارية:
إنّ الإدارة العليا تتّخِذُ القرارات غير مهيكلة(غير مقنّنة) إستراتيجية.
أمّا الإدارة الوسطى فتتخذ قرارات نصف مهيكلةميدانية.
بينما الإدارة الدّنيا فتتخذ قرارات مهيكلةتشغيليّة.
• توضيح: ويمكن توضيح ذلك :
1- القرارات المهيكلة:تلك القرارات المُتكرِّرة والنّمطية ،والتي تتعامل مع أوضاع أو مواقف واضحة،يمكن معالجتها من خلال تطبيق إجراءات مُقنّنة ومُحدّدة مسبقا، ومثال ذلك:اتلي تتعلق بصيانة الحاسبات الآلية،وآلات تصوير المُستندات ،قرارات مجازاة العمال المتغيبين…
2- القرارات نصف المهيكلة: هي القرارات التي تتعامل مع مواقف يمكن معالجة البعض منها من خلال تطبيق الإجراءات،بمعنى أن جزء من المشكلة التي هي بصدد اتّخاذ قرار بشأنها يمكن معالجتًه من خلال إجراءات محدّدة كالبحث عن الأساليب التّرويجية التي يجب إتّباعها،والكفاءات التي سيتمّ تقديمها للعاملين في الأجل القصير.
3- القرارات غير المهيكلة: تلك القرارات غير المتكررة والتي تتعامل مع المشاكل غير الواضحة التي يمكن معالجتها من خلال الإجراءات المحدّدة مسبقًا،ومثال ذلك :القرارات التي يتم اتخاذها بناءً على تحليلات ما سيحدث في المستقبل.
4- أنواع الإدارة في عهد النبيّ –صلى الله عليه وسلم-:
1- الإدارة الدّينية:
كانت إدارة الصّلاة في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- على رأْسِ سُلّم الأولويات وتتضمن اختيار الأئمة والمؤذِّنين، والمحافظة على أوقات الصّلاة وأدائها، والمساجد وآدابها ونظافتها.
وأشار “بن حَزْمٍ” إلى ذلك بقوله:”ينبغي على الإمام أن يولي الصّلاة رَجُلاً قارئًا للقرآن،حافظًا له، عالمًا بأحكام الصّلاة والطّهارة، فاضلاً في دينه،خطيبًا فصيحًا ” . ومن الوظائف التي تتبع ولاية الصّلاة وظيفة المؤذن، وهو الذي يدعو النّاس إلى الصّلاة باللّفظ المعروف،وقام بذلك في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- عدّة أشخاص فكان “بلال بن رباح ” يؤذن في مسجد المدينة وفي الأسْفار، وأذن “بن أمْ مكتوم” آذان الإمساك في رمضان..الخ” .
أمّا إدارة “الحج” فاقتضت أن يقدم النبي-صلى الله عليه وسلم-أو من ينوب عنه بإقامة الرّجح للنّاس،فيقوم بأداء مناسك الحجّ،ثم يتبعه الناس.
ففي السنّة التّاسعة أرسل النبي –صلى الله عليه وسلم-أبا بَكْر ليحج النّاس.
وفي السنة العاشرة حج النبيّ-صلى الله عليه وسلم-بالنّاس حجة الوداع ،التي بيّن فيها للنّاس الأحكام النهائية،وأبلغهم الرّسالة ، وأدّى الأمانة وأشْهدَ الناس على ذلك.وكانت “السّقاية” من الوظائف التّابعة للحجّ وبقيت هذه الوظيفة كما كانت في الجاهلية –للعبّاس بن عبد المطلب-وكانت السقاية من بئر زمزم .
وكانت وظيفة “العمارة”، وهي المحافظة على البيت والاحتفاظ بمفاتيح الكعبة-لعثمان بن أبي طلحة-وقد دفع النبي صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة إلى عثمان قائلاً:”خُذُوها خالدة تالِدة لا ينْزَعُهَا مِنْكُم إلاَّ ظالمِ” .
أما إدارة “الصّوم” فهي غير معقدة ويقوم ولي الأمر بتحديد بدء الشّهر القمري ونهايته، وقد حدّد النبي-صلى الله عليه وسلم- بداية شهر الصّوم ونهايته فقال:”صوموا لرؤيته وأفْطِروُا لِرُؤيتِه” .
2- الإدارة العسكرية:
أ- التّمويل:
كان على المقاتل ابتداءً أن يعدّ نفسه للجهاد، فيشتري جملة أو حصانة ويشتري سلاحه، ويحمله معه إذا خرج للقتال زَادهُ ومتاعهُ.
وكانت قلة إمكانات المسلمين تجعل بعض السّرايا تخرج على الأقدام، وكان المقاتل أحيانًا يسْتعِير سِلاحهُ من أحدِ المُوسرين على أن يكون له النّصف من الغنيمة .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحُضّ الموسرين على تجهيز الفقراء، فاستجاب المسلمون لذلك التبرّع بالأسلحة والعتاد…الخ .
وأوقف بعض المسلمين أموالهم للجهاد في سبيل الله ، وصاروا يُوفقون الخيل وغيرها من الدّواب في سبيل الله، فتبنّوا مسؤولية النّفقة على الجيش وتجهيزه .
وحاول النبي –صلى الله عليه وسلم-استعارة الأسلحة.
وكان الشّراء وسيلة أخرى لتوفير ما يحتاجه من السّلاح.
وكان من وسائل النبي-صلى الله عليه وسلم-في الحصول على الأسلحة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم-شرط على البعض في عقود الصّلح التي عقدها على تزويد المسلمين بالأسلحة .
كما احتاج المقاتلون إلى الثياب ،وكان التَّمر أغلب زاد الجُنْدِ.
كما كان أحسن الطّرق وأيسرهاَ.
ب- الخدمات المساعدة:
لقد كان من مهام “الإدارة النبوية” توفير الخدمات المساعدة المقاتلة حتى يستطيع هؤلاء أن يقوموا بمهمّاتهم على أكْمل وجْه.
فاستخدم النبيّ-صلى الله عليه وسلم-“الأدلَّاء” لتوفير المعلومات اللّازمة عن طبيعة الأرض التي سيقاتل عليها” .
ويلاحظ أن قادة الرسول –صلى الله عليه وسلم-وأمَراؤُه استخدموا الأدّلاء وقد اتّخذ أبو سلمة بن عبد الأسدي “الأدلاّء”كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن زيد في غزوة للشّام فقال له:”…وخُذْ مَعَكَ الأدلاّء” .
وكان هؤلاء الأدلاّء يقومون بدور كبير في توفير المعلومات ، وتحديد مسير الجيش…
وكانت وظيفة”الحاشِرِ”وظيفة أخرى مساعدة ، وهو شخص يرافق المقاتلة إلى جهات القتال، وتكون مهمّته حشر الجُنْد، وهذه الوظيفة ذات أهمية كبيرة ولا سِيَما عندما يكون عددُ الجيش كبيرًا .
وقام النبي -صلى الله عليه وسلم-بدوْرِ الحاشرْ في بعض الغزوات، فكان في أثناء سيره مع المقاتلين يتقدّم مرّة ويتأخّر مرّة لينظر في أمورهم فيساعد الجند المتأخر، ويردف الرّاحل، ويعفي الضعيف .
كما كان يتقدم الجيوش”العيون”تكون مهمتهم جمع المعلومات عن الطّريق وعن تحركات العدوّ .
ويفترض أن تكون العيون عارفة بلغة القوم الذين يُرْسلون إليهم،كما وضع النبي-صلى الله عليه وسلم-مَنْهَجًا دقيقًا لعيونِه، فعلَّمَهُمْ ألاّ يحدث أحدهم حدثًا بينه وبين النّاس،أو أن يقْتل أحدًا إلاّ إذا أُجِيزَ له .
فقد كانت الخدمات المساعدِة ضرورية للقتال، فقاموا بِمُهِمَّاتهم على أكمل وجه ، وحرصت الإدارة النبويّة على توفير هذه الخَدَمات، وأن تكون على درجة عالية من التّنظيم والدقّة والإتقان.
ج- القيادة:
كان النبي –صلى الله عليه وسلم-يتولّى القيادة في القتال بنفسِه،أو يولّي واحدًا من أصحابه،وكان يطلق على من يتولّى هذه المهمة لقب”الأمير”.
ولم تكون القيادة وقْفا على شيوخ القبائل،بل صارت مفتوحة للجميع حسب القدرة والكفاءة ،وكذلك تجاوز النبي-صلّى الله عليه وسلم-السنّ وأبقى على المؤهلات القيادية الأخرى كالشجاعة،والصّبر والتحمّل والكفاءة والخِبْرة بشؤون الحرب:التّقوى والسّبق إلى الإسلام .
• الرّتب القيادية:
تسلسلت الرتب القيادية عند ظهور الإسلام ،فكانت على الشّكل الآتي:
1- رتبة الرئيس الأعلى.
2- العرافة(العريف).
3- النّقيب.
4- أمير التعبئة.
ولكلّ مهمته العسكرية في الحرب.
د- التّخطيط وأساليب القتال:
كانت الاستشارة هي النقطة المهمة بين المقاتلين، حيث استشار النبي-صلى الله عليه وسلم-أصحابه في المعارك والغزوات .
كما اهتمّ القادة باختيار المواقع الملائمة للعرب،وكان من خُطط النبي-صلى الله عليه وسلم- قطع اتّصالات الأعداء وإمْداداتهم ،كما اهتم بطبيعة الأرض التي يُقاتل عليها كما حرص على التكتّم والسريّة في وضع خططه الحربيّة وتنفيذها،بالإضافة إلى حِرصِه على رفْع الرّوح المعنويّة للجُنْد .
كما كانت “الخدعة”إحدى وسائل النبي-صلى اله عليه وسلم-حين قال:”الحرب خدعة”واستعمل في حروبه”الشعار والشارة”وهو ما يسمّى عصريّا”كلمة السرّ” فكان لكلّ فرقة شعار خاصّ بها إضافة إلى شعار عامّة الجيش واتّخذوا”العلامات والسِّيم”خططًا حربيّة كالألوان .
فقد كان للقتال عند المسلمين آدابًا حَرَصُوا عليْهَا.
3- الإدارة المالية:
لقد بدأت الأموال تردُ على المسلمين بعد نشوء دولتهم في المدينة، وذلك نتيجة الانتصارات الحاسمة التي حقّقوها، وكذلك فرض الإسلام على رعايَا الدولة الإسلامية مجموعة من التّكاليف المالية التي شكّلت في مُجْمَلِها إيرَادات الدّولة الجديدة .
المصطلحات المالية في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم:
1- الغنيمة:
أ- تعريف الغنيمة لغة: أغْنَمَهُ غَنْمًا أصَبْتُه غنيمَة ومَغْنَمً والجمع الغَنَائِم .
ب- تعريف الغنيمة اصطلاحًا:
يقول الصّنعاني (ت:211هـ):أصلُ الغنيمة ، ممَّا أخذ المسلمون فصارَ في أيديهم من الكفار، والخُمس في ذلك إلى الأمير، يضعه حيثُما أمره الله، والأربعة أخماس الباقية للذين غنمُوا الغنيمة .
ج- الغنيمة في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم:
كانت “الغنيمة “من أوسع أبوا الإيرادات، حيث أَذِنَ الله سبحانه وتعالى للمسلمين بقتال الكفار واقتضت مهمة نشر الدعوة، وطبيعة العلاقة العِدائية بين المسلمين وقريش آنذاك أن يقوم المسلمون بالتعرّض لقافلات مكّة التّجارية، ومحاولة الاستيلاء عليها إضعافا لجبهة قريش من جهة، وتعوض المهاجرين عمّا تزكوه في مكّة من جهة أخرى.
وكانت أوّل غنيمة غنمها المسلمون بعض العير لقريش، تعرضت لها سريّة عبد اله ابن جحش بالقرب من نخلة –بين مكّة والطائف- أصابها عبد الله، وأسرَ رجُليْن من رِجالها أخَذَهُما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أمّا عن كيفية تقسيم الغنيمة، فرُوِيَ أنّ عبد الله بن جحش لمَّا غَنِمَ تلك العير ، قدّم غلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خمس الغنائم وذلك قبل أن يفرض الخُمْس، وقسَّم سائِرَهَا بين أصحَابِهِ .
أمّا الغنائم التي غَنِمها المسلمون بقيادة رسول الله صلّى الله عليه وسلم: غنائمُ بدْر، غنائمُ أرض بني النّضير ، غنَائمُ الأحزاب، غنائِمُ خبير، غنائمُ حنين…الخ.
أمّا الذين يأخذون من أموال الغنيمة من غير المُحاربين، فكانُوا عِدّة أصنافٍ، منهم النّساء والصِّبيان والعبيد، وقد كان نصيب من غنائمُ الغزوات .
2- الفيء:
أ- الفيء لغة: من فيأ والفيء ما كان شمسًا فنَسَخَهُ الظلّ، والجمع أفْياء وفُيوء .
ب- أمّا اصطلاحا:
الفيء غير الغيمة: هو ما وقع بين الإمام والكفار في أعاقهم وأرضهم ورعِهم وفيمَا صُولِحُوا عليه ممَّا لمي أخذه المسلمون عُنْوَة ، ولم يقهروه عليه حتّى وقع فيه بينهم صلْحٌ وذلك للإمام أن يضعه حيث أمَرَهُ الله .
ج- الفيء في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلّم:
لقد عُومِلَ الفيء في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلم، معاملة الغنيمة، وقُسِّم مثلما قُسمت على أهْلِهَا وأصحابها.
3- الجِزْيةُ:
أ- الجزية لغة:
مشتقّة من مادّة (ج.ز.ي) بمعنى جَزاهُ بما صَنَعَ، يقل العرب جَزَى ، يجزي، إذا كافأ عمّا أُسْدِيَ إليه ن والجِزْية مشتقّة من المجازاة على وزن فعلة، بمعنى : أنّهم أعطوها جزاء ما منحُوا من الأمْنِ .
ب- الجزية اصطلاحا:
ضريبة يدفعها أهل الكتاب بصفة عامّة، ويدفعها المجوس في آراء أغلب الفقهاء والمشركون في رأي بعضهم نَظير أن يدافع عنهم المسلمون، وإن فشِلَ المسلمون في الدفاع عنهم تردّ إليهم جزيَتُهم .
ج- الجزية في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلم:
تُعدّ الجزية موردًا مهمًا من موارد بيتِ المال، وهي تتعلق بالأعباء المالية لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي بوصفهم جميعًا أبناء وطنٍ واحد ينعمون به ويتحمّلون تبعاتِهِ.
اخْتلف في أوّل جزية أخذَها الرّسول صلّى الله عليه وسلم هي جزية أهلِ نجْران .
فقد أُخذت الجزية من أهل “الرّوم”، وأهل “أذرح” وأَهْلِ “جرْبَاء”، وأهل “تبالة”، و”جرش”، وأهْل “نَجْرَان”، و”اليمن”، و”البحْريْن”…الخ .
ويلاحظ أنّ القرآن الكريم لم يشرّع تشريعاً مفصّلاً في الجزية.
4- الزّكاة:
أ- الزّكاة لغة: هي لغة تعنِي النّماء والبركة والزّيادة والطّهارة .
ب- أمّا اصطلاحا:
هي تمليك جزء من مال، عيْنُهُ الشّارع، من مسلم فقير، بشرط قطع المنفعة من الملك من كُلِّ وجه .
وقِيل: “إيتاء جُزْءٍ مقدّر من النِّصاب الحَوْلِي إلى الفقير لله تعالى ومن جهة أخرى هي تطهير المال وحصول البركة فيه، ونحوه بالرّبح والإثمار، وتطهير صاحبه من الذّنوب . لقوله تعالى: ﴿خُذْ من أموالهم صدقة تُطهّرهم وتزكّيهم بها”﴾ .
ج- الزّكاة في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم:
إنّ تشيع الزّكاة ف النّظام المالي للدّولة الإسلامية قد أحدث تحوّلاً كبيرًا. فجمع الزكاة كان بحاجة إلى تشكيل مؤسسة تقوم بوظيفتها بشكل دقيق ومنظم.
وقد فُرضت في السّنة الثّانية من الهجرة ، لتكون اخذ أركان الإسلام الخمْسة، وقد قُرنت في القرآن الكريم بالصّلاة .
حيث حذّر –النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- من منع هذا الرّكن الاجتماعي وحثّ على أدائه، تطهيرًا للنّفس من الشحّ والبخل، وإعانة المحتاجين والفقراء.
ويستفاد من المصادر التّاريخية أنّ الأموال الزّكوية (الجمال، البقر، الغلاّت، الحبوب..الخ) كانت تحفظ في أماكن ومحلاّت خاصّة.
فوجود مثل هذه الأماكن في الدّولة الإسلامية لغرض حفظ أموال الدّولة ضرورة حتمية، فليس من الصّحيح أن تحفظ أموال الدّولة في المنازل الشّخصية وبدون إشراف أو مراقبة.
كما تشير هذه المصادر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ، قام بتشكيل الإدارة المركزية للزّكاة في أيّام الحكومة الإسلامية في المدينة المنوّرة، والتي عُرفت بعد ذلك ف التمدّن الإسلامي بـ “المُسْتوفي ” والذي كانت وظيفته جمع الأموال الزّكوية من العمال والإشراف عليها، ومن ثمّ تحويلها للنبيّ صّلى الله عليه وسلّم .
واتّبع جُباة الرسول –صلى الله عليه وسلم- في تحصيلهم للزّكاة طريقة “التّقدير الجزافي” ، وهو ما عُرف باسم “الخرص أو التمخين” ، وهذا يتمّ في حالة تقدير محصول الثّمار ، كما أحاط الإسلام عمليّة الخرص بضوابط تحفظ حقّ الزّكاة .
وقد لاحظ العلماء الفرق بين الزكاة والجزية، ويمكننا توضيحهُ في الجدول التّالي:
5- الصّدقة:
أ- الصّدقة لغة:
تصدّقت : أعطيته صدقة، والفاعل متصدّق، والمتصدِّق هو المعطي .
ب- الصّدقة اصطلاحًا:
الصّدقة هي ما يُخرِجُه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزّكاة والشيء يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى.
ومن خلال هذه التعريفات للصّدقة والزّكاة لوحظ الفرق بينهما حيث أنّ الصّدقة ما يُخرجه الإنسان من ماله على وجه التطوّع، بينما الزكاة واجبة.
ج- الصّدقة في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
لقد قام النبيّ صلّى الله عليه وسلم بتدريب عماله على الصّدقات، حيث أصبحوا مثالاً للنّزاهة والشّرف والأخلاق في العمل، حيث قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله فرض عليكم من أموالكم صدقة””.
ويُنتظر من عامل الصّدقة أن يقوم بجمع الأموال من الأغنياء وتوزيعها على المستحقين (الأصناف الثمانية المذكورة في آية الصّدقات) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، ينفق من مال الصّدقة على الأعراب لسدّ حاجاتهم ،وهم المقصود بهم في الآية الكريمة :﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٦٠﴾﴾ .
6- الخَرَاج:
أ- الخَراج لغة:
الخراج من خرج يخرج خروجًا، وأصله ما يخرج من الأرض، والجمع: أخراج .
ب- أمّا اصطلاحا:
الخراج هو الضريبة التي يفرضها الإمام على الأرض الخَراجية النّامية، وهو ما وَضع على رقاب الأرض من حقوق تؤدّى عنها .
ج- الخراج في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
يُعدُّ ما فعله -النبيّ صلّى اله عليه وسلم- بأهل خيْبر هو الخَراج، والخراج بالمعنى الاصطلاحي لم يعرف إلاّ في زمن “عمر بن الخطاب” .
7- الضّريبة:
أ- الضريبة لغة:
هي مؤنّث الضّريب وهو الرّأس، والموكل بالقِداح. أو الذي يضرب بها .
ب- الضّريبة اصطلاحًا:
الضريبة ما تفرضه السّلطة بقصد تغطية نفقات الحرْب والدّفاع، والخدمات العامّة، كما أنّ جِبَايتها كانت تتمّ في أغلب الأحيان دون مراعاة قواعد العدالة .
ج- الضريبة في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسّم:
عوملت الضريبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم معاملة الزّكاة والجزية، وسمكن توضيح ذلك في المخطط التّالي:
حيث أنّ الفرق واضح بين الضريبة الإسلامية (الزكاة) والضريبة المالية الخاصة (الجزية) وذلك ما لخّصناه في الجدول الذي سبق.
8- الوقف: (الأوقاف):
الوقف لغة هو الحَبْس .
الوقف اصطلاحًا:
الحبْس بمعنى المَنْعُ، ويُقصد به إمساك الشيء ومَنع تملّكه بأيّ سبب من الأسباب .
الوقف في عهد النبيّ صّلى الله عليه وسلّم:
رُوي في كتاب “تاريخ المدينة المنوّرة” أن رجلاً من يهود المدينة أسلم وجاء مع جيش الإسلام إلى معركة احد وأوصى بأمواله إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا قُتل فيها، حتى تُوضع بساتينه تحت تصرّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقُتِل هذا الرَّجُل في المعركة المذكورة ودُفِن إلى جنب مقبرة المسلمين .
فهذه البساتين كانت من جملة الأموال المخصوصة للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والتي وهَبَهَا إلى ابنته فاطمة الزّهراء عليها السلام بأمر من الله سبحانه وتعالى .
ومن هنا يمكننا تعريف الهبة :
أ- الهبة لغة:
جاء في لسان العرب : الهبة العطيّة الخالية عن الأعواض والأغراض وسمي صاحبها وهّابًا .
وفي معجم مقاييس اللغة : الواو والهاء والباء كلمات لا يقاس بعضها على بعض ، تقول: وهبت الشيء هِبة وموهوبًا، واتهبت الهبة قِبلتُهَا .
ب- أمّا اصطلاحا:
الهبة بالمعنى الأعمّ تشمل الهديّة والصّدقة والعطيّة، وتشمل الوقف أيضا عند بعضهم ن وهي تمليك المال بلا عوض.
فمعناها الإصلاحي لا يختلف عن معناها اللّغوي.
خاتمة:
بعد التّطواف بمضامين البحث يمكننا التوصل إلى النتائج الآتية:
1- تعدّ الهجرة إلى المدينة المنوّرة بداية نشوء التنظيمات المختلفة للدّولة الجديدة، ومن ضمنها نشأت التنظيمات الماليّة التي يتطلّبها الوضع الجديد.
2- انقسمت الإدارة في عهد النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم إلى: إدارة: مالية، وعسكرية، ودينية.
3- كان المسلمون في بداية الهجرة يُمَوِّلون دعْوَتهم من تبرّعاتهم الخاصّة.
4- قام النبي صلّى الله عليه وسلّم بعَدِ من الأعمال ذات الصبغة المالية حال هجرته ، وكانت المآخاة ذات صبغة مالية، إذْ تقتضي أن يشترك المتآخون في الأموال لتخفيف المعاناة عن المهاجرين.
5- تنحصر المصطلحات المالية في عهد النبي –صلّى الله عليه وسلّم- في: الغنيمة، الفيء، الجِزْية، الزكاة الصّدقة، الضّريبة، الأوقاف، الهبة.
6- مارس النبي –صلّى الله عليه وسلّم- مبدأ “اختيار الأصلاح” في تعيين رجال إدارته، وقام بالرّقابة عليهم مراعاة لحسن الإدارة المالية على البلاد.
7- انشأ النبي –صلى الله عليه وسلم- جهازًا إداريًا لجمع الأموال المستحقّة وحفِظها وتوزِيعها على أصحابه وكان يخضع هؤلاء للمحاسبة المركزية المستمرة.
وهذا ما كان منّا فقط قبس من سياسة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-المَالية تزَحْزح بها عن الأعيُن السّراب، ونرْتَقيِ عن طريقها بالتّوكّل المقْترن بالأسباب.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
التهميش :
ينظر:السيرة ،ابن هشام،تحقيق:مصطفى السقا وآخرون،دط،1955،المجلّد:01،ص317 وما بعدها.
2 ينظر: الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم-دراسة تاريخية للنّظم الإدارية في الدولة الإسلامية،حافظ أحمد عجّاج الكرمي،دار السلام ،المعهد الوطني للفكر الإسلامي،مصر،القاهرة،ط:02،2007،ص:145،وينظر:تاريخ الأمم والملوك، الطّبري تح: محمود أبو الفضل إبراهيم،بيروت،دار السويدان،دت،ج:02،ص:335.
3 ينظر:الإدارة في عصر الرسول-صلى الله عليه وسلم-حافظ أحمد عجاج،ص:145.
4 السّنن،ابن ماجة،تح:محمد فؤاد عبد الباقي،دط،دت،ج:02،ص:751.
5ينظر: الطبقات الكبرى،ابن سعد بن منيع البصري،دار صادر ،بيروت،دط،دت،ج:01،ص:237.
6 ينظر: الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم،حافظ أحمد عجاج،ص:146.
7 ينظر:الإدارة،طارق طه،دار الجامعة الجديدة،الأزاريطة،مصر،دط،2007،ص:30.
8 ينظر:المرجع نفسه،والصفحة.
9ينظر:الإدارة،طارق طه،ص:36.
10ينظر: المرجع نفسه ،ص:37.
11 ينظر: المرجع نفسه ،ص:40.
12 ينظر: المرجع نفسه،ص:40.
13 ينظر: المرجع نفسه ،ص:40.
14 ينظر: الإدارة،طارق طه ،ص:41.
* نجد هذه الخصائص في جميع أنواع الإداريين الناجحين مهما تعددت أو اختلفت أنواع الإدارة أو أقسام المنظمة.
15 ينظر:الإدارة ،طارق طه،ص:39.
16 ينظر : الإدارة ،طارق طه ،ص52.
17 ينظر:الإدارة ،طارق طه،ص:53.
18 ينظر:المرجع نفسه،ص:55.
19 ينظر:الإدارة ،طارق طه،ص:58.
20 ينظر:الإدارة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم،حافظ عجاج الكرمي،ص:112.
21 ينظر:المرجع نفسه،ص:113.
22 ينظر:أنساب الأشراف،أحمد بنيحي بن جابر البلاذري،تح:محمد حميد الله الحيدر أبادي،دار المعارف ،القاهرة، ج:01 ص:526.
23 ينظر:السيرة النبويّة،أبو محمد عبد الملك بن هشام،تح:مصطفى السقا،دط،1955،ج:02،ص:6-10.
24 ينظر:الإدارة في عصر الرسول على الله عليه وسلم،حافظ أحمد عجاج الكرمي،ص:116.
25 ينظر:المرجع نفسه والصفحة.
26 السّنن،ابن ماجة،ج:02،ص:530.
27 ينظر:عواد الجيش والقتال في صدر الإسلام،ابن عبد الحكيم عبد الرحمن عبد الله،الزرقاء،الأردن،مكتبة المنار،1987 ،ط: 01،ص:100.
28 ينظر:البداية والنهاية،ابن كثير،دار الفكر العربي،بيروت،لبنان،ط:04،1987،ج:05،ص:04.
29 ينظر:الإدارة في عصر الرسول-صلى الله عليه وسلم-،حافظ أحمد عجاج الكرمي،ص:187.
30 ينظر: المرجع نفسه، ص:187.
31 الإدارة في عصر الرسول-صلى الله عليه وسلم-،حافظ أحمد عجاج الكرمي،ص:193.
32 المرجع نفسه،والصفحة.
33 المرجع نفسه،ص: 194.
34 المرجع نفسه،ص:195.
35 المرجع نفسه،والصفحة.
36 الإدارة في عصر الرسول-صلى الله عليه وسلم-،حافظ أحمد عجاج الكرمي،ص:199.
37 المرجع نفسه، والصفحة.
38 الإدارة في عصر الرسول –حافظ أحمد عجاج الكرمي، ص: 212.
39 المرجع نفسه، وص:213.
40 المرجع نفسه، ص:145.
41 ينظر: الإدارة في عصر الرسول –حافظ أحمد عجاج الكرمي- ص:147.
42 ينظر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، الفيومي، تح: عبد العظيم الشناوي، دار المعارف ، كورنيش النيل، القاهرة ط02، 1119،ج02، ص:455.
43 المنصف، الصنعاني، تح: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي ، بيروت، ط:01، 1970، ج:05 ص:310.
44 ينظر: السيرة ،ابن هشام، مجلد 01، ص:602.
45 ينظر: المصدر نفسه، ص:603.
46 ينظر: الإدارة في عصر الرسول ، حافظ أحمد عجاج الكرمي ، ص:154 وما بعدها.
47 لسان العرب ، ابن منظور، مادة (ف ي أ).
48 ينظر: السيرة ،ابن هشام، مجلد 01، ص:602.
49 ينظر: الصحاح، الجوهري، تح: أحمد عد الغفور عطار، دار العلم، الملاين، بيروت، ط:01، 1979، ج:06، ص:2302.
50 ينظر: النفقات العامة في الإسلام، إبراهيم يوسف، ص:65.
51 ينظر: الأموال ، أبو عبيد، ص46، وينظر : سياسات المالية في عصر عمر بن الخطاب ، عمامر محمد نزار جلعوط، مقال في جوجل، ص: 40.
52 ينظر: الإدارة في عصر الرّسول ، حافظ احمد عجاج الكرمي، ص: 158.
53 مقاييس اللغة، ابن فارس، تح: وضبط: عبد السلام محمد هارون ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، (د.ط)، (د.ت) ص:14.
54 ينظر: البناية في شرح الهداية، بدر الدين العيني، تح: أيمن صالح شعبان، دار الكتب العلمية ،(د.ط)،(د.ت)، ج03، ص: 340.
55 ينظر: جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل، تصنيف حسن الأقماري الصوفي،المكتبة الثقافية، بيروت،1332،(د.ط) ج:03، ص:340.
56 سورة التوبة، الآية: 03.
57 ينظر: تفسير سورة الأعراف، الآية: 156.
58 ينظر: الإدارة في عصر الرّسول،- حافظ أحمد عجّاج الكرمي، ص: 157.
59 ينظر: المرجع نفسه ، ص:161.
60 ينظر: لسان العرب، ابن منظور ، مادة (ص.د.ق).
61 ينظر: مفردات ألفاظ القرآن، الأصفهاني ، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 03، 1980، ص 480.
62 ينظر: الإدارة في عهد الرّسول ، حافظ أحمد عجاج الكرمي، ص:161.
63 سورة التوبة، الآية:60.
64 ينظر: لسان العرب، ابن منظور، ج04، ص:54، مادة (خ.ر.ج).
65 ينظر: أبو يعلى الفرّاء، الأحكام السلطانية، مطبعة مصطفى الحلبي، القاهرة، ط02، 1966م، ص:162.
66 ينظر: الإدارة في عهد الرّسول ، حافظ أحمد عجاج الكرمي، ص:162.
67 المعجم الوسيط، ج:01، ص:537.
68 ينظر: النظم الضريبي، عبد الكريم صادق بركات ، الدار الجامعية، بيروت، ص:17.
69 لسان العرب، ابن منظور ، ج:09، ص:359.
70 ينظر: شرح مختصر الخرقي، الزّركشي، ج:04، ص:268.
71 ينظر: مقتطفات من تاريخ المدينة المنورة ، الشيرازي، ص:40.
72 ينظر: المصدر نفسه والصفحة.
73 ينظر: لسان العرب، ابن منظور ، ج:01، ص: 803.
74 مقاييس اللغة، ابن فارس، ص:1106.
*أستاذ محاضر قسم أ، جامعة حسيبة بن بوعلي – الشلف- الجزائر